أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - أرشيف المغرب والاحتفاء بالمليح ..














المزيد.....

أرشيف المغرب والاحتفاء بالمليح ..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7813 - 2023 / 12 / 2 - 07:29
المحور: الادب والفن
    


ضمن ورشها المفتوح منذ عدة سنوات والمتعلق بجمع الأرشيفات الخاصة وفي التفاتة نبيلة منها، نظمت مؤسسة أرشيف المغرب أمس الخميس معرضا خاصا بالأديب والسياسي المغربي الراحل "إدمون عمران المليح" بالعاصمة الرباط. ولعل هذا المعرض الذي يمتد الى غاية ربيع السنة القادمة، يستحضر مسار هذا الاسم في مجال الأدب والسياسة والصحافة..، من خلال وثائق أعماله ومواقفه حول هذا وذاك من القضايا المغربية والعربية والانسانية.
هكذا حط أرشيف الراحل"إدمون عمران المليح" رحيله بمؤسسة أرشيف المغرب، التي استهدفت الانصات لـ" تامغربيت" هذا الأخير من خلال أعماله الابداعية ووعيه وهويّته وذاكرته وتعدد مشارب ثقافته، وجعل أرشيفه الخاص رهن اشارة البحث والدراسة تنويرا وحفظا لرسالته حول قيم السلم والتعايش والحوار والتسامح. ولعل مما أثث معرض الرباط حول "المليح" (1917- 2010)، ما هناك من مواقف لمواطنين مغاربة بارزين ولدوا لأسر مغربية يهودية، من قبيل إدمون عمران المليح وأبراهام السرفاتي وسيون أسيدون، والذين ندّدوا بقتل إسرائيل للمدنيين العزّل بقطاع غزة ولبنان، عندما قالوا ذات يوم من أواسط تسعينات القرن الماضي: “مرة أخرى دولة إسرائيل مصابة بجنون القتل، وتسوق إلى الأوج سياستها الإرهابية الانتحارية بالمشاركة الدبلوماسية واللوجيستيكة النشطة للولايات المتحدة (..) لا سلام ولا تفاوض، تبقى دولة إسرائيل مرتكزة على هدفها الثابت: اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتحاول رمي مسؤولية جدلية المقاومة/القمع على المقاومة الفلسطينية واللبنانية! نحن الموقعين أسفله على عكس أي منهج طائفي، نوجه هذا النداء إلى جميع من يتمتعون بامتياز اعتبار أنفسهم مغاربة يهودا أو يهودا مغاربة، هنا في بلدنا وفي كل أنحاء المعمور. ونناشدهم التعبير بكل وضوح عن معاناتهم كبشر نساء ورجالا أمام الجرائم التي ترتكب(..) ليقفوا من أجل وضع حد لحمام الدم الناتج عن سياسة إسرائيل الإرهابية الانتحارية”.
وفي علاقة بروح"عمران المليح" وبمعرض الرباط المنظم لفائدته من قبل أرشيف المغرب، من جملة ما جاء في ورقة تأطيرية رفيعة المستوى أعدها بالمناسبة الأستاذ خالد عيش، كون الذاكرة من مكونات لهوية الوطنية الأساسية إلى جانب ما هناك من مكونات أخرى تجسدها عناصر الثقافة المميزة، من قبيل التاريخ والأرشيف واللغة والعقيدة والتراث بكل ألوانه المادية وتجلياته اللامادية. وأن هذه الذاكرة تعتبر فضاء تمتزج داخله هذه العناصر وتتفاعل لإنتاج نسق معين يخص العيش في مجال جغرافي يختزله مفهوم الوطن. مضيفا أن هذه الذاكرة التي تؤدي دورها في إذكاء الهوية الوطنية وفي تماسك مكوناتها، هي بحاجة دوما للصيانة حتى تستمر وتعيش، فضلا عن حاجة إيقاظها من سباتها إن كان قد طواها النسيان. مشيرا الى أن سبيل ذلك يكمن فيما ينبغي من اهتمام بدراسة التاريخ وتثمين التراث، واحترام المعتقدات وإحياء العادات والتقاليد المشتركة ترسيخ لغات التواصل. فضلا عن حفظ الأرشيفات وتثمينها لدورها الأساسي في إعادة تركيب هذه الذاكرة التي تكونها الثقافات المجتمعية داخل المجتمعات المتعددة التركيبة الإثنية والدينية والعرقية والثقافية بكيفية خاصة.
ورقة معرض الرباط هذه، أشارت الى أن هذه اللحظة جاءت وعيا بدور الأرشيف في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وأن على هذا الأساس تواصل مؤسسة أرشيف المغرب تنزيل ورشها وتطلعاتها في توسيع وعاء أرشيفات الخواص، باعتبارها مصدرا رافعا يمكن استثمارها في إذكاء الذاكرة المجتمعية وصياغة مختلف أشكال تثمينها، فضلا عن الحاجة الماسة لحمايتها وحماية قيم المجتمع المغربي ضد أشكال الغزو الإيديولوجي والاقتصادي والثقافي. هكذا تثمن مؤسسة أرشيف المغرب في معرضها بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف، أرشيفات "عمران المليح" المعززة للأنشطة المثمنة لمكونات وتعدد الهوية المغربية، وتضع بين أيدي عموم الباحثين إرثا أدبيا وفكريا وفنيا نفيسا يمكن الاستنارة به لدراسة تاريخ البلاد واستحضار ذاكرها وتراثها الرمزي.
مع أهمية الاشارة لِما احتوته ورقة معرض الرباط هذا من حديث حول"تامغربيت"، التي طبعت عمران المليح وأطروحاته الفكرية ونصوصه الإبداعية في أسمى معانيها، لكونه جسد معنى أن يكون المغربي مغربيا حقيقيا مؤمنا بمجتمعه وبحضارة بلاده وبقيم حوار حر وعميق من أجل مغرب متحضر مستقر مؤمن بالقيم الكونية المتسامحة. وأن "تمغربيت" تقاسمها إدمون المليح في بيته وأثاثه الأصيل المغربي التقليدي، ولقاءاته مع النخبة المغربية بجميع أطيافها، الأكاديمية والسياسية والثقافية والفنية وغيرها سواء داخل المغرب أو خارجه، مع ما هناك من تقاسم لأفكار وتجارب ونمط عيش وطبيعة صداقة وود وكرم وغيره من الصفات النبيلة الانسانية.
تبقى إلتفاتة مؤسسة أرشيف المغرب صوب روح وإرث وبصمة "عمران المليح" المغربية، بقدر كبير من الأهمية لِما يمكن التقاطه منها من اشارات رمزية رفيعة، من أجل ما ينبغي من عبرة لدى الناشئة والاجيال، حول ما طبع حياة هذا الرجل من تميز وعصامية ونضال ومثابرة وبذل، لإنجاح طموحاته وتطلعاته في الكتابة والنشر والفكر والابداع والرأي والتواصل رغم ما اعترضت حياته من صعاب. فكان بكل هذا وذاك من التجارب والاجتهاد والحس الانساني والوعي الاجتماعي، نموذجا لـ" تمغربيت" بتعبير مدير مؤسسة أرشيف المغرب الأستاذ المؤرخ جامع بيضا، الذي تسجل له ومن خلاله لكل أسرة مؤسسة أرشيف المغرب هذه الالتفاتة النبيلة في دلالاتها صوب روح "عمران المليح"، الذي لا شك أنه سيظل إسما وعلامة انسانية رمزية شامخة في ذاكرة المغرب والمغاربة الجماعية.



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة المجتمع المدني التازي ..
- قبيلة غياتة بالمغرب ذلك الجبل ..
- قبيلة غياتة بالمغرب .. بعض من كائن الزمن والمكان والانسان ..
- في رحاب تراث المغرب الأدبي الشعري ..
- قبيلة مكناسة تازة المغرب ..
- تازة : في رحاب ذاكرة وفرجة وأعلام كرة القدم ..
- قبيلة مكناسة تازا بالمغرب الأقصى .. بعض من الزمن
- من زمن وخريطة هزات المغرب الأرضية ..
- الى روح -أحمد قريفلة- شيخ التشكيليين العصاميين المغاربة ..
- تازة : في رحاب بصمات زمن مغرب ما قبل التاريخ ..
- كفان بلغماري بتازة في زمن مغرب ما قبل التاريخ ..
- قبيلة بني وراين ومقاومة الاستعمار زمن الحماية بالمغرب ..
- في ذكرى استرجاع المغرب لإقليم وادي الذهب ..
- تازة : مكناسة الغربية وروح التراث المحلي ..
- تازة : افتتاح مصحة ابن سينا المتعددة التخصصات الطبية ..
- مؤسسة أرشيف المغرب بين عمل التدبير والانفتاح على المحيط ..
- من ذاكرة ملعب تازة البلدي ..
- تازة : حول مجال المدينة الأخضر الذي كان ..
- تازة : بين الحق في التقاضي وسؤال المسطرة المدنية ..
- في رحاب فاس وبنحادة والعلاقات المغربية التركية


المزيد.....




- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام انويكًة - أرشيف المغرب والاحتفاء بالمليح ..