أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - البشير رويني - -الحداثة في ميزان الاسلام















المزيد.....

-الحداثة في ميزان الاسلام


البشير رويني

الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 11:01
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


"الحداثة في ميزان الاسلام"
ملاحظات منهجية سريعةفي كتاب
**
هذه الملاحظا ت كنت ُ قد سجلتها من مدة بعيدة نوعًا ما، وكنتُ حينها معبأ بالنوستالجيا من جهة وبالثورة من جهة اخرى.
كنت يومها ممزقا بين الماضي والحاضر، بين أحلامنا السعيدة وواقعنا المرير.
تصفحت ُ الكتاب الذي شدني بعنوانه الجذاب : (الحداثة في ميزان الاسلام)، يعني قضيتنا الكبرى في مواجهة قضية عصرنا الكبرى، فأنا ككل الناس الذين تجذبهم العناوين البراقة ا نطلقُ مع أي عنوان فيه تناقض. هذا اذا افترضنا صحة التناقض منهجيا.
فالكتابات الجديدة علمتنا نوعًا من ا لعناوين التي تقوم على ثنائيات غريبة احد طرفيها هو الاسلام ، مثل : الاسلام والديمقراطية، الاسلام والليبرالية، الاسلام والحرية، الاسلام والحكم، الاسلام والمرأة، الاسلام والفن،... .
انهاالعناوين الرائجة التي تكرس – بارادة او بغير ارادة- فكرة رفض الاسلام لكل هاته المصطلحات ولمختلف قضايا عصرنا المتجددة.
ومن تجربتي الخاصة فمثل هذه العناوين البراقة قلّ ان تجد فيها – عند تصفحها- الاجابة الشافية الكافية،اضافة الى صعوبة الاحاطة بها لأنك لا تستطيع مهما كانت قوتك وشجاعتك ان تسبح في محيطين كبيرين في آن، ولذلك يهرب اليوم الكثير من الكتاب والمفكرين من استعمالها.

ولكني رغم كل ذلك سأتجاوز واحاول ان اسجل ملاحظاتي السريعة هنا، وهي ملاحظات اكثرها على المنهج فقط، بينما تحليل افكار الكتاب تحتاج الى تفصيل اخر ليس هذا محله.

والمشكلة الاولى ان الكاتب انطلق منذ المقدمة على مبدأ ان الحداثة كفر ونفاق وشرور في شرور.. (منذ ص 3 من كتابه حين قال:" ومن هذه الأفكار التي ابتـليت بها الأمة وبدأ خطرها يظهر في ساحتنا مذهب فكري جديد يسعى لهدم كل موروث، والقضاء على كل قديم، والتمرد على الأخلاق والقيم والمعتقدات، وهذا المذهب أطلق عليه كهانه وسدنة أصنامه اسم (الحداثة) وأنا لن أستبق الأحداث، وأحاول أن أعرف بالحداثة، فما هذا الكتيب إلا تعريف بها في الجملة، وبيان لحكم الإسلام فيها..")
وهكذا صار عمله- كل عمله- في كتابه هو حشد العدد الكافي من الادلة لتبرير موقفه.
حتى كأن ما في الحداثة الا ما قال هو. وكأن ما في الحداثة، كل الحداثة، أدنى إنجاز أو تقدم و اضافة مهة للانسانية، فيما نحن نرى العالم من حولنا يتقدم وينجز ويبدع!.
وهذا عيب مثل هذا المنهج الذي يقوم على اصدار الحكم ثم الجري- بل اللهث- طيلة صفحات الكتاب للبحث عن أدلة لصحة حكمه ! إنه لا يسمح بالرؤية يمينا وشمالا..
هذا الجهل والتسرع سيظهر منذ التقريظ الذي قام به الشيخ الراحل ابن باز والذي هو عادة ما يكون تزكية لبعض الكتاب المبتدئين.
وقد بدأ الشيخ ابن باز في تقريظ الكتاب فامتدحه، ثم اعترف هو ذاته- رحمه الله- بجهله التام بموضوع الحداثة، واكتفى بعموميات من القول. ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه فوقف عليها!





تكريس نظرية المؤامرة

عندما انطلق الباحث في بحثه، كانت في رأسه فكرة سيئة عن الحداثة وعن تآمرها على هذه الأمة وموروثها الثقافي والحضاري.
ومن حقه ان يعتقد ذلك، لكن ما يضر ببحثه ان هذه كانت مسلـّّمة لديه انطلق ينسج لها خيوطها ويبحث لها عن أدلة في كل مكان فإن لم يجد ساق شبه أدلة تقف ضد نظرته.
فقد اعتبر الغموض في ادب الحداثيين (ص12) مؤامرة حداثية، وليس نوعا من الادب له من يؤمن به ويعتنقه،وخشي من الحداثة(ص18) لأنها منهج فكري يسعى لتغيير الحياة (تصورْ !)، وما الذي يخيف في ذلك؟ أ ليس الادباء والمفكرون والفنانون هم دائما قادة التغيير على مر التاريخ؟ وهل وجودهم يهدد الامة في دينها؟ أليس في الاسلام مجددون نادوا بتغيير كثير من معطيات الحياة السائدة؟ وهل دعوة هؤلاء المتآمرين سبب كاف لمحاصرتهم وملاحقتهم؟ وأين أدب الحوار (وجادلهم بالتي هي احسن)؟..أسئلة كثيرة هنا تعصرني..
ثم أورد سلسلة من الاسماء الادبية التي سجلت حضورها في ادبنا العربي في القرن الـ 20
(المقالح، البياتي، درويش، ادونيس، عبد الصبور..)، ولا ادري ماذا سيبقى اذا حذفنا مثل هذه الاسماء من سماء ادبنا الجديد؟ ولا ادري ماذا سنقدم للعالم مكانهم؟
ثم يلحق اسم المفكر العربي العروي بهم (رغم اختلافنا معه في بعض الاشياء)، واكثر من ذلك اسم المفكر العملاق الجابري الذي سجلت دراساته العميقة للمجتمع والعقل العربيين حضورها الاكاديمي المتميز.
ثم تأتي الطامة وداهية الدواهي عندما يشرح اساليب الحداثيين في نشر افكارهم (ص48)، بمعنى اننا الان أمام عصابة منظمةأ و مافيا أدبية وثقافية، فيصورهم على انهم يتآمرون للسيطرة على المجلات والصحف والمنابر الادبية (كيف؟!) وإفرادهم صفحات لكتابات القرّاء وخاصة الشباب منهم ومن خلالها اكتشاف اصحاب الميول (هكذا!!!)(وما الذي يخيف ويحرج في هذا؟ وهل هذه هي مؤامرة الحداثة؟ )، ثم يتحدث عن ارهاب فكري يمارسه هؤلاء الحداثيون (!) ضد خصومهم واتهامهم بشتى التهم والنعوت (؟)..والدليل انهم يرفضون كل مظاهر التراث كنشر قصيدة موزونة مقفاة (ما هذا؟ شخصيا ارى اغلب الشعر العمودي تكرارًا لتراث شعري عتيق وبعيد عن قضايا عصرنا..).

ومن مظاهر الارهاب الفكري الكثيرة التي يمارسها الحداثيون ضد مخالفيهم، يذكر المؤلف رفض كل معطيات التراث(؟)ورفض كل مناهض للحداثة (؟!) وابراز معطيات الشباب جيدة اورديئة (سيدي: هذه مشكلة بعض الصحف وليست مشكلة الحداثة!) وتحتاج لصياغة او اعادةالكتابة مرة اخرى(هل نحرم الشباب من النشر لأن قصائدهم لا زالت طرية مثلهم!!)، وحتى الاسماءالنسائية (ما هذا ؟ أ ليس للمرأة حق الكتابة؟!)، ثم يستنكر قول الغذامي (إ ما ان يكون المثقف حداثيا أ و لا يكون مثقفا!)، وأين الحرج إذا أبدى الغـــذامي رأيه؟ هذا اذا ا فترضنا أن قوله خطـــــأ.
وبيننا هل هذا كلام عاقل فضلا عن باحث جاد؟ وهل الخوف من الحداثة يؤدي الى منع كتابات الشباب والنساء، لأن فيها علات معينة؟ تصورْ!!
ثم يكمل في توصيف المؤامرة :"5- اقامة الندوات والامسيات الشعرية والقصصية والنقدية والمسرحية في طول البلاد وعرضها بنشاط وافر ودأ ب متواصل حتى أ صبحنا لا يمر اسبوع او اسبوعين إلا ونقرأ عن نشاط حداثي في احدى المناطق، بل وصل نشاطهم الى جزيرة فرسان في جنوب البحر الاحمر اكثر من مرة.. ". هل هذا كلام عاقل ٍ؟ إ ن اقامة الندوات والامسيات عند كل العقلاء - وليس المثقفين فقط – شئ مهم ودليل صحة، وعدم اقامتها دليل مرض.. وما الذي يخيف في كل ذلك؟ وهل كُتب على جزيرة فرسان هذه ان تبقى دائما في القرون الوسطى ؟..تصورْ !
وفي النقطة السادسة (الدفع برموزهم للمشاركة في المهرجانات الدولية مثل جرش ، المربد، اصيلة..)، وهل هذا دليل مرض؟ وهل ينافي القيم؟ وهل هو ضد مصلحة البلد؟ ..ما هذا الكلام!!
وما الذي يمنع شعراء المملكة – حداثيين وغير حداثيين- من المشاركة في مهرجانات الشعر العالمية؟ ما الذي يمنع خديجة العمري ان تلقي شعرها – حداثيا أو تقليديا- في مهرجان جرش؟ أم هي امرأة وليس لها شعر ولا شعور؟ !.. ما هذا ؟ وما الذي يمنع ا لتقاء هؤلاء بالبياتي وشعراء اخرين من كل العالم ، ومناقشتهم ؟ وهل شعراء المملكة أطفا ل لم يبلغو الحُلم فنحجر عليهم!!!
ويعيب في النقطة السابعة (استكتاب رموزهم الفكرية من خارج البلاد، واستقدامهم للمشاركة في الامسيات والقاء المحاضرات واجراء المقابلات معهم..)، وما العيب في ا ن يحاضر المقالح وبلند الحيدري وقاسم حداد واحمد ا لربعي، وهي اسماء ا دبية معروفة – اتفقنا او اختلفنا في تقييمها- وتجربتها الادبية مهمـــــة ؟!
هذه بعض خيوط التآمر التي تصورها الكاتب ، تقوم بها الحداثة هذا التيار الوا فد على أدبنا العربي المسلم الضحية (!!)(الغائب عن الساحة غيابا شبه تام!).
ويجب على الشرطة الإسراع لألقاء القبض على هاته العصابة الخطيرة والزج بها في غياهب السجن والنسيان وتشميع مجلاتها ونواديها حتى نعود بســلام وأمــان الى عصر الناقة والبعير!.

البديل المفقود

لم أجد خلال صفحات الكتاب ما الذي يجب ان نفعله في مواجهة هذه الحداثة الجحيم كما صورها المؤلف ، والسبب في غيابه ان المؤلف نفسه وقع – كما يبدو- في حيرة من أمره حين عجز عن توصيف دقيق للحداثة، فمروره التاريخي السريع على المصطلح لم يشبعه توضيحا وتد قيقا، ثم موقفه المبدئي الرا فض وضعَ مصطلح الحداثة في دائرة المغضوب عليه وحرّمه وحرمنا معه فرصة مناقشته ايجابا وسلبا والبحث عن مظاهره.
هذه المشكلة الاولى. والثانية انه عندما نرفض شيئا فهذا يقتضي اننا لدينا ما يعوضه. فالكاتب يقول ان الحداثيين في جرائدهم يرفضون تقديم بعض الشعراء (بتهمة انهم كلاسيكيون) وتقديم اسماء اخرى على انهم مجددون، ورفض تقديم اسماء نسوية..
كل هذا في تقديري الخاص هو جانب من أزمتنا الفكرية والثقافية، ازمتنا نحن، فنحن نعجز عن ان نقرأ الاخر ونسمعه، وجهدنا في ترجمة الاخرين الى لغتنا ليس بعيدا عن الصفر، وهذا عيبنا وليس عيب الحداثة!
وعندما يؤمن شاعر عربي بالمتبني ويكفر بأدجار بو أ و بودلير لأنه لم يقرأ لهما فهذه مشكلته أنه لم يطلع، واتهام الحداثة هنا او اتهام بودلير لا يفيدنا في شئ ، والاصح أننا نوجه التهمة الاولى لنا أننا لم نقـــــرأ !

ثم يأتي سؤال آخرخطير: هل الحداثة مرفوضة كلية من الاسلام والى هذه الدرجة؟ وهل هناك إمكانية حداثة اسلامية؟ على الاقل في مجال الادب ؟ وما مواصفاتها ؟ وهل هذه ستمنعنا من القراءة للآخرين والاستماع لهم؟ وهل تمنع الاخرين من الكتابة في جرائدنا ومجلاتنا ؟ او تمنعنا من الظهور في مجلاتهم ومنابرهم؟
وهل الغرابــــة في الكتابة الجديدة كافية للكفر بها وبالحداثـــــة ككل ؟
اسئلة كثيرة تثار حول الكاتب فيترك الاجابة عنها ويمضي في نهجه الاول الذي اختاره القائم على الرفض المبدئي.


لكن الخوف من الحداثة عموما يقوم في الكتاب –كما بدا لي- على عدد محدد من النقاط :
- الخوف على العربية لغة القران، ولغةعدنان وقحطان ورمضان وشعبان وو..
- الخوف على الاسلام وصفاء العقيدة.
- الخوف على وحدة الأمة وتماسكها (!!) وعاداتها وتقاليدها..

وسألخص ملاحظاتي هنا في هذه النقاط:
1- الخوف من شعر الحداثة انه ضد تراثنا واصالتنا يقتضي وجود شعر نموذج بديل : واين هو؟
الشعر الجاهلي هو مرحلة كغيرها من المراحل ، له فقط فضل التأسيس، وشعر صدر الاسلام قليل جدا ولا نعرف الا اثنين اوثلاثة من اسمائه الشهيرة، وهو في مجمله استمرار للقوالب الجاهلية.
ولستُ هنا أول من سيقول أني أجد حسان بن ثابت –رضي الله عنه- أشعر في الجاهلية منه في الاسلام. وهذا حكم أدبي فني بحت يستند الى القيم الفنية لشعر الصحابي الجليل.

2- الخوف البالغ من ادخال العربية الى المخبر اللغوي والعمل فيها من حيث ايجاد تراكيب ومفردات ومعان جديدة..لا مبرر له. صحيح ان العربية لغة القرأن، ولكن هذا لا يخرجها عن طبيعتها كونها لغة كأي لغة ويجب تطويرها وتحديثها المتجدد، وهذا لا يتنافى ابدا مع كونها لغة القرآن، ولا أجد هنا مبررا للخوف عليها.
الخوف عليها كان مبررا أيام الاستعمار، وعندما حاول البعض من قبل استبدا ل الحرف العربي بالحرف اللاتيني مثلا، او استبدالها ببعض اللهجات البائدة، ولكن العربية اليوم معترف بها في كل العالم، وهي –مع الاسف- لهامشكلات كبيرة في ميدان الترجمة عموما، في قضايا العلوم والمعرفة وفي الاداب والفنون ككل.
وفي تقديري الشخصي لا يرجع ذلك الى عجز اللغة العربية ذاتها، ولا الى عجز اصحابها عن تطويرها كما يشاع، ولكن يرجع بالتحديد الى تلك الفكرة الرائجة المغلوطة : فكرة الخوف البالغ على اللغة من كل شئ وحبسها عن شم أكسجين الدنيا، ومن كان يصدق في يوم ما ان اللغة الاسبانية مثلا ستصبح اكثر انتشارا واكثر انتاجا من لغة العرب؟. .. وعندما تخاف الأم على ابنها مثل هذا الخوف فستمنعه من الشارع والجيران والمدرسة والعالم والهواء.. وو، ولنا ان نتصور هذا الابن بعد ذلك !
وفي الفرنسية اليوم كثيرمن الالفاظ والاستعمالات جاءتهم من سكان الجزر الواقعة في اصقاع المحيط والتي تتبع فرنسا اداريا فقط، ولا يأنف الفرنسيون اليوم من استعمال تلك المفردات كما لا يأنفون من استعمال وادخال مفردات من اللهجة الجزائرية مثلا –بحكم الارتباط التاريخي- الى قواميسهم!
وفي الانجليزية اليوم عدة (انجليزيات): واحدة للانجليز واخرى للامريكان وثالثة لاستراليا ورابعة لجمايكا..وربما قريبا سنشهد انجليزية الشرق الاوسط التي تمتزج بالعربية.
اللغات تتلاقح فيما بينها وتتبادل، وكلمات انجليزية مثل الانترنت والكمبيوتر تستعملها اليوم كل الدنيا ودون أ دنى حرج!
3- الكلام - في عمومه- عموميات خالية من أي تدقيق أو توثيق، والشذرات المقتطعة من هنا وهناك لا تخدم في احيان كثيرة الموضوع بل هي ضده تماما كحال الذي يكتفي بـ (ويل للمصلين) فيقتل المعنى والنص ككل.
وفي بعض المقاطع يقول لنا ا ن هذا الكاتب او تلك الفكرة ناقشتها مجلة المجتمع الكويتية او غيرها في عدد كذا وكذا.. ثم يمر بسلام مقتنعا أنه رد وأفحـــم خصومه الوهميين!! ومعنى ذلك أنني انا القارئ يجب ان اذهب لابحث عن مجلة المجتمع في عددها(!)..سنة...(!) ثم أقرأ وأرد.. . (ما هذا ؟)، هذا أذا سلمنا مبدئيا أن كلما تقوله هذه (المجتمع) صحيح ولايمكن مناقشته. !
4- المؤلف لا يعرف الحداثة ولا الشعر ولا القصيدة الحديثة، وهو غريب تماما عن كل هاته الاشياء كما لا حظتُ! وعموما فاشاراته هنا سطحية جدا.
5- اسلوب الاتهام والتهجم ونعت الاخرين باسماء وصفات قبيحة لا يخدم الموضوع ولا يضيف شيئا وليس من اخلاق الاسلام.
6- استفزه ان يرجع الناس في كتاباتهم الى بودلير وادجار بو.. فهل سنبقى دائما نرجع الى امرئ القيس وطرفة وأبي الطيب وابن هانئ الاندلسي..فقط؟ وهل امرؤ القيس وطرفة مثلا، وابو نواس وديك الجن..وو..أكثراخلاقا وأمتن اسلاما ؟ وما الفرق الكبير بين حيرة طرفة في معلقته وحيرة إليوت في (الارض اليباب)؟
7- وعندما تكلم عن نشأة المذاهب الادبية الغربية الشهيرة (كلاسيكية، رومانسية..) شعرتُ بمدى فقر الرجل في الاحاطة بمثل هذا الموضوع واكتفائه فقط بذكر اسماء شهيرة والتسرع في مهاجمتها.!
8- مهاجمة شخصيات الادباء واخلاقهم لا تنفي قيمتهم الفنية والادبية، وفي الغرب يفهمون
ذلك جيدا ويقولون يجب الاهتمام بانتاج الشخص لا بحياته الخاصة.
فالنقد الادبي وظيفته ان يتعامل مع النصوص ، هذا ما نعرفه، أما حياة الاشخاص واحوالهم وسلوكهم فهذا لا يعنيه، هكذا يقول النقد في الغرب، وله ما يعادله في الاسلام فنحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر..!
وما يسمى بدراسة السيرة الذاتية للاشخاص هو مجال اخر جديد مختلف تماما، وهو في كل الاحوال بعيد عن القدح والتجريح.

أخيرا ، احب ان اشير الى ان هذا الاسلوب في الكتابة عتيق كان يستعمله المرحوم أنور الجندي أيام كتابته في مجلة (منار الاسلام) وغيرها، وفي بحوثه وكتاباته، ثم جاء من يخطو على أثره!
صحيح لقد خدم الرجل كثيرا تراثنا وثقافتنا، لكن مثل تلك الكتابات جاءت في زمن ما نصطلح عليه بالفكر التكفيري ، بمعنى اتهام الاخر في كل شئ.
ومع بعض الانفتاح الذي نراه اليوم في ساحتنا الفكرية والسياسية، صار من الممكن التعامل مع الفكر الوافد الذي يغزونا في عقرنا، لكن بشئ من الحذر ، وإلا فالإتيا ن بالبديل..
ولا أتصورُ في هذه المرحلة خصوصا من واقعنا العربي والاسلامي أننا قادرون على تقديم شئ مهم كبديل لهذه الحداثة التي نكفر بها ونحن نغرق فيها صُبحًا وعشيًا.
- بقي ا ن أشير الى ان العنوان فيه اشكالية، فالعنوان يشير الى الحداثة كمفهوم شامل، بينما
- الصحيح وموضوع الكتاب هو الحداثة الادبية وليس الحداثة ككل، فموضوع الكتاب هو الحداثة الادبية فقط، فلا حديث هنا عن السياسةوالاقتصاد والاجتماع...، ولا اتصور مؤلفه يدرك ذلك، وربما هو نسيان منه فقط .
- هذا من جانب، ومن آخرفهو يقول (.. في ميزان الاسلام)، ويورد اراءه الشخصية بحسب ذوقه الخاص للنصوص الادبية وفهمه ورؤيته الشخصية لها ومعلوم لدى الجميع ان مسائل الذوق شخصية تختلف بين الناس، ولا ادري ماذا سيفعل المسلم الذي يخالف تلك الاراء. اعتقد ان العنوان السليم هو(الحداثة الادبية في الاسلام كما يراها المؤلف )، هكذا حتى لا يقع الناس في حرج أمام كتابه الذي لا اقول انه خاطئ، ولكن عليه تعليقات واضافات كثيرة.
فالنقد الحديث يتحدث -اليوم-عن مستويات من القراءة والفهم ونقد النصوص والتعامل معها، ويورد قضايا التأويل والرمز والسيميولوجيا.. وو.، كل هذا ليوسع صدره ويفتح للناس المجال.
- أخيرًا: (الحداثة في ميزان الاسلام) الذي يصف - في الواقع - الحالة النفسية لمجتمع تقليدي يواجه قــدَره الحداثي هوكتاب يجب إعادة كتابته وتنسيق أفكاره وملاحظاته والابتعاد قدر الامكان عن القدح في الناس – مسلمين وغير مسلمين – والاكتفاء فقط بمعالجة اشكالية الحداثة الادبية فقط (وليس كل حداثة) كما يقتضي المقام، وبمنهجية حتى يصير الكتاب كتابا يمكن الاطلاع عليه والاستفادة منه.
مع خالص تقديري لجهد المؤلف.




#البشير_رويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُمُّنا الأرض
- قلق السنبلة
- القصيدة العربية الجديدة مقد مات بارزة لدخول القرن الجديد
- لو كان لي وطن !
- ..التي صنعتْ حياتها في حياتي
- على هامش الانتخابات الجزائرية
- اللاجديد في الانتخابات المصرية
- الاسلاموية الجديدة المتسامحة_قراءة في تجربةالشيخ نحناح في ال ...
- كيف وقعت أحداث لندن ؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - البشير رويني - -الحداثة في ميزان الاسلام