أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحيم فرحان صدام - الامام الغزالي والفتوى الوهابية














المزيد.....

الامام الغزالي والفتوى الوهابية


رحيم فرحان صدام

الحوار المتمدن-العدد: 7837 - 2023 / 12 / 26 - 22:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعد الامام الغزالي علم من اعلام الفكر العربي وبالرغم من كونه اشعري العقيدة ومن أئمة التصوف الا انه لا يختلف كثيرا عن الحنابلة الوهابية في مسألة التكفير والافتاء بقتل المخالف له في المذهب لا سيما مذهب الشيعة الإسماعيلية .
والغزالي صاحب كتاب " فضائح الباطنية " الذي هو في الحقيقية فضيحة لمؤلفه .
فما هي قصة الغزالي في كتابه ( فضائح الباطنية ) الذي يطلق عليه أيضا أسماء أخرى ؟
لقد كانت السلطات يومذاك تنوي القيام بعمليات قتل عامة تشمل حتى النساء والأطفال لمن يخالفونها في المذهب ، كانت السلطات التي يمثلها الخليفة المستظهر (487 - 512 هـ / 1094 - 1118 م) وملوك السلاجقة تنوي هذه المذابح ، وأرادت أن تستند إلى فتاوي شرعية تبرر فيها مذابحها فلجأت إلى من هم حاضرون لإصدار أية فتوى تريدها السلطة ، وكان على رأسهم الغزالي فأصدر ( للمستظهر ) أو بالأحرى للسلاجقة الفتوى الرهيبة الآتية ، وقد فضح الغزالي نفسه بنفسه حين قال بكل صراحة إنه أصدر فتواه بناء على أمر
( المستظهر ) له بذلك :
أما الفتوى فهذا بعض ما جاء فيها عن الإسماعيليين :
" بناء على الأوامر الشريفة المقدسة النبوية المستظهرية بال أشارة إلى الخادم
على اعتبار أن الحاجة إلى الكتب عامة في حق الخاص والعام شاملة جميع الطبقات ... " .
وبعد هذه المقدمة التي نفذ فيها ( خادم ) السلطة أوامرها يصل الغزالي إلى
هدفه فيقول فيما يقول : " . . . قبول التوبة من المرتد لا بد منه . . وأما توبة الباطنية ( أي الإسماعيليين ) ...ففي هذا خلاف بين العلماء ..." .
ثم ذكر رأي السائرين في ركاب السلطة وأنه قد " ذهب ذاهبون إلى أنه لا تقبل توبته وزعموا أن هذا الباب لو فتح لم يمكن حسم مادتهم وقمع غائلتهم ..." .
هذا للمسالمين من الإسماعيليين في زمن السلم ، أما في زمن الحرب فإن من قبض عليه منهم كان حكمه القتل وكذلك النساء .
قال الغزالي في فتواه : " فإننا نقتلهن ( أي النساء ) مهما صرحن بالاعتقاد الذي هو كفر على مقتضي ما قدرناه وأما الصبيان فمن بلغ صبيانهم ( من العمر ) عرضنا الإسلام عليهم فإن قبلوا قبل إسلامهم وردت السيوف عن رقابهم إلى قربها وإن أصروا على كفرهم مقلدين فيه آباءهم مددنا سيوف الحق إلى رقابهم وسلكنا بهم مسلك المرتدين " . ويقول الغزالي في فتواه : " والقول الوجيز فيه أن يسلك بهم ( جميعا ) مسلك المرتدين في النظر في الدم والمال ، والنكاح والذبيحة ونفوذ الأقضية وقضاء العبادات . أما الأرواح فلا يسلك بهم مسلك الكافر الأصلي ، إذ يتخير الإمام في الكافر الأصلي بين أربع خصال : بين المن والفداء والاسترقاق والقتل . ولا يتخير في حق المرتد ، بل لا سبيل إلى استرقاقهم ولا إلى قبول الجزية منهم ولا إلى المن والفداء ، وإنما الواجب قتلهم وتطهير وجه الأرض منهم ، هذا حكم الذين يحكم بكفرهم من الباطنية . ولا يختص جواز قتلهم ولا وجوبه بحالة قتالهم ، بل نغتالهم ونسفك دماءهم .
وأما النسوان فإنا نقتلهم مهما صرحن بالاعتقاد الذي هو كفر على مقتضى ما قررناه ، فإن المرتدة مقتولة عندنا .
نعم للإمام أن يتبع منه موجب اجتهاده ، فإن رأي أن يسلك فيهم مسلك أبي
حنيفة ويكف عن قتل النساء فالمسألة في محل الاجتهاد " ( انتهى ) .
وبعد أن سلح الغزالي الدولة بكل هذه الحجج والبراهين ، رأي أن لا يسد
عليها الطريق إذا بدا لها أن تسالم أو تهادن أو تساوم أو ترتشي فذكر أن هذا الأمر ليس نهائيا وأن " الأمر منوط برأي الإمام " .
والغزالي الذي أفتى بما أفتى به في حق فريق من المسلمين ، والذي كان يقصد بفتواه إلى هدف أبعد من رعايا ( المستظهر ) والسلاجقة ، كان يقصد بهذه الفتوى أيضا إلى دولة إسلامية معينة وهي الدولة الفاطمية .
إن الغزالي هذا ، وهو من لقب بلقب ( حجة الإسلام ) ، قد شهد احتلال
الفرنج الصليبيين لأولى القبلتين وثالث الحرمين ( القدس ) ، فلم يهزه ذلك ولم يثر اهتمامه ولم يجعله ينبس بكلمة واحدة .
ثم عاش اثنتي عشرة سنة بعد ذلك ، فلم يعنه أبدا ما حل بالإسلام
( الذي هو حجته ) ، وما أصاب المسلمين ، على أن الغزالي الذي قال ما قال عمن سماهم ( الباطنية) ، وافترى ما افترى على عقيدة الدولة الفاطمية ، لم يجد في آخر الأمر ملجأ يلوذ به إلى حمى الذين زعم أنه ينشر فضائحهم ، فآووه وحموه وعنوا به ولم يؤاخذوه على ما سلف منه .
يقول المفكر الإسلامي المصري الدكتور محمد كامل حسين في كتابه ( أدب مصر الفاطمية ) :" أقرب مثل نقدمه لذلك هو الإمام الغزالي ، فقد هاجم الفاطميين في كتبه : القسطاس ، والمنقذ من الضلال ، والمستظهري أو الرد على الباطنية وغيرها من كتبه ولكنه وفد على مصر في أواخر حياته ووضع كتابه ( مشكاة الأنوار ) متأثرا ببعض العقائد الفاطمية ولا سيما نظريتهم في ترتيب العقول " .
ونحن الذين نحترم علم الغزالي لا نحترم أبدا عبوديته للسلطات وافتراءه
على غيره من المسلمين وحياديته في جهاد المسلمين للفرنج الصليبيين .
يبدو ان الزمان يعيد نفسه اذ افتى ابن جبرين احد اعضاء هيئة كبار العلماء بالسعودية بكفر عوام الشيعة وجواز قتلهم بينما افتى محمد بن صالح العثيمين بحرمة العمليات الانتحارية ضد اسرائيل .



#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطفل على علم التاريخ والحديث القسم الثاني
- التطفل على علم التاريخ والحديث القسم الأول
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 220 الأمم المتحدة: عهد ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 219 فيلسوف بريطاني كبير ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 218 من أوراق الأُمَم ال ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 217 لماذا كربلاء ترهب ا ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 216 رسالة النبي الى الن ...
- 215- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 215 المستشرق وليام ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 214 المستشرق وليام مونت ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 213 وقفة مع الدكتور فار ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 212 وقفة مع الدكتور فا ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 211 الشيخ مغنية والمستش ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 209 دراسة نقدية للتفسير ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 208 مايكل هارت : (حماية ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 207 كازانوفا (1861 - 19 ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 206 محمد المزوغي والطبط ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 205 ريتشارد بل(1876 - 1 ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 204 مايكل كوك Cook Mich ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 203 هاملتون جب (1895 – ...
- سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 202 فيليب حتي Philip Kh ...


المزيد.....




- إدانة فلسطينية أردنية لرفع العلم الإسرائيلي بالمسجد الأقصى
- الجمهورية الإسلامية تعين قائما بأعمال جديد لسفارتها في لندن ...
- بأعلى جودة حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي وشاهدوا أروع الأغان ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات وا ...
- المقاومة الاسلامية تسقط أجهزة تجسسية للإحتلال
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الاقصى المبارك
- الاحتلال يغلق باب الأسباط ويمنع المصلين من دخول المسجد الأقص ...
- الاحتلال يقتحم بلدات وقرى بجنين ويعتقل 5 فلسطينيين شمال سلفي ...
- الاحتلال يغلق باب الأسباط ويمنع المصلين من دخول المسجد الأقص ...
- قوات الاحتلال تعتقل 4 مواطنين في سلفيت


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحيم فرحان صدام - الامام الغزالي والفتوى الوهابية