أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - البشير رويني - كيف وقعت أحداث لندن ؟














المزيد.....

كيف وقعت أحداث لندن ؟


البشير رويني

الحوار المتمدن-العدد: 1306 - 2005 / 9 / 3 - 10:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عادل بكوان ترجمة : البشير رويني
من أيام كتب صديقنا المثقف العراقي البارز عادل بكوان من باريس تحليلاً سوسيولوجيـًا في جريدة "ليون كابتال" حول أحداث لندن الاخيرة ، وكان حدثني عنه في آخر لقاء بيننا قبل نشره فأحببتُ نقله هنا الى العربية، علما أن الافكار الواردة فيه لا تخص الا صاحبها الاصلي.


الاسلام والاسلاموية

يهدد الاتهام بمعاداة الاسلام اليوم كل الكتاب الذين يتعرضون لمسألة الاسلاموية.
وبادئا أود أن أوضح أنه في ما يتعلق بموقفنا فإننا نفرق جيدا بين الاسلام بكونه دينا والاسلامويةباعتبارها مشروعا سياسيا.
إننا هنا لا نخلط بين المسلمين والاسلاميين, وتحليلنا يتجه أساسا الى الاسلاموية و فاعليها لا الى الاسلام والمسلمين.

هوية واضعي القنابل

إن واضعي قنابل لندن هم ما يسميه الباحثون بـ/الأ صوليين الجدد ، أي أصوليين في قطيعة مع مفهومين للا سلام : من جهة هم يرفضون الاسلام التقليدي بدعوى أنه لا يتوافق مع إرادة الله غير انه في الحقيقة كونه لا يتوافق مع اتجاههم الايديولوجي.
ومن جهة ثانية هم في قطيعة مع كبرى التيارات الاسلامية (الاخوان المسلمون وغيرهم) التي تعارض من جهتها العمليات الانتحارية ضد الغرب.
نقطة أخرى تبدو لي مهمة هنا : مفجرو العمليات التفجيرية في لندن هم أصوليون جدد بريطانيون نشأوا وترعرعوا وكبروا في بريطانيا،
غير أنهم بدل الاندماج في المجتمع البريطاني والتأقلم معه، فانهم صاروا أصوليين جددا!
néo-fondamentalistes
. وهنا أؤكد وألح على كلمة (صاروا)، لان هذه الصيرورة هي ثمرة مسار: إنهم لم يولدوا أصوليين جددا بل صاروا كذلك.

طبيعة الاصولية الجديدة

لفهم هذا المسار الذي أثرناه، يجب الرجوع سنوات عديدة الى الخلف، أي فترة الستينات والسبعينات.
في تلك الفترة هاجر الى بريطانيا اسلاميون من عدة اتجاهات بسبب ما لا قوه من اضطهاد في بلدانهم.
لقد غادروا مصر وسوريا والسعودية وغيرها الى بريطانيا التي فتحت ذراعيها لاستقبالهم.
هذه الهجرة كانت بالنسبة لهؤلاء الاسلاميين اكتشافا جديدا لأرض جديدة. لقد اكتشفوا مجتمعا قائما على مبدأ حقوق الانسان: مجتمعا لا يمنع الممارسة الدينية ولا حرية الرأي ولا تأسيس الجمعيات، الخ.
وباختصار : كل ما هو ممنوع في بلدانهم مسموح به في هذا المجتمع الجديد.
بالمقابل، انطلق هؤلاء الاسلاميون المهاجرون في مسار إعادة أسلمة مسلمي بريطانيا. ونؤكد هنا على اعادة الأسلمة لأن الاشخاص الذين نعتقد بأنهم مسلمين ليسوا في الحقيقة مسلمين من وجهة نظر هؤلاء الاسلاميين.
أنهم في نظر هؤلاء الاسلاميين لم يدخلوا الاسلام الكامل الشامل، وهم بسبب ذلك في حاجة الى مشروع اعادة أسلمة.

موقف بريطانيا

بالنسبة لبريطانيا، فإن وجود الاسلاميين المهاجرين لا يشكل خطرا ما داموا يحترمون قواعد اللعبة.
وايديولوجية هاته الجماعات كانت قائمة على كره الغرب، الاتهام بالكفر الموجه للمستشرقين كما للمستغربين، التربية الجهادية في المساجد، وخطب الجمعة التي يتولاها أئمة متشددون، ارسال الشباب الى افغانستان للقيام بالجهاد ضد الاتحاد السوفياتي، الخ، كل ذلك لم يكن يشكل خطرا عاجلا .

ماالذي حدث ؟

في اطار دراسة في علم الاجتماع قمنا بها في جامعة ليون الثانية، اشتغلنا من خلالهاعلى مسائل الاسلام، الخمار، فرنسا والحداثة.
في هذه الدراسة بحثنا في شكل من السلفية الجديدة للجيل الثالث للهجرة في فرنسا.
وحسب ايديولوجية هذا الاتجاه من السلفية يعتبر الجهاد فريضة دينية تماما مثل الصلاة، غير أنه سيقوم ضد من؟
ضد الكفار !
لكن هذه التسمية يطلقونها على قسم عريض من سكان العالم . فباعتقادهم نحن كلنا تقريبا كفار: مسلمون غير ملتزمين، غربيون يرفضون اعتناق الاسلام،مسيحيون يهود، الخ الخ.
واحداث لندن هي نتاج هذه الايديولوجية ذاتها، ومرتكبوها تعلموا وتكونوا على يد ذلك الجيل من الاسلاميين الاصوليين.
ولكن لماذا حدث هذا في لندن ولم يحدث في باريس ؟
في بحثنا بيـــّــنا أن هذا ليس الا مسألة وقت وفرصة، ببساطة لانه بالنسبة لهؤلاء الاسلاميين فان الحرب عالمية وميدانها لا يمكن ان يختصر في أرض معينة.
فبالنسبة لهم فأن بغـــــداد وباريس ولندن وبرلين كلها سهام مقبولة.
وأكثرية أصوليي الحرب في العراق هم أصوليون اوربيون تنقلوا بالمناسبة: الاصوليون ليس لهم حدود، وهم يضربون أين سنحت لهم الفرصة.
الصحافيون دوما يقولون لنا أن لندن تم ضربها لانها شاركت في حرب العراق! هذه الفرضية ربما خاطئة، لأن السعودية ومصر لم تشاركا في حرب العراق، ومع ذلك كانتا ضحيتي تفجيرات الاصوليين الجدد.!


النتيجة


المشكل الحقيقي، أن هؤلاءالاصوليين بلا حدود لم يعودوا أبدا تحت مراقبة الاسلاميين التقليديين، ولا تحت الحكومات الغربية.
وأضافة الى ذلك فهم لا يطلقون لحية ولا يرتدون أزياء سلفية ولم يعودوا يذهبون الى المساجد. أنهم يختلطون بالمجتمع العادي. هذا هو الذي يجعل في تقديري فهم الرموز السرية لهؤلاء مهمة غاية في الصعوية.



#البشير_رويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - البشير رويني - كيف وقعت أحداث لندن ؟