أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله محمد ابو شحاتة - القومية الكيميتية !! هي المشرحة ناقصة قتلى !؟














المزيد.....

القومية الكيميتية !! هي المشرحة ناقصة قتلى !؟


عبدالله محمد ابو شحاتة

الحوار المتمدن-العدد: 7813 - 2023 / 12 / 2 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد نشأت الحركة القومية في أوروبا كنتيجة لصراع الطبقات البرجوازية في مختلف دول أوروبا على الأسواق. لقد كان على كل برجوازيات أوروبا أن تغلق أسواقها المحلية في وجه أي منافسة خارجية، وأن توسع أسواقها أيضا بدعمها التوسع الاستعماري. ولم تجد في سبيل ذلك أفضل من الأيدولوجية القومية التي تُشيطن كل ما هو أجنبي، كل ما هو ليس نحن، وتمجد القوة الجبروت الاستعماري الذي يوسع نطاق طرح سلعها.
نحن الأقوى، نحن الافضل في الماضي والحاضر والمستقبل، تلك هي شعارات القومية التي وجدت في العديد من دول أوروبا ما يذكيها، فتلك ألمانيا جوتة ونيتشة، ألمانيا الصناعة والماكينات، وتلك فرنسا الثورة والحرية، فرنسا حيث فولتير ومونتسكيو.
ذلك هو الأساس البرجوازي النفعي التي بُنيت عليه القومية. ولكنها كانت خطأ البرجوازية الأضخم، لقد ساقت الخراب على كل بقعة تفشت فيها. من ألمانيا إلى إيطاليا إلى اليابان التي تماهت معها القومية .
ثم استوعبت البرجوازية الدرس، و عُلقت جثة نجم اليمين القومي الفاشي بينيتو موسوليني من قدمية. حيث رأت البرجوازية أن ضالتها في الكوزموبوليتان والشركات والشراكات التي تتجاوز الحدود والمواطنة. فبزغ لنا قرناً جديداً بقيماً إنسانية تخدم برجوازية عالمية تهيمن على مقدرات الكثير من شعوب العالم.
وإن كان تحليل القومية الأوروبية يحتاج إلى معرفة سياسة، فإن تحليل ما يسمى الآن بالقومية المصرية يحتاج إلى معرفة سيكولوجية، يحتاج لمعرفة بمكامن الاضطرابات والمتلازمات النفسية. فإن كانت القومية الاوروبية قد صنعتها مصالح مفترضه للبرجوازية، فموجة القومية المصرية التي نشاهدها الان ( طبعاً على التواصل الاجتماعي فقط ) قد صنعها اختلال نفسي ناجم عن رغبة الهروب من واقع شديد السوء نحو ماضي سحيق مر عليه آلاف السنين.
أنها قومية بدون أي مقوم من مقومات القومية، قومية بدون حركة سياسية، بدون رؤيا للحاضر أو المستقبل. ليس لديها ما تُعول عليه في حاضرها أو ماضيها القريب، ليس لديها ما تدعي أنها تحافظ عليه من غزو الأجانب واللاجئين.
هي حالة مشوهة تمام التشوه، قومي بدون سياسة بدون مكتسبات ليحميها. قومي يكويه التضخم وتسحقه الأسعار وتُقطع عليها الكهرباء ساعتين او ثلاثة يومياً معرضة للزيادة.
ثم هو يحاول أن يستنسخ صورة القومية الأوروبية. فيدعي لنفسه قوة لا يملكها و صورة كرتونية للواقع لا توجد إلا في عقله وأعداء من اللاجئين المنتفعين ليسوا أصلا لاجئين ولا منتفعين، بل هو من ينتفع منهم وبإسهامهم في اقتصاده المتوعك.
إنني كمصري أعرف جيدا تلك الحالة النفسية من الهروب من الواقع، الناتجة عما نعانية من انسداد أفق التغيير السلمي. فبعد أن أدرك هؤلاء في ذواتهم عجزهم عن أي مستقبل افضل.
فقالوا في اللاوعي "لنخلق إذا لأنفسنا مصفوفة القومية ونعيش بداخلها. لنسمي أنفسنا رمسيس وحابي ونخرج لنهاجم من نسميهم اللاجئين و الذين ساهموا في اقتصادنا بالمحال والاستثمارات. ثم نتحدث ونقول أن مصر ليست عربية ولا رومانية ولا بطلمية ولا فارسية. نلعن أكثر من نصف تاريخ مصر، نمحيه من صفحات التاريخ، ثم نقول كانت مصر عرقية نقية وستظل، كانت عظيمة ولازالت عظيمة وستظل عظيمة. "واحلم وطرمخ على الكابوس"
تلك الحالة من الانفصام والتخدير التي لا تخدم أحد سوى من احترفوا فصم الشعوب وتغييبها، سواء أكان هذا التخدير بواسطة الدين أو القومية أو الوطنية أو المخدرات الفيزيقية...المهم أن تبقى العقول خارج نطاق الخدمة. تبقى متعلقة بتلك الجدالات التي تنتمي للثلاثينيات حينما احتدم الجدال على الهوية المصرية، هل هي إسلامية أم عربية أم قبطية ؟ جدالات فاقدة لسياقها التاريخي، بعد أن أصبحت الدولة كيانا ً يتجاوز ضيق أفق المسألة العرقية والقومية لمواطنة حداثية قائمة على التشاركية والمساواة وتقبل الاختلاف.
إن ما نريده ليس بالطبع تهميش تاريخ مصر القديمة ، كما أننا لا نريد تهميش تاريخ مصر البطلمي أو الروماني، ولا نقبل بالطبع الإضرار بالآثار الإسلامية أو التعامل بعها باستخفاف. إن كل ما سبق هو جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر الممتد لآلاف السنين. التاريخ الذي لم يقف بالطبع عند غزو الفرس قبل ٢٣٥٠ عام.
إن الأهم في التاريخ على الجانب الثقافي هو النظرة النقدية للتاريخ ، فأين يا ترى النظرة النقدية للتاريخ في الواقع مصري سواء تاريخ فرعوني أو إسلامي؟ إننا لا نرى هنا أو هناك سوى مُقدسين سُذج لا يملكون حتى شجاعة الخروج بنظرتهم الساذجة خارج إلى فضاء التواصل الاجتماعي لإحداث أي تأثير في الركود المعاش حتى وإن كان سلبي. إن تأثير تلك الجماعات لا يتمثل إلا في تشتيت طاقات بعض المراهقين والشباب في قضايا تافهة لا تمس واقعهم ولا مأساتهم المُعاشة، إنها تهدر أوقاتهم فيما لا ينفع في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة لتلك الأوقات والطاقات لخلق مستقبل يليق بنا كبشر أولًا قبل أن نكون أي شيء آخر. فما هي قوميتك؟ ولأي عرق تنتمي ؟ وهل أجدادك عرب أم رومان ام قبطيين؟ ما الذي يهمنا بعد كل هذا سوى أن نحيا بعدالة وحرية في أوطاننا ؟



#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد انتصرت النازية
- مشاهد لا تليق بكلمة ( مقاومة )
- نقد فضيلة الأنانية( لآين راند )
- الليبرالية وحرية تسليع المرأة
- الديمقراطية والملكية الخاصة
- جنون المجتمعات العربية
- جمهورية البؤس
- طرح نفعية الدين في الميزان
- كيف نشأ الشرف الأنثوي ؟
- الديمقراطيات الغربية، هل تؤمنون بالديمقراطية ؟ (٢)
- تبرير الفروقات الطبقية بأسطورة الجدارة
- الديمقراطيات الغربية، هل تؤمنون بالديمقراطية ؟
- خرافات الحجج الكونية لإثبات الإله.
- كتب تنظف عقلك من الهراء
- نقد للاعتراضات الأكثر عمومية وشيوعاً للماركسية
- هل لحرية الإرادة وجود في العلوم الإنسانية ؟
- المرجعية الأخلاقية للاديني.
- هل تتوافق تعاليم يسوع وأفعاله !؟ ( نظرة نقدية )
- ثماني سنوات على مقتل حسن شحاته
- التنميط الثقافي ووسائل التواصل الاجتماعي.


المزيد.....




- تحديث مباشر.. هجوم باكستاني ليلي في الهند.. وفانس عن تصاعد ا ...
- استمع إلى رد فعل الرئيس السابق بايدن على انتخاب البابا الأمر ...
- -كل ثروتي تقريبًا-.. بيل غيتس يعلن خططه للتبرع بقرابة 200 مل ...
- بيل غيتس يخطط للتبرع بكل ثروته البالغة نحو 200 مليار دولار
- من الطائرات المسيّرة إلى الرؤوس النووية: مقارنة للقدرات العس ...
- البرلمان الأوكراني يقرّ اتفاق المعادن مع واشنطن
- شي جين بينغ: الصداقة بين الصين وروسيا يجب أن تكون صلبة كالفو ...
- قناع وجه مبتكر يكشف الإصابة بأمراض الكلى عبر التنفس
- دراسة تكشف تأثير الطفولة القاسية على الدماغ
- هذا الذي كان منتظرًا. ترامب يضاعف الإنفاق العسكري


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله محمد ابو شحاتة - القومية الكيميتية !! هي المشرحة ناقصة قتلى !؟