أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - مقتطف من نص غزة في مواجهة العدوان -ارشيف 2009















المزيد.....

مقتطف من نص غزة في مواجهة العدوان -ارشيف 2009


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 22:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


غزة في مواجهة العدوان الصهيوني
نعم للمقاومة لكن ما ذا بعد المقاومة؟
جانفي 2009
مقتطف من النص المذكور اعلاه-

تتهاطل الأطنان من القنابل على غزة بتعلة إضعاف حماس وتغيير الواقع السياسي والامني حسب اقوال القيادة الصهيونية غير ان ما يحدث على الارض هو استشهاد العديد من الابرياء بحيث تدفع الجماهير الشعبية كالعادة ثمن خيانات القيادات الفلسطينية والعربية بما ان القصف الصهيوني لا يستهدف اساسا عناصر المقاومة التي تظل في معظمها تحت الارض بل الجماهير في غزة التي تجبر على هجر المنازل وتظل ضحية القصف دون ملاجئ آمن..
ان استراتيجية الكيان الصهيوني- صنيع الامبريالية-هي نفس الاستراتيجية المعتمدة اساسا من قبل الامبريالية الامريكية في حرب الخليج وحرب افغانستان... فهي تعتمد على القصف المكثف للبنية التحتية وللمنشآت العسكرية وللمواقع الهامة التي تشير اليها الاستخبارات على الارض ويتواصل القصف المكثف اعدادا الى الاجتياح البري.
غير ان الامبريالية -سواء ان كانت امريكية او روسية او أوروبية او صينية- اثبتت ضعفها في مواجهة اساليب حرب العصابات بغض النظر عن طبيعة القيادات فقد فشل قياصرة الكرملين في اخضاع طالبان كما فشل مجرمو البيت الابيض في اخضاع طالبان كذلك هذه الفرقة-الاقطاعية المتخلفة- التي كانت الامبريالية الامريكية سببا في تسليحها ودعمها بهدف منافسة الامبريالية الروسية آنذاك كما اثبتت التجارب في تركيا بالنسبة للأكراد او في النيبال والفليبين الخ...بالنسبة للماويين ,اثبتت ان الجماهير المؤمنة بعدالة قضيتها تهزم بالتأكيد اكبر القوى تسلحا وتطورا ان توفرت الاستراتيجية الملائمة مع الاوضاع الملموسة على الارض تحت قيادة شعبية فعلية لا تساوم
ان واقع غزة يختلف كليا عن واقع حرب التحرير في الجزائر التي قدمت اكثر من مليون شهيدا كما يختلف هذا الواقع عن حرب التحرير في الفيتنام وذلك على المستوى الجغراسياسي وعلى مستوى طبيعة القيادات واختلاف الظروف التاريخية .لقد قرأ الكيان الصهيوني الوضع في غزة بمعية المستشارين الامبرياليين والعملاء العرب بما فيهم قيادة فتح وعلى رأسها عباس وبعد التشاور والزيارات المكوكية التي انتهت بالمحطة المصرية والتشاور مع مبارك استنتج الكيان الصهيوني ان البيت الابيض-في ظل "الفراغ السياسي"- يدعم في كل الحالات عمليات عسكرية تهدف الى ما يسمى بمحاربة الارهاب كما استغل الانقسام الحاصل بين فتح وحماس الذي يخدم مصالحه خاصة وان عباس يرغب في التخلص من حماس بكل الوسائل ,ان هذا الوضع يخدم الكيان الصهيوني ويساعد الاحزاب الصهيونية على الاعداد للانتخابات المقبلة بحيث اصبح حزب العمل يزايد على اليمين ناتنياهو من جهة وعلى حزب كاديما من جهة أخرى بهدف طرح نفسه كالبديل القادر على صيانة امن الكيان الصهيوني. وهو جدير اذن بالفوز في الانتخابات المقبلة. غير ان اليمين قد يصبح هو الرابح الاول بما ان الاوضاع ستظل على حالها ولن يفلح باراك ولا هيئة الاركان الثلاثية من انتزاع "النصر المرتقب "كما ان هذا العدوان يعد الى مرحلة جديدة من التسوية-مرحلة اوباما- باعتماد اوراق جديدة مثل الورقة التركية في علاقة بالسعودية ومصر مع تحييد النظام الايراني وتهميش بعض الانظمة العربية.
تفسر كل هذه الاوضاع الهجوم الهمجي على غزة وتكشف من جديد طبيعة هذا الكيان الاستيطاني الذي لا يحترم الذات البشرية وهو يدوس كل المواثيق الدولية بتزكية من النظام الامبريالي ومن جل الانظمة العربية ومن قبل بعض القيادات الفلسطينية كذلك .وبما ان هذا الكيان صنيع الامبريالية ومدعوم من قبل القوى الرجعية فهو يقترف كل انواع الجرائم دون حرج لذلك فهو يقصف الابرياء والمدارس والمستشفيات والمساجد والمنازل ويستعمل اساليب الارض المحروقة بغية القبض على المقاومين كما يجرب الاسلحة المحضورة دوليا مثل القنابل الفسفورية في الاماكن الاهلة بالسكان المدنيين وبالرغم من ان هذه التكتيكات اثبتت فشلها في مواجهة حرب العصابات فان الكيان الصهيوني يواصل استعمالها لترهيب المدنيين ولاستعراض قوته العسكرية التي تظل غير ناجعة في مواجهة المقاومين بصفة مباشرة وهو يتهرب دوما من خوض حرب الشوارع حيث تصبح آلياته العسكرية المتطورة غير فاعلة وحيث تصبح ارادة المقاوم هي المحددة.
لقد اصبحت استراتيجية العدو واضحة بعد مرور أكثر من اسبوعين من اندلاع العدوان. يريد العدو بث الرعب في النفوس وكسر ارادة المقاومة وعزلها عن الجماهير ثم جرها الى رفع الراية البيضاء ويظل سلاحه الوحيد القصف جوا وبحرا وبرا واستعمال كل انواع القنابل حتى المحرمة دوليا من اجل التقدم في القبض على غزة .غير ان تدمير الشجر والحجر والبشر لا يعني القضاء على المقاومة بل قد تستعيد المقاومة انفاسها وقد يتضاعف التعاطف معها وقد تخرج حماس رغم الخسائر اقوى من ذي قبل وقد تطرح نفسها بديلا ولا شريكا مع عباس الذي افتضح امره نهائيا والذي سيموت سياسيا ان لم تنقذه الامبريالية او الرجعية العربية المتربصة بالقضية.
تتم هذه المجزرة تحت اعين الجميع ويتضح ان ما يسمى "بالمجتمع المدني" يزكي هذا الهجوم في كل مراحله وتظل كل المنظمات الانسانية تتفرج وتشاهد كل الدول المزايدة بالديمقراطية وحقوق الانسان الاطفال يموتون تحت القصف ولا تحرك ساكنا وهو ما يدل على ان هذه الحكومات الاوربية وغيرها تساند المحرقة وتزكي ذبح جماهير غزة ولا تعتبر ان هذه الحرب العدوانية هي حرب ابادة جماعية وانه يستوجب محاكمة مجرمي الحرب وعلى راسهم بوش رئيس الامبريالية الامريكية والقيادات الصهيونية.
ان الذات البشرية مقدسة ولا يجوز قتل الابرياء وخاصة الاطفال والنساء غير ان النظام الامبريالي والكيان الصهيوني والانظمة العربية ليسوا معنيين بحياة البشر فالقتل أصبح عملية شائعة لا تحرك ساكنا للحكام العرب وسقوط الضحايا الابرياء من جراء القصف الوحشي والبربري بأتم معنى الكلمة امر عادي بالنسبة للبلدان الاستعمارية المتعودة على تذبيح الابرياء بتعلة مطاردة المقاومين..
تتطلب الحرب على غزة المليارات وتسلب هذه الاموال من ثروات الشعوب وعرق جبين الكادحين وتوظف في ضرب مصالح الشعوب والحيلولة دون تحررها. وتلعب المخابرات خلال الحرب دورا اساسيا بحيث يقع تجربة الاسلحة الجديد ورصد كيفية مواجهة حرب العصابات وخوض حرب المدن والشوارع كما تتم من خلالها استنتاج الدروس في مواجهة الانتفاضات وتحطيم معنويات الجماهير وتستعمل هذه الحروب بهدف بيع الاسلحة وتجربة مدى ناجعتها ومحاولة تطويرها على القياس وفق الاوضاع وفي هذا الإطار تحاول الامبريالية الامريكية ايجاد الاسلحة المضادة لصواريخ القسام وغراد وكل الصواريخ المصنعة محليا.
وامام هذا القصف الوحشي لم تحرك الحكومات العربية ساكنا بل ظلت كالعادة تترقب حتى تنتهي الحرب وتكتفي بالتنديد وبمطالبة وقف القصف الخ...واثبتت مرة اخرى مصر -مخيم داوود- بقيادة مبارك اثبتت خيانتها وتعاملها مع الكيان الصهيوني ورفضها لنهج المقاومة وادلى مبارك بتصريحات مخجلة مفادها ان الكيان الصهيوني هو المتحكم في معبر رفح وان مصر لا يمكن لها فتح المعبر دون التأييد الصهيوني.
وكالعادة لم تنجح الجامعة العربية من عقد اجتماعها رغم مرور أكثر من اسبوع على العدوان واتضح ان اوروبا تدعم الكيان الصهيوني ولا ترغب في وقف العدوان كما ان الامبريالية الامريكية بررت العدوان وعملت على تزكية القصف بتعلة محاربة الارهاب او الدفاع عن النفس في حين ان الضحية الاولى هي ابناء الشعب الأبرياء.
اثبتت الحرب على غزة مرة اخرى ان المقاومة هي الحل وان المراهنة على الانظمة العربية او الاوربية في غير محله وقد تم الفرز مرة اخرى بين النظام العالمي الجديد والنظام العربي العميل من جهة وبين الشعب وردود الفعل الشعبية من جهة أخرى.
لقد عبرت الجماهير على عدم تعويلها على الحكام العرب بل فضحت المواقف العربية الرسمية وانحيازها فعليا الى جانب القصف والعدوان وتعتبر بعض المظاهرات الرسمية مجرد ذر الرماد في العيون لتبرير المواقف المخزية. كما تعالت اصوات الشعوب في كل مكان منددة بالعدوان ومطالبة بمحاكمة قادة الكيان الصهيوني الذين تجاوزت جرائمهم جرائم النازيين وكانت مواقف المتظاهرين متناقضة تماما مع المواقف الرسمية.
فجرت محرقة غزة كل التناقضات التي تشق العالم وخاصة التناقض بين الامبريالية والشعوب فهبت الشعوب لمناصرة غزة ولدعم المقاومة وظلت الحكومات مترددة، تناور وتزايد وتدعو الى التعقل والكف عن إطلاق صواريخ قسام وغراد الخ...وتحمل المقاومة مسؤولية القصف والعدوان الغاشم. وبذلك يتحول الضحية الى معتدي والمحتل الى مسكين يدافع عن نفسه.
بين العدوان على غزة ان الشعوب حاقدة على ما يسمى بالنظام العالمي الجديد فتفجر غضب الجماهير في كل مكان ونظمت المظاهرات والاحتجاجات من استراليا الى النرويج تنديدا بسياسة الكيان الصهيوني الذي اتضح انه مجرم حرب وفق المواثيق الدولية ورغم افتضاح سياسة هذا الكيان العنصري فان المجتمع الدولي والحكام العرب يحاولون عبثا تبرير سياسة الاحتلال هذه وايجاد المخرج المناسب لفرض عملية التطبيع مع المحتل والاقرار بوجوده لان وجود الحكام العرب مرتبط بضرورة التطبيع مع الكيان الصهيوني والرضوخ الى اوامر اسيادهم.
بينت محرقة غزة ان هناك نهج المقاومة من جهة ونهج الاستسلام تحت غطاء التفاوض من جهة أخرى ومهما حاول نهج الاستسلام تبرير مواقفه وايجاد التعلات الواهية للتعامل مع العدو والتطبيع معه والاعتراف به فان نهج المقاومة وطموحات الشعب تظل في تناقض تام مع مساعي الحكام الهادفة الى الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه..
ان الكيان الصهيوني كيان نازي واستيطاني مصطنع فرض فرضا في فلسطين سنة 48 وسيزول هذا الكيان عندما تشتد المقاومة الفعلية وتفتح الجبهات من كل مكان أي من لبنان وسوريا ومصر ويفتح باب التطوع امام الجماهير العربية الخ....



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 111-عجز القيادات الفلسطينية ناتج عن طبيعتها
- : الانتفاضة تتحدى نهج التسوية والتجزئة
- منا شير خلال انتفاضة 17 -12-2010
- لتسقط كل المؤامرات(العلم الأحمر 1991)
- ب: حرب الشعب وبناء السلطة الديمقراطية الشعبية
- (انتفاضة 8 ديسمبر1987) الانتفاضة تتحدى نهج التسوية والتجزئة
- غزة في مواجهة العدوان الصهيوني نعم للمقاومة لكن ما ذا بعد ال ...
- فيليب كوتا: خطان في الحركة النقابية
- خطان متقابلان صلب الحركة النقابية العالمية (الجزء الأول)
- الماوية اليوم( ارشيف فيفري 2007)
- لنقف ضد الثالوث: عدو الانتفاضة
- حقيقة جبهة 14 -تونس
- التيار الماوي وماذا يطرح الآن ؟
- الشعلة وفشل تأسيس حزب الطبقة العاملة
- الجامعة التونسية لنوادي السينما مهددة بالتصفية- الشعلة سبتمب ...
- حول الحزب والجريدة والجبهة (الشعلة عدد خاص 1976)
- النقاط الاحدى عشر ( الشعلة 1976)
- خريف العاصفة لا خريف الهدوء(الشعلة اوت 1974)
- الشعلة عدد 6 ( ضد اطروحة -وطنية- النظام)
- افتتاحية الشعلة -افريل 1975


المزيد.....




- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - مقتطف من نص غزة في مواجهة العدوان -ارشيف 2009