أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الحول العقلي..اصيب به المثقفون ايضا!














المزيد.....

الحول العقلي..اصيب به المثقفون ايضا!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7855 - 2024 / 1 / 13 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


الحول العقلي
اصيب به المثقفون ايضا!

أ.د. قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
(الحول العقلي) مصطلح جديد كنا ابتكرناه في علم النفس العربي ليصف واقع الحال الذي عاشه ويعيشه العراقيون بعد 2003. وكنّا حددنا اعراضه بأن المصاب به يرى الايجابيات في جماعته ويغمض عينه عن سلبياتها،ويضخّم سلبيات الجماعة الأخرى ويغمض عينه عن ايجابياتها..وكما يرى احول العين الواحد أثنين ولا يمكنك ان تقنعه انه واحد،كذلك احول العقل يرى ان جماعته، طائفته،قوميته..على حق والأخرى على باطل ،وان هذه الأخرى هي سبب الأزمات مع ان جماعته شريك فيها.

كان هذا الحول العقلي مقتصرا على الغالبية المطلقة من الحكّام الذين استلموا السلطة بعد 2003،لدرجة ان من كانوا يسمون انفسهم (المعارضة) يرون ان العراق من حقهم فقط،والآخرون لا حق لهم فيه!.وبدءا من عام 2008 انتشرت عدوى هذا الحول لتصاب به كتل سياسية وفصائل مسلحة،كل واحدة ترى ان فكرها..عقيدتها..رؤيتها للأمور هي الصح والأخرى زندقة او ضلالة او غباء..واشتد هذا الحول في 2019 ليوصل الجميع بأن الحكم للسيف لا للعقل..فحصد السيف رقاب المئات بينهم قادة قوم وشباب فكر وابرياء وصبايا واحداث..وامهات وحبيبات مفجوعات.
الحول العقلي..صيّرهم بدوا!
ستندهش او تفاجأ او لا تصدق ان قلت لك ان هناك تطابقا في القيم والسلوك بين البدو زمن الجاهلية وبين أفندية زمن الديمقراطية رغم ان البعد الزمني بينهما اكثر من 1500 عاما؟!
واليك ما يثبت

كان البدو في العصر الذي سبق دعوة النبي محمد الى الاسلام بـ( الروح القبلية)..يحكمهم الانتماء الى القبيلة ومناصرتها سواء كانت على حق ام باطل، والتي تعني في مصطلحاتنا العلمية الحديثة..التعصب( Prejudice ) الذي يعني انتماء الفرد المطلق الى قبيلة ، جماعة ، طائفة ، قومية ،او دين..والدفاع عنها حتى لو كانت على باطل.
ولنعد الى ما حصل في 2006 في العراق، فحين تشكلت أول حكومة بهوية شيعية، تعمّق التعصب بين افراد الشيعة ، وصاروا يتباهون بأنهم الأفضل والأحق بالسلطة من طائفة السنّة التي راحت بدورها تسخر من الشيعة وتصفهم بانهم جهلة لا يصلحون للسياسة..ما يعني ان هناك تطابقا تاما بين (الأسلاميين ..شيعة وسنة) في الزمن الديمقراطي وبين البدو في زمن الجاهلية.

ومن انغلاق عقولهم الناجم عن تحكّم (التعصب الجاهلي) في قيادات كتل واحزاب الأسلام السياسي، انهم لم يدركوا ان التعصب للطائفة يؤدي بحتمية اجتماعية الى حرب..فحصلت بين عامي( 2006 و2008) زمن حكم حزب الدعوة الأسلامي، وراح ضحيتها الآف الأبرياء وجعلوا من الفرد العراقي البسيط اكثر سخفا من البدوي الجاهلي بان اوصلوه الى ان يقتل الآخر لمجرّد ان اسمه (حيدر او عمر او رزكار!).

و(بداوة) قادة كتل واحزاب الاسلام السياسي (شيعة وسنّة) الذين شكلوا الطبقة السياسية في العراق،انهم اعادوا احياء (الروح القبلية - التعصب) وغلّبوا الانتماء الى القبيلة على الانتماء للوطن، وعملوا بالضد من تعاليم النبي محمد الذي اضعف (الروح القبلية) وعزز مبدأ (المسلم اخو المسلم). ووصل حال (بداوة) حكومات ما بعد 2006 انها استمالت شيوخ العشائر فاستجاب لها كثيرون حتى لو كانوا يعلمون أنها على باطل!.
علّة اهل العراق الجديدة
والعلة الجديدة في اهل العراق ،انهم ما عادوا (اهل نظر وفطنة ) كما قال الجاحظ ، بل انهم اصيبوا بالحول العقلي ، والأخطر ان عدوى الحول العقلي اصابت وزارة الثقافة ، واصابت مثقفين يعدون انفسهم ( قامات ) وآخرين ينتمون الى منظمات معنية بالثقافة التنويرية (الأتحاد العام للأدباء..مثالا) ومؤسسات علمية بعضها يترأسها (أحول عقل) خالص!.
وأخرى تخصهم وتخصنا..انهم ما عادوا يهتمون بما نشخّصه فيهم من عقد نفسية، وينظرون لتحليل السيكولوجيين لهم وما يكتبون، بأنه فائض معنى ، والأصح انهم يخشون مكاشفتنا لهم بأن (الحول العقلي) انتقل بالعدوى عبر عشرين سنة ليصيب حتى من كان يعد نفسه تقدميا!.

*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخوان الصفا..مفكرون اخوان اخوان الصفا..مفكرون في نقد العقل ا ...
- المعتزلة..مفكرون مجددون أم كفرة وزنادقة؟
- القرامطة..شيوعيو الأسلام !
- فلسفة فن اللامبالاة - لعيش حياة تخالف المألوف!
- عالم نفس مشهور غير معروف في الجامعات العراقية!
- الهروب الى النوم!
- اللغة العربية في العراق منسية في يومها العالمي
- تساؤلات مشروعة الى السيد نوري المالكي
- (الفقر في الوطن غربة) الأغتراب والأنتخاب
- الغزالي والساهر وخضر- أيهم أكثر تأيرا في مسار الأغنية العراق ...
- تشكيل لجان مناقشة الرسائل العلمية في الجامعات العراقية- تعلي ...
- مناقشة أطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير في الجامعات العراقي ...
- استذكار لمعركة قاسية انتصر فيها الحب
- مسلسل كريستال- مشاهدة واسعة لدراما مرتبكة
- سركون بولص تحليل سيكولوجي لشخصيته وشعره
- وعود لم تنفذ..والقتلة طلقاء
- نتينياهو ..سيكولوجيا
- التعصب بين زمنين..الجاهلية والأفندية!
- رواية شاهد عيان عن انتفاضة تشرين 2019 - القسم الثاني
- العراقيون اذا سخروا من احد..لا يرحموه . شذى حسون مثالا


المزيد.....




- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!
- فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- يحقق نجاحًا باهرًا.. ما سرّه؟
- موسيقى -تشيمورينغا-.. أنغام الثورة في زيمبابوي
- قائد الثورة الإسلامية يعزي برحيل الفنان محمود فرشجيان
- -عندما يثور البسطاء-: قراءة أنثروبولوجية تكسر احتكار السياسة ...
- مدن على الشاشة.. كيف غيّرت السينما صورة أماكن لم نزرها؟


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الحول العقلي..اصيب به المثقفون ايضا!