أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد علي الطوزي - أرقى خدع النّظام: تيد كازينسكي















المزيد.....



أرقى خدع النّظام: تيد كازينسكي


محمد علي الطوزي
مترجم وقاص وروائي


الحوار المتمدن-العدد: 7734 - 2023 / 9 / 14 - 23:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أرقى خدع النّظام*

تأليف: تيد كازينسكي
ترجمة: محمد علي الطّوزي

مقدّمة المترجم: ثيودور جون كازينسكي، المعروف باسم "تيد كازينسكي" أو "Unabomber" (كما لُقّب من طرف مكتب التّحقيقات الفيدرالي الأمريكي)، من مواليد 22 مايو 1942 في إيفرجرين بارك، إلينوي وتوفّي في 10 يونيو 2023 بالقرب من بوتنر في مقاطعة دورهام بولاية نورث كارولينا. هو مجرم أمريكي وعالم رياضيّات وناشط بيئي فوضوي ومعاد للتّكنولوجيا. شنّ حملة تفجيرات دامت سبع عشرة سنة، استهدفت غالبا المؤسّسات الأكاديميّة والنّقل الجوّي، فأسفر نشاطه الإجرامي عن ثلاثة قتلى وثلاثة وعشرين جريحا. في الوقت نفسه الّذي اضطلع فيه بتأليف العديد من النّصوص والمؤلّفات الّتي تطرّقت إلى نقاش المخاطر الكامنة في معايشة التّقدّم ضمن المجتمعات الصّناعيّة والحضارة التّكنولوجيّة، خاصّة في مجتمع يعتبره مناوئا للإنسانيّة والحريّة.
وقد تمّ اقتباس هذا المقال من كتاب "العبوديّة التّكنولوجيّة"، والّذي يُعدُّ استكمالا ومراجعة للبيان الأساسي الّذي ألّفه سابقا والمعنون بـ "المجتمع الصّناعي ومستقبله". يشرح هذا المقال النّظام، كما رآه كازينسكي، وكيفيّة عمل مؤسّساته وأعوانه، خصوصا "الخدعة" الّتي يعتمدها في احتواء النّزاعات المتمرّدة، واستغلالهم في قمع المعارضين للتّقدم الّذي يزعمه النّظام.
******

«إنّ التّرف المسرف لمجتمع الحاجة التّقنيّة سيوفّر ميّزة عدم جدوى التّمرّد بالإضافة إلى الابتسامة المذعنة».
جاك إلول(1)

يخوض النّظام لعبة مخادعة تجاه الثّوار ومتمردي اليوم. تلك الحيلة طريفة للغاية لدرجة إذا ما تمت صياغتها بشكل واع، فيتعيّن على المرء أن يعجب بدقّتها الشّبيهة بالرّياضيّات.
1.ما الّذي لا يُعدُّ نظاما؟
دعنا منذ البداية نوضّح ما الّذي لا يعدُّ نظاما. النّظام ليس جورج بوش ومستشاريه وموظّفيه، ولا الشّرطة الّتي تواجه المحتجّين بعنف، أو المدراء التّنفيذيّين للشّركات الدّوليّة أو الفرنكشتاينيّين في مختبراتهم والّذين يخلقون من الجينات كائنات حيّة. كلّهم مجرّد خدم للنّظام، لكنّهم لا يشكّلون النّظام. خاصّة، وأنّ القيم الشّخصيّة للأفراد ومواقفهم ومعتقداتهم وسلوكيّات أيّ منهم قد تتصادم مع احتياجات النّظام.
على سبيل المثال، يقضي النّظام باحترام حقوق الملكيّة، لكن أحيانا يعمد المدراء أو الشرطة أو العلماء أو السّياسيّون إلى السّرقة (و بالحديث عن السّرقة، نحن لن نحتاج إلى أن نحصر موضوع السّرقة في الأشياء الماديّة. فيمكن أن يشتمل معناها على جميع الطّرق غير القانونيّة للاستفادة من شيء ما، مثل التّهرب الضّريبي، قبول الرّشاوى، أو أيّ نحو من الفساد والكسب غير المشروع.) فحقيقة أنّ المدراء أو الشّرطة أو العلماء أو السّياسيون يسرقون أحيانا لا يعني أنّ السّرقة جزء من النّظام. بل بالعكس، عندما يعمد الشّرطيّ أو السّياسي إلى سرقة شيئ ما فهو يتمرَّد ضدّ متطلبات النّظام القاضي باحترام القانون والملكيّة. لكن، حتّى وهم يسرقون، يظلّ أولئك الأطراف خدما للنّظام متى ما أظهروا الدّعم للقانون والملكيّة بشكل عامّ.
ومهما كانت الجرائم الّتي يقترفها السّياسيّون أو الشّرطة أو المدراء باعتبارهم أفراد، لا تكون السّرقة أو الرّشوة أو الكسب غير المشروع جزءا من النّظام، بل وباء داخليّا. كلّما قلَّت السّرقة تحسّن عمل النّظام، وهذا هو السّبب الّذي يجعل الخدم ومعزّزي النّظام غالبا ما ينادون عموما بتطبيق مقتضيات القانون، حتّى ولو أضمروا أنّه من الملائم خرقه في السّرّ.
لنعتمد مثالا آخر. رغم أنّ الشّرطة أعوان تنفيذ النّظام، إلّا أنّ الإفراط في القوّة لا يُعدُّ جزءا من النّظام. فعندما تعتدي الشّرطة على المشتبه به بالضّرب المبرح فإنهم لا يحققون النّظام، بل يفرغون حنقهم وعدوانيّتهم فقط. وهدف النّظام ليس الوحشيّة أو التّعبير عن الغضب. ففي ما يتعلّق بالدّور المنوط بالشّرطة، يتمثّل هدف النّظام في الإجبار على طاعة القوانين وبأقلّ قدر ممكن من الاضطراب و العنف و الدّعاية السّيئة. هكذا، من منظور النّظام، فإن الشّرطيّ المثاليّ هو الّذي لا يغضب أبدا، لا يفرّط في العنف، ويعتمد على قدر أكبر من التّلاعب بدل الاعتماد على العنف لإبقاء النّاس تحت السّيطرة. فالإفراط في القوّة مجرد وباء آخر في النّظام، وليس جزءا منه.
كدليل على ذلك، انظر في مواقف الإعلام. تعادي جميع وسائل الإعلام الرّئيسيّة العنف المفرط من قبل الشّرطة. طبعا، تمثل مواقف وسائل الإعلام الرّئيسيّة، كقاعدة عامّة، الرّأي الطّاغي لدى الطّبقات المهيمنة بمجتمعنا حول ما هو نافع للنّظام.
وكلّ ما تمّ قوله حول السّرقة والكسب غير المشروع والقوّة المفرطة يمكن قوله عن التّمييز والإيذاء مثل العنصريّة والتّمييز ضدّ المرأة ورهاب المثليّة والمجاعات والمعامل الاستغلاليّة. فكلّها تشكّل ضررا على النّظام. مثلا، كلّما يشعر السّود بأنّهم يتعرّضون للاستبعاد أو الاحتقار، كلّما زاد احتمال توجههم نحو الجريمة وقلّت نسب تعلّمهم لمهن تجعلهم نافعين للنّظام.
أدّت التّكنولوجيا الحديثة، بوسائل نقل بعيدة المدى والسّريعة إلى اضطراب طرق الحياة التّقليديّة والاختلاط بين السّكان لذا نجد أناسا من أعراق وقوميات وثقافات وديانات مختلفة راهنا يعيشون ويعملون جنبا إلى جنب. إذا النّاس كرهوا أو افترقوا على أساس عرقي، أثني أو جنسي…إلخ فإنه سيخلق صراعات تمتزج مع العمل الدّاخلي للنّظام. بغضِّ النّظر عن الآثار المتحجّرة كآراء جيسي هيلمز**، يدرك قادة النّظام هذا جيّدا، وذلك اعتبارا لما تعلّمناه عن مدارسنا والإعلام من اعتقاد في أنّ العنصريّة والتّمييز ضدّ المرأة ورهاب المثليّة وغيرها هي آثام اجتماعيّة يجب ردعها.
لا شكّ أنّ بعض قادة النّظام وبعض السياسيين والعلماء والمدراء يضمرون الشّعور بأنّ مكان المرأة هو البيت أو أنّ المثليّة والزّواج المختلط يعدُّ فعلا قبيحا. لكن حتّى إذا كان معظمهم يعتقدون ذلك فلا يعني أنّ العنصريّة والتّمييز ضّد المرأة ورهاب المثليّة يعدُّ جزءا من النّظام كما لا يدلُّ وجود السّرقة بين القيادات أنّ السّرقة جزء من النّظام. يجب أن يدعو النّظام إلى احترام القانون والملكيّة لأجل أمنه الذّاتي، وبالمثل يجب على النّظام أيضا أن يقف ضدّ العنصريّة والإيذاء للسّبب ذاته. هذا يفسّر لماذا يعمد النّظام، بقطع النّظر عن أيّ خروقات سريّة من قبل أفراد القيادة، إلى دحض كلّ أشكال العنصريّة والإيذاء.
استدلالا على ذلك، تمعّن مجدّدا في وسائل الإعلام الرّئيسي، فرغم ظهور عرضي لانشقاق جامح من قبل معلّقين سياسيّين أكثر جرأة ورجعيّة، غالبا ما تفضلّ الدّعاية الإعلاميّة المساواة العرقيّة والجندريّة وقبول المثليّة والزواج المختلط.(2)
يحتاج النّظام إلى شعب مهادن وغير عنيف ومدجَّن وسهل الانقياد ومطيع. يحتاج ذلك كي يتحاشى أيّ صراع أو اضطراب من شأنه أن يتضارب مع عمل الآلة الاجتماعيّة المعتادة. إلى جانب قمع الأعمال العدائيّة العرقيّة والإثنية والدينية وغيرها من الأحقاد الجماعيّة، يقوم النّظام بالقمع أو التّسخير لفائدته كلّ الميول الّتي قد تؤدّي إلى الاضطراب أو الفوضويّة مثل الذّكوريّة والميولات العنيفة وأيّ انجذاب إلى العنف.
وبشكل طبيعي، تنقرض العداوات العرقيّة والإثنية التّقليديّة بشكل بطيء، لكنّ الذّكوريّة والعدوانيّة والنّزعات العنيفة يصعب دحضها، فالمواقف تجاه الجنس والجندر لا تتغير بين عشيّة وضحاها اعتبارا لوجود عديد الأفراد الّذين يقاومون تلك التّغيّرات بما يجعل النّظام يواجه إشكاليّة التّغلب على مقاومتهم.(3)
2. كيف يستغلّ النّظام نزعة التّمرّد؟
في العالم المعاصر، يجمعنا العيش تحت غطاء شبكة معقّدة من القواعد والقوانين التّنظيميّة. فنحن تحت رحمة منظومات كبرى مثل الشّركات والحكومات والاتحادات النّقابيّة والكنائس والأحزاب السياسية، مما يجعلنا في وهن. نتاج هذه العبوديّة والضّعف والقصور بمختلف الأشكال الأخرى جرّاء النّظام، طبعا ذاك هو الإحباط الكلّي والمتفشّي الّذي يؤدّي إلى الرّغبة في التّمرد. وهنا تكون بداية أمكر حيلة يلعبها النّظام: بيد عبقريّة مخفيّة يتحوّل التّمرد من عائق إلى حركة أخرى تخدم مصالح النّظام.
و كثير من النّاس لا يفهمون أو يدركون دوافع حنقهم ومنابع ممّا يفسّر عدم وضوح توجّه تمرّدهم. إنّهم يدركون حاجتهم للتّمرّد، لكن لا يدركون ما الّذي يريدون التّمرّد عليه. لهذا، يغذّي النّظام حاجة النّاس للتّمرد بتوفير قائمة من "القضايا" المصطنعة: العنصريّة واللّواط والقضايا الحقوقيّة النّسويّة والفقر والمصانع الاستغلاليّة… أو بالأحرى معظم عقائد "النّاشطين الحقوقيّين".
عدد ضخم من الّذين يرغبون في التّمرد يبتلعون الطّعم. فمن خلال محاربتهم التّمييز الجنسي والعرقي….إلخ، يقومون بصياغة النّظام نيابة عنه، وبالرّغم عن ذلك، هم يعتقدون في ثورتهم ضدّ النّظام الطّاغي.
فكيف يكون هذا ممكنا؟
أوّلا، قبل خمسين سنة من الآن، لم يلتزم النّظام بالمساواة بين الأعراق والأجناس، لذا فإنّ أيّ حركة تلتزم بتلك القضايا كانت تُعدُّ نوعا من التّمرّد الحقيقي. ممّا جعل تلك القضايا جزءا من العرف التّقليدي. وقد استرجعت تلك القضايا مكانتها اليوم لكونها فقط "تقليدا": لأنّ كلّ جيل متمرّد يحتذي بالأجيال السّابقة.
ثانيا، لا يزال هناك عددٌ ملحوظٌ من النّاس، كما ذكرنا، من يقاومون التّغيير الاجتماعي الّذي يؤسّس له النّظام، وبعض أولئك النّاس يحتّلون مكانة شبه مرموقة مثل الشّرطة والقضاة والسّياسيّين. أولئك من يقاومون يكونون مستهدفين من قبل النّشطاء الحقوقيّين ويعدّونهم "طغاة" يجب التّمرّد عليهم. ويساهم معلقون سياسيّون، مثل راش ليمبو***، في تمرير تلك العمليّة تحت طائلة التّذمّر ومهاجمة النّشطاء الحقوقيّين: فعندما يتبيّن لهم أنّهم قد نجحوا في جعل شخصٍ ما ساخطا عليهم، تترسّخ عندهم أوهام ثوريتهم.
ثالثا، كي يشتركوا في معارك مع أيٍّ من قادة النّظام الّذين يستجيبون للتّغييرات الاجتماعيّة الّتي يؤسّس لها النّظام، دائما مايصرّ النّشطاء الحقوقيّون على حلول أكثر تطرّفا وأشدّ راديكاليّة من أيّ حلّ "عقلاني حصيف" يتبناه القادة، ويبالغون في الحنق تجاه مواضيع تافهة. مثلا، ينادي النّشطاء الحقوقيّون بنفقات تعويضيّة لأجل السّود، وغالبا ما يحتجّون بصخب وحنق كلّما انتقدت أيّ أقليّة، حتى لو كان نقدا منطقيّا.
هكذا، يستطيع النّشطاء الحقوقيّون أن يترسّخ عندهم وهم تمرّدهم ضدّ النّظام. لكن هذا الوهم مناف للعقل. التّحريض ضد التّمييز العرقي والجنسي وما شابهه لا يكون تمرّدا ضدّ النّظام، بل ضدّ الفساد و"الطّفيليات" داخل النّظام. أولئك الّذين يعملون ضدّ الفساد داخل النّظام والجنح بين عماله ليسوا متمرّدين، بل إنهم يرسّخون القانون: إنّهم يساندون النّظام بمساعدة السّياسيّين في تحقيق عقيدة النّظام المتغيّرة. وأولئك من يعملون ضدّ التّمييز ولأجل "مجتمع الميم" يعملون كذلك لترسيخ القانون: إذ أنّهم يساندون النّظام في قمع المواقف المعارضة للتّغيير والّتي تسبّب مشاكل للنّظام.
لكن النّشطاء الحقوقيّين ليسوا حرسا للنّظام فقط. بل كذلك أداة تشتيت، فيضطلعون بإبعاد أنظار العامة عن النّظام ومؤسّساته. مثلا، لقد كان من مصلحة النّظام إخراج النّساء من منازلهنّ إلى مواقع العمل. إذ لو أنّ النّظام، قبل خمسين عاما، كما يتحدّد بالحكومة ووسائل الإعلام، بدأ بشكل مفاجئ حملة دعائيّة تهدف إلى جعل اعتماد حياة النساء على وظائفهن شيئا مقبولا اجتماعيّا، فإن المقاومة البشريّة الطّبيعيّة ضدّ التّغيير كانت ستخلق بين العامّة فوضى على النّطاق الإقليمي. ما حدث حقا، يتضح من خلال أنّ التّغيرات قد تمّ دفعها من قبل طلائع الحركة النّسويّة الرّاديكاليّة، وخلفهنّ بمسافات آمنة كانت تقف مؤسّسات النّظام. فكانت المعارضة من قبل أفراد المجتمع الأكثر محافظة تتّجه أوّلا إلى مواجهة تلك الرّاديكاليّات، بدلا عن مواجهة النّظام ومؤسّساته، لأنّ حلول ذلك النّظام بدت، بالنّسبة إلى أفراد المجتمع، أكثر بطئا ووسطيّة بالمقارنة بالأجندة الرّاديكاليّة الّتي تنادي بها الحركة النّسويّة، وحتّى هذه التّغيرات البطيئة نسبيّا كانت تُنسب إلى ضغط الرّاديكاليّين على النّظام.
3. أرقى خدع النّظام
إذا، باختصار، أرقى خدع النّظام تتمثّل في التّالي:
لأجل صلاحيّته وأمنه، يحتاج النّظام أن يحدث تغيرات اجتماعيّة راديكاليّة عميقة كي يتأقلم مع الظّروف المتحوّلة الّتي نتجت عن التّقدّم التّكنولوجي.
وتؤدّي حياة الإحباط في ظلِّ الظّروف الّتي فرضها النّظام إلى نزعات تمرّد.
يختار النّظام تلك النّزعات المتمرّدة لتخدم التّغيّرات الاجتماعيّة الّتي يتطلّبها؛ فالنّاشطون الحقوقيّون "يتمرّدون" ضدّ القيم القديمة الّتي عفا عليها الزّمن ولم تعد صالحة للنّظام لأجل قيم جديدة يحتاج منّا النّظام تقبّلها.
بهذه الطّريقة توفّر النّزعات المتمرّدة والّتي قد تكون خطيرة تجاه النّظام منفذا ليس فقط غير مؤذ للنّظام، بل يكون مفيدا له.
معظم الاستياء العام النّاتج عن التّغيرات الاجتماعيّة داخل النّظام ومؤسّساته يُشتّت ويوجَّه بدلا عن ذلك إلى الرّاديكاليّين الّذين تنسب لهم قيادة هذه التّغيّيرات الاجتماعيّة.
وبطبيعة الحال، لم يتم تخطيط هذه الخدعة من قبل قادة النّظام، فهم لم يدركوا إطلاقا أنّهم طبّقوا الخديعة. فهي تتحقّق كالتّالي:
عند اختيار موقف ما في أيّ قضيّة، على المحرّرين والنّاشرين وملّاك وسائل الإعلام أن يعمدوا بوعي أو دون وعي إلى الأخذ في الاعتبار بعدَّة عوامل. عليهم أن يستوعبوا كيفيّة ردّة فعل القرّاء والمتفرّجين في ما تمّ طباعته أو بثِّه عن القضيّة، كما يجب أن يستوعبوا كيفيّة تفاعل المعلنين ونظرائهم بوسائل الإعلام والشّخصيّات النّافذة الأخرى، بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثير ما اضطلعوا بطبعه أو بثّه على أمن النّظام.
غالبا ما تفوق هذه الاعتبارات العمليّة وزن أيّ موقف شخصي تجاه القضيّة. وتتنوّع الآراء الشّخصيّة لدى قادة وسائل الإعلام والمعلنين والشّخصيّات النّافذة باختلافهم. أكانت ليبراليّة أو محافظة، دينيّة أو إلحاديّة. إنّ الأرضيّة المشتركة الشّاملة والوحيدة بين القادة هي الالتزام بالنّظام وبأمنه وبقوّته. لذلك فإنّ العامل الرّئيسي الّذي يحدّد المواقف الّتي تروّج لها وسائل الإعلام هو التّوافق التّقريبي للرّأي بين قادة وسائل إعلام والشّخصيّات النّافذة بشأن ما هو صالح للنّظام ضمن أطر محدّدة بمدى إمكانيّة تقبّل العامّة لذلك.
فهكذا، عندما يضطلع أيَّ محرّر أو قائد وسيلة إعلاميّة إلى تحديد موقفه تجاه أيّ حركة أو قضيّة، أوّل سؤال يشغله سيكون إلى أيّ مدى ستضمّ الحركة شيئا مفيدا أو مسيئا للنّظام. ربما سيضمر القول بأنّ قراره أساسه أخلاقيّا أو فلسفيّا أو دينيّا، بيد أنّه من الحقائق الملحوظة أنّ أمن النّظام يحظى بالأولويّة على جميع العوامل الأخرى في تحديد موقف وسائل الإعلام.
على سبيل المثال، عندما ينظر محرّر مجلة إخباريّة إلى حركة المليشيّات، قد يتعاطف بشكل شخصي مع بعض تشكّياتها أو أهدافها أو قد لا يتعاطف، لكنّه سيشهد أيضا بأنّ هناك إجماعا جليّا بين المعلنين ونظرائهم من وسائل الإعلام على كون حركة المليشيّات قد تمثل خطرا على النّظام وبالتّالي يجب إحباطها. تحت هذه الظّروف يدرك بأنّه من الأفضل لمجلته أن تتّخذ موقفا سلبيّا تجاه حركة المليشيّات. وعلى ما يبدو، يمثل هذا الموقف السلبي الصّادر عن وسائل الإعلام أحد أسباب تلاشي هذه الحركة.
عندما ينظر نفس المحرّر إلى الحركة النّسويّة الرّاديكاليّة فإنّه سيجد في البعض من أشدِّ حلولها تطرّفا ما يمثّل خطرا على النّظام، في الآن ذاته الّذي سيرى في بعض تلك الحركة النّسويّة مصدرا كافيا لإفادة هذا النّظام. إنَّ مشاركة النّساء في العالم العملي والتّقني تدمجهنّ وتدمج عائلاتهنّ داخل النّظام. بالإضافة إلى قدراتهنّ على خدمة النّظام على المستوى العملي والتّقني. إلَّا أنّ تركيز الحركة النّسويّة على الحدّ من العنف المنزلي والاغتصاب تخدم أيضا حاجات النّظام، باعتبار أنّ الاغتصاب والعنف المنزلي، مثل أشكال العنف الأخرى، تشكّل خطرا على النّظام. لعلَّه من المهمّ للمحرّر إدراك أنّ تفاهة الأعمال المنزليّة وما يحدثه من فراغ، والانزواء الاجتماعي لدى ربّة البيت المعاصرة، قد تقود إلى الإحباط الشّديد لدى جلِّ النّساء؛ الإحباط الّذي من شأنه أن يشكّل أزمة للنّظام ما لم يفتح مجالا للنّساء في ميدان المهن بعالم الأعمال والتّكنولوجيا.
حتّى وإن كان المحرّر ذا توجّه ذكوري يشعر بأريحيّة أكبر تجاه نساء في مواقع ثانويّة، فهو يدرك أن الحركة النّسويّة، على الأقلّ في شكلها المعتدل نسبيّا، أكثر إفادة للنّظام. إنّه يدرك جيّدا أنّ الموقف التّحريري يجب أن يكون إيجابيّا تجاه الحركة النّسويّة المعتدلة، وإلا سيواجه استهجان معلنيه والشّخصيّات النّافذة الأخرى. لهذا السّبب كانت مواقف وسائل الإعلام الرّئيسيّة تنحو، على الأغلب، إلى دعم الحركة النّسويّة المعتدلة، وتتّسم بالازدواجيّة في ما يتعلق بالحركات النّسويّة الرّاديكاليّة، في حين تتّخذ دوما منحى عدائيّا تجاه أيّ موقف مصدره الحركة النّسويّة الأشدَّ تطرّفا.
خلال هذا النّوع من العمليّات، يتمّ إخضاع حركات التّمرّد، الّتي تشكّل خطرا على النّظام، إلى الدّعاية السّلبيّة، في حين تكيل وسائل الإعلام التّشجيع المتحفّظ لكلّ حركات التّمرّد ذات المنحى المفيد للنّظام. إنّ الاستيعاب اللّاواعي للدّعاية الإعلاميّة سيؤثّر على المتمرّدين المحتملين كي "يتمرّدوا" بطرق تخدم مصالح النّظام.
يلعب المثقّفون الجامعيّون دورا هاما في تنفيذ خدعة النّظام. على رغم تحبيذهم توهم ممارسة دور المفكّر المستقل. فالمثقّفون يتّسمون بكونهم (مع استثناءات فرديّة) أكثر المجموعات مغالاة في الامتثال الاجتماعي الأكثر رضوخا وتروُّضا وتدجينا والأكثر دلالا واتكاليّة وتخاذلا بأمريكا اليوم. ونتيجة لذلك، فإنّ دافع تمرّدهم قويّ بشكل خاص. لكن باعتبارهم، غير قادرين على التّفكير المستقلّ، فمن المستحيل عليهم التّمرّد الحقيقي. وبالتّالي هم ينجذبون إلى خدع النّظام، ممّا يسمح لهم بإثارة حفيظة النّاس والاستمتاع بوهم التّمرّد دون الحاجة إلى تحدي قيم النّظام الأساسيّة.
ولأن المثقّفين الجامعيّين معلمي الشّباب، فذلك يؤهّلهم إلى مساعدة النّظام في تطبيق خدعته على الشّباب، بتوجيه دوافع تمرّدهم نحو الأهداف الاعتياديّة والنّمطيّة: العنصريّة والاستعمار والحقوق النّسويّة ... إلخ. يتعلَّم الشّباب الّذين ليسوا طلّابا جامعيّين من خلال الإعلام، أو من خلال التّواصل الشّخصي، ما هي قضايا "العدالة الاجتماعيّة" الّتي يتمرّد لأجلها الطّلّاب، ويتماثلون مع أولئك الطّلّاب. فهكذا تتطوّر الثّقافة الشّبابيّة بشكل ينتشر فيه التّمرّد عبر نسق نمطي من خلال التّماثل بين الأقران تماما كما تنتشر تسريحات الشّعر وأنماط الملابس وغيرها من التّقليعات بناء على التّماثل.
4. الخدعة ليست مثاليّة
بطبيعة الحال، لا تعمل الخدعة بشكل مثالي. فلا تتوافق جميع المواقف الّتي يتبنّاها "النّشطاء الحقوقيّون" مع احتياجات النّظام. بهذا الصّدد، أهمّ الصّعوبات الّتي تواجه النّظام تتّصل بالصّراع بين نوعين من الدّعاية يعتمدها النّظام، الدّعاية الإدماجيّة والدّعاية التّحريضيّة.(4)
الدّعاية الإدماجيّة هي آليّة اجتماعيّة أساسيّة في المجتمع المعاصر. إنّها دعاية صممت لغرس المواقف والمعتقدات والقيم والعادات الّتي يحتاجون إلى ترسيخها في النّاس كي يكونوا أدوات آمنة ومفيدة للنّظام. فهي تعلِّم النّاس قمع تلك الدوافع العاطفيّة وتهذيبها الّتي تعدّ بشكل دائم خطرا على النّظام. وينصبّ تركيزها على المواقف طويلة الأجل والقيم الرّاسخة ذات التّطبيق الواسع، بدلا من الترذكيز على المواقف تجاه قضايا محدّدة وراهنة.
وتتلاعب الدّعاية التّحريضيّة بمشاعر النّاس كي تبرز مواقف أو سلوكيّات معيّنة تجاه قضايا راهنة محدّدة. فعوضا عن تعليم النّاس كتم الدّوافع العاطفيّة الخطيرة، تستهدف تحفيز مشاعر محدّدة لأغراض دقيقة متموضعة في أنسب وقت.
يحتاج النّظام إلى شعب مُستَتِبّ وخاضع ومتعاون ومسالم وتبعي. يتطلّب النّظام، قبل كلِّ شيء، شعبا غير عنيف، فهو يحتاج إلى حكومة تحتكر استعمال القوّة الماديّة. لهذا السّبب، علّمتنا الدّعاية الإدماجيّة أن نكون مذعورين وخائفين ومرعوبين من العنف، كي لا نقع في إغراء استعمال العنف حتّى لو كنّا في حالة غضب شديد. (المقصود ب"العنف" هنا هو الاعتداء الجسدي على البشر.) وبشكل عام، تعلّمنا الدّعاية الإدماجيّة القيم النّاعمة الّتي تؤكّد على الجوانب اللّاعدوانيّة، والتّكافليّة والتّعاونيّة.
ومن ناحية أخرى، في سياقات معيّنة، يجد النّظام أنّه من المفيد أو الضّروري اعتماد طرقٍ وحشيّة وعنيفة في سبيل تحقيق أهدافه الخّاصة. المثال الأكثر بديهيّة ضمن هذه الطّرق هو الحرب. إذ يعتمد النّظام في زمن الحرب على الدّعاية التّحريضيّة: كي يربح التّأييد الشّعبي تجاه العمل العسكري، فيعمد إلى التّلاعب بمشاعر النّاس حتّى يخشوا أو يسخطوا على العدوّ الحقيقي أو المفترض.
في هذه الحال، هناك تصادم بين الدّعايتين الإدماجيّة والتّحريضيّة. حيث لا يمكن لأولئك الّذين قد استنبتت فيهم القيم النّاعمة والنّفور من العنف بشكل عميق أن يقتنعوا ببساطة بدعم عمليّة عسكريّة دمويّة.
هنا تنعكس الخدعة، إلى حد ما، على النّظام بحدِّ ذاته. والنّشطاء الحقوقيّين الّذين "تمرّدوا" طوال الوقت لصالح قيم الدّعاية الإدماجيّة، يستمرّون في ذلك خلال زمن الحرب. فيعمدون إلى معارضة المجهود الحربي ليس فقط باعتباره عنيفا بل كذلك لأنّه "عنصريٌ" و"استعماريٌ" و"إمبرياليٌ"، إلى غير ذلك… فكلّ هذا يعدُّ مناقضا للقيم النّاعمة الّتي لقّنتها لهم الدّعاية الإدماجيّة.
كذلك تنعكس الخدعة أيضا عندما يتعلّق الأمر بمعاملة الحيوانات. فمن المحتّم أنّ عددا كبيرا من النّاس يسقطون على الحيوانات القيم النّاعمة والنّفور من العنف الّتي استنبطوها من التّعامل مع البشر. إنّهم يذعرون من ذبح الحيوانات لأجل لحمها ومن أيّ ممارسات أخرى تشملها بالضّرر، مثل اختزال الدّجاج إلى مجرّد آلات وضع البيض محفوظة في أقفاص صغيرة أو استخدام الحيوانات في الاختبارات العلميّة. والمعارضة النّاتجة عن سوء معاملة الحيوانات، إلى حدّ ما، قد تفيد النّظام: بسبب أنّ النّظام الغذائي النّباتي أكثر فعاليّة من ناحيّة استغلال الموارد من النّظام الغذائي لآكلي اللّحوم، فالنّظام الغذائي النّباتي، إذا تمّ تبنّيه بشكل واسع سيساعد في تخفيف العبء على موارد الأرض المحدودة بسبب النّمو السّكاني. لكن إصرار النّشطاء الحقوقيّين على إلغاء استخدام الحيوانات في التّجارب العلميّة تتضارب بشكل مباشر مع احتياجات النّظام لأنّه في المستقبل المنظور من غير الوارد احتمال أيّ بديل عملي يعوّض اعتماد الحيوانات الحيّة كمواضيع في مجال البحث العلمي.
ومع ذلك، فإنّ حقيقة أنّ خدعة النّظام تأتي بنتائج عكسيّة هنا وهناك لا يمنعها من أن تكون، بشكل شامل، أداة فعّالة على نحو بارز في قلب الدّوافع المتمرّدة لصالح النّظام.
من المؤكد أنّ تلك الخدعة الموصوفة هنا ليست العامل الوحيد في تحديد الاتّجاه الّذي تتّخذه الدّوافع المتمرّدة بمجتمعنا. يشعر الكثيرون اليوم بالضّعف والعجز (لسبب وجيه للغايّة يتمثل في كون النّظام يجعلنا حقّا ضعفاء وعاجزين)، بالتّالي يتطابقون بتوجس شديد مع الضّحايا ومع الضّعفاء والمضطهدين. هذا بعض مما يفسّر كون القضايا المتعلقة بالإيذاء، مثل العنصريّة والتّمييز ضدّ المرأة ورهاب المثليّة والاستعمار الجديد أصبحت تعدُّ القضايا المعياريّة للنّشاط الحقوقي.

الهوامش:
* هذا النّص صدر بالإنجليزيّة تحت عنوان:
Title: The System’s Neatest Trick
Author: Ted Kaczynski
Source: Technological Slavery — Kaczynski, Theodore J. published by Feral House, 2010, pages 190-202
(1) انظر:
Jacques Ellul, The Technological Society, translated by John Wilkinson, published by Alfred A. Knopf, New York, 1964, page 427
**جيسي ألكسندر هيلمز الابن (18 أكتوبر، 1921- 4 يوليو، 2008) هو سياسي أمريكي وشخصية رئيسية بالحركة المحافظة، شغل من سنة 1973 إلى 2003 عضوا بمجلس الشيوخ ممثلا عن كارولاينا الشمالية. قد عرف بمواقفه المعادية لمجموعة من القضايا الشائعة مثل: الحقوق المدنية، حقوق المعاقين، البيئة، الحركة النسوية، حقوق المثليين، العمل الإيجابي (بمعنى دعم أقليات مقهورة)، حق الإجهاض، بند إعادة الحرية الدينية، والدعم الحكومي للفنون.
(2) وحتى الاستعراض السطحي لأهم وسائل الإعلام في البلدان الصناعية المعاصرة، أو حتى في البلدان التي لا تطمح إلا إلى الحداثة، تقر أن النظام ملتزم بالقضاء على كل أشكال التمييز؛ أكانت على أساس عرقي أو ديني أو جندري أو جنسي إلى آخره... إنه من السهل أن نجد آلاف الأمثلة التي تشرح ذلك، لكننا سنستعرض هنا ثلاثة نماذج فقط عن ثلاثة بلدان مختلفة.
الولايات المتحدة:
"Public Displays of Affection," U.S. News & World Report, September 9, 2002, pages 42-43.”
يقدم هذا المقال نموذجا مميزا يتضح من خلاله عمل الدعاية. إذ تتخذ موقفا يتسم بالموضوعية الزائفة أو يوحي بالحيادية حيال العلاقات المثلية، ويفتح المجال لنقل آراء الذين يعارضون التقبل العام للمثلية الجنسية. لكن، مع ذلك، سيوحي إلى القارئ، وسط تصويره العاطفي الجلي لخصال الزوجين المثليين جنسيا، بترسيخ الانطباع بتقبل المثلية كأمر مرغوب فيه، وعلى المدى الطويل، سيكون حتميا. ومن المهم بشكل خاص بيان صورة الزوجين المثليين المعنيين ضمن المقال: فالزوج الذي تم اختياره للدور بدا فاتنا من الناحية الجسدية وتم تصويره على نحو جذاب. فلا أحد لديه أدنى فهم بالدعاية يمكنه أن يخفق في إدراك أن المقال يشكل دعاية لصالح المثلية الجنسية. مع الإشارة وأن المجلة تمثل اليمين الوسط.
روسيا:
"Putin Denounces Intolerance," The Denver Post, July 26, 2002, page 16A"
“موسكو- ندد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الخميس، بالكراهية العرقية والدينية … إذا ما سمحنا لهذه البكتيريا الشوفينية من التعصب القومي أو الديني بالتطور، فسوف ندمر البلاد ، قالها بوتين في معرض تصريحاته الواضحة والتي تم إعادة بثها بالتلفزيون الروسي ليلة الخميس" …. إلخ
المكسيك:
"Persiste racismo contra indígenas" ("Racism against indigenous people persists"), El Sol de México, January 11, 2002, page 1/B.”
"على الرغم من الجهود المبذولة لمنح الكرامة للسكان الأصليين في بلدنا، فإنهم ما زالوا يعانون من التمييز.." يصف المقال جهود أساقفة المكسيك لمحاربة التمييز، لكن يدعي بأن الأساقفة يريدون "تطهير" تقاليد السكان الأصليين قصد تحرير المرأة من مكانتها التقليدية الدونية. جريدة "El Sol de México" من المفترض، أنها تمثل يمين الوسط.

أي شخص بإمكانه مضاعفة تلك الأمثلة آلاف المرات. إن الأدلة التي تفيد سعي النظام إلى القضاء على التمييز بديهية وعديدة للغاية، إلى الدرجة التي يحتار فيها المرء من اعتقاد الراديكاليين بأن مواجهتهم لتلك الشرور هي شكل من أشكال التمرد. لا يسع المرء إلا أن يعزو ذلك إلى ظاهرة معروفة جيدا لدى الدعائيين المحترفين: يميل الناس إلى حجب المعلومات التي تتعارض مع أيديولوجيتهم أو الفشل في إدراكها أو تذكرها. اقرأ هذا المقال المثير للاهتمام بعنوان:
"Propaganda", in The New Encyclopaedia Britannica, Volume 26, Macropaedia, 15th Edition, 1997, pages 171–79, specifically page 176.
(3) لقد ذكرت في هذا المقطع ما لا يعدُّ نظاما، لكني لم أعرف ماهية النظام. أشار لي أحد الرفقاء بأن ذلك قد يؤدي إلى التشويش على القارئ. لذلك من الأفضل أن أشرح أن غاية المقال، ليس تقديم تعريفٍ دقيقٍ لماهية النّظام. إنّى لم أستطع حصر معنى النظام في جملة وحيدة تستوفي معانيه، ولم أرغب في كسر استمرارية المقال عبر استطراد طويل، غير ضروري ومنهك لتقديم "ماهية النظام"، لذا أهملت الإجابة عن السؤال. لا أعتقد أن إخفاقي عن الإجابة سيضعف بجدية فهم القارئ لقصدية المقال.
***راش ليمبو (12 يناير، 1951- 17 فبراير، 2021) هو معلق سياسي محافظ ومضيف برنامج حواري بالراديو. تم بث برنامجه لأول مرة في سنة 1984، واستمر لحد وفاته. اشتهر بسبب آرائه المثيرة للجدل حيال العرق وقضايا مجتمع الميم والحركة النسوية والرضا الجنسي والاحتباس الحراري.
(4) مفهوما "الدعاية الإدماجية" و"الدعاية التحريضية" قد تم معالجتهما في كتاب جاك إلول:
Propaganda, published by Alfred A. Knopf, 1965.



#محمد_علي_الطوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواتف السحر


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد علي الطوزي - أرقى خدع النّظام: تيد كازينسكي