أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - خلود الوعي ام خلود الانسان















المزيد.....

خلود الوعي ام خلود الانسان


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7845 - 2024 / 1 / 3 - 20:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عادة ما تكون قدرة الكائنات الحية على التجدد والشفاء محدودة، حيث يحدث تدهور الأنسجة مع مرور الوقت، وتتراكم الأضرار الجزئية مع تقدم العمر. ومع ذلك، فإن الهايدرا تمتلك قدرة فريدة على الحفاظ على شبابها وتجديد خلاياها. بالنسبة للإنسان، فإن هذه القدرة على الخلود التي تتمتع بها الهايدرا غير معروفة. الإنسان يعاني من تدهور الخلايا والأنسجة مع تقدم العمر، ولا يمكنه تجديد أعضائه بنفس الطريقة التي يفعل بها الهايدرا. ومن الأبحاث الحالية، ليس هناك دليل على أن البشر يمكنهم الوصول إلى مستوى مماثل من الخلود كما يحدث في حالة الهايدرا. تتطلب قدرة الخلود والتجدد الخلوي الشاملة مجموعة معقدة من الآليات الجزيئية والوراثية، والتي لم تكتشف بعد بشكل كامل في البشر. رغم ذلك، يعمل العلماء حاليًا على فهم عمليات الشيخوخة والتجدد الخلوي، وقد يتم اكتشاف طرق لتعزيز قدرة الجسم على التجديد في المستقبل. يتم استكشاف طرق مثل تنشيط العمليات الأيضية وتحسين وظائف الجهاز المناعي واستخدام التقنيات الجديدة مثل العلاج الجيني والعلاج بالخلايا الجذعية لتعزيز قدرة الجسم على الشفاء. يتم استخدام الخلايا الجذعية لتوليد أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم. يمكن أن يساعد استخدام الخلايا الجذعية في استعادة وتجديد الأنسجة المتضررة وتعزيز عملية الشفاء. يستخدم العلاج الجيني لتعديل الجينات الخاطئة أو المتحولة في الجسم. يمكن استخدام تقنيات العلاج الجيني لمعالجة الأمراض الوراثية وتعزيز وظيفة الخلايا والأنسجة. أحيانا يتم استخدام الأجسام المضادة الاصطناعية لاستهداف مواد محددة في الجسم التي تلعب دورًا في الالتهاب أو التلف الخلوي. يمكن أن يساعد استخدام الأجسام المضادة الاصطناعية في تخفيف الالتهابات وتحسين عملية الشفاء. تستخدم هذه التقنيات ، مثل العوامل النمائية المشتقة من الصفائح الدموية والعوامل النمائية الأخرى، لتحفيز نمو وتجديد الخلايا والأنسجة. فيما يتعلق بدراسة الجينوم البشري لفهم العلاقة بين الجينات والصحة والمرض. يمكن أن يساعد الفهم المتزايد للجينوم البشري في تطوير معالجات موجهة جينيًا لتعزيز قدرة الجسم على الشفاء والتجديد. الشيخوخة والموت جزء لا يتجزأ من دورة الحياة الطبيعية، وتعتبر هذه العملية أمرًا طبيعيًا. تحاول العلوم الطبية والبحث العلمي دراسة آليات الشيخوخة
أن هذه العوامل تعمل معًا وتتفاعل في تحديد عملية الشيخوخة والتجدد في الجسم البشري. بالإضافة إلى ذلك، تظل العملية نفسها معقدة وتخضع للعديد من العوامل الأخرى التي لا يمكن ذكرها بشكل شامل هنا.هذا من ناحية الوجود الجسدي للإنسان لكن, على مر التاريخ، تشأت العديد من الأسئلة الفلسفية والروحية حول الحياة والموت وطبيعة الروح والخلود. في بعض المعتقدات الدينية أن الروح أو الوجود الروحي للإنسان يكون له عمر خلودي بعد الموت، وأن هناك حياة بعد الممات تعيش فيها الروح إلى الأبد.و من الصعب إعطاء إجابة محددة عن ما إذا كان الدين يقدم حلاً لمعنى الخلود الروحي، فذلك يعتمد على المعتقدات الدينية المختلفة والتفسيرات المختلفة للروح والحياة بعد الممات. يعتبر الخلود الروحي وجودًا عابرًا للحدود الزمانية والمادية، ويعتبره بعض الأشخاص من أهم أهدافهم الروحية.والبعض
يُعتقد بوجود مفهوم الخلود الروحي خارج الإطار الديني.و هناك عدة تصورات فلسفية وروحية تؤمن بالخلود الروحي بدون الاعتماد على الدين. تلك الفلسفات والتصورات قد ترتكز على المعتقدات المتعلقة بالروح والوجود البشري وطبيعة الوعي.
مثلاً، في الفلسفة الشرقية مثل التصوف والبوذية والهندوسية، يتم التركيز على فكرة الوعي الشامل والتحرر الروحي. يؤمن البعض بأن الروح البشرية قادرة على تحقيق الوعي العميق والتجربة الروحية التي تتجاوز الحدود الزمانية والمادية، وقد يتم تحقيق حالة من الخلود الروحي عن طريق التواصل مع الروح الأعلى أو الوعي العالمي
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الفلسفات الحديثة والروحيات الباحثة عن الخلود الروحي خارج الإطار الديني، وتستند إلى مفاهيم مثل التواصل الروحي والتوازن الداخلي والنمو الشخصي والوعي الذاتي. تركز هذه الفلسفات على تطوير الروح وتحقيق السعادة الروحية والوفاء الداخلي.
هناك العديد من الفلاسفة الذين تناولوا مفهوم الخلود الروحي. مثلاً، فيلسوف اليونان القديم بلاتون كان يؤمن بوجود الروح الخالدة التي تتجاوز الحياة الدنيا. كما يمكن الإشارة إلى الفيلسوف الهندي الشهير جيدو كريشنامورتي، الذي أكد على أهمية الوعي الروحي وتحقيق الوحدة مع الروح العالمية بدون الاعتماد على الدين.
هناك العديد من الروحانيين والمدرسين الروحيين الذين يؤمنون بالخلود الروحي بدون الدين. مثلاً، الدالاي لاما، زعيم البوذية التبتية، يعلم عن التوجه الروحي وتحقيق النور والتوازن الروحي دون الحاجة إلى الدين. كما يمكن الإشارة إلى روحانيين آخرين مثل إكهارت تولي وديباك شوبرا وإيكهارت تولي، الذين يركزون على الوعي والتطوير الروحي بمفهوم شامل بدون الارتباط بأي دين محدد.
هناك العديد الاعتقادات الروحية المتنوعة التي تؤمن بالخلود الروحي دون الاعتماد على الدين. قد يكون لديهم معتقدات تتنوع بين التأمل والتواصل مع الطبيعة والتوازن الروحي والتجربة الشخصية. يمكن أن يكون للأشخاص هذه الاعتقادات الروحية أساسًا لحياتهم وتوجههم الروحي دون أن يتبعوا دينًا محددًا.
يرى بعض الفلاسفة الروحانيين ان الروح جزء لا يتجزأ من الوحدة الكونية أو الروح العالمية.في لحظة الموت تنفصل الروح عن الجسد لتعود إلى هذه الوحدة الكونية وتدخل في حالة من الانصهار والتوحد معها.
لكن الاستدلال بالملاحظة العلمية,والذي يعتمد على الأبحاث والدراسات العلمية في مجالات مثل النيوروساينس وعلم النفس لدعم فكرتهم حول الروح وانفصالها عن الجسد لا تستند إلى النتائج والملاحظات العلمية التي تشير إلى وجود تأثيرات غير مادية أو روحية على الحالة البشرية. لذا يجب أن يتم فصل العلم والدين والفلسفة في هذا السياق، حيث يمكن للأدلة الدينية والفلسفية أن تدعم فكرة الروح وانفصالها عن الجسد بشكل أساسي، في حين أن الأدلة العلمية تترك الأمر قيد النقاش والتحقق العلمي الأكثر تفصيلاً وان تختلف من فرد لآخر لكنها تبنى على قاعدة قابلة للتجريب والقياس,اما الاعتماد على النظرية الفلسفية أو الروحانية التي يتبعها الفرد, قد يختلف في تقديرها وتفسيرها بين الأفراد المختلفين.
الإعتماد على الأدلة الشخصية والشهادات الشخصية لدعم فكرة الروح وانفصالها عن الجسد قد يكون مقبولاً بشكل فردي، ولكنه ليس دليلاً قوياً من الناحية العلمية. الأدلة الشخصية والشهادات الشخصية تعتمد على تجارب واحتمالات فردية، وهي عرضة للتأثر بالعوامل الشخصية والثقافية والدينية والإيمانية.
عند دراسة ومناقشة مثل هذه الأمور، يجب أن يتم التوازن بين الأدلة الشخصية والتجارب الفردية والأبحاث العلمية المتاحة. وان كنت تعتقد في وجود الروح وانفصالها عن الجسد بناءً على تجربتك الشخصية، هذا يمكن أن يكون قناعة شخصية لك. ومع ذلك، عند مناقشة هذه القضية مع الآخرين أو في سياق علمي، يجب أن نكون واضحين بشأن طبيعة الأدلة التي يعتمد عليها وأنها لا تأتي من منظور شخصي وتجربة شخصية.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراعات اليوم تدمير حضاري واستكبار محلي
- المثقف المقاتل وفساد السلطات
- المواطن والسلطة في الشرق الاوسط
- الرغبة في الاغراء ام تدجين
- رتابة الفوضى والمصالح والديناميكيات الدولية
- فاوست ومبفيستوفليس الشرق الاوسط
- ثنائية الروح والجسد
- الإنسان والفلسفة
- الدين اقدم بتكوين في التاريخ
- العيارون والشطار المعاصرون
- الانسان الفارغ وبناء الشخصية
- النوت وعبثية الوجود( Nous )
- تدجين المواطن جماليا
- الوجود والبحث عن معنى
- • الصورة الحقيقية للملاك الكاذب
- الحلم ومفارقات الواقع
- الباراسايكولوجيا والدين
- السياسة والخداع
- العولمة والتسليع الاعلامي
- الدال والمدلول و سيميائيات النص


المزيد.....




- تورطت بعدة حوادث مرورية ودهس قدم عامل.. شاهد مصير سائقة رفضت ...
- مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها
- مصر.. اكتشاف أطلال استراحة ملكية محصّنة تعود لعهد الملك تحتم ...
- شي جين بينغ يصل إلى صربيا في زيارة دولة تزامنا مع ذكرى قصف ا ...
- مقاتلة سوفيتية -خشبية- من زمن الحرب الوطنية العظمى تحلق في ع ...
- سلالة -كوفيد- جديدة -يصعب إيقافها- تثير المخاوف
- الناخبون في مقدونيا الشمالية يصوتون في الانتخابات البرلمانية ...
- قوات مشتركة في الفلبين تغرق سفينة خلال تدريبات عسكرية في بحر ...
- مسؤول: واشنطن تعلق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب رفح
- وسائل إعلام: الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على ممثل أمريكي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - خلود الوعي ام خلود الانسان