أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - سخريات الشعرية القصيرة عند أحمد مطر














المزيد.....

سخريات الشعرية القصيرة عند أحمد مطر


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 7883 - 2024 / 2 / 10 - 10:07
المحور: الادب والفن
    


سخريات شعرية قصيرة للشاعر أحمد مطر
تنوعت تجربة الشاعر أحمد مطر، ربما يمكن بتنضيدها بالشكل التالي:
(1) الحكاية الشعرية
(2) الخطبة السياسية
(3) السخرية
قراءتي تميل لشعريته الساخرة المكينة في الشعرية المختزلة للحدث
وفي هذا القول الشعري تقترب نصوص أحمد مطر من الشفاهية المرحة الساخرة من كل البؤس اليومي الذي يفترسنا ما يزال.
( حيرة
ما أصعب القرار
لو شِئتُ أن أختار
بين حياةِ القِط.. أو
بين حياةِ الفار
فلا أنا مؤهّل ٌ
لأن أقودَ دولة ً
ولا أنا لي رغبة ٌ
في دورِ مُستشار!)
هذه القصيدة القصيرة تقول مأساتنا الطويلة بتفاصيلها كلها.
فهذا المواطن بين خيارين و لا توجد ثالثة الأثافي ليختارها
القط / الفار
قائد الدولة/ مستشار القائد
ربما هذه الحيرة سببها الخوف المتأصل فينا كما جاء في قصيدة(دائرة) التي يقول فيها الشاعر
(نخافُ مِن رئيسنا
لأنه ُ يخاف.
هو الذي أخافنَا
وحين خِفنا خاف
مَن سيًزل ُ خوفنَا
وكلّنا خواف ؟!)
لعل الخوف والحيرة والقلق والتردد راسخة في (مذهب الرعاة) الحكاية الشعرية القصيرة التالية
( الكبشُ تظلّم للراعي :
ما دُمت َ تُفكّر في بيعي
فلماذا ترفض ُ إشباعي؟
قال له الراعي : ما الدّاعي؟
كُلُّ رعاة ِ بلادي مِثلي
وأنا لا أشكو وأُداعي.
إحسبْ نفسَك َ ضِمن قطيع ٍ
عربيّ
وأنا الإقطاعي)
كقارئ أرى أن هذه القصائد تهجو الوضع السياسي العربي بطريقة شعرية أنيقة وتشكيلها الشعري كحكاية يزيدها حلاوة ً وبمرور تكرار القراءة يحفظها القارئ ويستطيع نقلها للآخرين فتتضوع هذه القصائد بين الجماهير. وكما تحاور الكبش مع الراعي فهناك من يتحاور مع الببغاء التي لا حول لها ولا قوة
(- قل ُ لنا يا ببغاء
إن يكون فيك ذكاء
لم لا تخجلُ مِن ترديد ما تسمعهُ
صُبح َ مساء؟)
هنا يكون رد الببغاء نوعا من الجبر المطلق الذي لا فكاك منه
(لست ُ إلاّ طائراً في قفص ٍ
لا أرضَ من تحتي
ولا فوقي سماء
أنا محكومٌ بقانون التدلي في الهواء
ليس لي أي عزاء)
ما يقوله الببغاء هو نفس القول التبريري للكافة في كل العصور والأمكنة. من قصائد القول على لسان الحيوانات، التي يطرزها الشاعر الكبير أحمد مطر تتضوع بحكمة كتاب (نكهة كليلة ودمنة)
للحكيم بيدبا، الذي ترجمه الكاتب عبدالله ابن المقفع. السيء الحظ
السخرية تبلغ أعلى مراحلها في قصيدة (إستراحة)
(مُنع َ التخدير في المستشفيات
عند إجراء الجراحه
زعموا أن مريضا
ساعة التخدير مات
بصراحه
ينبغي أن يعلن الشعب ارتياحه
فمن الممكن أن تَفنى الحياة
بين تخدير الأطباء
وتخدير الولاة)
في هذه القصيدة يستعمل الشاعر الخبر الصحفي الساخر بشكل كريكاتيري ، والمعمار الهندسي للقصيدة يشطرها إلى نصفين . النصف الأول ينتهي بكلمة (بصراحه) ويمثل الخبر/ أو ما يزعمون وما تبقى من القصيدة هو النصف الثاني وقوة هذا النصف أن فناء الشعب .. بين تخديرين مدمرين (تخدير الأطباء) و(تخدير الولاة)
إذن الشعب مبتلى بالحاكم والحكيم.. في قصيدة (الرجل المناسب) تجسد القصيدة شخصية الحاكم الذي يذكرني بحكم قرقوش
(باسم والينا المبجلّ
قرروا شنق الذي أغتال أخي
لكنّه كان قصيراً
فمضى الجلاّد يسأل
: رأسه لا يصل ُ الحبل
فماذا سوف أفعل؟
بعد تفكيرٍ عميق ٍ
أمر الوالي بشنقي بدلا منهُ
لأنّي كنت أطول)
وبهذا الاختيار يعرف القارئ الفطن من هو القاتل الحقيقي الذي قتل شقيق المتكلم في القصيدة... في قراءتي التي اختارت النصوص الشعرية الساخرة للشاعر أحمد مطر. كانت هذه القراءة غير موضوعية، أعني منحازة للنصوص القصيرة التي تعلن بسطوح التمكن الشعري القوي للشاعر من جهد الشاعر في توفير السخرية المرحة والتحاور المسرحي والحكاية بنكهة شعبية يتقبلها المثقف المتخصص والقارئ العادي وهنا تكمن عبقرية الشاعر الكبير أحمد
اعتمدت قراءتي على المجموعة الشعرية الكاملة للشاعر، التي أصدرتها دار البوّاب في بغداد/ الطبعة الأولى 2014
المقالة منشورة في صحيفة مهرجان المربد الشعري/ العدد الثاني 8/ 2/ 2024 المربد الشعري(35) دورة الشاعر أحمد مطر/



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاضرتي في كلية الآداب عن الأدب الفلسطيني
- مراسلات الأستاذ يوسف راضي
- مصطفى الصيّاح ( أشباح هافانا)
- طائر السعف : نخلته ُ لاتنام
- تحريم النسيان: الأستاذ محمود عبد الوهاب في القلب والذاكرة
- مَن يشتعل الفتيل أولا..( الضحايا) رواية فاضل خضير
- كل كرة ٍ تحتوي قبتين
- دقائق من الأوكسجين
- اعتقال الطائي.. وروايتها (الأرملة)
- 20/ 11/ 2023
- ماري : تسعيد المكين والأمكنة
- صموئيل شمعون( عراقي في باريس)
- من (داخل المكان) إلى (منازل العطراني) رواية جمال العتابي
- (الشبّاك في السبيليات): رأيّ في عنونة كتاب مقداد مسعود / بقل ...
- شهادة أفضل شخصية إنسانية لعام 2023
- واقعية الوهم (حفلة الصيد الأخيرة) رواية وحيد غانم
- فاضل العزاوي : الرائي والصاعق اللغوي :
- (تعال معي إلى قنديل) صباح المندلاوي : يحاوره : مقداد مسعود
- كلكامش : بقلم الدكتور ضرغام الأجودي
- العهدة على الناقد


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - سخريات الشعرية القصيرة عند أحمد مطر