أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - السعودية والإمارات والتنافس غير المعلن















المزيد.....

السعودية والإمارات والتنافس غير المعلن


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7874 - 2024 / 2 / 1 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة التي تضع تركيزها على الجانب الاقتصادي شيء ايجابي ومهم, وهو واضح للمتابع من قبل "السعودية والإمارات" خصوصا في العقدين الأخيرين, حيث اصبحا رقما اقتصاديا مهما في المنطقة والعالم, بعد فتح باب الاستثمار على مصراعيه, وتوفير بيئة اقتصادية مثالية جاذبة للاموال الغربية, وهذا ما اوجد بينهما نوع من التنافس الخفي على المستثمرين الأجانب, وكانا يتجهان لحل مشاكلهم السياسية في المنطقة, عبر نشر ثقافة التعايش السلمي مع "الكيان الصهيوني", والسعي لتوقيع معاهدة سلام مثل عرب التطبيع السابقون, من دون اي خجل باعتبار المصلحة هم الأهم.
كان الامارات هي السباقة في اعلان اعترافها بالكيان الصهيوني دولة وتبادلوا السفراء والزيارات, حيث وقعت اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني في 16 سبتمبر 2020 , واهم بنود الاتفاق بين الإمارات والصهاينة هو إقامة السلام والعلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل للعلاقات الثنائية... وسعت السعودية للحاق بركب قطار التطبيع لتحقيق اتفاق مشابه بما فعلته الإمارات, للحفاظ على المكاسب الاقتصادية, لكن اندلاع الحرب في غزة جعل اي تحرك سعودي نحو التطبيع يواجه بموجة جماهيرية كبيرة في كل البلدان العربية والاسلامية.
نعم مع وجود تنافس سعودي إماراتي, لكن ايضا هنالك صداقة كبيرة بين البلدين وواضحة بين الزعيمين الفعليين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.


• اتفاقهما في حصارهم لدولة قطر
في عام 2017 اتفق البلدان (الإمارات والسعودية) على الحد من نفوذ دولة قطر المتنامي, وأهم الأسباب التي فاقمت من الصراع هو الموقف من إيران, فالسعودية تُحاول الحد من نفوذ الدولة الإيرانية في المنطقة, كما تُحاول القضاء على الجماعات الاسلامية المقاومة التي تدعمها إيران, على عكس قطر التي لا تهتم بهذا, حيث اتهمت الرياض قطر في بيان: "بدعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف" وهي منطقة ذات غالبية شيعية تقع شرقي السعودية. كما اتُهمت قطر بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن" كما جاء في البيان السعودي.
وساندت الامارات السعودية فقاما بمحاصرتها سياسيا واقتصاديا مع حرب اعلامية شرسة, بكل ما يملكونه من قدرات, وقد فشل حصارهم على قطر بسبب حنكة حكام قطر.


• اتفاقهما في حرب الحوثيين
في عام 2014 حشدت السعودية والإمارات والبحرين وباقي حلفائهم جيوشها (قطر امتنعت عن المشاركة) ضد الحوثيين في اليمن, حيث قالت السعودية: "إنهم لن يتسامحوا مع ما يسمونه "استيلاء ميليشيا مدعومة من إيران على دولة تقع على حدودها الخلفية" يقصد اليمن، وأضاف: "دول الخليج تريد وضع حد للتدخل الإيراني في الشؤون العربية".
فكان التصميم السعودي الإماراتي كبيرا على مواجهة ما يعتبرونه طموحات إيران التوسعية في الشرق الأوسط.
في 21 أبريل 2015 أعلنت السعودية انتهاء عملية عاصفة الحزم, بعنوان انها حققت اهدافها وقضت على القوة الصاروخية التي يملكها الحوثيين, لكن الحقيقة انها فشلت في تحقيق اي هدف من أهداف عاصفة الحزم وتكبدت خسائر كبيرة, وهي من طلبت بانهاء الحرب لان استمرارها يعني خسائر كبيرة لحلف السعوديين.
وقد برز في هذه الحرب شدة الاتفاق السعودي- الإماراتي .

• التنافس الخفي السعودي – الإماراتي
خلف تلك الصداقة الوثيقة بين البلدين (السعودية والإمارات) يوجد صراع هادئ, حيث يتنافس البلدان على الزعامة داخل العالم العربي. خلف الكواليس، تخوض السعودية والإمارات منافسة جيواقتصادية نشطة بأبعاد متعددة:

• البعد الأول:
هناك منافسة هائلة على الاستثمار الأجنبي. ويعود التنافس إلى عام 2009، عندما اعترضت أبو ظبي على الموقع المقترح لمقر البنك المركزي لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، والذي لعب في نهاية المطاف دورًا في إحباط إنشاء البنك نفسه. بين عامي 2012 و2022، كان تدفّق الاستثمار إلى الناتج المحلّي الإجمالي في الإمارات أكبر بنحو 3.5 مرة من نظيره في السعودية، وأصبحت دبي الموقع المفضل لنحو 70% من المقرّات الرئيسية للشركات الكبرى متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط.

• البعد الثاني:
أدى ارتفاع أسعار النفط في عام 2022، بفضل الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى دفع الاقتصاد السعودي إلى النمو بنسبة 8.7%، وهو أعلى معدّل بين دول مجموعة العشرين، التي أنتجت تدفقات كبيرة من رأس المال. وقد شجعت السعودية بنشاط الشركات الأجنبية العاملة في منطقة الخليج على نقل مقرّها الرئيسي إلى أراضيها، وأصدرت تحذيرات من أنّ الشركات التي تفشل في ذلك تخاطر بوقف العلاقات التجارية مع الرياض, وقد أدّت سياسات الطاقة بين السعودية (أكبر مصدر للنفط في العالم) والإمارات إلى زيادة حدة هذه المنافسة. وفي صيف 2021، برز خلاف واضح بين الرياض وأبو ظبي بشأن خطة تقودها السعودية ضمن أوبك+ لإطالة أمد تخفيضات الإنتاج، مع رفض الإمارات للمقترح. وعلى الرغم من التوصّل إلى حلّ واضح لهذا التوتر بسرعة، فقد انتشرت شائعات لاحقة بشأن اعتراض أبو ظبي على هيمنة الرياض داخل أوبك + والتفكير المحتمل في الانسحاب من أوبك.


• البعد الثالث:
ويستثمر كلا البلدين بشكل استراتيجي في الجهود الرامية إلى تعزيز قوتهما الناعمة من خلال استضافة تجمعات دولية بارزة. فقد أنشأت السعودية مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، في حين استضافت أبو ظبي منتدى الاستثمار العالمي، وهو حدث سنوي تنظّمه الأمم المتحدة. ويعمل كل من المنتديات والمؤتمرات بمثابة منصّات لاجتماع القادة والمستثمرين العالميين، وتسهيل اقتراح حلول مبتكرة للتحديات العالمية.

• البعد الرابع:
يمكن أن يكون أوّل مظهر من مظاهر الجغرافيا السياسية لكرة القدم في العصر الجديد. تشتهر دبي بمجتمعها العالمي المنفتح نسبيًا، حيث تجتذب المشاهير لاستضافة الحفلات الموسيقية والعروض. إلا أنّ هذا الامتياز لم يعد يقتصر على دولة الإمارات. في كانون الثاني/ ديسمبر 2023، استضافت الرياض بنجاح MDLBEAST Soundstorm، وهو أكبر مهرجان موسيقي في الشرق الأوسط. وتعكس هذه المساعي مجتمعة الجهود المتعمدة التي بذلتها هاتان الدولتان لإعادة تشكيل صورتهما الدولية وتعزيز التصوّرات الإيجابية عن نفسيهما على الساحة العالمية.
وأنفقت السعودية ما لا يقل عن 6.3 مليار دولار في صفقات رياضية منذ أوائل العام 2021، ما يمثل أربعة أضعاف الإنفاق السابق على مدى 6 سنوات، حسبما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية. واستثمرت المملكة الخليجية المليارات عبر صندوق الثروة السيادي على مدار العامين ونصف العام الماضيين وفقا لتحليل أجرته الصحيفة البريطاني

• البعد الخامس:
أما المنافسة الأخيرة والأكثر محورية، فتتعلّق باستراتيجيات «الرؤية» التي تنتهجها الدولتان. وقد رسّخت دولة الإمارات، بعد أن شرعت في رحلة التنويع منذ سنوات، مكانتها كمركز عالمي للنقل والأعمال من خلال مبادرات استراتيجية تتعلق بمينائي خليفة وجبل علي، يكملها نجاح الناقل الجوي طيران الإمارات.
ومع ذلك، أطلق محمد بن سلمان رؤية 2030، وهي خريطة طريق طموحة للتنويع الاقتصادي السعودي، في عام 2016. والمشروع الرئيسي ضمن هذه الرؤية هو مبادرة نيوم، وهو مسعى بمليارات الدولارات يهدف إلى وضع السعودية كدولة بارزة في البنية التحتية والنقل والتكنولوجيا، ومركز الأعمال والمال في المنطقة.
كما التزمت الرياض أيضًا بأكثر من 100 مليار دولار لتحويل نفسها إلى مركز لوجستي بحري وجوي، وهو ما تميّز ببدء شركة طيران الرياض. وينطوي ذلك على تحدي هيمنة الموانئ الإماراتية من خلال استثمارات كبيرة في ميناء جدة الإسلامي، المقرّر أن يصبح أكبر وأكثر الموانئ ازدحامًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبصياغة مختلفة، دفعت منافسة “الرؤية” الرياض وأبو ظبي إلى سباق التحديث والتنويع، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب بعضهما البعض.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف والحيرة الامريكية بعد قتل وجرح جنودها
- شكل الشرق الأوسط من دون ايران
- المنتخب العراقي والانسحابات من كاس امم اسيا
- مصيبة مدرسة الأبرار في حي الرشاد
- رواية عيناها واسباب عالميتها
- تجاعيد وايجار واتهام
- ماذا سيتشكل بعد حرب غزة ؟
- عجلة التكتوك وخطرها الاجتماعي المدمر
- لماذا عرب التطبيع لا يقطعون علاقاتهم مع الكيان الصهيوني؟
- ابتلاع غزة لغرض إنجاز قناة بن غوريون
- ازمة الضمير ومحنة اهل غزة
- النساء والتفاعل المريب مع العولمة
- ابتزاز كهربائي وقالب ثلج وشرك سياسي
- الجاهلية والحنين لزمن الذل
- منتخبنا الوطني وفوضى الالوان
- الصحافة الساخرة طريق التسقيط الأنجح
- نظام صدام يسعى لحرب ايران -2-
- نظام صدام وافتعال الحرب ضد إيران
- معوقات بناء دولة قوية
- اشكاليات سياسية مزمنة


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - السعودية والإمارات والتنافس غير المعلن