أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - فريدريك نيتشه وفرنسا.. كيف نشأت وتعمقت هذه العلاقة؟














المزيد.....

فريدريك نيتشه وفرنسا.. كيف نشأت وتعمقت هذه العلاقة؟


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7869 - 2024 / 1 / 27 - 00:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد أن كان الفيلسوف فريديريك نيتشه منبوذا من قبل نظرائه الفرنسيين منذ فترة طويلة، ها قد تم منذ سنوات الاعتراف به والسماح بتدريس مؤلفاته. كيف فرضت كتاباته نفسها؟ وما المكانة التي تحتلها في الفكر المعاصر؟
إذا كان من الواضح اليوم في فرنسا أن نيتشه فيلسوف يستحق أن يقرأ ويدرس ويناقش، فقد أمعنت في إهماله دائما. فبعد أن نبذه الفلاسفة منذ فترة طويلة، وجد أولاً قراءه الأوائل لدى الفرنسيين من بين الباحثين والكتاب. تم تقديمه للجمهور الفرنسي في نهاية القرن التاسع عشر من قبل المختص في الفلسفة الألمانية هنري ليشتنبرغر Henri Lichtenberger وهنري ألبرت Henri Albert مؤرخ الأدب الألماني لدى دار النشر ميركيور دي فرانس Mercure de France ومترجم كتاب”هكذا تكلم زارادشت” عام 1898، وأعمال رئيسية أخرى.
لذلك، فإن أول استقبال فرنسي لنيتشه كان في صورة هذه الترجمات الأولى – الأنيقة، على الرغم من أنها غير دقيقة في بعض الأحيان – التي قرئ من خلالها، أي أنها صورة أدبية بشكل أساسي. “لا براهين على الإطلاق، لذلك فهو شاعر”، يحكم فاليري الذي افتتن بالنقد النيتشوي للغة والفلسفة. وإذا عد في ألمانيا آنذاك كلاسيكيا في الفلسفة، فقد ألهم فرنسا، لاسيما كتابها. هذه هي حالة أندري جيد André Gide، الذي تشهد روايته “اللاأخلاقي” (1902)، من بين أمور أخرى، على هذا التأثير.
تعمق الاكتشاف الفرنسي لفكر نيتشه، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مع أعمال تشارلز أندلر Charles Andler وترجمات جينفييف بيانكي Geneviève Bianquis. إذا وجد نيتشه في مرحلة أولى قراءه سواء من جانب اليمين القومي والمناهض لدريفوس (ليشتنبيرغر، ألبير) أو من اليسار (تشارلز أندلير Charles Andler، أو جورج بالانت Georges Palante، الذي يؤيده اليوم كاتب فرنسي مثل ميشيل أونفري Michel Onfray) في ثلاثينيات القرن الماضي، فقد وجد نقد نيتشه للتنوير والديمقراطية والاشتراكية استجابة مواتية بين الكتاب اليمينيين مثل تييري مولنيي Thierry Maulnier أو دريوه روشيل Drieu la Rochelle.
ومع ذلك، لم تعد الإحالة إلى نيتشه مركزية حقا في الفلسفة الفرنسية إلا انطلاقا من سنوات 1960 و1970 مع جيل دولوز Gilles Deleuze وميشيل فوكو Michel Foucault. مشروع دولوز ل”الإطاحة بالأفلاطونية”، قيد العمل، وفقا له، سواء في الفلسفة الكلاسيكية وفي فلسفة هيجل كما في التحليل النفسي، هو صراحة من إلهام نيتشه. يجب على الفكر أن يتوقف عن التفكير في ذاته أو عن تمثل نفسه من خلال البحث عن حقيقة متطابقة أو متجانسة معه، من أجل أن يهتم بما هو خارجه، مختلف عنه، والذي يطلق عليه ديلوز “خطة المحايثة“. من خلال جعلها حساسة تجاه الاختلافات، تجاه كل شيء يظهر علامة أو دلالة، لم يعد للفلسفة موضوع خاص بها، فهي في عقر دارها في كل مكان. لا شيء غريب عنها بعد الآن. أصبحت، حسب رغبة نيتشه، أحد مكونات الحياة.
بالنسبة لميشيل فوكو، أحد الفلاسفة الفرنسيين الأكثر تأثراً بنيتشه، يعتبر الأخير أحد أساتذة الشك الثلاثة، إلى جانب ماركس وفرويد. مع نيتشه ينشأ الشك في كوننا لا نعبر بدقة عما نقوله. من هنا، وفقا لصيغة نيتشه، “لا توجد وقائع، وإنما فقط تأويلات”، كل شيء أصبح علامة أو عرضا يتعين تفسيره. والأكثر من ذلك ، “كل شيء هو بالفعل تأويل، كل علامة في حد ذاتها ليست الشيء الذي يعرض نفسه للتأويل، ولكنها تأويل لعلامات أخرى”. ستكون الأركيولوجيا الفوكوية في حد ذاته من سلالة فلسفة نيتشه. لأننا نعلم الآن أنه “في أصل ما نعرف وما نحن عليه، ليس هناك حقيقة ووجود، ولكن هناك خارجية الحدث”. إن “موت الإنسان”، الذي أعلن عنه فوكو في نهاية “الكلمات والأشياء”، هو إلى حد ما النتيجة النهائية لموت الله.
المصدر: مجلة "l express"



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاميات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في زيارة لسعيدة العلم ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء الرا ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء الثا ...
- فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقرا ...
- الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان يتضامن مع ساكنة فكيك داع ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء الثا ...
- تاريخ الفلسفة، تاريخ العلوم وفلسفة تاريخ الفلسفة (الجزء الأو ...
- الأساتذة الموقوفون عن العمل: الوزارة مستعدة للتخلص من العبء ...
- قانون المجموعات الترابية الصحية يهدد مستقبل المهنيين ويضرب ف ...
- اللجنة المؤقتة تسقط في امتحان البطاقة الصحفية برسم 2024
- رسالة من لحسن اللحية بصفته أستاذا بمركز التوجيه والتخطيط الت ...
- حملة هدم ‘تجمع الداهومي ببوزنيقة.. نعم لتحرير الملك البحري، ...
- جماعة واد الشراط: الجدل يحتد على مكبات النفايات
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء ال ...
- سيمون دي بوفوار: المرأة متساوية مع الرجل من الناحية الفكرية ...
- جان جاك روسو: الملكية الخاصة تؤدي للتفاوت والمجتمع المدني يغ ...
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء ال ...
- تحالف جديد بين حزبي الوردة والكتاب وحزب المصباح يكابد العزلة
- الخلافات الفلسفية وتحدي التكامل والتحقيق المفاهيمي (الجزء ال ...


المزيد.....




- لماذا يثير مسؤولون أمريكيون شكوكا حول إمكانية إعاقة برنامج إ ...
- هجوم واسع بالطائرات المسيرة يستهدف كييف وسلطات المدينة تدعو ...
- إسرائيل تهاجم أهدافا في إيران وتقر بحصيلة لقتلاها خلال الحرب ...
- إيران تعلن بدء هجوم صاروخي جديد على إسرائيل
- مباشر: ضربات إسرائيلية تستهدف طهران وغرب إيران
- مطرقة منتصف الليل: الضربة الأمريكية لحظة بلحظة
- لماذا اضطرت إيران إلى استخدام صاروخ خيبر ضد إسرائيل لأول مرة ...
- خبير: -إيران تُخفي النووي المخصب على الأرجح في منشآت تحت الج ...
- هل نتانياهو الفائز الأكبر من الضربة الأمريكية لإيران؟
- تضارب في تصريحات ترامب قبل الضربة لإيران وبعدها


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - فريدريك نيتشه وفرنسا.. كيف نشأت وتعمقت هذه العلاقة؟