أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب يوسف - مأساة شعب فلسطين ... وأزمة العقل العربي















المزيد.....

مأساة شعب فلسطين ... وأزمة العقل العربي


يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)


الحوار المتمدن-العدد: 7870 - 2024 / 1 / 28 - 04:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


أكثر الشعوب التي اُستغِلت بشكل بشع في تقديري هو الشعب الفلسطيني وربما الان بدأ التحول نحو العراق وتلك قصة أخرى.
جاء قرار بريطانيا كونها الدولة المحتلة في منح اليهود وطن قومي، وجاء معه _ عصر _ البترول العربي _الاخوان المسلمين _ الملوك المراهقين وبالتحديد في مصر والعراق _ الحكام الفاسدين والأنظمة الشمولية، والاهم المصالح الدولية من نازية ورأسمالية وماركسية وامتدادات كل ذلك الى هذا اليوم وأخيرا وربما ليس آخراً إيران_ اللاعب الأخير.
وهكذا بات لكل دولة عربية وغير عربية لها مصلحة مباشرة في القضية الفلسطينية وتمتلك القدرات المالية والإدارية، لها منظماتها واحزابها التي تخدم ايديولوجيتها الخاصة وتبقى قوتها ومستقبلها مرهون ببقاء النظام الذي تخدم مصالحه كما حصل للعديد من المنظمات الفلسطينية التي اندثرت بمجرد اختفاء رعاتها كمنظمة التحرير العربية.

ونستون تشرشل كان يقول (ان من يسيطر على البترول يسيطر على العالم)، اما الالمان والنازيون بالتحديد
كانوا يقولون (ان كل قطرة بترول مقابل قطرة دم)
اذن باختصار البترول والدم _ وفلسطين- العامل المشترك
وهكذا جعلوا من القضية الفلسطينية معجون طماطم كل يضعه على طبخته كي تصبح الطبخة لذيذة وسهلة الهضم.
اليست الطماطم فاكهة الجنة كما أطلق عليها، فعلا انها فاكهة جنة الأنظمة الفاشلة وتصادم المصالح، بحيث أصبحت مأكولة مذمومة الكل يريدها ليرتقي بها الى ألاعالي الفارغة والاحلام الوردية التي يتمناها، والشعب الفلسطيني هو الاخر يتمنى ويركب الموج على امل .... لكنه الخاسر الأول بامتياز علم ذلك ام لم يعلم واقتنع ام لم يقتنع، مأكولة يرقصون عليها كما تفعل إيران الان باعترافاتها الصريحة والعملية، من اجل فرض هيمنتها على المنطقة واثبات مكانتها عالميا بأموال الشعب العراقي الحافي وارواح شعوب المنطقة (من اليمن الى لبنان) وخاصة الشعب الفلسطيني، مذمومة عندما يهزمون ويحملون نظرية المؤامرة دون ان يوضحوا لشعوبهم وأين كان عقلهم وكيف انخدعوا الم يكونوا في وقتها وحدهم القادة الضرورة للامة.
.
في النظام العثماني كانت وظيفة يطلق عليها (النقيب) تعطى للبعض من وجهاء القوم تشريفا لهم مهمته جمع الضرائب والاتاوى من التجار وأصحاب الأراضي والاملاك والمهن للوالي العثماني، ولا يسأل النقيب عن كيفية جمع المال او طريقة استحصاله، لكن في فلسطين اللعبة معكوسة فالوالي الجديد هو من يدفع للنقيب لتنفيذ مخططاته والثمن طبعا هو دماء الشعوب المغلوبة على امرها.
ولان بلاد الأراضي المقدسة كانت ولا زالت فقيرة الموارد وغير قادرة حتى على إعالة نفسها فقد وقعت فريسة كل تلك المصالح الدولية التي تهمها المنطقة مع مصالح الأنظمة الفاشلة التي وجدت في القضية الفلسطينية ضالتها، بل ومستقبلها، مستغلين حلفاء حفاة ليس لديهم شيء يخسرونه، بل العكس هو الصحيح سيتحولون الى ثوار القضية الوهمية وابطال التاريخ.... (ولاحقا ضحايا العامل المشترك) والفائدة الوحيدة بلا شك هي الثروة التي ستغدق عليهم.
.
مشكلة الفلسطينيين ومنذ البدء انهم اختاروا الطريق الذي اعتقدوه الاسهل للوصول الى غاياتهم، اختاروا_ أو فرض _عليهم الطريق الدموي، فكانت المانيا وهي القوة الجبارة آنذاك جاهزة لدعمهم فانزلقوا في الوحل النازي.
بعد عشر سنوات من نشوء دولة إسرائيل انعقد مؤتمر في بغداد اعتمد مبدأ ان يتولى الفلسطينيين أنفسهم تحرير بلدهم،
الا ان هذه الفكرة أعاد هندستها جمال عبد الناصر بعد هزائمه سواء في الوحدة مع سوريا أواليمن حيث وجد ضالته في القضية الفلسطينية لتحقيق أحلامه التاريخية فانزلق فيها وكانت نهايته، وجربها صدام حسين والتحق به، والان بطلة الساحة الدولة الإسلامية الإيرانية التي رفعت شعار تحرير القدس متجاهلة انها تحتل أراضي عربية تعادل نصف مساحة العراق(عربستان).
.
لماذا مصير الشعوب يحددها من لم يحترم الشعوب نفسها
خلال فترة لم تتجاوز الشهرين من عام 1941 وقع في العراق ما سمي بحركة رشيد عالي الكيلاني المتحالفة مع المانيا وكان الزعيم الفلسطيني الحسيني موجودا في بغداد، كانت الطائرات الألمانية تنقل البترول العراقي الى المانيا، وحدث في نفس الفترة أكبر عملية نهب واعتداء على اليهود عرفت (بالفرهود) وبالتأكيد انعكس ذلك على عمليات التهجير القسري والطوعي لليهود من البلاد الإسلامية خاصة العراق، ومصر، ولاحقا سوريا، ولبنان.
في السبعينات وبعد مجيء البعث للسلطة حصلت عملية ترويع لليهود في العراق أيضا، وقد لعب عزت الدوري وهو القيادي الكبير في السلطة دورا خبيثا في تهجيرهم كان ظاهره التعاطف معهم كونه كان يعمل سابقا في أحد مصانع الثلج المملوك لسيدة يهودية، لأنه لو كان صادقا لأقنعهم في البقاء وليس الهجرة.
وواحدة من أساليب الترهيب في عدد من البلدان العربية كانت قرارات سحب الجنسية الوطنية (حوالي المليون يهودي) والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا التعمد في تهجير اليهود وأنتم لا تريدونهم الهجرة الى الاراضي المقدسة، هل كنتم تريدون حشرهم فيها لإبادتهم من الكرة الأرضية كما كنا نسمع علنا؟
كان هناك يهود يعيشون في الأراضي المقدسة، واخرين يعيشون في البلاد العربية، والاغلبية في انحاء العالم واغلبهم أعجبتهم الحياة في الولايات المتحدة وخاصة بعد الهولوكوست، والدليل على ان اليهود العرب لم يكونوا جميعا متحمسين للهجرة لان اغلبهم كانوا أصحاب مصالح اقتصادية وكانوا في مواقع علمية واجتماعية جيدة والدليل ان قسما كبيرا منهم لم يغادر الى إسرائيل، بل الى أوروبا والأمريكيتين، اما البلدان التي لم تمارس الضغط عليهم كالمغرب وتونس فقد كانت الهجرة طواعية لمن يرغب، والغريب ان الفلسطينيين كأي مهاجر الى أوروبا والامريكيتين يحصل على جنسية البلد التي هاجر اليها بعد فترة معينة من الإقامة فيها، فلماذا يرفض الفلسطينيين التعامل مع اليهود على هذا الأساس، خاصة وان المنطقة كلها كانت محتلة من قبل بريطانيا والتي عاملت اليهود كما تعامل أي مهاجر اليها وكما عاملت الفلسطينيين أيضا على أراضيها.
واذا كانت عميلة التهجير جريمة وهي كذلك طبعا وبلا رتوش، لماذا تم ويتم تهجير غير المسلمين كافة بشكل او اخر من البلاد الإسلامية ومنذ بدء تدفق النفط العربي وبالتحديد منذ مجزرة الاثوريين عام 1933 وحتى يومنا هذا نتيجة لأحكام الشريعة غير المنطقية التي تتباهى بها الأنظمة الإسلامية بلا خجل، وما جريمة داعش الأخيرة في تهجير سكان مدن بأكملها وتشريدهم دون تعويض ومحاولات الاستهتار بالمكونات ورئاساتها بلا احترام ولاخجل إلا دليل صارخ على عمليات التهجير القسري او الطوعي، اليست حماس تحمل نفس الفكر الداعشي في قرار بياناتها.
وهل كان هناك مبرر لرفض فكرة الدولتين التي يطالب العديد من الفلسطينيين بها الان، ام كالعادة كانوا محكومين بالقرارات التي ترسم لهم من الخارج، لقد خسر الفلسطينيين الكثير من الفرص المتاحة لهم ، مستقبل شعب بأكمله سحق إضافة الى خسارة الارض التي منحت لهم أصلا، وما تسبب من ضياع للفرص القاتلة لكافة شعوب المنطقة من التقدم والعيش الكريم ومواكبة الحضارة الجديدة.
.
هل الحياة بسيطة وساذجة الى درجة ان كل من يتخذ قرار خطير كقرار الحرب يتوجب على الاخرين الاندفاع والهجوم بلا تخطيط مسبق واستعدادات عسكرية ولوجستية وبلا ميزانيات وتمويلات مالية معدة مسبقا!!! تصرفات همجية صبيانية، فيما الاعلام يحشد وكأن الشعوب عبارة عن لعبة الميكانو تنصبها لتتحرك بلا وعي ولا إدراك، ثم تتحرى فتجد اللعبة السياسية وراء كل عملية إعلان للحرب ومن المستفيد منها، ومع من يتحالف ومن الذي يمول هذه الحرب وعلاقته بالقضية الفلسطينية والاهم الدول نفسها هل هي مهيأة للحرب.

.
في العصر الحديث اول من دعا الى انشاء وطن قومي لليهود هو نابليون بونابرت عام 1799 وذلك بعد احتلال مصر ثم توالت المؤتمرات والدعوات وتحدث الفيلسوف كارل ماركس أيضا كتاب له حول محنة اليهود، الى ان احتلت الأراضي المقدسة من قبل بريطانيا من خلال ما يعرف باتفاقية سايكس بيكو.

لقد حكم القادة الفلسطينيين على شعبهم (بالإعدام صبرا كما يقال) منذ اول حرب انطلقت
متى الشعب الفلسطيني يتعظ، ويقتنع بأنه مُستغل حيث بات معجون طماطم الأنظمة الشمولية الفاسدة التي اعتقدت ان بإمكانها استثمار القضية الفلسطينية لتحقيق مآربها وبقائها في السلطة خاصة وأن كل نظام له طائفته وله رجاله من داخل البيت الفلسطيني، وطبعا للمال ولعبته معروفة.
.
المصريون اليوم يهتفون ويطبلون لما اسموه حرب تحرير فلسطين، ولكنهم لا يعلمون ويا للأسف انها إضافة
كونها لعبة إيران في اثبات وجودها في المنطقة وتخريب كل المشاريع السياسية والانمائية لدول المنطقة... وأيضا ... لعبة تدمير مصر
نعم انها اللعبة المزدوجة، لعبة اسقاط النظام المصري بواسطة حماس الاخوانية وإعادة الاخوان الى حكم مصر، مستغلين الوضع الاقتصادي المتأزم فيها، هكذا يستغًل العقل العربي والإسلامي، وأن حماس من مصلحتها تهجير الغزاويين الى مصر لان عددهم الهائل فوق قدرتها على اعاشتهم رغم المساعدات الهائلة من الدول الممولة لحماس وخاصة العراق بأوامر من إيران كما ذكرت، وأيضا من اجل اكمال خطة السيطرة على مصر، وما حركة الحوثيين إلا جزءا من هذه اللعبة.
انها لعبة الميكانو يتم نصبها فيرقص القرد ويصفق القطيع.
اين العقل اين التفكير يا شعب مصر ويا شعب فلسطين وشعوب الامة العربية والإسلامية



#يعقوب_يوسف (هاشتاغ)       Yaqoob_Yuosuf#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هكذا تحكم الشعوب ياحكام بغداد
- كلنا ابراهيم عيسى ... وشر البلية ما يضحك
- الرنكة الحمراء ثانية وخلط الأوراق في تبرير الجريمة لشيوخ الق ...
- متى سنتعلم التمييز بين لغة الحوار والتفاهم، وبين لغة النفاق ...
- ابراهيم عيسى ... والاسخريوطي الاحمق
- ما كتب على الصخر .. وحده لاتهزه العواصف ولا تمحوه الرياح
- لماذا التعتيم على قضية المستشار الكبير احمد ماهر .. بأستغلال ...
- محنة المفكر القدير الدكتور سامي الذيب واللاعبين على القضية ا ...
- كارثة بيروتشيما ... المدينة السياحية الجميلة ... المسرطنة
- ضحك على الذقون وتسويف واحتواء .... ويا للسخرية العسكر يطارد ...
- سيادة القائد عبد الكريم خلف .... سيدي المعمم المؤمن بالله
- ثورة الجاهير العراقية الشجاعة ...ثورة الابرياء المغتصبة حقوق ...
- في دراسة لآيات الزمن في الاسلام .... هل يؤمن المسلمين بالمدن ...
- وأد المرأة قبل الإسلام ..... وأزمة الفكر الإسلامي في المرأة
- حرية الخصوصية الشخصية ... وكيف يستغلها الدكتاتوريين لتصفية م ...
- السيرك الالهي للتسلية ام للانتقام
- بضاعتكم ردت اليكم ... ايران تستخدم اسم العراق للالتفاف على ا ...
- محنة لاعب كرة القدم بسام هشام الراوي ...هل هي محنة بسام الرا ...
- هل الدعوة الى عدم مشاركة المسيحيين في اعيادهم ...هي الغاية ا ...
- مؤتمر حوار الاديان من جديد ..... هل هو مؤتمر تبادل التحيات


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب يوسف - مأساة شعب فلسطين ... وأزمة العقل العربي