أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - شيء مختلف.. الطيب صالح طهوري














المزيد.....

شيء مختلف.. الطيب صالح طهوري


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 7878 - 2024 / 2 / 5 - 22:15
المحور: الادب والفن
    


كاتب المقال: القاص والشاعر الطيب صالح طهوري.

قراءة سريعة في المجموعة القصصية (شيء مختلف)
للاديب الفلسطيني وليد الأسطل.

شيء مختلف جملة إسمية، شيء خبرها ومبتدأها محذوف تقديره هذا.. مختلف نعت لشيء..
الجملة الاسمية ثبات، خلافا للجملة الفعلية التي تحيل إلى الحركة..
ماهو هذا الشيء المختلف الثابت؟ سؤال تفرضه تلك الجملة وتدفع بالقارئ حتما إلى البحث عن إجابته في المتن القصصي.
تتكون المجموعة من سبع قصص قصيرة ليست عربية إلا في لغتها.. عوالمها غربية.. أسماء أبطالها غربية أيضا.. لا ذاتية فيها.
أهم ما يميز هذه القصص هو حالة الوحدة التي يعيشها الفرد الغربي، حيث لا أحد يعير اهتماما للآخر. يصل الأمر إلى حد قتل ذاك الآخر دون أي شعور بالألم. على النقيض من ذلك الشعور يحس القاتل بالكثير من السعادة.
الحالة هذه نتيجة حتمية لتشييء كل شيء في واقع الناس. تشييء الإنسان. بكل برودة يتعامل الفرد مع أقرب الناس إليه. قد يقتل الأقرب إليه ليتمادى أكثر في برودته. إنها ثقافة الاستهلاك التي سيطرت على حياة الناس. إنها تلك المادية التي طغت عليهم وجعلتهم يتعاملون مع بعضهم بمنطق السلعة لا منطق روح الإنسان. يصل الأمر أحيانا إلى حد اختلاط الناس بالرسوم المتحركة، حيث يصعب التفريق بين الاثنين دلالة على أن البشر هناك صاروا كتلك الرسوم التي يتم التحكم فيها وتحريكها وفق إرادة مخرجها. هذه الحالة تقول لنا إن الناس هناك، في عالم الغرب صاروا خاضعين أكثر لجهات تتحكم فيهم وتحركهم في حياتهم كما تشاء.
كلمة شيء تحمل تلك الدلالة. الشيء نفعل به ما نشاء.
يحس القارئ للمجموعة أحيانا وكأنها قصص مترجمة. ما السر في ذلك يا ترى؟
هل يعود الأمر إلى ثقافة القاص الغربية وعيشه هناك؟ ربما.
هل يعود إلى تعمد القاص التركيز على تعريفنا بحياة الناس في ذلك الغرب ليعرفنا على حقيقتها، باعتبارها حياة باردة تفتقد الكثير من حميميتها التي فقدتها تدريجيا عبر الأيام والسنوات؟
هل هي مقارنة غير مباشرة بين حياتنا هنا، في عالمنا العربي، وحياة الناس في الغرب؟ الجدير بالتذكير أن القصص كلها خلت من الأسماء العربية، باستثناء قصة واحدة عنوانها ثابت العربي، لكن الثابت هذا يعيش هناك أيضا، في ذلك العالم الغربي.. جلس الثابت أمام العرافة. يقول لها: المستقبل لا يهمني.. أريد التعرف على ماضي. يغلق عينيه ويعود إلى ماضيه متذكرا. ينتهي متذكرا. يرى نفسه يقاتل ويُقتل مطعونا. تحركه العرافة، ولا يتحرك. إنه ميت. الثابت العربي يموت في علاقته بماضيه، حيث لم يعد ذلك الماضي إلا اجترارا له، غير مجد. يموت في علاقته بمستقبله، حيث لا يهمه ذلك المستقبل، لا تفكيرا فيه ولا عملا على بنائه.
ما يميز القصص أيضا أسلوبها الخاص، من جهة، ولغتها السليمة، وقدرتها الكبيرة على وصف حالات أبطالها وأجواء حياتهم.
المجموعة طبعت في الجزائر، وحتما ستكون متاحة للقراء في مكتباتها.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور مجموعتي القصصية (شيء مختلف)
- شذرتان
- فيلم قضية كوليني
- خاطرة عن الزواج
- من أجل راشيل
- بين يَدَيْ إيروس
- نص قصير من روايتي شيء مختلف
- إلى محمود درويش
- الحجر
- اُلْمُسِيني
- الرّمزيّة
- النَّاي والقصيدة
- هذا ما قالته لي بعد موتها
- المرء عدو ما يجهل
- قصيدتان نثريتان
- الشعر عديم الفائدة
- عن رواية فرس الشيطان
- عن كتاب حوارات نورمبرغ
- جَعَلْتَنِي
- رواية الظل.. إسماعيل كاداريه


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - شيء مختلف.. الطيب صالح طهوري