أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله محمد ابو شحاتة - لقد انتصرت النازية















المزيد.....

لقد انتصرت النازية


عبدالله محمد ابو شحاتة

الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 00:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن انتصار الفكرة لا يرتبط بانتصار او انهزام الأشخاص، بل أحيانا يكون أكبر انتصار للفكرة هو عندما تفرض نفسها على عدوها حتى بعد انتصاره على ممثليها وقهرهم بالقوة. ولعل افضل مثال على ذلك اعتناق الإمبراطورية الرومانية للديانة المسيحية.
والمثال الثاني الأكثر وضوحا هو ما نراه ألان من النازية الصهيونية والأمريكية بالأخص فيما يتعلق بالتعاطي مع القضية الفلسطينية.
إن النازية الصهيونية تسير على خطى سليفتها الالمانية بالحرف، ولعل التماثل الأكبر والتاريخي والذي كان محط الصراع القديم بين الصهيونية والنازية هو ادعاء كليهما التميز والتفوق على باقي البشر مع اختلاف ما يبرر هذا التفوق، ففي الحالة الالمانية نظرية بيولوجية وانثربيولوجية ساقطة علميا. وفي الحالة الصهيونية تراهات دينية ميتافيزيقية مثيرة للسخرية. ولعل هذا التقابل كان هو السبب الخفي في عداء النازية لليهود على وجه الخصوص.
ولكن وبرغم كون هذا التشابه هو من صميم الايدولوجية الصهيونية والنازية ، أي أن الصهيونية لم تتلقاه عن النازية. ألا انها قد استنسخت كل افكار النازية فيما عدا ذلك.
• الاستنساخ الاول من النموذج النازي (نظرية راتزل (
هي نظرية في الجغرافيا السياسية لا تعترف بمبدأ الحدود الثابتة للدول، حيث ترى الدولة مثل الكائن الحي عليها أن تنمو وتتوسع على حساب جيرانها إن هي أرادت البقاء والازدهار من خلال توسيع مواردها الاقتصادية وحماية نفسها من خطر الغزو عن طريق أبعاد اعدائها عن مركز حكمها بالتوسع المستمر. وقد كانت النازية هي المُطبق الأكبر في التاريخ لتلك النظرية في العام ١٩٣٩ وما تلاه . والاستنساخ الصهيوني لتلك النظرية الراسخة في السياسة النازية أوضح من أن ندلل عليه، فيكفينا فقط أن نذكر أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تعين لنفسها حدود ثابتة حتى وقتنا هذا. ويكفينا أن نذكر حرب ١٩٦٧ والتي خطط لها الإسرائيليين لوقت طويل لتحقيق ذات المبدأ النازي وهو توفير الحماية للدولة عن طريق مهاجمة حدود جيرانها وضم مزيد من الأراضي تعمل كحائط صد في حال التعرض لهجوم، وتحقق مبدأ النمو الجغرافي السابق الذكر. ولم يكن الانسحاب التكتيكي من شبه جزيرة سيناء رغبة في تحقيق سلام مزعوم أكثر منه رغبة في تحقيق مكسب سياسي نرى ثماره الان في التبعية المهينة للحكومات المصرية المتعاقبة. وشكل الانسحاب أيضا إعادة تموضع كان لابد منها في ظل غليان الشارع العربي وعدم قدرة اسرائيل على بسط نفوذها العسكري و الاستيطاني على تلك الارض الشاسعة لأسباب ديمغرافية متعلقة بقلة التعداد السكاني.
وما يبدوا لنا أن تلك السياسة النازية في التوسع لم يطالها اي تغيير طول السنوات من ١٩٦٧ والى الان، ولا داعي لأن نبذل اي مجهود في التدليل على ذلك، فالتعدي الاستيطاني على اراضي الضفة لا يتوقف، وليس الإعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل وبضم هضبة الجولان عنا ببعيد. ولم يمر على اعلان الرغبة الإسرائيلية والمباركة الأمريكية على ضم الضفة وخور الاردن سوى عامان.
• الاستنساخ الثاني من النموذج النازي ( الحرب القذرة )
نعني بالحرب القذرة استعمال أساليب ضغط حقيرة بدلا من الحرب العادلة التي تستهدف تحييد القوة والامكانات العسكرية للخصم. فالحرب القذرة تستهدف فالمقام الأول أضعاف الروح المعنوية وتدمير كل مقومات الحياة من خلال استهداف المدنيين والمنشأت الخدمية وضرب الحصار والتجويع والمجازر في النساء والأطفال والتي تؤدي في النهاية إلى هبوط المعنويات وخلق هالة من الرعب تعمل على تدعيم الوضع العسكري على الأرض. وقد برع النازيون في استخدام تلك الأساليب في كافة الدول التي احتلوها في اثناء الحرب العالمية الثانية. وقد تفوق عليهم الصهاينة في استخدام ذات الأساليب الخسيسة والحرب القذرة منذ نشؤهم والى الان. فمن مذابح ٤٨ وما تلاها والتي استهدفت في الأساس بث الرعب في قلوب السكان ودفعهم لهجر أراضيهم خوفا من البطش الصهيوني. إلى أحداث حرب الاستنزاف حينما قررت اسرائيل استخدام الحرب القذرة بعدما فشلت في إيقاف عمليات الاستنزاف التي قام بها الجيش المصري ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، فلجأت لقصف المصانع والمدارس والمنشأت المدنية، وأشهرها بالطبع حادثة قتل الأطفال في بحر البقر، والتي ضعفت على أثرها بالفعل وتيرة عمليات الاستنزاف التي يقوم بها الجيش المصري بعدما سببت له الحرب القذرة الإسرائيلية الإحراج وأظهرته بمظهر العجز أمام الشارع العربي.
ومازلت استراتيجية الحرب القذرة عنوانا للجيش الصهيوني في عدوانه المجرم على شعب غزة مدنيين ونساء وأطفال وفي استهدافه للمشافي وسيارات الإسعاف والاطقم الطبية، في محاولة لخلق هاله من الرعب لسكان القطاع ودفعهم للتململ من عمليات من حكم حماس. بدلا من المواجهة المباشرة لحركات المقاومة وهي ممكنة بالطبع ولا تتطلب قتل المدنيين بالضرورة كما يدعي هؤلاء النازيين الجدد، فلم تضطر على سبيل المثال القوات العراقية وقوات التحالف لقتل المدنيين وقصف المشافي اثناء عمليتها في المناطق التي سيطرت عليها داعش في العراق وسوريا، وإسرائيل وحليفتها أمريكا من القدرات الاستخبراتية والعسكرية ما يمكنها من مواجهة الفصائل المسلحة في غزة مع اقل قدر ممكن من الخسائر في المدنيين. لكن القتل والابادة هي سياسة حربية صهيونية.
• الاستنساخ الثالث ( استعمال الابادة والتهجير القسري كحل اساسي في التعامل مع الاعراق والمجموعات السكانية غير المرغوب فيها (
تعاملت الكثير من قوى الاستعمار مع السكان الأصليين بسياسة الغزو الثقافي وفرض الهوية كحل لما يشكلونه من عائق اما سياسات الاحتلال، ولكن النازية لم ترى تلك الطرق الناعمة في التغيير الاجتماعي تؤتي ثمارها كما يجب، فانتهجت سياسة الابادة والتهجير كحل اساسي ضد المجموعات السكانية غير المرغوب فيها. وقد نبعت تلك السياسة في الأساس من مبدأ العنصرية والتفوق العرقي، فتلك المجموعات في نظرهم لم تكن قابلة للتغيير او التنميط بأنماط ثقافية جديد نظرا لتدني قدراتها البيولوجية ،لذا فالحل لم يكن إلا في ابادتها وطردها وتهجيرها بشكل منظم، وهي ذات السياسة التي تنتهجها اسرائيل مع الفلسطينيين بدايه من ١٩٤٨ والى الخطة الرامية لتوطين سكان غزة في مصر والتي تختمر في العقل الصهيوني منذ سنوات عديدة.
• الاستنساخ الرابع ( تعظيم دور الاعلام الدعاية )
سواء في تبرير وتغطية الجرائم او خلق هالة غير واقعية من القوة. او في نشر الايدولوجية. وعلى غرار آلة جوبلز التي شكلت أكبر عمليات الدعاية السياسية والايدلوجية والتضليل الاعلامي في التاريخ الحديث. تسير الآلة الاعلامية الصهيونية على ذات النهج. فتسوق لنفسها وتضخم قوتها وتبرر جرائمها ضد الإنسانية بحجج عادتا لا تثبت ايا منها ولكن تعتمد على الإلحاح على آذان المتلقي. وكما تسوق لوجودها كدولة من خلال عدة رؤى كلا منها موجهة لفئة معينة من المتلقيين، فالمتدين اليهودي والأمريكي نسوق له السردية التاريخية المزعومة عن أرض الميعاد والشعب المختار. والملحد الذي لا يؤمن بهذه القصص، نسوق له حجة الفيلسوفة الملحدة حنا أرنت والتي تدعي أحقية اسرائيل في الأرض لانجازاتها الحضارية ولكونها اقدر على استغلالها .وضعاف النفوس والعقول من العرب نسوق لهم اسرائيل كدولة محبة للسلام وتحفظ العهود وهلم جرا. وفي سبيل تلك الآلة الدعائية تنفق المليارات من الدولارات، لتغزو القنوات ووسائل التواصل بأكاذيبها ولتغرقنا بصور جنود الاحتلال المسالمين وهم يطلقون النكات وياكلون الكورن فليكس ويداعبون الأطفال، لتخلق لهم بعدا انسانيا جيدا في نفوس المتلقين قد يملكه بعضهم بالفعل، ولكنه بالطبع لا يمت بصلة للسياسة العامة لدولة الاحتلال.

قد تتشابه السياسات النازية الصهيونية، ولكنها قد تختلف في مدى ما تلقاه الصهيونية من دعم ومساندة من العديد من دول العالم، بالاخص من لها تاريخ استعماري ودموي.



#عبدالله_محمد_ابو_شحاتة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد لا تليق بكلمة ( مقاومة )
- نقد فضيلة الأنانية( لآين راند )
- الليبرالية وحرية تسليع المرأة
- الديمقراطية والملكية الخاصة
- جنون المجتمعات العربية
- جمهورية البؤس
- طرح نفعية الدين في الميزان
- كيف نشأ الشرف الأنثوي ؟
- الديمقراطيات الغربية، هل تؤمنون بالديمقراطية ؟ (٢)
- تبرير الفروقات الطبقية بأسطورة الجدارة
- الديمقراطيات الغربية، هل تؤمنون بالديمقراطية ؟
- خرافات الحجج الكونية لإثبات الإله.
- كتب تنظف عقلك من الهراء
- نقد للاعتراضات الأكثر عمومية وشيوعاً للماركسية
- هل لحرية الإرادة وجود في العلوم الإنسانية ؟
- المرجعية الأخلاقية للاديني.
- هل تتوافق تعاليم يسوع وأفعاله !؟ ( نظرة نقدية )
- ثماني سنوات على مقتل حسن شحاته
- التنميط الثقافي ووسائل التواصل الاجتماعي.
- ازدواجية النسوية في العالم العربي


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله محمد ابو شحاتة - لقد انتصرت النازية