أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - عار المفوضية..كيف يجري تزوير الواقع العراقي؟














المزيد.....

عار المفوضية..كيف يجري تزوير الواقع العراقي؟


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 7830 - 2023 / 12 / 19 - 12:29
المحور: المجتمع المدني
    


كانت المفوضية العليا للانتخابات في العراق قد اعلنت قبل اجراء انتخابات ما يسمى بمجالس المحافظات، أن أكثر من 23 مليون مواطن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، برغم اننا نعتقد ان العدد أكبر من ذلك بحساب المواليد الجدد، ثم تراجعت المفوضية عن ذلك وزعمت قبيل الانتخابات ان عدد من يحق لهم التصويت نحو 16 مليونا، وهو كذب فاضح بإهمالها عدد المقاطعين اصلا الذين لم يراجعوا لغرض استخراج البطاقة الالكترونية الانتخابية، او لم يحدثوا بياناتهم وكان يتوجب حسابهم ضمن نسبة المقاطعين، مثلما يجري في الديمقراطيات الحقيقية.
زعمت مفوضية الانتخابات بعد اجراء الاقتراع وغلق الصناديق، ان "نسبة المشاركة الكلية في الاقتراع العام والخاص بلغت 41 في المئة"، وهي كذبة اخرى، اذ انها تقول بحسب بيانها "عدد المصوتين الكلي في التصويتين العام والخاص بلغ 6 ملايين و599 ألفا و668 ناخبا "، وبحساب بسيط تكون النسبة المئوية للمشاركين في الاقتراع نحو 28% وليس كما أعلن، وحتى هذا الرقم فإننا نعتقد ان نسبة المصوتين اقل منه بكثير.
ويستمر التدليس والكذب على الناس الذين تسبب سياسيو الغفلة بتغييب أي تطلع لهم نحو المستقبل وتركوا المدن نهبا للتخلف والبطالة والامراض وغيرها من نتائج افعالهم؛ وعوضا عن الاقرار بإخفاقهم في بناء البلد والارتقاء به، يواصلون الاصرار على التنصل من ذلك وعدم الاعتراف بالحقيقة، وهو ما ينبئ بكوارث اخرى قادمة وتدهور أكبر في اوضاع البلد.
لن تغير الانتخابات شيئا، فالقوى الطائفية والمناطقية تتقاسم كل شيء مسبقا في تحد واضح للرأي الشعبي، الذي رفض مجالس المحافظات ذاتها، بل رفض العملية السياسية بمجملها عن طريق ثورة تشرين العظيمة.
الفئة الحاكمة التي استأثرت بأموال العراق تحاول ان تعيد سطوتها على ثروات البلد والتحكم بقدراته بدعوى الانتخابات المزيفة.
فصلّت الولايات المتحدة الأمريكية الوضع العراقي بحسب التقسيم الطائفي والاثني بعد اتصالاتها مع سياسيين عراقيين طارئين، هي اسقطت صدام حسين، وهي التي رسمت خطوات النظام السياسي اللاحقة، وما عدا ذلك محض هراء... وطبعا اتفقت مصالح دول اقليمية مع هدفها في ابقاء العراق ميتا.
منذ ان تكون النظام الحالي في العراق كانت الخطط جلية؛ منع انشاء بلد متحضر وإنشاء وضع مليء بالمزابل وانعدام الخدمات والبطالة، وتخلف في كل شيء ابتداء من وضع التعليم وليس انتهاء بأمور الصحة.
لا اريد ان اتحدث في الماضي واقول.. ان الانتخابات الجديدة كانت مخططا لمواصلة الخراب.. وان الوضع في العراق لا يتوجب ان يتحسن ومن الضروري ان تبقى معاناة شعبه وآلامه، الضمانة الوحيد لتركيعه والسيطرة عليه، فتلك امور اصبحت من البديهيات.
ان مقاطعة الانتخابات قرار شخصي.. ولكن الانتخابات العراقية مهزلة، والعبرة بالنتائج، فلقد رسموها قبل اعلانها.
الاحزاب المتنفذة بجميع مسمياتها وتفرعاتها، قررت ان تديم سيطرتها على مجالس المحافظات، كي يتحقق الامن لها، لتواصل نهب ثروات الناس التي يؤمنها تصدير النفط، فهم ليسوا معنيين بتفعيل الصناعة والزراعة وغير ذلك من ضروريات الحياة، بقدر ما يهمهم الجباية الفورية لأموال النفط الجاهزة من دون عناء.
كل شيء الى خراب.. فمن لا أمل له بالمستقبل يرى الحاضر مأساويا وسوداويا وهو ما يتحقق فعليا، في وضع الشعب العراقي، وهو ما دفع الناس لمقاطعة الانتخابات بنسبة كبيرة.
الديمقراطيات الحقيقية أمنت وضع سكانها اولا.. الضمانات الصحية والاجتماعية وتثوير الصناعة والزراعة وتشغيل الناس وتحقيق خدمات الدرجة الاولى: شوارع راقية واسواق متطورة وخدمات التنظيف على مدار الساعة وبناء مدن الالعاب والحدائق العامة والمتنزهات، فتلك وغيرها امور تؤمن التأسيس لبناء انتخابات حقيقية، وما عداها ليست سوى تدمير ممنهج وهو ما نلمسه في الوضع العراقي، ونلمسه مستقبلا إذا لم يجري الاقرار بالفشل، والتخطيط لنظام انتخابي بديل وقويم وسن قانون احزاب عصري، وحتى تغيير الدستور.
قد يقول قائل، شاركوا في الانتخابات لتحققوا التغيير، وذلك امر مستحيل، فالقانون الانتخابي فصل لأجل القوى المستبدة التي لا يهمها تحقيق الديمقراطية التي عمادها حرية الرأي والتداول السلمي للسلطة، فهم لن يهتموا برأي الناس الحر، كما انهم لن يسلموا السلطة للقوى الفائزة مطلقا أيا كان نوعها وطبيعتها.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقويم الحملة الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات
- الهوية الوطنية إشكالية المفهوم ومصائر السكان
- موازين العدالة لا يمكن غشها
- كهرباء العراق الكذبة الكبرى والخداع المكشوف
- الإدارة السليمة للموارد المائية والحفاظ على البيئة
- السلف واطفاؤها.. استغلال الفوضى لنهب الأموال
- السياحة البيئية مصدر اقتصادي دائم الاهوار انموذجا
- السوداني يتراجع عن تعهداته والمالكي يتدخل لحماية الفاسدين
- بين النظامين الرئاسي والبرلماني وسانت ليغو
- إجراءات إدارية متخلفة في التعامل مع الطلبة العراقيين في لبنا ...
- تغير مفاهيم حقوق الانسان وغلبة الاستحقاقات الاقتصادية والاجت ...
- تغير مفاهيم حقوق الانسان وغلبة الاستحقاقات الاقتصادية والاجت ...
- معضلة الدولار والدينار .. المطلوب حل دائمي
- مشكلات المرور..المخالفات والإيرادات والحوادث
- الإصرار على المنهج المغلوط مقتل العملية السياسية
- ترتيب اولويات البلد وحاجاته الملحة ضرورة عاجلة
- حرائق الوزيرية والحوادث المنزلية والتحذير من حرائق الشتاء
- عام دراسي جديد بأمس الحاجة الى رفد التلاميذ بالتفاؤل والفرح
- عبرة تشرين و فشل النخبة -السياسية- الحاكمة
- الحوارات العراقية.. الاستحواذ على كل شيء او لاشيء


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملات دهم واعتقالات بالضفة ويحاصر طولكرم
- الأونروا تحذر من انتشار الأوبئة في قطاع غزة مع اقتراب الصيف ...
- نتنياهو عن مذكرات اعتقال الجنائية الدولية المحتملة بحق قادة ...
- إسرائيل أم حماس.. من يعرقل اتفاق الهدنة بغزة وصفقة تبادل الأ ...
- نتنياهو يصف مذكرات الاعتقال المرتقبة من الجنائية الدولية بال ...
- الأمم المتحدة تتهم إسرائيل برفض دخول المساعدات لغزة وسط تحذي ...
- مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي إلى غزة للمرة الثانية خلال ...
- إسرائيل أم حماس.. من يعرقل اتفاق الهدنة وصفقة الأسرى؟
- غانتس: استعادة الرهائن تتطلب منا كبح الغضب في إطلاق سراح الأ ...
- مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت للمرة الثانية السماح لي بدخول غز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق الازرقي - عار المفوضية..كيف يجري تزوير الواقع العراقي؟