أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير رويني - في مفهوم الإيقاع ونظرية الموسيقى














المزيد.....

في مفهوم الإيقاع ونظرية الموسيقى


البشير رويني

الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


تتجه القصيدة الجديدة الى سؤال ذاتها والعالم من حولها : هل الشعر موسيقى فقط ؟ وهل الموسيقى هي فقط هذه البحور
الشعرية ونظام التفعيلة الذي تعرفه كل اشعار العالم وبصور مختلفة ؟
وهذا معناه ان النظام الشعري القديم هو المقياس الوحيد لشاعرية الشاعر وشاعرية قصيدته .
وجاءت قصيدة النثر منذ اواسط القرن الـ19، خاصة منذ بودلير لتعلن ثورتها على هذا المفهوم العتيق الوارد منذ أرسطو وكتابات العصور الوسطى.

ولكن رهبة الشعر ترفض مثل هذا الانصياع..
الشعراء الكبار كبار في عالمهم وأزمانهم لأنهم كبا ر في شعرهم، وكبار في شعرهم لانهم تحدوا وتعدوا السائد والمعروف والتقليدي وضاقت بهم أردية الأوزان فمزقوها واخترقوها..
وعندما قرر الاندلسيون ان يمارسوا فرحهم وحفلاتهم الغنائية وجدوا ان بحور الخليل تضيق بهم فاخترعوا لهم أوزانهم الخفيفة التي تلائم غناءهم وحفلاتهم ومرحهم الذي لا يزال جليا الى اليوم في ما يسمى بالموسيقى الاندلسية بفروعها في
دول المغرب العربي وبعض التواشيح وربما ايضا موسيقى الفلامنكو التي لا تزال الى اليوم تطرب الآذان وتهز الخواصر في ديار الاندلس وفي مناطق من امريكا الاسبانية.
وفي اواسط الفرن الـ19 ظهر في فرنسا فتى شاعر ثائر منذ ميلاده على كل شئ، تعدى القوانين السائدة، وأعلن رفضه لكل شئ ، للعالم من حوله وللغة التي تكتبه وللشعر التقليدي الذي يسطر بمدرسية القرون الوسطى العتيقة فيه طرقَ التعبير الانساني.
كان الفتى رامبو قد قرأ كل الشعر وفهم كل الادب وأدرك العالم، وعرف فوضى الإنسانية فكتب بسرعة آراءه وقصائده ثم فجأة جاء قراره الحاسم الخطير: لن أكتب بعد اليوم شعرًا !.
!!!وتوقف تماما عن كتابة الشعر وكان عمره عشرين سنة فقط.
هكذا فعل احد آباء الشعر الفرنسي الحديث.
ولكن الشعر الذي كتبه كرس وجسد تلك الثورة التي ألهبت روح الفتى خاصة في عمليه الخالدين (فصل في
الجحيم)و(اشراقات.
رامبو قرر التوقف عندما كتب شعرا لا يعرف العروض ولا الأوزان ولا مسألة الإيقاع الكلاسيكية، ولكنه كان رغم كل ذلك شاعرًا بكل المقاييس كما يقرر أهل الاختصاص.
كان الايقاع في عين رامبو هو تلك الحالة النفسية /الروحية عندما تجسد الكلمات التي تجسدها على الورق وتحملها الى العالم..
والايقاع هنا شئ غير مرئي، وهذا ليس معناه غير موجود ، والأوزان والبحور غير موجودة ولكنها لاتلغي قيمة الشعر المكتوب.
وقد استغل الرامبويون (تلاميذ رامبو) أراء رامبو وبودلير، ودعوا الى شعر جديد خارج اوزار وأستار النظام الكلاسيكي للعروض والتقفية.
كان هذا هو البدايات الاولى منذ اواسط القرن الـ19 لما يسمى اليوم بقصيدة النثر، او النثيرة، التي جاء بها أدونيس والخال الى أدبنا العربي فقط منذ 1960 عندما تمت ترجمة رسالة دكتوراه الباحثة الفرنسية سوزان برنار حول هذا الموضوع والتي كان عنوانها (قصيدة النثر من بودلير الى اليوم).
ومنذ تلك الترجمة عرفت الدوائر الاكاديمية العربية والجرائد والمنابر الاعلامية نقاشا حادا حول موضوع النثر الذي ترك مكانه وامتزج بالشعر ليصير (قصيدة النثر).
لم تصدق الذائقة العربية ما يحدث ولم يكذب الواقع ما يحدث .
قصيدة النثر موجودة بالفعل، يكتب بها من يكتب ويرفضها من يرفض : بل من يكتب بها أضعاف من لا يكتب بها.. وهي الحجة الوحيدة في تقديري (وبعضهم يقول الغيرة) التي تملأ شعراء الاوزان عندنا بذات الغرورالذي كان يسكن أمرئ القيس وابا تمام والمتنبي...، وتعيد- وإن بصورة مختلفة - أمامنا صورة معركة شعر النقائض في العهد الاسلامي الاول..
ولكن الواقع يقول ان شعر هؤلاء يتأخر خطوات رهيبة أمام قصيدة النثر ،تلك الموضة الجديدة التي لا يزال نقاش العرب في جرائدنا ومنابرنا يدور حول سؤال جدواها وهل نقبلها ام نرفضها، وكيف ولماذا ؟
بينما هي صارت بحق موضة وصورة شعرنا اليوم كما يقرر ذلك عز الدين المناصرة وأحمد بزون وطائفة من النقاد..



#البشير_رويني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباقون في الرحيلْ
- فيلا نثروبيا
- -الحداثة في ميزان الاسلام
- أُمُّنا الأرض
- قلق السنبلة
- القصيدة العربية الجديدة مقد مات بارزة لدخول القرن الجديد
- لو كان لي وطن !
- ..التي صنعتْ حياتها في حياتي
- على هامش الانتخابات الجزائرية
- اللاجديد في الانتخابات المصرية
- الاسلاموية الجديدة المتسامحة_قراءة في تجربةالشيخ نحناح في ال ...
- كيف وقعت أحداث لندن ؟


المزيد.....




- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير رويني - في مفهوم الإيقاع ونظرية الموسيقى