أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد علي الطوزي - تحسين النسل؛ العلم المُيتّم : آدام بارفري















المزيد.....



تحسين النسل؛ العلم المُيتّم : آدام بارفري


محمد علي الطوزي
مترجم وقاص وروائي


الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 14:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تحسين النسل؛ العلم المُيتّم*

تقديم وتحرير: آدام بارفري**
ترجمة: محمّد علي الطّوزي

يتمّ تصوير علم تحسين النّسل بشكل عام على أنّه علم يتّصف بالشّعوذة بدءا من كتاب "كفاحي" إلى غاية تجارب دكتور مينغيل(1). إلاّ أنّ ذلك لا يتّسم بالصّدق دوما. إذ يتمّ تجاهل المرادفات الملطّفة الرّاهنة لذلك العلم مثل "التّنظيم العائلي" و"الهندسة الوراثيّة". فكما سنرى، يعتمد التّعبير الملطّف، في جلُّ الأوقات، باعتباره وسيلة قتل ناعمة، على وقع أغنية متجدّدة.
علم تحسين النّسل هو التّطبيق العملي للنّظريّة الوراثيّة بغرض تعزيز المادّة الوراثيّة للجنس البشري (تحسين النّسل الإيجابي) أو القضاء عليها باعتبارها ضعيفة وراثيّا (تحسين النّسل السّلبي). في مطلع القرن العشرين، تمّ ترويج علم تحسين النّسل كأنه واجب أخلاقي. فقد دلَّ علم تحسين النّسل، بالنّسبة لربّات البيوت والأمّهات حينذاك، على الوعي الصّحّي التّطبيقي وفقا لمبادئ العلم الوضعي. وكان يُعدُّ لدى علماء الاجتماع وسيلة تحسين جودة الإنسان على نحو مشابه لتربية سلالات الماشية الأفضل تكيّفا.
وعلى هذا الاعتبار تغدو النّتائج المفترضة مبشّرة: زيادة مطّردة في معدّلات ذكاء الإنسان وانخفاض في عدد الجريمة وتقليص للتّشوّهات الخِلقيّة. انخرطت عديد الولايات الأمريكيّة بثقلها في مجال تحسين النّسل، وذلك بسنِّ قوانين التّعقيم لغير اللاّئقين جسديّا. كما تمّ بنهاية العشرينات إخضاع عدَّة آلاف من غير السّويّين عقليّا والمجرمين العنيفين للتّعقيم القسري- كان هذا الهجوم يحظى بالدّعم القانوني والعلمي من طرف علم الاجتماع في منحاه الوقائي.
بحلول منتصف ثلاثينيّات القرن العشرين، أصبح علم تحسين النّسل مرادفا شيئا فشيئا للعنصريّة والعلوم الزّائفة. حيث كانت الأعمال العدائيّة تزداد مع ألمانيا، ممّا جعل السّياسة العرقيّة النّازيّة تحت وطأة دعاية الحلفاء باعتبار أنّ الأمريكيّين والبريطانيّين على حدٍّ سواء قد شعروا بالتّهديد ممَّا يُشاع عن تفوّق العرق التّيتوني. حيث ظهرت كميّات كبيرة من المنشورات والكتب المناهضة للنّازيّة، بغرض التّشهير بأسطورة الإنسان الآري المتفوّق. ومن المفارقات الإشارة، برغم ذلك، إلى أنّ المجالس السّكّانيّة الألمانيّة كانت تحاكي بشكل حصري سياسة تحسين النّسل الأمريكيّة. ففي بداية الثّلاثينيات، كشف هتلر للمستشار الاقتصادي فاغنر: "لقد درستُ باهتمام عميق قوانين بعض الولايات الأمريكيّة في ما يتعلّق بمنع تكاثر الأشخاص الّذين ستكون ذريّتهم، في جميع الحالات، دون قيمة أو تمثّل ضررا للعنصر العرقي" [أوتو فاجنر ، هتلر: مذكّرات أحد المقرّبين ، 1985 ، جامعة ييل صحافة.]
"علم تحسين النّسل= الكراهية العرقيّة" أصبحت معادلة يصعب هزّها في بلد كارهي الهون(2). مع ذلك في العشرينات، كان علماء النّسل يسارعون إلى النّأي بأنفسهم عن التّمثّل بكلٍّ من ماديسون جرانت(3) ولوثروب ستودارد(4) في تسويقهم لنظريّات تفوّق العرق الشّمالي المستوحاة من دو جوبينو(5). كتب بروفيسور فرانك هانكينس(6) في مؤلّفه "التّطوّر في الفكر المعاصر" ما يلي: "أوقية من علماء تحسين النّسل تساوي رطل من التّحيّز العرقي"، محاولا تحسين صورة علم تحسين النّسل من خلال دمجه مع شعارات بوتقة الانصهار(7) الأمريكيّة.
مع فشل هانكينس ونظرائه من العلماء في إبقاء الشّعلة متّقدة. وبحلول الأربعينات، تمّ عرقلة تمويل الأبحاث والدّعم القانوني إلى حد الانقطاع، فانقلب التّصوّر المتعلّق بتحسين نسل أمّة، بما يغدق عليها بالعباقرة ويجرّدها من البلهاء، مجرّد ذكرى متلاشية.
في التّنصل من علم تحسين النّسل التّطبيقي، صعد طغيان ذو طبيعة مختلفة تماما. فإعلان ليسينكو(8) في أواخر الثّلاثينات الّذي نفى بمقتضاه الصّفات المتوارثة، وحصر الصّفات في ما يُكتسب بيئيّا، مهّد الطّريق، على غرار جوزيف ستالين، إلى العودة نحو تنظيم الرّوح الرّوسيّة. ورفض نظريّات الوراثة سهّل على القادة السّوفييت توقّع ولاء لا يتزعزع في ترسيخ العقيدة الشّيوعيّة. وقد رسم آدولوس هوكسلي(9) وكتَّاب الخيال العلمي صورا لكوابيس تحسين النّسل/ التّكنولوجي، وخطوط الإنتاج البرَّاقة الّتي تضمّ حلمات من الفولاذ المقاوم للصّدأ. (في وقت لاحق من حياته وجد هكسلي عمليّة التّكاثر "غير المنظّم" تمثّل كوابيسا أشدَّ بكثير). في الولايات المتّحدة، أصبحت نظريّة الذّكاء على أساس بيئي قاعدة للدّعاوى القضائيّة المتعلّقة بالتّحيّز العرقي في المؤسّسات الّتي تعتمد اختبارات نسب الذّكاء (IQ) واختبارات القدرات الدّراسيّة (SAT) حيث يتفوّق الأمريكيّون من أصول آسيويّة والبيض أكثر من الأمريكيّين من الأصول اللاّتينية والسّود. ولقد وجد مذهب المساواة إجابته في برامج تساوي الفرص، وليس في العلم الّذي تحدّث عن المزايا والعيوب الوراثيّة. لا توجد صورة مخيفة للتّحرّر المدني أكثر من مشهد دولة في حالة سكر تحت وطأة كتاب الدّاروينيّة الاجتماعيّة المقدّس.
بعد الحرب العالميّة الثّانية، وفي ظلّ شعور واسع النّطاق بمعاداة النّازيّة، غمر العلماءُ المعتمَدون لدى اليونسكو مثل عالم الأنتروبولوجيا آشلي مونتاغيو(10) المكتبات والكلّيّات والأكاديميّات بكتب مثل "أخطر خرافة على الإنسان"، حيث يكشف فضيحة "فاشية الغدد التّناسليّة". ومؤخّرا، تمّ تمرير شعلة معاداة تحسين النّسل إلى علماء صحفيّين مثل ستيفان جاي جولد(11) [سوء قياس الإنسان]، آلين تشايس(12) [إرث مالتوس] ودانيال كيفلز(13) [بإسم علم تحسين النّسل]. إذ تقوم مؤلّفاتهم، تبعا لتقليد الدّعاية الأمريكيّة والبريطانيّة على مناهضة النّازيّة، بنقض البنيات الأخلاقيّة -والحقائق العلميّة- المتعلّقة بعلم تحسين النّسل. ويخلص كيفلز في كتابه إلى أنّه "... كلَّما تطوّرت العلوم الوراثيّة نحو الإتقان، إلاّ واضمحلّت سلطة العرف الأخلاقي في مجال السّلوكيّات الطّبيّة والإنجابيّة".
ودور اليونسكو المرتبك في مواجهة علم تحسين النّسل -بين التّأييد والرّفض- يستحقّ التّأمّل كونها توظّف عمليّة الولادة في اتّجاهات مختلفة طبقا لأغراضها السّياسيّة. عبّر جي. بروك تشيشولم، المدير السّابق لمنظّمة الصّحّة العالميّة، عن أهداف اليونسكو المعلنة بما يلي: "ما يتوجّب على الإنسان في كلّ حدب الاضطلاع به هو ممارسة تحديد النّسل والتّمازج العرقي من أجل إنشاء عرق واحد ضمن عالم واحد وفي ظلال حكومة واحدة" [مجلّة الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، 12 أغسطس 1955] مثل هذا البيان لتشيشولم يظهر نسخة من علم تحسين النّسل أكثر احتراما لمبادئ الإنسانيّة، وقد تمّ إضفاء المشروعيّة عليها بناء على عناوين الحرّيّة الجنسيّة والمساواة العرقيّة، بينما تبقى أهداف علماء تحسين النّسل السّابقين المتمثّلة في التّحسين الفكري والأخلاقي للأنواع ملعونة كالشّيطان.
يضطلع هذا الكشف بعرض مقتطفات، وفي ترتيب زمني، عن أبرز العلماء والفلاسفة والسّياسيّين والصّحفيّين الّذين ينادون بالتّحكّم في النّسل.


* سفر العدد (12: 1)
واتّخذ موسى زوجة حبشيّة. فتكلّمت مريم وهرون عليه سوءا بسبب ذلك.(14)

* أفلاطون (الجمهوريّة)
"ويجب أن نخصَّ الشُّبَّان المبرّزين في الحرب وغيرها بحريّة الاختلاط بهنَّ مع الامتيازات والمكافآت الأخرى؛ لتكثر تحت هذا السّتار مواليد والدَين كهؤلاء".
"مُصيب"
"وحال ولادة الأطفال يتسلَّمهم موظَّفون مُختصُّون بهذا الغرض، إمّا نساء أو رجال أو من الجنسين؛ لأنّي أرى أنّ الوظائف في الدّولة مُتاحة للجنسين سواء بسواء".
"نعم يتسلَّمونهم"
"فيحمل الموظّفون أولاد الوالدين الممتازين إلى المراضع العموميَّة، تحت عناية مُرضعات يسكنَّ أحياء خاصّة بمعزلٍ عن النّاس. أمّا أطفال الوالدَين المنحطِّين وكلّ الأطفال المشوَّهين فيُخفونهم قاطبةً في مواضع مُستترة مجهولة تُلائمهم"(15).

* توماس مالتوس (مبحث في مبدأ السّكّان وتأثيره فى مستقبل تطوّر المجتمع) سنة 1798
إنّ الغوغاء، الّذين يتكوّنون عمومًا من النّموّ السّكّاني الفائض عن الحاجة والّذين يحفّزهم الاستياء قصد مكابدة العناء لكنّهم يجهلون تمامًا الجهة الّتي ينتسبون إليها، هم – من بين جميع الوحوش– ألدّ أعداء الحريّة. إنّهم يغذّون الاستبداد، وإذا لزم الأمر يخلِّفونه. وعلى الرّغم من أنّهم في نوبات الاستياء المروّعة يبدون أحيانا بأنّهم يلتهمون نسلهم القبيح. إلاّ أنّه لا يمضي وقت طويل، بعد ارتكاب هذا الفعل الشّنيع، حتّى يعاودون الولادة على الفور مجدّدا، مهما زعموا عدم رغبتهم في نشر هذا النّسل.
من الممكن أن نشهد قريبًا في هذا البلد مثالاً على ميل الغوغاء إلى إحداث الاستبداد ... إذا اختلط السّخط السّياسي بصرخات الجوع، وحدثت ثورة من خلال أداة الغوغاء عن طريق الفوضى الّتي تصطبغ بالحاجة إلى الغذاء، فإنّ العواقب ستكون مذبحة مستمرّة، مسارًا دمويًّا لا يمكن إيقافه سوى بإنشاء حكم استبدادي بالكامل.(16)

* كونت آرثر دي غوبينو (عدم المساواة بين الأجناس البشريّة) سنة 1853
تدلُّ كلمة "انحطاط"، حينما تُستعمل في سياق وصف مجموعة سكّانية (كما يجب أن تعني)، على أنّ هذه المجموعة لم تعد بنفس القيم الأصيلة كما كانت سلفا، باعتبارها لم تعد تملك نفس الدّماء المتدفّقة في عروقها، وقد غيّر الفسوق بشكل تدريجي من جودة الدّم. بمعنى آخر، على الرّغم من أنّ الأمّة لا تزال تحمل الاسم الّذي أطلقه عليها مؤسّسوها، إلاّ أنّها لم تعد تتوافق مع نفس العرق. في الواقع، إنّ إنسان زمن النّكوص، إنسان منحطّ كما يجب أن يُتّصف على النّحو الصّحيح، فهو كائن يختلف، حسب المنظور العرقي، عن أبطال العصور العريقة.(17)

* سير فرانسيس غالتون (الموهبة الموروثة والشّخصيّة) سنة 1865
تتأثّر حضارتنا الإنسانيّة بالتّشوّهات الخلقيّة أكثر من أيّ نوع حيواني آخر، سواء كان وحشيّا أو أليفا… مع إنفاق جزء واحد من عشرين فقط من التّدابير الرّامية إلى تحسين الجنس البشري مقارنة بالجهد المبذول في تربية الخيول أو القطعان، فسترى أيَّ مجرّة من العباقرة الّتي سنكوِّنها! (18)

* تشارلز داروين (أصل الأنواع) سنة 1871
نحن ندرك الآن، من خلال اجتهادات السّيّد غالتون القيمة، بأنّ العبقريّة تنحو إلى أن تكون موروثة.

* ألفرد راسل والاس (مقتطف عن كتاب الوراثة العقليّة والأخلاقيّة عند الملوك) سنة 1872
في إحدى محادثاتي الأخيرة مع داروين، تحدّث بكآبة عن مستقبل البشريّة، موضّحا انتفاء أيّ دور معاصر للانتقاء الطّبيعي في حضارتنا، ممّا لم يخوِّل النّجاة للأصلح.(19)

* هربرت سبنسر (مبادئ علم الاجتماع) سنة 1881
يعتبر احتضان الأشخاص معدومي النّفع على حساب ذوي النّفع قسوة شديدة. فهو يعدُّ تخزينا متعمّدا للمآسي قصد تمريرها إلى الأجيال اللاّحقة. لا توجد لعنة توجّه إلى الأجيال القادمة أشدُّ من توريثهم عددا متزايدا من البلهاء. (20)

* دكتور ألكسندر غراهام بيل (دفتر الوراثة) سنة 1898
في زمننا الرّاهن، أُعرب عن انزعاج كبير إزاء التّنامي الملحوظ لنفور النّساء الأمريكيّات عن الإنجاب، حيال ذلك ترتفع صرخة تحذير ضدّ ما يُطلق عليه النّاس الانتحار العرقي.

* هيوستن ستيوارت تشامبرلين (أسس القرن التّاسع عشر) سنة 1899
…ما يُسمّى (والمسمّى بذلك حقيقة) سلالات الحيوانات "النّبيلة"، وخيول الجرّ في ليموزان، وخيول الخبب الأمريكيّة، وخيول الصّيد الأيرلنديّة، والكلاب الرّياضيّة الموثوقة تمامًا، هل تمّ إنتاجها عن طريق الصّدفة والاختلاط؟ هل نحظى بها عن طريق إعطاء الحيوانات حقوقا متساوية، أو بإعطائها نفس الطّعام أو بجلدها بنفس السّوط؟ كلا، إنّه يتمّ إنتاجها عن طريق الانتقاء الاصطناعي والمحافظة الصّارمة على النّقاء العرقي. تمنحنا الخيول، وخاصّة الكلاب، كلّ فرصة لملاحظة أنّ الخصال الفكريّة تسير جنبًا إلى جنب مع الخصال الجسديّة. وينطبق هذا بشكل خاصّ على الصّفات الأخلاقيّة: غالبًا ما يكون الهجين ذكيًّا جدًّا، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه أبدًا؛ من النّاحية الأخلاقيّة، عادة ما يكون كائنا طفيليّا. إنّ الاختلاط المستمرّ بين جنسين حيوانيين بارزين يؤدّي دون استثناء إلى تدمير الخصائص البارزة لكليهما. لِمَ سيشكّل العرق البشري استثناء؟ (21)

* هافلوك إليس (مهمّة النّظافة الاجتماعية) سنة 1914
إنّ نموذج تحسين النّسل الّذي يشهد راهنا تطوّرا ليس نتاجا اصطناعيّا، بل تجلّيا منطقيّا للغريزة الطّبيعيّة، والّتي غالبا ما تعرّضت لامتحان أشدّ قسوة من خلال الحظر التّعسّفي في الماضي أكثر ممّا هي عرضة له في المستقبل. سيُستوعب هذا المثل الأعلى الجديد داخل الضّمير المجتمعي، أكان نوعا جديدا من الدّين أو خلاف ذلك، وسيؤثّر بشكل غريزي وانفعالي في دوافع الرّجال والنّساء. سيفعل كلّ هذا بالتّأكيد لأنّه، على عكس محرّمات المجتمعات الهمجيّة، سيقود هذا النّموذج الرّجال والنّساء إلى رفض التّناسل مع غير اللاّئقين بطبيعتهم -المرضى، وغير الطّبيعيّين، والضّعفاء- وبالتّالي سيكون الضّمير إلى جانب الاندفاع.(22)

* ماديسون جرانت (الأساس العنصري للتّاريخ الأوروبي) سنة 1915
إنّ الأرستقراطيّة الحقيقيّة يحكمها الأفضل والأكثر حكمة، وهم عادة ما يكونون أقلّيّة صغيرة في أيّ تجمع سكّاني. المجتمع البشري يكون مثل ثعبان يجرّ جسده الطّويل على الأرض، ولكنّ رأسه دائمًا ما يكون مندفعًا قليلًا إلى الأمام ومرتفعًا فوق الأرض. ذيل الثّعبان، في المجتمع البشري، يتجسّد في شكل الطّبقة المضادّة للمجتمع، والّتي في ما مضى كان يتمّ جرَّها بالقوّة على درب التّقدّم. هكذا كانت المنظومة الإنسانيّة منذ البداية، ولا تزال مستمرّة على هذا النّحو في مجتمعات تعدُّ أقدم من مجتمعنا. إنّ التّقدّم الّذي يمكن أن تحقّقه البشريّة تحت سيطرة الاقتراع العام، أو حكم الأغلبيّة، قد يكون مشابها بشكل آخر لعادات بعض الثّعابين الّتي تهتزّ جانبيّا وتتجاهل الرّأس بدماغها وعينيها. ومع ذلك، لا يلاحظ مثل هذه الثّعابين لقدرتها على إحراز تقدّم سريع.

* باول بوبينو وروزويل هيل جونسون (علم تحسين النّسل) سنة 1918
لا يسع المرء تجاهل أنّ الدّين قد ضحّى، أحيانا، بكلٍّ من القيم الشّخصيّة وقيم تحسين النّسل، مثال ذلك حالات التّعذيب الذّاتي الدّينيّة والعزوبيّة كالتزام ديني، فهذه أمثلة مُذهلة لهذه التّضحيات. ونظرا إلى أنّ الحافز نحو تحسين النّسل يُعد حاليّا غير كاف ممّا يعيق التّقدّم صوب تحقيقه، ممّا يجعل عالم تحسين النّسل يبحث بأمل شديد في صلب الدّين عن مساعدة محتملة. بيد أنّه، بكلِّ أسف، يتوجّب الاعتراف بأنّ إسهام الدّين، إلى جانب الدّفع نحو تحسين النّسل بشكل طفيف، قد تسبّب في مزيج كبير من الدّوافع السّلبيّة…على الأغلب، إذا كانت العزوبيّة كالتزام ديني، أقلّ شأنا، بحيث لن تخلِّف أيّ خسائر في إطار تحسين النّسل، لكن رغما عن ذلك، قد تتحقّق الخسارة مع سعي العديد من الذّكور العازبين الالتزام بمعايير دراسة عالية.(23)

* إتش. آي. شولتز (العرق أو الهجين؟) سنة 1918
التّدهور في بيرو أكبر وأعظم انتشارًا، وقد تسارع أكثر ممّا هو عليه في بلدان أمريكا الجنوبيّة الأخرى، والحقيقة هي أنّه تمّ دمج الدّم الصّيني في وريد مختلط بين بين العرق الأبيض والأسود والهندي. ونادرا ما يُوجد أيّ هندو أوروبيّين من الدّم النّقيّ في بيرو، فباستثناء الهنود النّقيّين في الدّاخل، يتكوّن السّكّان من المستيزو(24)، الزامبو(25)، المولاتو(26)، الثّيردون(27)، الكوادرون(28)، الأوكتورون(29)، التّشولو(30). خليط بين أعراق التّشولو المتشعّبة؛ ومن ثمّة تقاطعات بين هجناء من نوع واحد وهجناء من أنواع أخرى. جميع أنواع السّلالات المتقاطعة تغزو الأرض. والنّتيجة هي فساد لا يُصدّق.

* ألبرت إدوارد ويغام (العصر التّالي للإنسان) سنة 1924
يُمكننا التّساؤل، هل نحن نفوز باعتبارنا جنسا بشريّا؟ بعد سبر سجّلاّت تعود إلى عشرة آلاف سنة، نكتشف بأنّه لا يمكننا تحديد سوى مئة وخمسة وعشرين ألف شخص فقط قد أظهروا "مهارة خاصّة وروحا ريادية بارزة أو قوّة استثنائيّة". وهو ما سيشكّل شخصا واحدا فقط عن كلّ ربع مليون. قطعا، بالكاد يمكننا أن نفخر بأنّ الجنس البشري، في المقام الأوّل، قد فاز حتّى الآن في الصّحّة والذّكاء والطّاقة -المصادر الثّلاثة الأساسيّة الّتي تنشأ عنها العبقريّة- إذا كان شخص واحد فقط من كلّ ربع مليون يتمتّع بهذه الصّفات بشكل ملحوظ حقّا.(31)

* أدولف هتلر (كفاحي) سنة 1925
ألا يُعدُّ جرما في حقّ المجتمع نقل المرضى جسديّا وذهنيّا داءهم إلى أجساد ذرّيّتهم؟ على الدّولة أن تعلِّم الأفراد، من خلال الوسائل التّربويّة، أنّ المرض ليس عيبا لكنّه محنة تثير الشّفقة، بيد أنّه في الوقت ذاته، يتحوّل إلى إجرام عند توريث المريض داءه أو عاهته إلى مخلوق بريء.
وعلى الدّولة كذلك أن تعلِّم الأفراد بأنّه من قبيل تجسيد القيم النّبيلة والفعل الإنساني الّذي يستحقّ التّقدير، امتناع شخص برئ، يعاني من وباء وراثي، عن الإنجاب، لكنّه مع ذلك يمنح حبّه وحنانه إلى طفل مجهول ذي صحّة تُعدُّ ضمانة لكونه سيصبح عضوا قويّا في مجتمع عظيم.

* القاضي أوليفر ويندل هولمز (قرار باك ضدّ بيل) سنة 1925
لقد شهدنا، أكثر من مرّة، أنّ الرّفاهية العامّة قد تستدعي أفضل المواطنين لتقديم تضحياتهم من أجل النّفع العام. سيكون غريبا مدى عجزنا عن استدعاء أولئك الّذين يستنزفون قوّة الدّولة من أجل تضحيات أقلّ شأنا (التّعقيم)، والّتي غالبا ما لا يتمّ الشّعور بها من قبل المعنيّين، حتّى يتمّ تلافى إغراقنا في عدم الكفاءة. من الأفضل للعالم بأسره أن يتمكّن المجتمع من منع أولئك الّذين لا يصلحون بوضوح لاستمرار نسلهم، بدلاً من الانتظار لتنفيذ الإعدام على الأبناء المنحطّين من الجيل الثّالث بسبب أفعالهم الإجراميّة أو تركهم يموتون جوعًا بسبب ضعفهم العقلي. ثلاثة أجيال من المتخلّفين وفاقدي القدرة العقليّة ستكون كافية.(32)

* الولايات الأمريكيّة الّتي صادقت على قانون التّعقيم (1907-1931)
هي إنديانا، واشنطن، كاليفورنيا، كونيتيكت، نيفادا، آيوا، نيو جيرسي، نيويورك، داكوتا الشّمالية، كانساس، ميشيغان، ويسكونسن، نبراسكا، أوريغون، داكوتا الجنوبيّة، نيوهامبشير، كارولينا الشّماليّة، ألاباما، مونتانا، ديلوار، فيرجينيا، أيداهو، يوتا، مينيسوتا، مين، ميسيسيبي، غرب فيرجينيا، أريزونا، فيرمونت، أوكلاهوما.

* الدّول الّتي صادقت على قانون التّعقيم (1907-1931)
النّرويج، السّويد، الدّنمارك، فنلندا، الولايات المتّحدة، إستونيا، مدينة دانزيغ الحرّة، سويسرا، إنجلترا، برمودا، كندا، المكسيك، اليابان، ألمانيا.

* برتراند راسل (ضمن الخطاب) سنة 1930
يتمتّع الأفراد الأكثر ذكاءً في المتوسّط بأقلّ درجة تكاثر، فلا يتناسلون بما يكفي للحفاظ على أعدادهم ثابتة. ما لم يتمّ اكتشاف حوافز جديدة لحثّهم على التّكاثر، فإنّهم قريبًا لن يكون تعدادهم كافيا لأجل توفير التّحصيل العلمي الّذي يلزم للحفاظ على النّظام تقني والإتقان العميق. علاوة على ذلك، يجب أن نتوقّع، على الأقل، خلال المئة سنة القادمة، أن يكون كلّ جيل أكثر غباء من سابقه، وسوف نصبح تدريجيّا غير قادرين على استخدام العلوم الّتي تحقّقت لدينا.

* رودلف فريركس (السّياسة السّكّانيّة الألمانيّة) سنة 1938
لقد سأل معارضون للقوانين الألمانيّة، الّتي تدعو إلى تعزيز الصّحّة الوراثيّة للأمّة، السّؤال التّالي:"من أعطاك الحقّ بتدمير الحياة والتّدخّل في عمليّة قوانين الطّبيعة الّتي تخلق الحياة؟" كلاّ، نحن لا ندمّر الحياة. نحن فقط نمنع انتشار حياة أخرى ستكون مصابة بالمرض ولن تكون قادرة على تحقيق المتطلّبات الّتي تفرضها الحياة على كلّ فرد. من ناحية أخرى، أليس من الأصحّ القول أنّهم يعاندون قوانين الطّبيعة الّتي لا تكتفي بالاحتفاء وتشجيع الحياة المنكوبة، فيسمحون بانتشار مثل تلك الحياة وتكاثرها بشكل أكبر؟ (33)

* لوثروب ستودارد (في الظّلام) سنة 1940
كانت هناك حالات أخرى في ذلك اليوم (بمجلس تحسين النّسل النّازي)، كلّها تمّت بنفس الدّقّة والأسلوب العلمي. غادرتُ وأنا مقتنع تمامًا بأنّ القانون يُنفّذ بالالتزام الصّارم بأحكامه، وإن كانت الأحكام تكاد تكون متحفّظة جدًّا. على أساس تلك الزّيارة الواحدة، على الأقلّ، فإنّ قانون التّعقيم يقوم بإزالة أسوأ سلالات في النّسل الجرماني بطريقة علميّة وإنسانيّة.

* إيه أف تريجولد (كتاب مدرسي عن العجز العقلي) سنة 1946
تمّ تقديم اقتراح آخر من نوع مخالف تماما [لسياسة تحسين النّسل غير الفعّالة] - أي أنّ الدّولة يجب أن تضع حدّا لوجود أعضاء معيبين وغير فعّالين داخلها. ربّما يتّفق معظم الأشخاص على أنّه سيكون من الأفضل عدم وجود عيوب، وهذا الاقتراح منطقي. ... في رأيي، سيكون إجراءً اقتصاديًّا وإنسانيًّا إذا تمّ إنهاء وجودهم دون ألم، وليس لديّ أدنى شكّ، من خلال تجربة شخصيّة، أنّ هذا سيكون موضع ترحيب من قبل نسبة كبيرة جدًّا من الآباء.(34)

* ألدوس هكسلي (عالم جديد شجاع: إعادة النّظر) سنة 1958
في هذا النّصف الثّاني من القرن العشرين، لا نفعل شيئا منهجيّا بشأن تكاثرنا. ولكن بطريقتنا العشوائيّة وغير المنظّمة، فإنّنا لا نزيد عدد سكّان كوكبنا فحسب، بل يبدو أنّنا نضمن أيضًا أنّ هذه الأعداد الأكبر ستكون ذات نوعيّة أقل بيولوجيًّا.

* بول إيرليخ (القنبلة السّكّانيّة) سنة 1968
لقد كنتُ أستوعب معنى الانفجار السّكّاني فكريّا منذ فترة طويلة. لكن تملّكني المعنى عاطفيّا في إحدى اللّيالي الحارّة النّتنة في دلهي قبل عامين. كنت أنا وزوجتي وابنتي عائدين إلى فندقنا في سيارة أجرة قديمة. كانت المقاعد مليئة بالبراغيث. وأثناء تجوالنا في المدينة، دخلنا منطقة عشوائيّة مزدحمة. كانت درجة الحرارة تتجاوز 100 درجة! والهواء ضبابيّا من أثر الغبار والدّخان. بدت الشّوارع نابضة بالحياة. النّاس يأكلون، النّاس يغسلون، النّاس ينامون. النّاس يزورون ويتجادلون ويصرخون. النّاس يمدّون أيديهم تسوّلا. النّاس يتغوّطون ويتبوّلون. النّاس يتشبّثون بالحافلات. النّاس يرعون الحيوانات. النّاس، النّاس، النّاس، النّاس.(35)

* إدوارد أو. ويلسون ( علم الأحياء الاجتماعي) سنة 1975
... لم يتوقّف الجنس البشري عن التّطوّر أبدًا، ولكن إلى حدٍّ ما، فإنّ سكّانه ينجرفون. يمكن أن تؤدّي الآثار على مدى بضعة أجيال إلى تغيير الوضع الأمثل للهويّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة. وعلى وجه الخصوص، ارتفاع معدّل تدفّق الجينات في جميع أنحاء العالم إلى مستويات مذهلة ومتسارعة، كما أنّ متوسّط معاملات العلاقة داخل المجتمعات المحلّيّة بالمقابل آخذ في التّضاؤل. يمكن أن تكون النّتيجة في نهاية المطاف تقليل السّلوك الإيثاري من خلال سوء التّكيف وفقدان الجينات المختارة من قبل المجموعة.(36)

* آرثر جنسن (مقتبس في مجلّة ديسكوفر) أكتوبر سنة 1985
لا شكّ أنّه بإمكانك تربية الذّكاء في البشر بنفس الطّريقة الّتي تربّي بها الحليب في الأبقار أو البيض في الدّجاج. إذا كنت سترفع متوسّط معدّل الذّكاء مقدارا معياريّا واحدا فقط، فلن تتعرّف على الأشياء كما هي على حالها الآن. ستضطرّ المجلّات والصّحف والكتب والتّليفزيون إلى أن تصبح أكثر تطوّرًا. وسيتعيّن على المدارس التّعليم بشكل مختلف.(37)

* "نصف الأزواج في الولايات المتّحدة لا يمكنهم إنجاب أطفال" (جريدة نيويورك تايمز) 11 فيفري سنة 1986
ما يناهز على نصف جميع الأزواج [البيض] في سنّ الإنجاب في الولايات المتّحدة غير قادرين جسديًّا على إنجاب الأطفال، حيث يفضّل الأمريكيّون اختيار إجراء عمليّات التّعقيم للحدّ من حجم أسرهم الجديدة، وفقًا لإحصاءات الحكومة.

* "القلق في إسرائيل بشأن الهجرة" (جريدة نيويورك تايمز) 21 ماي، سنة 1986
... وقال البروفيسور روبرتو باتشي، رئيس قسم الإحصاء بالجامعة العبريّة، لمجلس الوزراء إنّ 9.5 مليون يهودي يعيشون اليوم خارج إسرائيل سوف يتقلّص عددهم إلى حوالي 8 ملايين بحلول سنة 2000 إذا استمرّت الاتجاهات الدّيموغرافيّة الحاليّة في الاستيعاب والزّواج المختلط ومعدّلات المواليد المنخفضة. وقال رئيس الوزراء شمعون بيريز إنّ الجواب هو أنّ كلّ عائلة يهوديّة في إسرائيل يجب أن يكون لديها أربعة أطفال. يوم الأحد، صادق مجلس الوزراء من حيث المبدأ على تخصيص ما يصل إلى 20 مليون دولار لمساعدة 6000 من الأزواج الإسرائيليّين المصابين بالعقم على إنجاب الأطفال.

* "وجدت دراسة الشّخصيّة الرّئيسيّة أنّ السّمات موروثة" (جريدة نيويورك تايمز) 1 ديسمبر، سنة 1986
الترّكيب الجيني للطّفل له تأثير أقوى على الشّخصيّة من تربية الطّفل، وفقا لدراسة أوّليّة تُعنى بفحص التّوائم المتطابقة الّتي نشأت في عائلات مختلفة. وتنقض هذه النّتائج الاعتقاد المتفشّي بين الخبراء والأشخاص العاديّين على حدّ سواء في أولويّة تأثير الأسرة في الشّخصيّة ومن المؤكّد أنّها ستثير جدلا واسعا.

* "سيتمّ تسجيل براءة اختراع أشكال حيوانيّة جديدة" (جريدة نيويورك تايمز) 17 أفريل، سنة 1987
أعلنت الحكومة الفدراليّة، في قرار يحمل آثارًا أخلاقيّة وإيتيقيّة واسعة، اليوم إنّها تمهّد الطّريق للمخترعين لتسجيل براءات الاختراع لأشكال جديدة من الحياة الحيوانيّة الّتي تمّ إنشاؤها من خلال التّلاعب الجيني. تحظر السّياسة على وجه التّحديد تسجيل براءات الاختراع للسّمات الجينيّة الجديدة في البشر. لكن أقرّ أحد المسؤولين في مكتب الولايات المتّحدة للبراءات والعلامات التّجاريّة بأنّ القرار يمكن أن يؤدّي في نهاية المطاف إلى الحماية التّجاريّة للسّمات البشريّة. قال تشارلز إي فان هورن، مدير الكيمياء العضويّة والتّكنولوجيا الحيويّة في مكتب براءات الاختراع: "ينصّ القرار على أنّ الأشكال الحيويّة الأعلى ستُنظر فيها ويمكن تطبيقها على البشر".


هوامش المترجم:

* Title:Eugenics: The Orphaned Science
Edited: Adam Parfrey
Source: Apocalypse Culture —Edited by Adam Parfrey published by Feral House, 1990, pages 257-270
** آدام بارفري: (12 أفريل، 1957- 10 ماي، 2018) صحفي أمريكي، رئيس تحرير، وناشر كتب دار "فيرال هاوس" للنّشر. تتطرّق كتاباته إلى المفاهيم الشّاذّة، المتطرّفة، أو المحرّمة في الثّقافة الغربيّة. أولى أعماله المثيرة للجدل، كانت ترجمته رواية "ميشال" لوزير الدّعاية الألماني النّازي جوزيف غوبلز من أهمّ كتبه "ثقافة القيامة" الّذي اضطلع بتحريره: يجمع هذا الكتاب مقالات، لقاءات، ووثائق عن شخصيّات تمثّل الثّقافة البديلة، ومقتطفات عن نصوص مقدّسة مصدرها طوائف معاصرة، وفكر يُنسب إلى "المنبوذين اجتماعيّا".

(1) جوزيف مينغل (16 مارس 1911- 7 فبراير 1979) ضابط في قوّات الأمن الخاصّة الألمانيّة وطبيب عسكري في الحرب العالميّة الثانية، عُرف خلال الحرب "كملاك الموت"، باعتباره كان المشرف على اختبارات جينيّة تستهدف سجناء المعتقلات النّازيّة، تمحورت أبحاثه حول إثبات أنّ الأنماط الظّاهريّة هي نتاج الوراثة عوضا عن البيئة.
(2) الهون: مصطلح يشير في الأصل إلى شعب الهون البدوي في فترة الهجرة. منذ الحرب العالميّة الأولى فصاعدًا، أصبح مصطلحًا مهينًا يُستخدم غالبًا على الملصّقات الحربيّة لقوى الحلفاء الغربيّة قصد توصيف الفعل الإجرامي للألمان بنسبتهم إلى البرابرة ممّا يجعلهم، ضمن الدّعايات الغربيّة، يفتقرون لمقوّمات احترام الحضارة والقيم الإنسانيّة السّامية.
(3) ماديسون جرانت (19 نوفمبر 1865- 20 ماي 1937) محامي أمريكي، كاتب أنثروبولوجي تخصّص في حماية البيئة وعلم تحسين النّسل. دعا إلى العنصريّة العلميّة وإلى تفوّق "العرق الشّمالي".
(4) لوثروب ستودارد (29 جوان 1883- 1 ماي 1950) مؤرّخ أمريكي، عالم سياسي وقومي عرقي، التحق بتنظيم كو كلوكس كلان. ألّف عددا من كتب دعت إلى علم تحسين النّسل، وتفوّق العرق الأبيض والعنصريّة العلميّة، أهمّها كتاب "ثورة ضدّ الحضارة".
(5) جوزيف آرثر دو جوبينو (14 جويلية 1816 - 13 أكتوبر 1882) أرستقراطي فرنسي اشتهر بإضفاء الشّرعيّة على العنصريّة من خلال استخدامه النّظريّة العنصريّة العلميّة و«الدّيموغرافيا العرقيّة» ولتطويره نظرية تفوّق العرق الآري.
(6) فرانك هانكسين (27 سبتمبر 1877- 24 جانفي 1970) عالم اجتماع وأنثروبولوجيا، شغل رئيس المجتمع الأمريكي لعلم الاجتماع. كتب "الأساسيّات العرقيّة للحضارة" سنة 1926 ويعرض فيه نقد النّظريّات العرقيّة مثل التفوّق الآري، الجوبينويّة، قوميّة العرق السّلتي، تفوّق الأنجلو-ساكسوني والعرقيّة الشّماليّة.
(7) بوتقة الانصهار: مصطلح سياسي-ثقافي يُستخدم لوصف تكامل مختلف الثّقافات والأعراق والأصول في مجتمع واحد. تقترح النّظريّة أنّه عندما يتعايش أفراد متنوّعون ثقافيّا في مجتمع ما، ينصهرون معًا في وجودهم في وحدة ثقافيّة جديدة تجمع الأفكار والعادات والتّقاليد من مختلف الثّقافات الّتي تُشكّل المجتمع.
(8) تروفيم دينيسوفيتش ليسينكو (29 سبتمبر 1898- 20 نوفمير 1976) عالم زراعي سوفيتي من أصل أوكراني، شغل منصب مدير المعهد الوراثي التّابع لأكاديميّة العلوم السّوفيتيّة. رفض علم تحسين النّسل التّقليدي لصالح النّظرية اللاماركيّة، القائلة بالدّور الرّئيسي للبيئة في التّطوّر الطّبيعي بدلا عن الوراثة.
(9) ألدوس هوكسلي (26 جويلية 1894- 22 نوفمبر 1963) كاتب إنجليزي، مفكّر، سليل عائلة هوكسلي الأكاديميّة. كتب ما يعادل خمسين كتابا، أهمّها كانت رواية "عالم جديد شجاع"، الّتي تصف عالم يرزح تحت سلطة حكومة عالميّة موحّدة، تستغل الإسراف في المتعة كي تضمن سيطرتها على مواطنيها.
(10) إشلي مونتاغو (28 جوان 1905- 26 نوفمبر 1999) أنثروبولوجي بريطاني-أمريكي، اختصَّ بدراسة الجندر والعرق وعلاقتها بالسّياسة والتّطوّر. نظّم في سنة 1950 بيان اليونسكو بعنوان "المسألة العرقيّة".
(11) ستيفان جاي جولد ( 10 سبتمبر 1941- 20 ماي 2002) عالم أحياء تطوّري وحفريات أمريكي، ومؤرّخ علمي. مؤلّف مؤثّر في مجال كتابة العلوم الشّعبيّة. عارض الانتقائيّة وانتقد المزج بين التّحليل العلمي ونظريّة الخلق التّوراتيّة.
(12) آلان تشايس (1913- 1993)، روائي وباحث مستقلّ، ألّف عددا من الدّراسات العلميّة والسّياسيّة، تتمحور بشكل عام حول الخلفيّة الاجتماعيّة والتّاريخيّة للعلوم مثل "علم تحسين النّسل" و"العلوم الجنسيّة".
(13) دانيال كيفلز ( ولد 2 مارس 1939) مؤرّخ علوم أمريكي، معروف بكتبه المتّصلة بالفيزياء وعلم تحسين النّسل وأبحاثه المتعلّقة بالعلوم والتّكنولوجيا في المجتمعات الحديثة.
(14) اعتمدت التّرجمة التّالية: الكتاب المقدّس؛ التّرجمة العربيّة المشتركة، صادر عن دار الكتاب المقدّس في الشّرق الأوسط، سنة 1996، ص 177.
(15) خيّرت اعتماد ترجمة الأستاذ الجليل حنّا الخباز: جمهوريّة أفلاطون، ترجمة حنا الخبّاز، دار القلم للنّشر والتّوزيع، بيروت، ص 158
(16) توماس مالتوس (14 فبراير 1766- 23 ديسمبر 1834) اقتصادي إنجليزي، رجل دين أنجليكاني، وباحث نافذ في مجاليْ علم السّكّان والاقتصاد السّياسي. يتطرّق في كتابه، "مبحث في مبدأ السّكّان وتأثيره فى مستقبل تطوّر المجتمع"، إلى رأى يعتقد في أنّ الازدهار السّكّاني يكمن في اعتماد الوفرة للنّموّ السّكّاني بدلا عن إبقاء معايير العيش بمستوى عالي. يَعتبر مالتوس النّموّ السّكّاني شيئا حتميا كلّما تتحسّن الأوضاع المعيشيّة، ممّا تتسبّب في إعاقة التّقدّم الحقيقي تجاه المجتمع الفاضل.
(17) راجع الهامش (5).
(18) سير فرانسيس غالتون (16 فبراير 1822- 17 جانفي 1911) موسوعي بريطاني ومن أباء حركة تحسين النّسل. تميّز في عدّة مجالات علميّة من بينها الإحصاء، علم النّفس، علم الطّقس، وبالطّبع علم تحسين النّسل والوراثة.
(19) ألفرد راسل والاس (8 جانفي 1823- 7 نوفمبر 1913) عالم طبيعة إنجليزي، مستكشف، جغرافي، أنثروبولوجي، وكذلك عالم أحيائي.
(20) هربرت سبنسر (24 أفريل 1820- 8 ديسمبر 1903) موسوعي وفيلسوف إنجليزي، متخصّص في علم النّفس، البيولوجيا، السّوسيولوجيا، والأنثروبولوجيا. أوّل من قال عبارة "البقاء للأصلح"، كما ذكره في كتابه "مبادئ البيولوجيا". رأى سبنسر أنّ نظريّة التّطوّر كتوسّع نحو مجالي علم الاجتماع والأخلاقيّات، وقد دعم الفلسفة اللاّمركيّة.
(21) هوستن ستيورات تشامبرلين (9 سبتمبر 1855- 9 جانفي 1927) فيلسوف بريطاني، من أصل ألماني، تخصّص في الفلسفة السّياسيّة والعلوم الطّبيعيّة. وقد روّج إلى مبادئ القوميّة العرقيّة في كتاباته، كذلك مبادئ معاداة السّاميّة، والعنصريّة العلميّة، والعرقيّة الشّماليّة؛ قد أثّر كتابه، "أسس القرن التّاسع العشر"، بشكل عظيم في حركات الجرمانيّة الفولكشيّة، خصوصا حزب العمّال الألماني الّذي فيما بعد أصبح حزب العمّال الاشتراكي القومي الألماني.
(22) هافلوك إليس (2 فبراير 1859- 8 جويلية 1939) طبيب إنجليزي، من أصل فرنسي، مختصّ في علم تحسين النّسل، مثقّف تقدّمي ومصلح اجتماعي، درس الجنسانيّة البشريّة. ساعد في تأليف أوّل كتاب مقرّر حول المثليّة، في سنة 1897، كذلك نشر أعمالا حول أنواع الشّذوذ والاتصال الجنسي المختلفة. كان داعما كبيرا لعلم تحسين النّسل، وتقلّد منصب نائب رئيس "جمعيّة تحسين النّسل".
(23) باول بوبينو (16 أكتوبر 1888-19 جوان 1979) موجّه أسري أمريكي، عالم تحسين نسل ومستكشف زراعي. اشتهر بمناداته للتّعقيم الإجباري لذوي الإعاقات العقليّة والأمراض النّفسيّة، كذلك عُرف بكونه أب التّوجيه الأسري بالولايات المتّحدة.
(24) تعني "المستيزو"، في اللّغة الإسبانيّة، "الشّخص المختلط عرقيّا"، ويُقصد به الأشخاص من أب أوروبي وأمّ من السّكّان الأصليّين بأمريكا اللاّتينيّة. كذلك، في بعض الأقاليم يُقصد به السّكّان الأصليّون ذوو ثقافة وأخلاقيّات أوروبيّة.
(25) "الزّامبو" هو اسم عرقي يشير إلى السّكّان ذوي أصول إفريقيّة-أمريكيّة أصليّة مختلطة.
(26)"المولاتو"، هي كلمة إسبانيّة منشقّة من المصطلح العربي "المولدين"، ويشير إلى خليط هجين بين العبيد السّود والبيض الأوروبيّين في جنوب أمريكا.
(27) "الثّيردون"، مصطلح يشير إلى شخص من أبوين، أحدهما من نسل أبيض والآخر من نسل هجين (عادة نسل "المولاتو").
(28) "الكوادرون"، مصطلح يشير إلى شخص ربع نسله أسود، فيما ثلاث أرباع منه أبيض.
(29) "الأوكتورون"، مصطلح يشير إلى شخص ذي نسل ثُمنه من أصل أسود.
(30)"التّشولو"، مصطلح تاريخي آخر للهجناء في أمريكا الجنوبيّة ويُطلق على الأشخاص الّذين يجمعون بين والد من السّكّان الأصليّين ووالد آخر من المستيزو، وأحيانا تشير إلى قطّاع الطّرق والمنحرفين من الهجناء.
(31) ألبرت إدوارد ويغام (8 أكتوبر 1871- 26 أفريل 1957)، عالم نفس أمريكي، وعالم في مجال تحسين النّسل، ومن أهمّ الدّاعين إلى تطبيقه.
(32) أوليفر ويندل هولمز الابن (8 مارس 1841- 6 مارس 1935) قاضي أمريكي، تقلّد منصب "معاون القاضي" في المحكمة العليا بالولايات المتّحدة، ويُعتبر من أكثر القضاة تأثيرا في فقه القضاء الأمريكي.
(33) رودولف فريركس، نائب مدير مكتب السّياسات العرقيّة في حزب العمّال الاشتراكي القومي الألماني.
(34) ألفرد فرانك تريجولد (5 نوفمبر 1870- 17 سبتمبر 1952) عالم أعصاب بريطاني وطبيب نفسي مختصّ في الإعاقات الذّهنيّة. منذ بدايات القرن العشرين، تخصّص في علم تحسين النّسل، وكان عضوا في " معهد غالتون".
(35) باول إيرليخ (14 مارس 1854- 20 أوت 1915) طبيب ألماني، يهودي الأصل، وعالم متخصّص في علم المناعة والدّم. من أهمّ إنجازاته اكتشاف علاج للزّهري، علاوة على ابتكار طريقة لصبغ البكتريا، كانت أساس "طريقة غرام" الّتي اكتشفها فيما بعد هانس كريستيان غرام. تحصّل، في 1908، على جائزة نوبل للطّبّ.
(36) إدوارد أوسبورن ويلسون (10 جوان 1929- 26 ديسمبر 2021) عالم أمريكي متخصّص في مجال البيولوجيا، التّاريخ الطّبيعي، البيئة، الحشرات والبيولوجيا الاجتماعيّة.
(37) آرثر جنسن (24 أوت 1923- 22 أكتوبر 2012) طبيب نفسي أمريكي وكاتب، بروفيسور في مجال علم النّفس التّعليمي في جامعة كاليفورنيا في بيركلي. يُعرف كذلك باستنتاجاته المثيرة للجدل حيال أسباب اختلافات معدّل الذّكاء على أساس عرقي.



#محمد_علي_الطوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور الجديدة لمعاداة السامية: سلافوي جيجيك
- تاسوع الحمقى
- التّشدّق والمسالك الحارقة: سيلين، عزرا باوند
- الإرهاب الشعري: حكيم باي
- أرقى خدع النّظام: تيد كازينسكي
- هواتف السحر


المزيد.....




- فريدمان: نتنياهو -مستعد لاستخدام أمريكا- لبقائه السياسي.. وإ ...
- -بكتيريا في مايونيز-.. كشف سبب حالات التسمم بمطعم في الرياض ...
- بعد تجاوزات بعض المصلين.. وزير الأوقاف يمنع تصوير الجنازات ب ...
- وزير الخارجية الهندي: الهيمنة الأمريكية وصلت إلى نهايتها
- نائب الأمين العام للناتو يوضح موقف الحلف من إرسال القوات إلى ...
- مصر تحذر إسرائيل.. الجرائم بغزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا
- حزب الله: نفذنا هجوما جويا بمسيرات انقضاضية على قاعدة ‌‏بيت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي إضافي في صفوفه شمالي غزة ويك ...
- كتائب القسام تستهدف قوات إسرائيلية بأسلحة متنوعة وتنشر مشاهد ...
- منها التعليم الجيد واتباع نصيحة الأم.. علماء ألمان يكتشفون أ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد علي الطوزي - تحسين النسل؛ العلم المُيتّم : آدام بارفري