أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد رباص - مترجم/ جودار باشا.. العبد المحررة رقبته والفاتح لطرق الذهب عبر الصحراء














المزيد.....

مترجم/ جودار باشا.. العبد المحررة رقبته والفاتح لطرق الذهب عبر الصحراء


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7874 - 2024 / 2 / 1 - 02:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في عام 1590، عين السلطان السعدي أحمد المنصور الجندي الإسباني جودار باشا لقيادة حملة في غرب إفريقيا. بفضل هذا الفتح، نجح السعديون في السيطرة على طرق تجارة الذهب والملح.
كان السلطان السادس من عائلة الملوك السعديين، أحمد المنصور (1578 - 1603) مهتما بالحفاظ على علاقة سلمية مع أوروبا. بدلاً من محاولة إعادة احتلال الأندلس التي كانت قد سقطت إماراتها الإسلامية منذ عام 1492، اختار توسيع منطقة نفوذه إلى الجنوب باتجاه إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وبهذه الطريقة نجح أولا في السيطرة على منطقة تداول الذهب، وبالتالي الفوز على نظرائه الأوروبيين. وسيعهد بهذه المهمة إلى جودار باشا قائد الجيش الذي قاد الحملة في الجنوب الشرقي باتجاه مالي بأوامر من السلطان.
وُلد جودار باشا عام 1550 في مقاطعة ألميريا تحت اسم دييغو دي جيفارا، ويُدعى أيضا جواد باشا أو جؤذر باشا، وكان أسيرا لدى السعديين (1554 - 1636). أصبح عبدا في سن مبكرة، وسرعان ما تم تجنيده في خدمة السلطان بعد تحرير رقبته. في عام 1590، عينه أحمد المنصور لقيادة فتح سونغاي (القرن الخامس عشر - القرن السادس عشر). هذه الإمبراطورية العظيمة في غرب أفريقيا، حيث كانت تمبكتو عاصمة تجارية، مزقتها الحرب الأهلية.

- غزو إمبراطورية سونغاي
قدم عدم استقرار سونغاي فرصة ذهبية للسلطان السعدي وذراعه العسكرية اليمنى. ومن شأن احتلال المنطقة أن يؤدي إلى التحكم في تجارة الذهب والملح والجلود وجوز الكولا وحتى العاج.
لهذا الموضوع كرس المؤرخ الغاني جون كولمان دي جارفت جونسون دراسة بعنوان "المجد الأفريقي: تاريخ حضارة الزنوج المختفية" ( - المطبعة الكلاسيكية السوداء - 1986). وأشار الباحث في كتاباته إلى أنه في 28 فبراير عام 1591، "توقف جودار باشا وجيشه عند الضفة اليسرى لنهر النيجر في قرية تسمى كارابارا".
بقي قائد الجيش الفاتح ورجاله هناك لفترة وجيزة، قبل أن يتوجهوا وجهة غاو، عاصمة سونغهاي و "منجم ذهب" حقيقي. على بعد حوالي 80 كيلومتر من عاصمة غرب إفريقيا، كانوا يستعدون لبدء المعركة الكبرى. أما بالنسبة لرجال إمبراطورية سونغاي، فقد حشدوا بسرعة جيشا قوامه 18000 من الفرسان و 9700 من المشاة، بقيادة أسكيا إسحق الثاني، الذي حكم البلاد من 1588 إلى 1591.
على الرغم من حجم جيش سونغاي من حيث العدد، إلا أن جيش سونغهاي كان يمتلك القليل من العتاد ولم يكن لديه أي أسلحة نارية، وفقا لجون كولمان دي جارفت جونسون. أثناء المواجهة، كان رجال جودار مدججين بالأسلحة ومسلحين بالمدافع. وهكذا وقعت معركة تونديبي في 12 أبريل 1591، وعلى الرغم من أن الجيش العدو كان بحجم أكبر، إلا أن جودار حقق انتصارا مدويا. في الحقيقة، يذكر الباحث أنه "نجح بسرعة في أن تطأ قدمه غاو دون معارضة كبيرة". وهكذا دفع جودار بأتباع أسكيا إسحاق إلى الجنوب، بالقرب من الروافد الدنيا من النيجر.
كما تقدم للوصول إلى تمبكتو وجيني، وبالتالي سيطر على المنطقة التجارية الرئيسية عبر الصحراء وأتم المهمة التي كلفه بها أحمد المنصور. ومع ذلك، سرعان ما عانت صحة المحاربين من عواقب هذا الصراع وكذلك من قساوة المناخ.
- العودة إلى مراكش
وبحسب المؤرخ الغاني، "عانى جيش جودار باشا من الأمراض المتفشية في المناطق المدارية، لدرجة أن القائد فكر بجدية في المصالحة مع الإمبراطور الذي طرده من معقله". قُتل أكثر من 400 من رجال جودار بهذه الطريقة، مما دفع الأخير لمحاولة الحد من الضرر. ولهذه الغاية، اتخذ الخطوات اللازمة مع أحمد المنصور لإبرام معاهدة سلام مع أسكيا إسحق الثاني.
ثارت ثائرة السلطان، فأرسل عمار باشا إلى جودار، ليأمره بالعودة "حتى لو احترقت الأرض بالنيران"، يتذكر بلامر. لم يعد أمامه خيار، فغادر القائد العسكري الساحل متوجهاً إلى مراكش في 27 مارس 1599، تاركاً وراءه حالة عدم استقرار كبيرة.
وهكذا حل باشا جديد محل جودار عند وصوله إلى مدينة أوشر. هناك تم اغتيال الجندي المخلوع، بعد ثماني سنوات، بأمر من مولاي عبد الله، أحد أفراد عائلة السعديين الخاكمة. لكن الحقيقة هي أنه بفضل هذا الفتح الذي قام به حودار باشا والسماح بالسيطرة على طرق التجارة الصحراوية، عرف أحمد المنصور باسم المنصور الذهبي .
عن: Yabiladi



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الممثل مايكل لونسدال.. طفولة مغربية بين الدار البيضاء وسجن ع ...
- الأنوروا غاضبة من تعليق عدة دول لتمويلاتها
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة الدار البيضاء – سطات تدا ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء السا ...
- رسالة مفتوحة من الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان إلى السي ...
- كلود لوروا: الفوز بكأس إفريقيا للأمم مرشح لأن يتأرجح بين الس ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء الخا ...
- فريدريك نيتشه وفرنسا.. كيف نشأت وتعمقت هذه العلاقة؟
- محاميات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في زيارة لسعيدة العلم ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء الرا ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء الثا ...
- فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقرا ...
- الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان يتضامن مع ساكنة فكيك داع ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء الثا ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء الأو ...
- الأساتذة الموقوفون عن العمل: الوزارة مستعدة للتخلص من العبء ...
- قانون المجموعات الترابية الصحية يهدد مستقبل المهنيين ويضرب ف ...
- اللجنة المؤقتة تسقط في امتحان البطاقة الصحفية برسم 2024
- رسالة من لحسن اللحية بصفته أستاذا بمركز التوجيه والتخطيط الت ...
- حملة هدم ‘تجمع الداهومي ببوزنيقة.. نعم لتحرير الملك البحري، ...


المزيد.....




- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد رباص - مترجم/ جودار باشا.. العبد المحررة رقبته والفاتح لطرق الذهب عبر الصحراء