أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير رويني - القصيدة العربية الجديدة مقد مات بارزة لدخول القرن الجديد















المزيد.....



القصيدة العربية الجديدة مقد مات بارزة لدخول القرن الجديد


البشير رويني

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


أربع صدمات مهمة جدا في تقديري تعرضت لها القصيدة العربية مع حلول هذا القرن الـ21 والألفية الثالثة، واحدة كانت سلبية والباقي –ومن جميل الصد ف- كلها ايجابية.
فاذا كانت الالفية الاولى تأسيسية فلأنها قد شهدت المعلقات الشهيرة والشعر الجاهلى وصدر الاسلام والعهد الاموي وشطرا عزيزا من العهد العباسي، وما را فق هذه العهود من شعراء كبار ملأوا الدنيا وشغلوا الناس حسب تعبير ابن رشيق القيرواني. كانت هذه هي فترة امرئ القيس وعنترة وطرفةولبيد، ثم ابي نواس وابي تمام والبحتري وابن الرومي ، ثم المتنبي عظيم العظماء ، والمعري واسماء كثيرة مهمة .
وقد شهد الالف الثاني ميلاد شعر جديد غير بعيد عن السابق، ثم ظهور اغراض اخرى وطرائق متميزة في التعبير، فبرز ت الموشحات مثلا والشعر الاندلسي الرقيق ومقدمات التروبا دور وكثير من الاساليب التعبيرية اللطيفة التي رسمت حياة عصرها بد قة.
ثم ركد الشعر، والثقافة العربية ككل في عالمنا العربي فترة ليست بالقصيرة، حتى مجئ حركة النهضة العربية.
وشهد القرن العشرون الماضي صدمة مهمة بين المحافظين على الاشكال ا لتعبيرية القديمة، والمنادين بالانفتاح على الغرب وعلى الاشكال الجد يدة.
فمنذ اكثر من ستين سنة تقريبا عرف العرب حدا ثتهم لاول مرة مع ظهور الشعر الحر في فترة الاربعينات والقائم على نظام التفعيلة، وقد قاد الثورة حينها شعراء كبار معروفون مثل السياب ونازك الملائكةوالبياتي ، فأدخلوا قصيدة التفعيلة هذه ولم يلتزموا بالعمود الشعري التقليدي.
وفي الستينات من القرن الماضي جاءت الحداثة الثانية بظهور قصيدةا لنثر مع أ دونيس ويوسف الخال لتتخلى نهائيا عن النظام الشعري العربي القائم على البحور والاوزان والقوا في.
وفي فترة الثمانينات كانت موجة شعرية أخرى يقال عنها الحداثة الثالثة عند العرب، وابرز كتابها يوسف سعدي والبياتي في شعره الجديد وغيرهما.
وبهذا الإرث الابداعي الممتد عبر القرون والجدل القائم بين المدارس الجديدة ودّع الشعر العربي القرن الـ20 واستقبل القرن الجد يد والألفية الثالثة.
كان السؤال الذي يلح: ما الذي سيحدث ؟ كيف يمكن قراءة وتصور مستقبل الشعر العربي الآن ؟
والاجابة عن ذلك تقتضي أن أعود بشئ من التفصيل إ لى تلك المحطات والصدمات الأربع التي أسبقتُ الى ذكرها في مطلع مقالي هذا.


1- الـ11 سبتمبر نقطة تحول

با دئا أشعر ككل متتبع لما يجري في العالم ، وفي ساحتنا العربية بالخصوص ان الـ11 سبتمبر كان نقطة تحول مهمة وعلى جميع الاصعدة.
ولعل الوطن العربي كان له النصيب الاوفر في كل ما جري بعد ذلك من أحداث مأساوية في العراق وفلسطين وفي مناطق أخرى كثيرة.
الـ11 سبتمبر فتح سياسيًا وعسكريًا شهوة أمريكا على مصراعيها فأصبحت تختلق اوهن الاعذار لضربنا وتهاجمنا قبل ان تخلق هاته الاعذار.
يقول الياس فركوح ان احداث الـ11سبتمبر في الولايات المتحدة هي أكثر من عملية تفجير انتحاري، انها حرب شاملة الابعاد بما فيها البعد الثقافي.
وامريكا التي خسرت عمارتين شاهقتين من عماراتها الكثيرة في الـ11سبتمبر هدمت دولا بالكامل لمجرد التهمة اوالشك الذي لم يقم على يقين البتة.
الرؤية للعالم الان تغيرت والزمن يتسارع مع صدمة التكنولوجيات الجديدة.
الموت غذاء يومي للصحافة بكل لغاتها، وفي كل العالم، والعالم كله ينطبق على العرب لأنهم مصدر كل إرهاب وفوضى وخراب في العالم كما يشاع..
الشاعر العربي شعر بخطورة ذلك، وفهم المعادلة الدولية.
لكن نفسية هذا الشاعر كنفسية أي عربي أصبحت تتذوق المرارة وتعيشها في كل لحظة ، هناك هزيمة نفسية مؤلمة قبل الهزائم السياسية والعسكرية.
هذا الاحباط جعل البعض ينظرون الى المستقبل على انه ظلمة، والى الشعر والادب على انه لعبة وتلهية تماما مثل قراءة الابراج والكلمات المتقاطعة.
الكتابة عند الشاعر العربي كهاجس اخذت منذ الـ11 سبتمبرمنحى جديدا بالفعل.
جاك دريدا اعتبر الـ 11سبتمبر نقطة بداية لمفهوم جديد ليس فقط في العلاقات الدولية،وهابرماس رد بعده مؤيدا.
اعتبار هذ التاريخ نقطة تحول يرجع الى التغيرات الطارئة على العالم، وسيادة القلق النابع من الارهاب ومناخ اللاأمن السائد في كل مكان.
فلماذا تأخر الشعر ؟
بالمقابل ظهر تيار شعري يحمل شيئا من التفاؤل غير المؤسس والذي يرى في الـ11سبتمبر بداية سقوط الامبراطورية الامريكية، فمجرد ضربها في عقر دارها هو دليل قاطع على امكانية تحطيمها يومًا ما.
او على الاقل هو فرصة وامكانية – بطريقة ما- للضعفاء لرفع رؤوسهم واعلان انهم يوجدون.
الشاعر أصبح يشعر أن أحادية العالم معناها ان هناك دولا قوية تدور في فلك امريكا، واخرى ترفض الذوبان ، وأن دور الشعر الطليعي الجديد (اذا صحت التسمية) هو في التبشير بالمستقبل الحر.
الشعرا لعربي الكثيرا لمنشور على الانترنت يرصد هذه النقطة بالذات أكثر من مرة، والشاعر الذي يحب دائما ان يكون في مقدمة الركب لا يفتر من ترديد ان نهاية الظلم قريبة وربما كان اكثر وضوحا فصرح بلفظة " أمريكا" مكان الظلم.
بعض الشعراء رأوا الاشكالية أعمق، إنها صراع الشرق والغرب، الاسلام والغرب، العرب مقابل اوربا وامريكا . وهذا التعميم يطرح اشكاليات كثيرة من حيث المنهج، فالموقف الاوربي من قضايا العرب ليس دائما واحدا، وكثير من متاعب العرب نشأت فيما بينهم، وفكرة المؤامرة الخارجية هنا تبدو بعيدة، او على الاقل ليست دائما صحيحة.
لكن مع ظهور مصطلحات الارهاب ومحورالشر وو..في القاموس الامريكي والغربي اكتسبت ذات الفكرة مصداقية اكثر.
أحمد مطر شاعر الرفض العربي بامتياز، يلخص بطريقته الجذابة واسلوبه في الطرح نظرة الغرب الى الشرق ، امريكا واوربا الى العالم الاسلامي والعربي.
كانت الكلمة الاولى في القاموس اليومي هي (الارهاب)، يستعملها كل سياسي في الغرب والشرق.
في قصيدته (نعم .أنا إرهـــــابي)، يؤكد ويثور :
الغرب يبكي خفية
اذا صنعتُ لعبة
من علبة الثقاب
وهو الذي يصنع لي
من جسدي مشنقة
حبالها اعصابي !
ا لقصيدة طويلة و تستمر على هذا الايقاع في تحليل جدلية قديمة جديدة ، في تصوير نفسية كلا الطرفين : الخوف التاريخي من الاخر. خوف لا ينتهي، من كل شئ، من الدين، من الثقافة ، من الفكر، من الانسان الاخر.
قنوات الحوا ر تبدو هنا مسدودة، وما على كل طرف الا ان يتهم الطرف الاخر وبكل شئ.
هل عا دالخوف الذي ساد في القرون الوسطى ؟ وبتلك الحدة ؟
الاكيد أ ن الشاعر يتهم- باختصار- الغرب بكل آلام ومتاعب الشرق.
لكن ما يهمني هنا ان هذه الازمة ولدت شعرًا كثيرا، ينتشر بين الكتب والمجلات وعلى مواقع الانترنت، وجمعه وقراءته يوما ما ستفتح ولا شك أبوابا مهمة لفهم موقف الانسان العربي وتحليل نفسيته المتحطمة والتي لا تنتهي رغم ذلك من التبشير بالمستقبل.
لا يهمني هنا صدقُ أ و عدم صدق الشاعر العربي في ارائه، ولكن الذي يشدني هو عقلية الكفاح التي تـنغرس في شعر العربي وهي القاسم المشترك بين كل القصائد التي اطلعتُ عليها.
وملخص القول أن الرفض هو أول نتائج أحداث الـ11 سبتمبر2001، وأن ما تفعله امريكا لن يزيدها الا كراهة في الشارع العربي.
والرفض هنا له معنيان : رفض الآخر، الاحتلال، الهيمنة، التدخل، ثم رفض فكرة الخوف ذاتها. ذلك الخوف المبالغ فيه من الاخر والذي يصل في بعض الأحايين الى درجة الاستسلام للاخر قبل وصوله و ا حتلاله لنا.
والثالث رفض المعطى الآني، ومعناه عدم قبول الوضع الحالي بكل أبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية، والثورة عليه. أي بمعنى المطالبة بالتغيير في كل شئ. لأن كل شئ في عالمنا العربي لا يوجد في وضعه السليم !!.

إ ن هجمات الـ 11سبتمبر هذه أعطت مادة شعرية مهمة يمكن لنا من خلالها القول انها البداية الزخمة لقرن شعري جديد


2- مشروع شاكر لعيبي (قصيدة نثر مقفاة
)
هناك انطباع عام بضرورة المغامرة نحو المستقبل لدى الانسا ن العربي الجديد، ويمكن القول انه نوع من الانتصار على الخوف يتململ في العالم العربي خاصة بين المثقفين.
ولكن فكرة لتحدي ذاتها التي اصبح الجيل العربي الجديد يؤمن بها ويمارسها مهما كانت قساوة الظروف هي التي ستقود الى ميلاد افكار خلابة تستحق الوقوف عندها مطولا
قصيدة نثر مقفاة هكذا باختصار مشروع الشاعر العراقي شاكر لعيبي الذي اعتقد هو بأنه جديد فيما هو موجود في التراث الذي تضج رواياته التراثية بما يسمى بأسلوب (السجع).
ان قصيدة النثر المقفاة هي، بصورة أو بأخرى، من نتائج الحدث السابق في امريكا ، وهي ايضا اول المفاتيح لدخول هذا القرن الشعري الجديد عند العرب.
وليس مهمًا الان كيف نربط بين احداث الـ11سبتمبر 2001 وظهور محاولة القصيدة النثرية المقفاة، لكن الاكيد ان حاجة التجديد اصبحت اكثر الحاحا وعلى جميع الاصعدة.
في المجال السياسي شعر المواطن العاد ي ان الحكومات والانظمة العربية تجاوزتها بالفعل الاحداث، فاصبحت تماما خارج اللعبة، واقتصاديًا واجتماعيًا شعر الانسان بحدة التهميش الذي يعيشه وضراوة المشكلات اليومية وتراجع الشعارات والوعود الرسمية بالحياة الرغيدة.
وثقافيا ومع المد الاعلامي الخطير وانتشار الانترنت أصبح الاصطدام مع الثقافات الاخرى والاحتدام بها مكشوفا عاريا.
وعندما اكتشف القارئ والشاعر العربي كل شـــِعر العالم ، وبكل لغاته، على الانترنت صار الشعر العربي الذي كان يحتل القلوب والالباب نقطة صغيرة في بحر عريض لجيّ.!
العولمة هنا ضربت كل مقدس، وكل عزيز ثمين.
صار الاعتقاد اليقين اكبر مثار للشك.!
القصيدة العربية العصماء لم تعد إلا ركنا في المتحف التاريخي للشعر. بل وقراءة الشعر ذاتهااصبحت حكرا على الشعراء انفسهم كما يقال.
شاكر لعيبي تنبأ هنا عندما قال مرة أن الشعر اصبح بضاعة مستهلكة يلقي بها شعراء لشعراء.
الفضاء الاجتماعي للشاعر صار حكاية قديمة ، والشاعر لم يعد موجودا الا عند أقرانه الشعراء او على الاقل على بعض مواقع الانترنت.
عزلة قاتـــــــلة ولكن من نوع جديد !
ولكن كيف وصلنا الى هذا الوضع ؟
لقد قامت القصيدة العربية منذ 14 قرنا على مفهوم البيت والبحر والقافية والعروض، وهي كما نعرف علوم مدققة وقواعد مضبوطة نعرف عبرها صحيح الشعر من سقيمه.
وعندما جاءت صدمة الحداثة الشعرية الاولى في اربعينات القرن الماضى، كان الشعر الحر ثورة بكل المقاييس والمفاهيم ، ولقي معارضة شديدة في بداياته.
الذائقة الشعرية العربية مسألة دقيقة لا يمكن الاستهانة بها او تجاوزها، والقرون المتتالية مازادت الامور الا احكاما وضبطا.
ولذلك اضطر شعراء الشعر الحر ان يحتفظوا بالبحور حفاظا على شئ عميق في موسيقى القصيدة العربية القائمة على الوزن.
وقد تكلمت عن هذا نازك الملائكة في "قواعد الشعر الحر".
ثم جاء الشعر النثري الذي لا يعتمد على الاوزان وانما يلاحق خيالات الشاعر وحالاته النفسية.
قال اصحابه ان الوزن هو وحدة القصيدة ذاتها، انه مسالة داخلية ، وبالتالي فالايقاع يصبح خارج الاوزان الكلاسيكية والموسيقى التي تحدثها.
والفرق هنا هو في صورة من صوره كالفرق الذي اثاره النقــاد القدامى بين الشعر والنظم، وبين البيان واللابيان.
هل الكتابة هي ملاحقة اوزان واشكال وعروض وقواف ؟ ام تصوير لحالة نفسية وموقف حياتي معين ؟
القول بانها الاولى هي قتل لروح الشعر، فالعشرات بل المئات من العرب من كتبوا القصائد والمعلقات الطوال المقفاة ولم يحتفظ التاريخ بهم ولا بقصائدهم.
شعراء النثر أو (النثيرة) يرونه استنساخا لشعر قديم. ومن يكتب قصيدة عمودية اليوم فهو ليس اكثر ممن يستنسخ "قفا نبك"و"لخولة اطلال.."وغيرهما.
الاستنساخ سهل، وربما حتى الحاسوب سيقوم به يوما ما.
وشاكر لعيبي ،هذا الشاعر القادم من بلاد الرافدين، كتب كلا النوعين وخبرهما،ودرس الشعر والادب والاجتماع، وجرب الخوف والعزلة والغربة، ومعنى ذلك انه كان لديه الاستعداد الكافي للحديث عن الشعر.
ولكن الرجل شعر بعد ترجمة اشعار روني شار وريلكه ان الشعر العربي في حاجة الى اعادة بعث او قل اعادة تشكيل.
هناك ضرورات الاصالة نعم، لكن ايضا مقتضيات المعاصرة والتحديث.
الشعر العربي عنده – وعند كاتب هذا المقال- ميتُ ُ يكرر بعضه البعض, فكل شاعر يستطيع كتابة مئة او الف بيت من العمودي، ولكن قل ان تجد فيها بيتًا شعريًا واحدًا يعيد تشكيل العالم وفق رؤية متجددة للشاعر وعلى قدرمن الجمالية التي يقتضيها المقام.
وفي مقدمة ديوانه (الحجر الصقيلي) والذي كان فاتحة ميلاد هذا النوع الثالث من الشعر، يقول شاكر موضحًا الاسباب البعيدة في اتجاهه الجديد هذا:
( بعد أكثر من ربع قرن من الكتابة، فإن هذا المسعى يقع في معاودة فحص الأشكال التي أثبتت فاعلية كبيرة في تاريخ الشعر العربي والعالمي، واستقراء التفصيلات الصغيرة، الطفيفة لكن الدالة في القصيدة مثل عملية التقفية
يتعلق هنا الأمر بالإيقاع الداخلي للشاعر مؤلف هذا العمل الذي يجد نفسه، في هذا الوقت بالضبط، في حاجة ماسة، حاجة مطلقة إلى الغناء . هناك محاولة للمزاوجة بين كتابة نثر بالغ الوضوح في نثريته، سنقول في تطرفه النثري، وكتابة شعر مُـمَوْسَق يتشبث ببساطة الغناء).
هذا التموقع الجديد بين النثري والموسيقي فيه، في تقديري ،ا نحيا زبشكل أو بآخر الى جهة الموسيقي، فالزخم التصويري الذي قدمته القصيدة الحديثة المنثورة حرمها دائما من نعمة الموسيقى التي هي هاجس الانسان العربي.
أصبح الشعر الشعبي الذي فيه شبه أوزان و بطريقة تعتمد على التقفية (الفجة أحيانا) في صناعة موسيقاها، قلتُ : أصبح هذا النوع أكثر ايقاعا من القصيدة المنثورة، والتي استقلت عن الجمهورأواستقال هو عنها لدرجةاأنهااصبحت غريبة لا يقرأها الا الشعراء والنقاد المهتمون وقليل جدا من القراء.
ولذلك صار لزاما على الشاعر أ ن يحمل بشارة ميلا د جديد للشعر مبررًا ذلك بقوله :
(.. وكما هو معروف فإن الروح الشعري لا يتقمص شكلاً واحداً نهائياً. فهو يمكن أن يطلع من أماكن غير متوقعة بأشكال في غاية الإختلاف. الكتابة هي الجوهر الأساسي وهي تختار دائماً شكلها حسب التجربة الداخلية للشاعر.
الشاعر هو فلاح الحقل دائم الخضرة، الـمُطلـِّع الأصنافَ كلها تحت شمس العالم).
ثم تتحول التجربة الجديدة حسب شاعرنا الى ضرورة مستقبلية تفرضها حاجة التجديد الملحة التي تتحرك في اعماقنا من جهة، والتطور التاريخي للتجارب الانسانية :
(..طلعت هذه القصائد بسبب ضرورة روحانية تفوق الفعل الإرادي وتصير هي نفسها إرادةً. أنها نوع من صيرورة دائبة للقصيدة المتنقلة من حقول التجريب إلى مجالات المعرفة الـمتراكمة ).
ويعيب شاكر على النقاد اغراقهم في الثورة على القضية (الشكلية) للقصيدة النثرية المقفاة،وعدم بحثهم عن الاسباب الخفية التي قادت الى ذلك :
(علينا أن نفتش عن المبررات التي دفعتني إلى كتابة (قصيدة نثر بقافية). هذه المبررات لم يرد أحد الالتفات إليها، وانصب النقد كله على القضية (الشكيلة)، ولهذا الأمر علاقة، كما أظن، بعدم متابعة النقد لشاعر مثلي أو المرور عليه بخفَّة، مثلما يمر بخفَّة على جمهرة واسعة من المبدعين. )، ولعل أهم هذه الاسباب ما يوضحه لاحقا بقوله :
(لقد شرحت مبرراتي في أكثر من مناسبة. إنني أجد ضرورة مطلقة لمزاوجة ومصالحة النثر مع إيقاع معين، خارجي. لقد سئمت الاستماع إلى فكرة (الإيقاع الداخلي) للكلام التي لا أجد تحقُّقات لها في الكثير من الشعر المكتوب منذ عشرين سنة. لقد نُظر إلى هذه المصالحة، ودائماً، وفق المنطق الشكلي السائد، وكأنها تصالح ساذج وجاهل مع القافية البائدة ومع غناء رومانسي ولَّى زمنه. هذه السذاجة ليست من طبعي، وفكرتي أكثر توغلاً في معرفة التاريخ الأدبي والشعري العربي.).

هل قصيدة النثر المقفاة هي قدر الشعر العربي الجديد ؟
الاجابة بنعم كالاجابة بلا فيها تسرع كبير وتجن !
لقد قامت ثورة حينهاعلى هذه القصيدة ، واعتبرها الكثير من النقاد على انها كلام عادي يلبس لبوس الشعر.
وقد صدقوا، فعندما تقرأ (الحجر الصقيلي) تشعر انك امام مجموعة صور باهتة تتوالى فتتهاوى وتتهافت.
العربي له ذوق في الشعر متميز، ولذلك ربما لايجد في الحجر الصقيلي أي شعر ولا ا ي شاعرية، بل على العكس فيها تكلف وحشد للكلمات وتصوير لا هو بالقريب من الشعر العمودي المعتاد ولا من الشعر الحر او النثري حيث تتكاثف وتتزاحم الصور وتتوالى.
وحسبه انه بدأ، فشاكر من النوع الذي لا يقف عند نوع او حد، يحب التجريب في كل شئ، والبحث عن التميز في كل فن، وهذه في الاصل ميزة وليست عيـــــبًا.
الحديث عن القصيدة النثرية ومالاقاه من رفض لا يجب ان ينسينا الظروف التي ظهر فيها والتي ساد ت في البلاد العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
هل يمكن تشبيه مابعد الـ11 سبتمبر 2001 بنكبة ـ1967 مثلا ؟
ربما، ولما لا !!
فالتحولات المفروضة والديمقراطية القادمة من امريكا والانفتاح على اسرائيل كل ذلك لا يمكن ان يمر هكذا دون تاثيرعلى مجالات الثقافة والفن، ودون احداث ثورة لدى الشعراء.
الكتابة لدى شاكر تبدو وهمًا واألعوبة من اول لحظة، وكان عليه ان يدافع عنها ويؤسس بنفسه لها امام الهتاف الذي اعتبر ها تلاعبا وكلاما عاريا من كل حقيقة.
وشاكر اراد ان يؤكد ان هناك امكانية كتابة الجديد والحفاظ على القديم في آن واحد. وهو الامر الذي يبدو من وهلته الاولى ضربا من التناقض الصارخ.
فالعربي الذي يعرف ان القصيدة العمودية ميراث قرون عدة لا يشعر أمام قداسة المنظر الا بضرورة التقديس والانحناء.
فيما هذا العربي ذاته يعيش تحت غزوة الانترنت والانفتاح العالمي الكبير ورحمة اليبرالية الكونية الشرسة.
و في ظروف كهذه يغدو التفكير في كتابة قصيدة عربية في مقاس انسان هذا العصر واحلامه مغامرة خطيرة. والسؤال عن عودة الشعر العربي الى الساحة التي كان من قبل يحتلها وذلك عبر صياغة جديدة وقوالب مستحدثة، يصبح مشروعا ومتاحا.
ومعروف ان القصيدة العمودية تلزم الشاعر بمساحة معينة من الكلمات والاوزا ن لا ينبغي له ان يخرج عنها.، وان الكتابة الحرة تحرره شيئا ما من ذلك، ولكنها تدفع به ايضا خارج الغنائية المنتظرة.
ولذلك فان مشروع (قصيدة حرة مقفاة) هو محاولة جمع بين القديم والجديد،بين العالم والغناء، بين الازدحام والايقاع، ومحاولة الحضور في هذا العصر ، عصر الشاعر، وهي أخيرا محاولة جادة لافتتاح القرن الجديد والالفية الثالثة .
وكل ما تعرضتْ له من نقد و تهديم لا يلغي كونها محاولة جادة من شاعر متمكن للبحث عن مستقبل الشعر العربي في ظل تلك العولمة الرهيبة، وفاتحة مهمة للقرن الجديد والالفية الجديدة . فاتحة تنتظر المزيد من النقاش والاثراء والتأطير والتنظير
.

3- قصيدة الانترنت

اعترفُ اولا ان الاغلب الاغلب في شعرنا اليوم يمر عبر الانترنت، بعد ان تراجع دور الجرائد والمطابع امامها
.
انها الصدمة الجديدة الاخرى للقصيدة العربية.
فقبل الانترنت ظل الكثير من الشعراء العرب ، ماعدا القلة القليلة المحظوظة طبعا، يحلمون بالنشر والطبع والوصول الى القارئ والناقد.
كانت التذكرة الوحيدة للوصول الى القار ئ هي النشر في الجرائد والمجلات ، ثم الطبع لمن اتيحت له الظروف المادية الضرورية.
لكن تلك المرحلة مع صعوباتها عرفت كمًا شعريًا هائلاً ً، فقد كتب الشعراء الكبار وطبعوا في المطابع الحكومية او الخاصة أو على حسابهم الخاص(فكرة الأعمال الكاملة).
ولكن القصيدة العربية ظلت حبيسة كتب الشعر وعند اهل الاختصاص.
ومع انتشار الانترنت ، منذ عام 2000، في الشارع العربي، ظهرت غزوة شعرية رهيبةـ تمثلت في العدد الهائل للمواقع الادبية والجرائد والنشريات الاليكترونية، اضافة الى الكتاب الاليكتروني.
ان القصيدة العربية دخلت بالفعل عصرها الاليكتروني، وهو عصرها الثالث بعد عصر الخيمة والناقة والصيد، وعصر العقيدة والمدينة والعلم.
هناك ثورة مهمة في الشعر العربي هنا من حيث الانتشار ، فقد وصل الى اكبر عدد ممكن من القراء ، فكل من يفتح الانترنت فهو قارئ ، حسب العدادات الخاصة التي تحسب زوار المواقع، لانه بامكانه ان يفتح أي موقع أدبي فيقرأ قصيدة شعرية.
لكن الملفت للانتباه ان الشعر العربي اصبح مهمًا جدًا في حضوره الواقعي لا الرمزي بين القراء الكثيرين.
ليس هذا فحسب، بل كل قارئ يمكن له ان يصبح شاعرًا وينشر لسهولة النشر المتاح في بعض تلك المواقع.
هذا هو الذي اعطى كمية كبيرة من الشعر عند عرب اليوم.
في مقابل ذلك، لم نجد ما يكفي من النقد، ومعنى ذلك انه وقع لا توازن بين الشعر المتكاثر والنقد الغائب.
واذا كان دور النقد معروفا، عرفنا ما ينتج عن غيابه في مثل هاته الحالات.
الشعر اليوم كثير والنقد قليل قليل..
ومعناه ان الشعر اليوم كثير، ولكن التقويم والتوجيه غائب.!
هذه واحدة.
والثانية كما اسلفتُ غياب معايير معينة للنشر لغياب نقاد متذوقين طبعا. فالمواقع تفتح لقرائها وتريد ان تحرز اكبر مساحة بين القراء وحينها لا تلتفت الى نوعية ما ينشر، وهكذا بعض القصائد لم تكن الا اعترافات مراهقين مبتدئين.
هل مستقبل الشعر العربي الان بخير ؟
نعم، يبدوذلك كذلك على الاقل عدديا ، بينما تبقى مسألة الاتفاق على الابداع والشاعرية مسألة نقاد.
الشعراء الكبار قلة، خاصة على الانترنت، ولكن الشعر العربي كثير على هذه الانترنت. هذا ما يمكن ملاحظته.
هذا سيقود – في تقديري – مستقبلا الى مراجعة الالقاب والتسميات، فليس الشاعر الكبير غدًا من ينشر 5 او 10 مجموعات شعرية او اكثر في المطابع، فربما سيكون من الكتاب الشباب من ينشر اكثر من ذلك بكثير على هذه الانترنت.
والنقطة الاهم الاخرى هي فرصة الالتقاء بالشعراء الاخرين وتبادل التجارب والخبرات.
فالشاعر "الكبير" لا يجد اليوم ربما ما يقوله في قاعة أمام الجمهور لأن كل ما يفكر فيه قالته الانترنت.
و"النضال" الشعري قديما بحثــًـا عن جمهور الشعر يبدو ان الانترنت قد اختزلت منه الكثير.
ففي مهرجان عكاظ الشعري رأينا الشعراء العرب من كل مكان يلتقون "إليكترونيـــًا" ويتبارون في عرض نتاجهم . وتلك سابقة مهمة بالفعل ان تجد شاعرا من المشرق مع اخر من المغرب العربي مع ثالث من اوربا او امريكا، هذا معناه ان المهرجان عالمي ، وقد صار بالفعل ملتقى مهما للشعراء، وان الشعر فيه "عربي" اللغة بينما عالمي المشارب والمسارب والمذاهب.
وشخصيا قدكنتُ مدعوا الى تنشيط أمسية شعرية "عراقية" كنتُ حاضرا فيها فقط باسمي وبصوتي عبر الانترنت، انا الذي هو ابعد الناس جغرافيا عن العراق الحبيب، بل والابعد حتى عن وطني الاصل !
لكن السؤال المهم مستقبلا هو كيف نتعامل مع كل شعرنا المنشور في كل تلك المواقع الاليكترونية ؟ كيف نجمعه، ننقحه، نرتبه وندرسه ؟؟؟
صحيح انه اليوم لم يعد ولله الحمد غائبا بعيدا ،بل صار متاحا بضربة (غوغل) سريعة، لكن مسألة جمعه ودراسته ومناهج تحقيق ذلك يصبح التفكير فيها أولوية الاولويات.

4- مكتبة البابطين و الاتجاه الموسوعي .

كان لا بد في هذه العجالة وقبل ان اغلق مقالي هذا ان اسجل ايضا نقطة رابعة مهمة جدا من التحولات التي عرفها الشعر العربي في مطلع الالفية الثالثة هذه.
ففي الاسبوع الماضي شاهدتُ وسمعتُ خبر تدشين أكبر مكتبة شعرية عربية. المشروع ولد في الكويت برعاية الرجل الفاضل الشاعر البابطين الذي عُرف عنه منذ سنوات ليست بالقليلة اهتمامه البالغ بجمع التراث الشعري العربي.
والمشروع الذي استغرق بناؤه اربع سنوات، قبل ان يصير مركزا ثقافيا هاما تفتخر به الكويت الشقيقة ويقصده الباحثون والمهتمون من كل مكان،هذا المشروع يسعى الى جمع التراث الشعري العربي ،فصيحا وعاميا، مطبوعا ومخطوطا، في شكل دواوين أ و في هيئة مجموعات ومختارات شعرية عبر تبويب وترتيب علمي يعتمد احدث الطرق العلمية في الفهرسة والارشفة.
وتتدخل الانترنت و وسائل العصر بقوة في مثل هذا العمل مما يعطيه أهميته في عصر تكنولوجيات الاعلام والاتصال.
وذكر المؤسس ان للمركز اربع مهمات كبرى ، نجملها في :
1- جمع وتصنيف وفهرسة وتوثيق المكتبة الشعرية .
2- جمع وتصنيف وفهرسة المكتبة النقدية والتاريخية الخاصة بالشعر.
3- انشاء مركز بحث خاص بالشعر وتوثيقه ودراساته و تجلية مذاهبه و طرائقه الابداعية.
4- رعاية الشعر والشعراء في العالم العربي والاهتمام بهم وتفعيل دورهم.
هذا المشروع المتميز جاء في اطار سلسلة من الجهود الطيبة التي يقوم بها هذا الرجل الشاعر وفريقه في جمع شتات التراث الشعري العربي، بدأها في حينها بـ(معجم البابطين) للشعراء العرب المعاصرين، والذي طلع في طبعات غاية في الفخار والاتقان.
وإذا كان المعجم متميزا من حيث تنوعه الجغرافي حيث حرص على الاهتمام بشعراء كامل الوطن العربي تقريبا، فان المكتبة الجديدة تصب في ذات السياق وتجمع كل شعر العرب ، قديمه وحديثه، المشهور منه والاقل شهرة.
ولكن كيف يمكن النظر الى هذه المكتبة العظيمة ؟
في تقديري انها مرحلة ثالثة مهمة جدا من التفكير الموسوعي للشعر العربي بعد المحاولتين السابقتين : الاولى هي الاعمال الكاملة والمكتبات الادبية، والثانية الشعر الاليكتروني (عبر الانترنت) الذي أتيتُ على ذكره في العنصر السابق.
فالمكتبة ارادت ان تجمع شتات الشعر العربي من كل مصادره، لا تكتفي بدواوين معينه، ولا انطولوجيات بذاتها، فهي لأول مرة منفتحة على كل الشعراء وكل العصور وهاجسها الوحيد هو الشعر العربي ذاته.
وهذا في تقديري تفكير حضاري عميق يستأهل ان نقف اجلالا وتقــــــــــــــــــــــــديرا لصاحبه.
فمعنى ذلك انك مستقبلا ستقف أمام الشعر العربي كله، أي أمام العصور العربية كلها ممتثـلة شاهدة شامخة امامك. فهل هذا قليل ؟!
فبعد ان كنا نعتقد ان الفكر الموسوعي الشامل انتهى تماما من حياة العرب، ها هي مكتبة "البابطين" تفاجئنا، تصدمنا وتنعش ارواحنا وآمالنا من جديد.
أما أنا شخصيا فأنني اتصوران ميلاد تلك المكتبة هو ميلاد جديد للشعر العربي ذاته، ومحطة مهمة في حياتنا الشعرية.
كيف ذلك ؟ ما هي ايجابياته وسلبياته ؟ ليس مهمتي ان اجيب عن ذلك الان . فمثل تلك المكتبة تحتاج ولا شك بحثًا متخصصًا (بل أبحاث كاملة).
وربما سيكون سؤال المستقبل عندنا بعد اليوم : هو كيف نقرأ تراثنا الشعري ؟ كيف ننظر اليه ؟
أما سؤال : أين هو ؟ وما مظانه ؟ فقد كفانا شاعرنا البابطين مؤونة الإجابة عن ذلك بجهده المتميز الفريد هذا.
فإلى أين يتجه شعرنا العربي اليوم ؟
بعد هذه النقاط الاربع ا لمهمة سأحاول مستقبلا –إن أمكن – اعطاء بعض الاجابات التي تبدو لي ذات اهمية بهذا الخصوص.



#البشير_رويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان لي وطن !
- ..التي صنعتْ حياتها في حياتي
- على هامش الانتخابات الجزائرية
- اللاجديد في الانتخابات المصرية
- الاسلاموية الجديدة المتسامحة_قراءة في تجربةالشيخ نحناح في ال ...
- كيف وقعت أحداث لندن ؟


المزيد.....




- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير رويني - القصيدة العربية الجديدة مقد مات بارزة لدخول القرن الجديد