|
تغيرات المناخ واثرها على بيئة وموارد المياه العراقية
عبد الكريم حسن سلومي
الحوار المتمدن-العدد: 7829 - 2023 / 12 / 18 - 20:51
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
المقدمة منذ بدأ الثورة الصناعية عام 1750 عملت النشاطات البشرية على اطلاق كميات كبيره من الغازات الدفيئة للجو نتيجة لاستخدام كميات كبيره من الوقود المستخرج (الاحفوري) حيث ادى ذلك لا طلاق غازات كثيره تعمل على امتصاص الحرارة وترفع حرارة سطح الكره الأرضية وهذه تسمى الغازات الدفيئة ونتيجة لتغيرات في تراكيب الجو فقد تأثرت درجات الحرارة والهطولات المطرية والعواصف وارتفاع مستوى سطح البحر بالكره الارضية وقد قام العلماء حديثا بأرصاد العديد من التغيرات التي حصلت بالمناخ حيث (ازدادت نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتركيز الميثان و اكسيد النيتروز و ازدادت تراكيز المركبات الكربونية الفلورية الهيدروجينية )مما ادى ذلك لتزايد الايام الحارة وقلة ايام البرد وحدث تزايد بالهطول المطري لبعض المناطق وقلتها بمناطق اخرى وازدادت فترات الجفاف بمناطق عديده وارتفع منسوب سطح البحر مع تناقص الغطاء الجليدي في الانهار والبحيرات وغيرها من المؤثرات الأحيائية والفيزيائية التي رصدت مثل زيادة موسم النمو للنباتات والحيوانات والهجرة للطيور وتغير موسم التكاثر وظهور مبكر للحشرات اما الخسائر الاقتصادية التي ارتبطت بالطقس فقد ارتفعت بصوره كبيره على مستوى العالم وحدثت تأثيرات مناخيه على الصحة مع زيادة في الفيضانات والإصابة بالأمراض مثل الاسهال وامراض الجهاز التنفسي وامراض تلوث المياه والجوع وسوء التغذية
تغير المناخ في الارض عبر التاريخ تتحكم بالمناخ عموما عمليات ودورات جيولوجية كيميائية ناشئة من التفاعل بين المكونات البيئية - لقد ارتفعت درجات حرارة الارض بصوره واضحه في القرن ال20 الماضي لكن ما هو السبب وكيف حصل ذلك ( ان العديد من علماء المناخ يعتبرون ان النشاطات البشرية هي التي ساعدت على جعل الارض اكثر دفئا - - نحن نعلم ان المناخ قد تغير عدة مرات على مر التاريخ وكان كل سبب ذلك لهذه التغيرات المناخية عائد بالدرجة الاولى الى عوامل طبيعية مثل الانفجارات البركانية وسرعة الطاقة المنبعثة من الشمس ولكن منذ القرن ال18 عملت النشاطات البشرية المرتبطة بالثورة الصناعية على تغير مكونات طبقة الجو والغلاف الجوي بصوره كبيره
اسباب تغير المناخ * على مر التاريخ ومنذ انشأ الله الكون فقد حدثت تغيرات مناخيه للأرض في كل العصور ومنذ بداية انشاء الكون وكان لهذه التغيرات اسباب طبيعية لا دخل للبشر بها الا انه بعد ان سكن البشر الارض بأمر الله فقد بدأت التغيرات تحصل لا سباب طبيعية واخرى بشريه وخاصة خلال القرون الحديثة والحالية والتي ادت الى اضرار كبيره للغلاف الجوي والنوع الاحيائي ففي الطبيعة تحدث تغيرات في مدار الارض( تأثير اللامركزية وميل محور الارض حيث تحدث ظاهرة الاعتدالين التي في كل سنه ) مع تغيرات في كثافة اشعة الشمس(تزداد كثافة الأشعة على الارض)وانفجارات بركانيه (تطلق ادخان وغازات ثاني اوكسيد الكربون الى الجو)فتعمل الغازات على حجب اشعة الشمس وتساهم بتبريد المحيط القريب من البركان
تغير المناخ بالمستقبل يتوقع اليوم الكثير من العلماء حدوث تغير بالمناخ الحالي بالعقود القليلة القادمة يتمثل بارتفاع درجة الحرارة على سطح الكره الأرضية وهذا التغير لا يحدث بسبب الظروف الطبيعية فقط لكن بسبب زيادة النشاطات البشرية المتعددة وتدخل البشر في طبيعة نظم البيئة من خلال تلوث الغلاف الجوي وازالة الغابات وحرقها وقطع الاشجار التي كان لها دور اكبر بتخليص الجو من ثاني أوكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتطرح الاوكسجين فمن المتوقع حدوث زيادات بتراكيز ثاني اوكسيد الكربون ودرجات الحرارة ومستوى سطح البحر خلال القرن 21 الحالي فتشير التوقعات الى زيادة ستحصل بدرجات الحرارة بالمتوسط العالمي تتراوح بين 1,4 و 5,8 درجه مئوية خلال الفترة من 1990----2100 كما تشير التوقعات الى انه ستحدث تغيرات في كافة مناحي الحياة الطبيعية والبيولوجية وسلبية اثارها على صحة الانسان والتنوع البيولوجي والإنتاجية والنظم الأيكولوجية والزراعة ومصادر المياه والسواحل المنخفضة
**اليوم تتحمل البشرية عموما تأثيرات التجاوزات الخطيرة التي قام بها بعض البشر واصحاب القرارات تحقيقا لمصالحهم الضيقة والانيه وكان على كل البشر ان يعملوا جاهدين للمحافظة على هذا الكون وتعمير كوكب الارض لجعله امن ويخدم البشرية كما اراد الله لرسالة البشر فعلى جميع البشر اليوم ان يقفوا بوجه هؤلاء القسم من الجنس البشري الذي يعمل على تغير البيئة على كوكب الارض ليصبح غير صالح للعيش الكريم والامن وعليهم ان يقوموا بحماية البيئة ونصر الطبيعة على كل من يتجاوز عليها من بني البشر لذا لابد لنا قبل كل شيء من التطرق الى ظاهرة الاحتباس الحراري التي لها الدور الكبير بتغير المناخ وماهي العناصر التي سببت هذه الظاهرة ونوعها وما هو تأثير هذه الظاهرة على درجات حرارة الارض وماهي الاثار الناتجة والمدمرة لظاهرة الاحتباس الحراري الحالية والمستقبلية على تغير المناخ الاحتباس الحراري الاحتباس الحراري هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في البيئة نتيجة تغير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة واليها وتطلق هذه التسميه على ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة للأرض عن معدلاتها بعض العلماء يقول ان هذه الظاهرة طبيعية وان مناخ الارض يشهد بصوره طبيعية تغيرات حيث يصبح ساخن بفترات معينه وبارد بفترة اخرى كما حدث في القرن 17 و18 في القارة الأوربية علما ان اغلبية كثيره من العلماء يقولون ان زيادة تراكيز بعض الغازات قوت هذه الظاهرة مع ان بعض العلماء يقولون ان الاحتباس الحراري راجع الى التلوث فقط وهي ظاهرة شبيهة بالدفيئات الزجاجية ففي الدفيئة الزجاجية ( البيوت الزجاجية الزراعيه)تدخل اشعة الشمس حامله حرارتها الى داخل الدفيئة ومن ثم لا تتسرب الحرارة خارجا بنفس المعدل مما يؤدي بالارتفاع لدرجات الحرارة داخل الدفيئة ان دخان المصانع والغازات الناتجة منها ومحطات تكرير البترول وعوادم السيارات واستخدام مواد غير صديقه للبيئة بالتطور الحضاري والعمراني كلها تسبب ارتفاع حرارة الارض وتسمى هذه الظاهرة بالدفيئة ان اهم الغازات الدفيئة هي (ثاني اوكسيد الكربون , الميثان واوكسيد النتروز وغازات التسخين ذات المستوى العالي )
1-ثاني اكسيد الكربون :-هو غاز خامل عديم اللون والرائحة يطلق بالجو بعدد من الطرق فهو يطلق عبر دورة الكاربون خلال النشاطات البشرية (احتراق الوقود الاحفوري ) ومن خلال دورة الكربون وملاين الاطنان من ثاني اوكسيد الكربون بالجو يزال من الجو عبر المحيطات وعبر نمو النباتات ثم يعاد اطلاقه الى الجو عبر العمليات الطبيعية (تنفس الاحياء الهوائية –عمليات تحلل النفايات العضوية –حرق المواد العضوية والوقود بكافة انواعه ) ان اهم العمليات التي تصدر ثاني اوكسيد الكربون الى الجو هي (1-تنفس النباتات :-تحول النباتات ثاني اوكسيد الكربون والغذاء الى طاقة + اوكسجين ,2-التبادل بين الجو والمحيطات حيث تمتص المحيطات ثاني اوكسيد الكربون وتحرره عند سطح البحر ,3- الانفجارات البركانية:-تصدر الكاربون من اعماق الصخور في قشرة الارض ,4-منذ الثورة الصناعية عام 1700 زادت النشاطات البشرية باستخدامها احتراق النفط والفحم والغاز مع ازالة الاشجار والغابات فزادت تراكيز غاز ثاني اوكسيد الكاربون في الجو واكبر نسبه من هذه الزيادة سببها الدول الصناعية الكبرى ومازالت هذه الدول المساهمة الكبرى في زيادة تراكيز غاز ثاني اوكسيد الكربون فبعام 2005 زاد التركيز بمقدار 35% عن تلك الفترة قبل الثورة الصناعية 2-غاز الميثان :- يعتبر الميثان من مركبات الفحوم الهيدروجينية ويطلق بالجو من مجموعة مصادر طبيعية ومصادر مرتبطة بنشاط البشر أيضا وابرز المصادر المرتبطة بالبشر (-نواتج احتراق الوقود المستخرج ,روث الحيوانات ,زراعة الرز ,احتراق الكتل العضويه ,تصريف النفايات )فهذه النشاطات كلها تحمل كميات هائلة من الميثان الى الجو اما مصادره الطبيعية فهي (الاراضي الرطبة –انحلال الغازات –التفسخ البيولوجي للكتل العضوية –طبقات التربة الصلبة –النمل الابيض –المحيطات –مصادر عديده اخرى كالحرائق الهائلة التي تحدث بالعالم) ان مستويات انبعاث غاز الميثان تتغير من دوله لأخرى او من منطقه لأخرى وبسبب عدة عوامل (1-المناخ -2-مواصفات الانتاج الصناعي والزراعي -3-انواع الطاقة الموجودة وطرق استعمالها -4-الية وكيفية تصريف النفايات ) 3- اكسيد النتروز ينتج هذا الغاز من المصادر الطبيعة والنشاطات البشرية ومن مصادر النشاط البشري (ادارة الترب الزراعية –ادارة الأسمدة الحيوانية –معالجة مياه الصرف –الاحتراق للوقود الاحفوري –انتاج الحوامض بكافة انواعها ) وينتج اكسيد النتر وز في الطبيعة من مصادر بايولجيه حيوية متنوعه في التربة والماء وخاصة نشاط الاحياء الدقيقة في الغابات الاستوائية الرطبة فان هذا الغاز ينتج من خلال الهدم البكتيري للنتروجين في الترب والمحيطات كذلك تتباين نسب انتاج هذا الغاز من منطقه لأخرى( حسب طبيعة وخصائص ومميزات الانتاج الزراعي والصناعي للمنطقة – تقنيات الاحتراق ---عمليات ادارة النفايات --المناخ ) فالاستخدام الكبير للأسمدة النيتروجينية بالإنتاج الزراعي يؤدي لانبعاث هذا الغاز بنسب كبيره من الترب الزراعية وبعض سلوكيات البشر وتأثيراتهم تزيد من عمليات الطبيعة بإنتاج الغاز ) 4-غازات التسخين ذات المستوى العالي تتطلب العمليات الصناعية غازات عديده مثل عمليات (انتاج الالمنيوم –صناعة الزجاج المعدني – نقل الطاقة الكهربائية –انتاج ومعالجة المغنسيوم –انتاج غازات الكلور والفلور والكربون) دور الغازات الدفيئة في الاحتباس الحراري ان النشاطات البشرية المتنوعة ادت بانبعاث مستويات عالية من الغازات الدفيئة بالجو وتقوم هذه الغازات بامتصاص الأشعة التحت الحمراء (الموجات الحرارية ) المنبعثة من الشمس الى سطح الارض وتحتفظ بها هذه الغازات في الجو ومانعه اياها من الصعود والخروج عبر الغلاف الجوي وبذلك ترتفع درجة حرارة الجو كذلك فان الطاقة الشمسية الممتصة من قبل سطح الارض والتي تدفئه يتم تحويلها الى حراره مسببه انبعاث الموجات الحرارية الطويلة والأشعة تحت الحمراء واطلاقها للجو وجزء من الأشعة تحت الحمراء يمتص ويعاد اطلاقه بواسطة جزيئات الغازات الدفيئة وهو ما يؤثر مباشرة على تدفئة سطح الارض وطبقة التروي وسفير فيه اثار الاحتراز العالمي على البيئة الطبيعية والنظم الحيوية الأيكولوجية *سوف يؤدي الارتفاع العام بدرجة الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر الى غرق الاجزاء الساحلية المنخفضة في اوربا وخاصة غربها وشمالها مع التعرض لموجات حاره تؤثر على الزراعات ومعدلات انتاج المحاصيل *سوف يتقلص الغطاء الثلجي بنحو 100-550 كم حيث ستجد الثلوج الذائبة طريقها للبحار لترفع مستواه بنحو 15-95 سم *بالقطب الشمالي سترتفع الحرارة بسرعه تفوق بضعف معدل ارتفاعها عن باقي العالم حيث سيذوب الثلج كليا بالصيف وبسبب مواصلة انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون وغيره من الغازات التي تساهم بصوره في ظاهرة الاحتباس الحراري *الهطولات المطرية من المقرر ان يحدث تغيرات تزايد وتناقص وتباين بالهطول المطري في اقليم الشرق الاوسط تتراوح بين 5-20% *تشير التقديرات الى استمرار تناقص الغطاء الثلجي *يتوقع زيادة ظاهرة الجفاف في قارة افريقيا بصوره عامه وسينتج من هذا فقدان مساحات واسعه من الاراضي الزراعية ويؤدي ذلك للتأثير على انتاجية الاراضي الزراعية المجاوره للسواحل وزيادة منسوب المياه المالحة *بالنسبة للشرق الاوسط وغرب اسيا فمن المتوقع ان تظل بعمومها قاحله قليلة الامطار واما بعض المناطق الساحلية المنخفضة فسيزداد معدل سقوط الامطار عليها قليلا مع ارتفاع في درجة الحرارة والتبخر بصوره عامه . الاضطرابات الجوية والكوارث الطبيعية ربط العلماء بين عملية اضطرابات المناخ بالعالم بتزايد الفيضانات وموجات الحر والبرد بظاهرة الاحتباس الحراري حيث اشارت المنظمة العالمية للأحوال الجوية الى ان العديد من مناطق العالم شهدت احوال جويه قاسيه جدا منذ مطلع عام 2008 فالظواهر الجوية الشديدة القسوة تشمل الامطار الموسمية الاستثنائية في جنوب اسيا وفيضانات بريطانيا فقد بلغت درجات الحرارة على اليابسة في ك2 ونيسان اعلى مستوى بحسب المنظمة العالمية للأحوال الجوية وقال بعض العلماء ان مسألة حصول اختلال في الاحوال الجوية بالتزامن مع ظاهرة الاحتباس الحراري مطروح وليس هنالك حاليا وجود تشخيص حقيقي من العلماء حول وجود رابط بين الاحوال الجوية القاسية والاحتباس الحراري ولكن الحقيقة الواضحة اليوم هي ان انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري جعل جو الارض اكثر رطوبة ولزوجة مما يؤدي لمزيد من الاعاصير العنيفة وامطار اكثر غزارة في المناطق الاستوائية ويربط اليوم الكثير من العلماء بين المحيطات والتيارات الموجودة بها وبين درجة حرارة الارض حيث ان هذه التيارات الباردة والساخنة عباره عن نظام تكيف للأرض اي نظام تبريد وتسخين وقد لوحظ مؤخرا هذه التيارات قد غيرت مجراها مما جعل التوازن الحراري الذي كان موجود يتقلب ويربط العلماء التلون الحاصل في عدد حيوانات البلانكتون نتيجة زيادة حموضة البحار بسبب امتصاصها ثاني اوكسيد الكاربون لقد شهد العالم بالعقد الاخير من القرن العشرين الماضي اكبر درجة حرارية شهدتها الارض منذ قرن حيث زادت درجة حرارتها 6 درجة مئوية وهذا معناه وجود تغير كبير بالمناخ لا تحمد عقباه فقد ظهرت الفيضانات والجفاف والتصحر والمجاعات وحرائق الغابات وهذا مما جعل علماء وزعماء العالم ينزعجون ويعقدون المؤتمرات للحد من الظاهرة الاحترارية التي باتت تؤرق العالم وتصيب البشر بالهلع وهذا معناه ان الارض ستكتسحها الفيضانات والكوارث البيئية والأوبئة والامراض المعدية ****ان المتهم الاول بالتلوث البيئي هو غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي سيكون لعنة على مستقبل الارض وهذا ماجناه الانسان عندما افرط في احراق النفط والفحم والغابات ومخلفات المحاصيل الزراعية فزاد من معدل الكربون بالجو حيث ان اجتثاث اشجار الغابات وانتشار التصحر قلل الخضرة النباتية التي تمتص ثاني اوكسيد الكربون من الجو مما جعل تركيزه يزداد بالجو العراق واثار تغير المناخ عليه التغير المناخي بدأت اثاره على العراق تظهر بوضوح حيث اكدت اغلب البحوث والدراسات الخاصة بمنطقتنا الى ان منطقتنا عموما ستكون اكثر المناطق تأثرا وضرارا من جراء ظاهرة التغير المناخي المعطوفة اصلا على ظاهرة الاحتباس الحراري وسيكون بمنطقتنا تذبذب وتباين كبير بتساقط الامطار وستتعرض لموجات جفاف التي قد تصبح ظاهره متكررة حتى على مستويات المواسم والفصول المناخية وقد كان التأثير الكبير للمناخ على موارد المياه بصوره كبيره وقاسيه بالعراق **ففي الماضي القريب كانت كل المجاري المائية والاحواض المائية والانهار قادرة على تنقية مياهها بصورة ذاتيه ومواجهة اغلب انواع التلوث بسبب كثرة تصاريفها وقلة الملوثات -اليوم يعاني العراق من ازمة مائية خانقه وبصورة واضحه لم يسبق ان تعرض لها على مر التاريخ والسبب بكل ذلك هو التراكمات التي حصلت من اخطاء في ادارة موارد المياه داخليا واهمال صيانة مشاريع المياه بصورة عامه وعدم التعامل مع ثروة المياه بصورة إيجابية ورغم ان سلوكيات دول التشارك المائي وهي دول المنبع والممر عقد الامر اكثر واستغلت انشغال العراق بحروبه فعملت على سرقة حقوقه المائية المكتسبة تاريخيا هذا اضافة لما تتعرض له المنطقة عموما من تأثير التغيرات المناخية التي اثرت على العراق بصورة اكبر من الدول الاخرى بالمنطقة وقللت وارداته المائية الداخلية والامطار وزادت من نسبة التبخر التي تعرضت لها خزاناته الاستراتيجية ومع نوعية ورداءة المياه الواردة من دول المنبع والممر ازدادت الامور تعقيدا ** ان استمرار النقص الحاصل بموارد المياه للعراق من مصادرها الخارجية يهدد الوطن وحياة شعبه ويؤدي لتدمير بيئته مما يتطلب ذلك اجراءات علميه حقيقيه لا اعلاميه لمواجهة الوضع المأساوي المائي وكذلك يجب اعداد خطط لمواجهة تحديات المستقبل المائي الذي سيكون بلا شك اكثر سوء لذلك فأن كل التحديات تتطلب وضع برامج وخطط استراتيجية وبرامج جديده لمواجهة المشاكل المستقبلية بالشأن المائي والبيئي وهذا يتطلب حسب رأينا المتواضع الى اولا وهو (اعادة تأهيل الجهات والمؤسسات المسؤولة عن ادارة موارد المياه والبيئة لكي تتمكن من مواجهة التحديات وتطبيق الخطط والتشريعات )
**بعد تشكل الحكومة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن ال20 الماضي قامت الحكومات العراقية بأعداد خطط استراتيجية تبنى اعدادها مجلس الاعمار الذي شكل من اجل تطوير العراق حيث بعدها نفذ بعقود الخمسينات والستينات والسبعينات مشاريع عديده خطط لها مجلس الاعمار وهي لها علاقة بالشأن المائي لكن مما يؤسف له كحقيقة ساطعه لم تتم ادارة هذه المشاريع بصورة علميه وهندسيه كما اعد لها بالجدوى ودلائل تشغيلها حيث تدخلت السياسة بعدها بصوره كبيره بإدارة تلك المشاريع وانهت حياة اغلب المشاريع ولم يستفاد منها بكفاءة مما ادى اهمالها الى مانحن عليه اليوم لذلك فاغلبها يحتاج لا عادة تأهيل حيث واقع حالها هي مزيد من خسارة وهدر المياه وتملح تربة اراضي اغلب المشاريع الزراعية وما حال مشروع المسيب الكبير الذي كان يعد نموذج متطور لمشاريع الري الحديثة بالبلاد الا هو نموذج بسيط لما الت له الامور واقع الحال المائي بالعراق اليوم الكثير من التحديات التي تواجه الواقع المائي بالعراق اليوم اهمها *هو تعارض اكثر التشريعات وتقاطع القوانين فيما بينها بإدارة موارد المياه *منذ عقد السبعينات بالقرن الماضي ال20 بدأت موارد المياه الداخلة للعراق بالتناقص بسبب 1=سلوكيات وبناء مشاريع بدول الجوار والتشارك المائي في اعالي الانهار 2-فشل وتخلف ادارة موارد المياه داخليا 3-نتيجة لزيادة طرح الملوثات في اغلب مصادر المياه اليوم فقد تعطلت قدرة البيئة المائية عن استيعاب كميات التلوث كما كانت تعمل سابقا ولم تعد قادره على تنقية نفسها بنفسها 4-لقد ازدادت نسبة المياه المالحة حيث تغيرت نوعيات كل من المياه السطحية من مصادرها قبل دخول العراق وهي ناتجه من قيام دول التشارك بتبديل المياه النقية ضمن حصة العراق والتعويض عنها بمياه ملوثه بكافة انواع الملوثات والاملاح وكذلك تغيرت املاح المياه الجوفية بسبب تملح الاراضي وقلة الخزانات الجوفية فسلكت مياه البحر طريقها للخزانات الجوفية علاوة على الاملاح التي تذوب بسبب السقي وتساقط الامطار فتنفذ للخزانات الجوفية المتجددة بالذات ماهي الحلول التي يجب تنفيذها لتجاوز محنة موارد المياه بالعراق --نحن اليوم بحاجة ماسة لمعرفة حقيقة مواردنا المائية كما ونوعا وسواء سطحيه ام جوفيه ام امطار وكيف يمكن تنفيذ المشاريع واستثمارها بعقلانية ومثاليه - للأسف بكل بقاع العراق لم تشهد البنى التحتية لا غلب مشاريع المياه اي اعادة تأهيل علما ان اغلبها انشأ من عقود وتعرض العراق خلال اكثر من 40 سنة لحروب واحتلال فأدى ذلك اهمال كبير للمشاريع المائية بصورة عامه وقلة صيانتها ولم تتطور هذه المشاريع ولم تؤهل بما يتناسب مع حجم التحديات والتطورات التي عاشها العراق والتي يوجهها بشأن ادارة موارد المياه بل العكس احيانا كثيره كانت ادارة موارد المياه بأساليبها المتخلفة هي من تعقد الامور وتزيد تعقيدها
---- لقد افادت دراسات عديده قامت بها منظمة (الاسكوا) بأن مياه الفرات عند دخولها العراق تحتوي على كميات كبيره من الاملاح اكثر مما مسموح به لأغراض الشرب والزراع ومع تحرك المياه جنوبا تزداد هذه الاملاح لتصل لمعدلات عالية في محافظتي الناصرية والبصرة اما بالنسبة لدجلة فأثبتت نفس الدراسات الى ان معدل الاملاح تجعل المياه غير مفيدة لأغراض الشرب والزراعة من جنوب بغداد الى جنوب العراق
---ان تلوث المياه الواردة للعراق عائد بالدرجة الاساس الى الملوثات الداخلة فيها من خارج الحدود الدولية كما ان هنالك كميات كبيره من الملوثات داخل الحدود ومنها مياه الصرف الصحي التي تصل لانهار البلاد ومصادر المياه بلا معالجات حقيقيه لان اغلب محطات معالجة مياه الصرف الصحي لا تعمل بصوره فعاله مع العلم ان محطات معالجة مياه الصرف الصحي بالعراق لا تخدم الا اقل من 25% من سكان العراق وان اغلب شبكات الصرف الصحي قديمة وتعرضت لا همال كبير بسبب انشغال العراق بحروبه لذلك اغلب شبكات الصرف اصبحت باليه فهي تحتاج لتجديد او اعادة تأهيل علاوة على ان اغلب ملوثات المستشفيات تصرف اليوم للأنهار بلا معالجه وهذا من اخطر الملوثات اليوم لمياه دجلة بالذات باعتراف جهات رسميه في ادارة مياه الري بالعراق عام 2018( وبمؤتمر اعدته منظمة ارتقاء البيئة بكربلاء برعاية العتبة العباسية) تتولى هي حاليا اداره عليا للموارد المائية اليوم بأن كفاءة مشاريع الري 35% وهذا يعني خسارة وضياع 65 م3 من كل 100م3 من مياه الري .هذه المياه الضائعة والمهدوره تؤدي لتملح الاراضي في الوقت العراق يحتاج اليوم لكل قطرة مياه وهنا لا اريد التطرق الى فشل ادارة موارد المياه داخليا مع ادارة كل مشاريع المياه الاخرى المستخدمة لأغراض غير الري فالحالة التي عاشها العراق من العطش والمأساة المائية عامي 2022 و2023 تدل صراحة على فشل المؤسسات الحكومية بإدارة موارد المياه ولكل الاستخدامات وعدم نجاحها بإيجاد الحلول ولكنها تجاوزت المحنه بترك ملاين الدونمات بلا زراعه وهذه هي الحالة التي تعبر صراحة وبلا مجامله وتعطي الصورة الحقيقية لفشل هذه الادارات
لذلك بكوننا مختصين بموارد المياه فأننا نرى وبعض اساتذتنا وخبرائنا الحقيقين المختصين بموارد المياه انه لابد من اتخاذ اجراءات حقيقيه وواقعيه على الارض وليس التطرق لها اعلاميا فقط ومنها
1- لابد من اتخاذ قرارات عليا وخطوات عمليه وتحرك حقيقي وواقعي لمواجهة ازمة المياه وعدم ترك الامر والانشغال بها اعلاميا فقط 2- اعادة تأهيل كل مشاريع الري لرفع كفاءة الري فيها عن طريق تحديث كل المشاريع وتطويرها لتتناسب مع اساليب الري الحديث مع تطبيق قوانين صارمه للري وبصوره حقيقيه وبعدالة 3- تحمل الجهات المستفيدة من موارد المياه ولكافة مجالات استخدامها الى الكلف من اجل التشغيل والصيانة وتفعيل دور جمعيات مستخدمي المياه (الادارات الذاتية) للأعمدة الفرعية للمشاريع المائية مع تحمل الدولة لا دارة الأعمدة الرئيسية بعد اجراء تغيرات كبيره على التشريعات والقوانين الحالية لجعلها تواكب التحديات والتغيرات المناخية التي تواجه ادارة موارد المياه 4- تحويل كل مشاريع الري والمياه الى الري الحديث (الري بالواسطة) مهما كانت تصاميم المشاريع والغاء كافة المشاريع التي اصبحت بحكم الاهمال منتهيه ولا تتناسب مع قيمة واهمية وحدة المياه اليوم للعراق 5- التوقف لفتره لا تقل عن 3 سنوات عن زراعة المحاصيل ذات الاستهلاك الكبير للمياه وكذلك تقليل مساحة المحاصيل الاستراتيجية في الموسم الصيفي لحين تجديد الخزين الاستراتيجي بخزانات العراق الطبيعية والصناعية وهي شبه فارغه اليوم 6- التحول لنقل المياه بواسطة الانابيب خاصة للمشاريع التي تبعد بمسافات طويله عن مصادر المياه 7- لابد من ايجاد جهة عليا تتولى وضع الخطط الاستراتيجية والاشراف على تنفيذها بإدارة موارد المياه وهو تكون بمثابة مجلس اعلى للمياه وتقوم المؤسسات ذات العلاقة بالمياه بتنفيذ الدراسات الخاصة واعداد خطط هذا المركز على ان لا تتدخل اي جهة سياسيه بعمل هذا المركز وتكون قراراته ملزمه لكافة المؤسسات التنفيذية 8- التوقف فورا عن رمي الملوثات بمصادر المياه وحماية الانهار والمجاري المائية من هذه الملوثات 9- لابد من عمل لقاء لجميع خبراء الري والمياه والطاقة والزراعة والقانون والخارجية لدراسة واقع البلاد المائي عموما وبعد هذا اللقاء تطرح حلول و يتم اعداد خطط للتحرك لمواجهة التحديات التي تواجه الموارد المائية 10-التأكيد على تنفيذ واكمال السدود ذات المواقع الصالحة لبناء السدود فيها وايجاد بديل واقعي وهندسي لعدم خزن المياه في وادي الثرثار مع دراسة تجربة الثرثار وامكانية اعادة تأهيلها لا مكانية استخدامها او جزء منها كخزان صالح لخزن المياه والمحافظة على نقاوة المياه فيها ولا اعتقد ان مثل هذا العمل بصعب على كوادر العراق الهندسية المشهود لها بالكفاءة عالميا او ايجاد بديل لربط مياه دجلة بالفرات بدل دخول المياه لبحيرة الثرثار وتملحها لتعزيز مياه الفرات مستقبلا
11-العمل على ايجاد تشريعات وقوانين جديده للتعامل مع المياه الجوفية 12- تحديد اثمان للمياه المجهزة لكل جهات الاستخدام والمستفيدة من المياه خاصة بمجالات الصناعة والزراعة والبلديات لتعزيز الواردات المالية للجهات التي تتولى ادامة وتشغيل وصيانة مشاريع المياه
13-يجب تنفيذ برامج فعاله واستخدام اساليب حديثه لمنع تلوث المياه وهذا الامر يحتاج لتشكيل مؤسسه كبيره مهمتها رصد حالات التلوث وتنفيذ هذه البرامج ولكن بالعراق مما يؤسف له ان اغلب البرامج تبقى حبر على ورق
المهندس الاستشاري 15-12-2023
#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى يعي العراقيين الغرض من مخطط شحة المياه
-
سوء ادارة الخزين الاستراتيجي للمياه بالعراق من اسباب شحتها ا
...
-
المنظمات الماليه الدوليه ودورها الخطير في ازمات المياه
-
زراعة العراق وتأثيرها على الامن المائي والغذائي للبلاد
-
هل المياه ستصبح السلعة الاغلى بالقرن 21 الحالي
-
واقع المياه بالعراق(الواقع والتحديات ومقترحات الحلول)
-
رسالة مفتوحه لوزير الموارد المائية المحترم (السيد مهدي رشيد)
-
العراق والماء واقع مرير وسياسات خاطئة ومستقبل كارثي
-
العراق وبناء السدود الضخمة بين المنافع والاضرار
-
الإمبريالية واستغلالها لمشاريع السدود بالمنطقة العربية
-
العراق والمياه والقانون الدولي
-
استخدام مياه الفضلات والصرف المعالجة بالزراعة عامل مهم لتنمي
...
-
الزراعة الملحية ضرورة ملحه حان وقت استخدامها بالعراق
-
المياه البديلة ودورها بمستقبل العراق المائي
-
العراق والري
-
مستقبل العراق المائي
-
الملف المائي العراقي التركي المتجمد هل من حلول ؟
-
الاهوار بجنوب العراق عالم طبيعي وكنز تراثي قد يزول مستقبلا
-
مقارنه بين اساليب وطرق توزيع المياه بري العراق واختيار افضله
...
-
السياسة المائية التركية واثرها على العراق مستقبلا وكيفية موا
...
المزيد.....
-
تجول بلا مبالاة.. كاميرا ترصد كوالا -فضولي- في محطة قطارات ب
...
-
-مسألة حياة أو موت-.. بايدن يدعو سكان فلوريدا للإخلاء الفوري
...
-
غسان سلامة: -عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية يهدد وحدة الشعب ا
...
-
مضيق هرمز.. كيف تهدد الحرب في الشرق الأوسط الممر الحيوي للنف
...
-
نتنياهو: إسرائيل -قضت- على هاشم صفي الدين خليفة حسن نصر الله
...
-
نتنياهو يستدعي وزراءه لمشاورات في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب
...
-
ضربة صاروخية روسية تدمر مستودع ذخائر تابع للقوات الأوكرانية
...
-
مصر والأردن يؤكدان أنهما لن يسمحا لإسرائيل بتجاوز خطوطهما ال
...
-
جنرال روسي سابق يكشف دوافع إسرائيل الخفية من حربها في غزة ول
...
-
مراسلتنا: الدفاعات الجوية السورية تتصدي لأهداف معادية في سما
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|