أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الطيب عبد السلام - الأفق الشعري














المزيد.....

الأفق الشعري


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 7861 - 2024 / 1 / 19 - 22:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يزدحم الفضاء "الأدبي" بالكتابات الشعرية و التي هي في حقيقتها مجرد دوران في فضاء مغلق تسسبت فيه العقلية المدرسية التقليدية التي حصرت الشعر في أغراض فقهية محددة هي "الغزل و المدح و الذم" فأصبح الشاعر العربي مجرد نساج ينسج على هذه المغازل المنصوبة سلفا،مجرد نساج يتلاعب بألالفاظ و ينوع عليها و يبهرجها ليركب بمكعباتها كل مرة شكلا مختلفا لذات الصورة و الذهنية.
و كسرا لهذا النمط يجنح الشعراء لكتابة قصيدة ذاتيه تعبر تأخذ الشاعر مجددا بعيدا عن الواقع لصالح انا أشبه بالأنا الصوفية المتضخمه في شعورها بنفسها و المحتقره للواقع فيصبح الشاعر كما قال احدهم "متفرد بكأبتي متفرد بصبابتي متفرد بعنائي"، هي انا ثارت على القصيدة الكلاسيكية العربية لكنها ثورة لا تختلف عن ما ثارت عليه في شئ سوى انها تضيف إلى الأغراض الاولى غرضا جديدا هو التعلق بالذات و تصويرها تصويرا سوبرمانيا او حلاجيا او صوفيا او نبويا و في كل الأحوال نحن امام قصيدة لا تقدم شيئا غير عظة إنشائية لجمهور من الحضور الذي يدور معهم في ذات الفلك من الصور الذهنية التاريخية المقدسة.
لذلك فقد صار الشعر المعاصر برمته بلا "جدوى" ولا قدرة على الخروج من كهف افلاطون هذا حيث الماء ماء و الهواء هواء!
و لكن هذا في تصوري تبذير و تضييع للقدرات الكشفية عالية الشفافية التي يكونها القول الشعري، كونه المصباح الذي يضئ عتمات القول و التدفق الميت للحياة المحاصرة في تصورات و مشاعر تأسر النبض في قلبه و الإلتماعات في سمائه، و حينما يغفل الشعر عن هذا السبر و الذهاب المتسائل نحو تدفق الوجود فإنه يتأمر هو الأخر على الحياة و يالها مؤامرة من عزيز كان الأجدر به أن يكشف الغطاء عن وجوه القاتلين.
و لكن كيف سيكسر الشاعر هذا الروتين الشعري و يستطيع الإقتراب من الأفق الشعري الحقيقي؟
ما يميز الكتابه الشعرية هو تلك الذاتيه الباحثة عن التفرد و أبتداع تجربة مزامنة لروح المعنى الجمالي و شفافيته القادرة على الإنفلات من جاذبية الكلمات، و هي نقطة البدء الأولى التي قرر الشاعر فيها أنه "مختلف" قبل ان يسقط في فلك التمدرس و يتحول لشبح يهيم في ليل المكرر و الإنشاء،عليه أن يشكك في كل المعيات و يخوض كل التجارب في الحياة ليضيف لنفسه مشاعرا و خبرات و تصورات تخرجه من "الشلة" او موظفي شركة الكلام..عليه أن يعي أن الملكة الشعرية منفتحه على الوجود و صديقة له و ليست الفاظ متداوله في مجتمع "الشلة" او المجتمع الاكاديمي الذي برزت فيه تلك الأصوات ثم أستمرت في تصوراتها الأكاديمية للشعر.
الشاعر مدعو لإرتياد الأفاق و المغامرة بإلابتعاد عن كل ما يجعله أسيرا لضرورة او صورة تجعل من شعره ذا شرعية! وفقا لما أعتادته "الشلة".. تلك الشلة المهيمنة على الفضاء العربي الشعري كابتة للملكات و التجارب المغايرة، و لا اعني بالكبت معنى الحجر بل هو كبت في كثير من الأحيان طوعي يفرضه الشاعر على نفسه إلتزاما بالمحجة البيضاء التي ليلها كنهارها..فيفقد الشاعر صوته و يضيع قي جوقة المداح.
بهذه الخطوة الأهم يستطيع الشاعر الدخول لمعمعة الحياة و من ثم التمتع ببصيرة الحدوث البرئ و عفوية و جمالية ذلك الحدوث، فبهذه البرأة و هذا الميلاد الجديد يكون الشاعر مهياء للخروج من عنق زجاجة القول لخمائل الإصغاء.
و هنا على الشاعر ان يفهم ان القرأة هي اسمى معاني ذلك الإصغاء و هي القرأة غير المتعصبه لتوجه أيديلوجي معين لا تختلف عن الشعر الاول المدجن، بل هي قرأة تستفز العقل للتفكير و تتجاوز ما اعتاده من تمثل و تصوير فتسمو الذائقة الجمالية و تتجاوز غائية الإعجاب و التصفيق ليتصير الشعر المرأة الشفافة لإنمزاج ذاتية الشاعر مع الوجود، لإنمزاج الجمال بحواف الضوء و هي تلامس اغصان الشجرة..و حينها لا تتحول القصيدة إلى عمل يلزم به الشاعر نفسه بل تكون صورة فوتغرافية بارعة فرضت نفسها على الشاعر.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو إصلاح الحركة الليبرالية السودانية
- تجدد المعني القرآني
- النبؤة
- ثورة الطبقة الوسطى و واقع ما بعد الثورة
- جامعة الخرطوم..المركز الثقافي الفرنسي و بالعكس.. كلام في الز ...
- من الاسلام الإستشراقي إلى الاسلام التاريخي
- اركون قارئا و مقرؤاً
- إستعراب السودان / حوار مع البروفيسير عبد الله علي إبراهيم
- المهدي السوداني
- تدوين تاريخ السودان المفقود
- السودان من حكم الفونج الأفارقة إلى حكم الجلابه العرب..قرأة ف ...
- القربان البشري بين الرؤية الإستشراقية و الرؤية النقدية
- ما هي الفلسفة؟ حوار جماعي مع خالد تورين
- محمود محمد طه بعيون محمد اركون / الإسلام السوداني و إمكان ال ...
- من شاعرية اللفظ إلى شاعرية المعنى.. نحو رؤية جمالية جديدة.
- تأملات في رحلة المعراج.. في تحيين المتخيل العربي
- من تاريخ التفكيك إلى تاريخ الصيرورة... نحو نظرية جديدة في ال ...
- بين العرب و المغول - تأملات جديدة في حاضر التاريخ
- فوكو نيتشويا
- من حداثة التقليد إلى حداثة التأويل


المزيد.....




- فيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الات ...
- صادق خان يفوز بفترة ثالثة قياسية كعمدة للندن
- جيرونا يهدي الريال لقب الدوري الإسباني برباعية أمام برشلونة ...
- النيابة المصرية تكشف عن هوية أبو حمزة تاجر الأعضاء البشرية ب ...
- الطوائف الشرقية تحتفل بسبت النور
- محلل سابق في CIA يتوقع انتهاء العملية العسكرية بسيطرة روسيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أيمن زعرب أحد قادة -لواء رفح- جن ...
- قيادي بارز في حماس: الحركة لن تسلم ردها للوسطاء هذه الليلة
- تواصل المظاهرات عبر العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غز ...
- حزب الله يقصف 4 مواقع للاحتلال وغارات إسرائيلية على جنوب لبن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الطيب عبد السلام - الأفق الشعري