استخدام مياه الفضلات والصرف المعالجة بالزراعة عامل مهم لتنمية الموارد المائية

عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 20:17
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

تعاني اليوم كثير من البلدان من مشكلة عدم توفر مياه عذبه صالحه للزراعة والاستهلاك البشري ولاستخدامات الاخرى لذلك ظهرت اليوم الحاجه الى استخدام مصادر بديله للمياه منها مياه الفضلات بعد معالجتها كجزء من اساليب تجاوز محنة الشحة بالمياه لتلبية متطلبات التنمية الزراعية والاقتصادية ,فاليوم تعمل كثير من دول العالم على استعمال مياه البلديات المعالجة وان هذا الاستخدام سيؤدي حتما الى
*تحسين البيئة وعدم طرح مياه الفضلات والصرف الى مصادر المياه النقية
*سيؤدي للمحافظة على كميات المياه النقية وذلك بتقليل استخدامها في بعض الاستخدامات
*سيؤدي لتعزيز الخزين المائي النقي لتجاوز محنة قلة الموارد المائية في مواسم الجفاف
فمياه الفضلات المعالجة قد تستخدم كبديل في اغراض منزليه وصناعيه وزراعيه وبلديه ولتحسين البيئة الا ان استعمالها بالزراعة يعتبر من اكبر الاستعمالات بكثير من الدول لكون الزراعة هي المستهلك الاكبر للمياه العذبة في كثير من دول العالم وقد تستخدم مياه الفضلات المعالجة لري الغطاء الخضري والغابات حول المناطق السكنية ولتحسين البيئة
لذلك ولغرض استعمال هكذا نوع من المياه يتطلب ذلك تعاون كبير بين الخبرات المتخصصة والمؤسسات فالتعاون الجدي والتنسيق بين القطاعات المختلفة كالزراعية والصناعية والصحية والبيئية والبلدية وادارة موارد المياه من اجل العمل على استخدام هكذا نوع من المياه بكفاءة وأمان سيؤدي الى نجاح هذا الاستخدام بكفاءة ان استعمال مياه الفضلات المعالجة من كافة مصادرها يعتبر من الوسائل الجيدة للمحافظة على البيئة اولا ووسيله لتنمية مصادر المياه واستخدام بدائل للمياه عن المياه العذبة ويعتبر ذلك اجراء عملي فعال لحماية البيئة والتخلص من ظاهرة صرف مياه الفضلات والصرف عموما الى المياه السطحية العذبة وان هذا العمل سيؤدي لتوفير كميات لابأس فيها من المياه العذبة التي كانت تستخدم للزراعة وسيوفر بعض الكميات للحاجات المتزايدة من المياه العذبة في كثير من دول العالم
ان اكثر الاستعمالات للمياه العادمة المعالجة يكون بالزراعة حيث سيؤدي ذلك لتوفير مياه اضافيه مع توفير مواد عضويه لتحسين التربة ومغذيات للنباتات المزروعة اضافة لتحسين البيئة بعدم رمي هذه النفايات بمصادر المياه الطبيعية وتلويثها علاوة على ادخال استثمارات كبيره بمجالات معالجة المياه وتوفير بنى تحتيه صالحه للمدن
ولكن مما يؤسف له ان العراق يعاني بصوره كبيره من شحة المياه ولم يسعى للاستفادة لحد اليوم من هذه المياه المعالجة وذلك
*لعدم توفر الإرادة والمعلومات الفنية والبنى التحتية وعدم معرفة ماهي الفوائد من استعمال هكذا نوع من المياه ودورها بتحسين البيئة وتنمية موارد المياه وماهي المخاطر من استخدامها
ان استعمال مياه الفضلات الناتجة من استخدامات البشر تعتبر من الاستخدامات القديمة في الزراعة حيث استخدمت ولازالت لليوم في التسميد الزراعي وقد بدأ حديثا استخدامها بكثره بسبب ندرة المياه العذبة وايقظا كون كمياتها اصبحت كبيره تهدد البيئة بمخاطر عديده لذا وجب التخلص منها فظهرت اساليب الاستفادة منها لأغراض الزراعة بعد معالجتها
وقد عملت بعض الدول على استعمال مياه الفضلات بكافة انواعها بعد قيامها بعمليات معالجه بسيطة وقليلة الكلفة
ان الزراعة بالعراق تعتبر المستهلك الاكبر للمياه العذبة سواء السطحية او الجوفية وقد تصل نسبتها الى 75% من واردات العراق المائية لذلك يتطلب ادارة المياه النقية بكفاءة عالية وضمن خطط استراتيجية ثابته لكون العراق يقع بالمناطق الجافه وشبه الجافه ومن الدول التي بدأت تشكوا قلة موارد المياه من عقود
لذلك نرى ان يتم تدوير و استخدام مياه الفضلات المعالجة لبعض الاستخدامات عن طريق وضع استراتيجيات وخطط لهذا النوع من المياه فقد وصل استخدام مياه الفضلات المعالجة نسبه كبيره بسبب محدودية المياه العذبة لبعض الدول
ولابد من التأكيد على ان المياه العذبة والنظيفة تستخدم اولا للاستهلاك البشري وبعض العمليات الصناعية وخاصة بالمناطق الجافه كالعراق الا ان ذلك لا يمنع مطلقا من استعمال مياه الفضلات المعالجة في كثير من الاستخدامات الأمنه وان استخدام المياه العادمة المعالجة قبل ان يتم صبها بمصادر المياه السطحية او الجوفية وغيرها من المصادر سيمنع من تدهور المياه العذبة
واننا نرى ان تسعيرة الوحدات المائية الواقعية والمنطقية ستكون عامل مهم في توفير المبالغ لأغراض تغطية كلف التشغيل والصيانة لمشاريع المياه مع تطوير البنى التحتية لكافة فعاليات المياه بالدولة لذلك لابد من ان يتم دفع تكاليف حقيقيه من قبل المستهلك لنقل مياه الفضلات ومعالجتها واصبح من الضروري جدا دخول الاستثمارات وبصوره كبيره بمجالات نقل مياه الصرف ومعالجتها واعادة استخدامها كون العراق يشكوا فعلا من تدهور كبير لبناه التحتية في جميع مجالات استخدامات المياه ويعتبر الري من اهم مجالات استخدام مياه الفضلات المعالجة للتخلص منها وتحسين البيئة
وسيبقى الشيء المهم والمحدد لاستعمال مياه الفضلات المعالجة هو العامل الصحي ومخاطر هذه المياه على المزارعين والمستهلكين وكذلك تأثيراتها البيئية على المدن القريبة من المزارع التي تستخدم هكذا نوع من المياه
ولذلك كله نرى ان يعمل العراق جاهدا وبصوره جديه وعلميه على تغير كل بناه التحتية بمجالات المجاري والصرف الخاصة بالفضلات لأنه سيضطر عاجلا ام اجلا من التحرك لاستخدام مياه الفضلات المعالجة لردم جزء من فجوة العجز المائي حيث للأسف لازالت شبكات العراق للمجاري موحده حيث تختلط مياه الامطار مع الثقيلة السوداء ومياه الحمامات والمطابخ والصرف الزراعي بشبكه واحده مما ادى ذلك لضياع كثير من الواردات المائية التي من الممكن الاستفادة منها بمعالجات بسيطة
ولاندري هل عجزت ادارة المياه العليا ولكافة الاستخدامات والتي تعيش المأساة اليوم بالعراق من دق ناقوس خطر المستقبل المائي للعراق ام ان الاعلام الكاذب سيبقى هو المسيطر على عدم إظهار الحقائق الكارثية التي ستواجه بلادنا بالشأن المائي
نتمنى ان نكون على قدر المسؤولية الأخلاقية

#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات