أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفى النجار - العلم من غير أخلاق لا ينفع















المزيد.....


العلم من غير أخلاق لا ينفع


مصطفى النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 08:39
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



16% من سكان العالم أميون
40 مليون أمريكى لا يجيدون القراءة والكتابة!
من بين كل 100شخص ريفى بالوجه القبلى هناك فى المتوسط 44.8 شخص فقط لديهم إلمام بالقراءة والكتابة!!

الجهل .. الفقر .. الذل .. الضعف .. صفات تحويها كل المجتمعات المتقدمة والفقيرة .. من دول افريقيا البائسة الفقيرة الغنية! إلى الولايات المتحدة الأمريكية "عملاق الاقتصاد والقوة العالميتين" .. وهل لهذا علاقة من قريب أو من بعيد بــ"الأمية" ربما نجد اجابة وربما تكون افتراء لكن الحقيقة هى التى تثبت بالأرقام الصحيحة والتى تصدرها مؤسسات بينها تتولى كشف المستور من قضايا المجتمعات .
الأمية : كلمة نطلقها فى الحياة اليومية وفى أفلامنا الغبية ولا نعرف لها معنى ولا نطوى بين أيدينا معناً لها .. فهل هى كلمة غامضة أم نحن الذين لا نعرف سياسة الكلام ، فالكلام الآن له دلالة سياسية واقتصادية وعلمية وغيرذلك من الدلائل العقيمة التى لاتنفع المواطن العادى ولا تضره فكل واحد يستخدم المعنى الذى يأتى على هواه وتسول له به نفسه .
تعرف الأمم المتحدة الأمية بأنها عدم القدرة على قراءة أو كتابة جملة بسيطة بأي لغة. وبناء على هذا التعريف وطبقا لإحصاء أممي صدر عام 1998، فإن 16% من سكان العالم أميون أي لايعرفون قراءة او كتابة جملة بسيطة.
واعتقد أن الأمية ليست القدرة على القرأة أو الكتابة أو التعسر فى أداء هاتين المهمتين لكن هى الجهل ببواطن الأمور ودفع السلبية واللامبالاة للقضاء على الهموم وترك الأزمات لتحل بقضاء الله دون مجهود من العباد .. ولا ننسى الأمية المعرفية فى الثقافة والعلوم والفنون سواء كانت شرعية أو غير شرعية!
وحسب تقرير التنمية البشرية االمصرى تبلغ نسبة الإناث ما يقرب من نصف المجتمع فى جميع محافظات مصر ويرتفع العمر المتوقع لهن مقارنةً بالذكور. غير أنه فيما يتعلق بباقى المؤشرات سواء التعليمية (الإلمام بالقراءة والكتابة 15+ و القيد بمراحل التعليم المختلفة) أو الخاصة بالعمل (نسبة الإناث فى قوة العمل 15+) نجد أن هناك فروقا بين الإناث والذكور فى جميع المحافظات ولكنها أكثر حدة فى محافظات الوجه القبلى ذلك بالرغم من التحسن الذى طرأ على هذه المؤشرات لصالح الإناث خلال الفترة (1960-2000/2001) إلا أن الفجوة لاتزال كبيرة بين الإناث والذكور فيما يتعلق بالإلمام بالقراءة والكتابة و قوة العمل والبطالة. ولكن هناك إهتمام متزايد بتعليم الإناث مما ينعكس على إرتفاع معدلات قيد الإناث فى جميع مراحل التعليم على نحو يفوق قيد الذكور فى بعض الأحيان خاصة فى المحافظات الحضرية و بعض محافظات الوجه البحرى (مثل دمياط والدقهلية والإسماعيلية) و ربما يرجع ذلك إلى تسرب أعداد من الذكور فى هذه المرحلة العمرية إلى سوق العمل فى القطاع غير المنظم.
وحول الفجوة بين الريف والحضر على الرغم من الجهود التى بذلت من قبل مصر و الإستثمارات التى وجهت إلى الريف لتنميته خلال السنوات السابقة إلا أنه مايزال هناك تفاوت بين الريف والحضر وقد تضاءل هذا التفاوت كثيرا عما سبق خاصة فى مجالات الأسر المزودة بمياه نقية وبصرف صحى باستثناء بعض المحافظات التى ترتفع فيها هذه الفجوة (بنى سويف و المنيا والفيوم و أسيوط وسوهاج) أما فيما يتعلق بمؤشرالإلمام بالقراءة والكتابة فنجد أن هناك تفاوتا واضحا بين الريف والحضر فى جميع المحافظات و لكنه يصبح أكثر حدة فى معظم محافظات وريف الوجه القبلى. فمن بين كل 100 شخص ريفى بالوجه القبلى هناك فى المتوسط 44.8 شخص فقط لديهم إلمام بالقراءة والكتابة وذلك يدل على إرتفاع معدلات الأمية فى ريف الصعيد.

أسباب ارتفاع نسبة الأمية في العالم العربي.

وتُحمل بعض الآراء أسباباً كثيرة للأمية فى مصر والعالم العربى أبرزها : استمرار النسبة العالية للأمية في الوطن العربي الوضع الاقتصادي ، وله أشكال متعددة أيضاً ، منها ضعف المردود المادي للشهادة ، وقلة راتب المثقف ، مما جعل الناس ينصرفون عن التعليم ، ويقبلون على ممارسة الأعمال الحرة ، لأنها تدر عليهم في وقت مبكر دخلاً أكبر ولا تحتاج إلى تعليم ، ولا سيما الأعمال الاستهلاكية غير المنتجة ، وهكذا هبطت مكانة الموظف ، وانحطت قيمة المتعلم ، وارتفعت مكانة التاجر والسمسار والوسيط، وانصرف الناس عن العلم ، وظلت نسبة الأمية عالية في الوطن العربي عموما ومصر على وجه التحديد ، مع أننا بحاجة إلى عامل متعلم، وحرفي متعلم، وفلاح متعلم، والمشكلة تحتاج إلى حلول متعددة، منها رفع دخل الموظف، وفق الشهادة التي يحملها، ولاسيما العاملين في حقل التعليم، ووضع خطة تعليمية تلبي حاجات المجتمع.
فقد جاء في تقرير لليونسكو العام الماضي أن في 19 دولة عربية يوجد نحو ثمانية ملايين طفل لا يترددون على المدارس الابتدائية، وسجلت أعلى نسبة للأمية في العراق (61 %)، وفي مصر (42%)، وفي الأردن (12%) هذا بينما لا تتجاوز نسبة الأمية في أوروبا (3 %). وعندما أعدت الجامعة العربية في أكتوبر العام الماضي تقريرها عن التنمية البشرية حالت ضغوط كثيرة دون الإعلان عنه، لأنه يكشف عن الارتفاع المزري في نسب الأمية على امتداد العالم العربي. ولا تقع مسئولية هذا الوضع على عاتق الأهالي أو الوضع الاقتصادي، أو السياسة التعليمية. لكن السبب الرئيسي هو الأنظمة الحاكمة والدول التي تفتقد لأي مشروع للنهضة يستلزم التعليم. فمشاريع دولنا العربية تنحصر في السياحة، والخدمات، وتقديم المواد الخام للخارج. ومحو الأمية أمر يستلزم أن تكون هناك حاجة لمحو الأمية، وليس في مشاريع دولنا العربية أي احتياج حقيقي للتعليم، وحتى القدر المحدود من التعليم الذي يتم، يتم من على السطح، وشكليا، حتى أن خريجي الجامعات في مصر لا يحسنون كتابة خطاب صغير دون أخطاء. وعندما يكون التعليم جزءا من خطة الدولة ومشروعها للنهوض، ستمحى الأمية. أما عندما نؤسس لمجتمعات يربح الجهل فيها أكثر بمائة مرة مما يربح التعلم، فمن المنطقي أن يفكر كل شخص: هل للتعليم جدوى؟
أغلب الناس، في العالم العربي لا يجدون قوت يومهم لذلك ظلوا يعتبرون لقمة الخبز أهم من الحرف، وصحن طعام أهم من جملة مفيدة، وكيسا من المواد الغذائية أهم بكثير من مقال في جريدة أو قصة قصيرة.
فعلى سبيل المثال تضع وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية خطة لإدخال اللغة الإنجليزية للصفوف المبكرة، ورغم كون تلك الخطة تفتقر إلى النضج فقد قامت الوزارة بتطبيقها وتخصيص ميزانية هائلة لإعادة تعيين معلمين، واستقدام معلمين من الخارج. متجاهلة ثغرات كبيرة في نظام التعليم عامة، فقد تأخر توزيع الكتب الدراسية لأسابيع، وافتقرت كثير من المدارس لأساسيات العملية التعليمية مثل انحدار مستوى تجهيز المدارس. إذن يمكن القول إنها سياسة التعليم الفاشلة، والتخطيط غير الموزون لتوزيع موازين القوى البشرية والمالية، أو لنقل اضطراب خطط التنمية الداخلية عامة.
ومن الغريب أن تتحكم "الواسطة " وهى أن يكون لك أحد الأقارب أو الأصدقاء أو المعارف يعمل فى مكان ما ويفضلك على ذو الكفاءة نظراً لقربك منه نفسياً أو اجتماعياً أو لغير ذلك .. وهذا ليس عدل وليس منطقى لكن هذه هى الدنيا !! والأغرب أنها تحتل الأماكن التي هي من حق سواهم ممن هم أجدر وأقدر...

ضعف نسبة انتشار الكتاب في العالم العربي مقارنة مع دول أخرى من العالم.

وجدير بالذكر أن كل ما تطبعه دور النشر العربية مجتمعة لا يصل إلي نصف ما تنشره إسرائيل حسب إحصائيات عام 1996. ويعود ضعف توزيع الكتاب (يطبع من كتب نجيب محفوظ ثلاثة آلاف نسخة في مصر) إلي الأمية، ثم أيضا إلي عدم اهتمام المواطن، لأن أغلب ما ينشر يكتبه المثقفون للمثقفين، وقليل منه يتقاطع مع هموم الشعب، ويعود ذلك أيضا إلي التربية التي لا تشكل عادة القراءة فيها حجر زاوية.
المطالعة تبدأ لدى الطالب إذا قرأ المعلم، والمعلم لا يقرأ ما دام يرى أن " القرأة " لاتنفع فى عالم التخلف غالباً... وندور في حلقة مفرغة أو ممتلئة، والحلول مع ذلك ليست سحرية، فمجرد طرح هذا الموضوع فيه إثارة وتحريك ولو قدر قطمير.... ومع ذلك فالأيام أمامنا، ولا بد من تغيير ولو ضئيل، فهل ثقافة المجتمع عامة اليوم ظلت كما كنا قبل أربعين سنة أو قبل عشر سنين؟
يقف بالتأكيد وراء توقف عجلة تطوير المناهج، لتتناسب مع حاجات التنمية المعاصرة. فمناهجنا لا تزال على وضعها منذ بدايات إرساء قواعد التعليم النظامي. ولا غرو أن المواطن الذي تربى على أسلوب الحفظ والترديد الآلي، لن يهتم بالمطالعة. ويبدو الوضع الاقتصادي هنا بريئا تماما من المشاركة في هذه الأزمة، ذلك لأن تطوير المناهج والتركيز على أهمية القراءة لا يتطلب أكثر من التخطيط الجيد ووزن الأشياء بموازينها.
هناك أسباب كثيرة وراء ضعف انتشار عادة القراءة، منها عدم تقدير الإنسان لثقافته وعلمه، فالمجتمعات العربية تقدر الإنسان وتكافئه وفق معايير بعيدة عن العلم والثقافة، بل تسخر في بعض الحالات من المثقف، ومن هنا ينصرف الناس عن القراءة، لأنها لا تعود عليهم بمردود إيجابي، مادي أو معنوي، ولا بد من إيجاد حلول كثيرة، منها تحسين دخل المثقف ليتحسن مستواه المعيشي، ويمتلك المكانة الاجتماعية التي يستحق، وعندئذ يقدر الناس المطالعة ويقبلون عليها.
أخطر أمية متفشية في العالم العربي هي أمية المتعلمين. إن أغلبهم لا يقرأ كتابا إلا مرة في السنة في أحسن الأحوال، وأحيانا لا يقرؤون بالمرة، خصوصا بعد أن قرروا استبدال كل شيء بالصحون المقعرة والجلوس ليل نهار أمام شاشات التلفزيون.
سواء كانت الأمية مقصودة بسبب حاكم جاهل يريد أن يضل مواطنيه أو بسبب غباء حكومة تريد أن تكفر من يطالبون بالثقافة فليس من المستحيل أن نواجه المشسكلة برمتها وأن نتصدى لأولئك الأغبياء ونضحك عليهم ونوهمهم أننا سئرون خلفهم إلى دار الخراب ثم ندعهم يغرقوا وحدهم فى قاع الدمار وننجى بأنفسنا من فساد الصفوة!.

محافل التكريم الثقافي بين الموضوعية وإرضاء الخواطر.

وأخيراً وبعد مسلسل استمر عدة سنوات قرر العرب التوقف عن تكريم الموتى وقرروا تكريم الأحياء، لكن هذا التكريم ما زال يتركز على مبدعين بلغوا من العمر عتيا وصار ينظر إليهم على أنهم قريبون جدا من الموت لذلك يقررون تأبينهم أحياء عبر إقامة حفلات تكريم غالبا ما تأخذ طابع المجاملات أكثر مما تأخذ طابع التكريم المبني على أسس عقلانية تنبني على تكريم العمل أولا أكثر من تكريم الشخص.
النادر أن نجد في العالم العربي حفلا تكريمياً لمبدع شاب يغرز شجرة مستقبله بيديه للحياة كريماً محاولاً السبر على صراط المتفوقين ليصل إلى التجديد والتطوير.
ومن الصحى لو يدخل الابداع مجال التكريم ونرى عالم الاحتراف وتوجد من أجله لجان علمية تدقق في شروط التكريم والثمار التي سيجنيها المجتمع أولا من وراء ذلك، وليس فقط عملية مجاملاتية لتمرير الوقت من تحت أقدام الوقت.
ينصب التكريم الثقافي غالباً على أسماء بعينها، تحظى بكل شيء، ويترسخ اسمها في الساحة، في نزوع يكرس الفردية، ومما لاشك فيه أنها تملك الموهبة، ولديها إبداع، ولكنها ليست الوحيدة في الساحة، وهناك غيرها ممن يستحق التقدير، وما تزال العقلية السائدة في المجتمع هي تمجيد الفرد، ولا بد من تطوير هذه العقلية لتدرك أن أي شكل من أشكال النهوض في الأدب والعلم والمجتمع والحياة لا يصنعه فرد واحد، ولابد من تعدد المشاركين وتنوعهم واختلافهم.
في حالة تكريم من يستحق التكريم مثل الراحل المنيف رحمه الله فإننا نلمح أن هذا التكريم جاء بعد أن اشتهرت روايات المنيف على مستوى الدراسات الغربية، فكان الأمر لا يعدو كونه محاولة لتدارك تهمة إهمال مثل هذه القامة في بيئتها المحلية.
في مصر يعاني تسعة ملايين شخص من البطالة (هذا الرقم بالمناسبة يمثل تعداد شعب بأكمله في بعض البلدان) ويعيش 35 % من أبناء مصر في مساكن عشوائية، وتهيم على وجهها بلا مأوى 4 مليون أسرة، ويحيا 45 % من تعداد الفلاحين بلا أرض ولا سقف؟ هل قرأت عملا أدبيا يعكس تلك الكارثة؟ إذا كان الإبداع الثقافي ذاته قد ابتعد عن الناس، فلماذا نستغرب أن ينأى التكريم عن الإبداع؟ ولكن كل ما قلته لا ينفي أن هناك أقلاما وإبداعا يستحق التقدير والحفاوة، ولكننا عاجزون عن القيام بذلك، لأنه ليس للمثقفين هيئات مستقلة، وليس لهم وزن تقريبا رغم كل ما يثيرونه من ضجيج قوي.

الإبداعية الأدبية بين الالتزام والخروج عن الثوابت.

كان من ثوابت الأمة في صدر الإسلام السماحة وحرية التفكير والابتكار، أين هذه الثوابت من التعصب والطائفية وضيق الأفق ومصادرة الكتب في يومنا هذا؟ ومنذ ثمانين عاما فقط كان من الثوابت أن تلزم المرأة بيتها ولا تتعلم ولا تعمل، وأن يقبل الفتي أيادي أعمامه وأجداده علامة على التهذيب. وكان من ثوابت الأمة إلي عهد قريب جدا ذلك الإيمان الحار بالقومية العربية والوحدة؟ الثوابت الوحيدة هي التطور دون القفز المصطنع. فإذا كنت تقصدين تحديدا المشهد الثقافي العربي، وما يجرى في ساحته من تغيرات، فإنها كلها عمليات أقرب إما إلي غسيل المخ، أو التقليد، أو اللهاث وراء الشكل، وعبر كل ذلك يتخلى المبدع عن ذاته بكل عناصرها الماضية والحاضرة، إنه يصبح صورة من الآخرين وليس ذاته، وهو صورة مشوهة في الأغلب الأعم.
العلم من غير أخلاق لا ينفع، والفن من غير قيمة لا يبقى، وأي دعوة إلى التجرد عن الدين والأخلاق والقيم والشعب والوطن والتاريخ لا تثبت ولا تبقى ولو تألقت إلى حين. وإذا لم ينتم الإنسان إلى أمته وشعبه ووطنه وتاريخه، وإذا لم يتمسك بالدين والأخلاق والقيم، ولم يناضل عن الحق، فما معنى وجوده؟ ومثل تلك الدعوات عابرة، وقد ظهرت من قبل في مراحل مختلفة من التاريخ، ولكنها زالت، وهي لا تؤثر إلا في ضعاف النفوس وطالبي الشهرة وسرعة الوصول.
الانحلال الأخلاقي في الأعمال الإبداعية، حسب وجهة نظري، ليس سوى نتيجة لضعف عام من طرف أولئك الذين يحاولون التميز أو الظهور عبر سلك نظرية "خالف تعرف"، فيسقطون في بئر التفاهة أو إخراج غرف نومهم إلى الشارع حتى يلفتوا إليهم الأنظار.
مفهوم الآخر ومسافات التوافق والتضاد معه في البعد الثقافي الحضاري.
ثمة علاقة موقفية بين مصطلح (جوي) لدى اليهود، وهم من أوائل من رسخوا قانونية "الآخر"، - وأحيانًا بنوع من الإنكار - وبين مصطلحنا الذي تردد مؤخرًا بصورة منهجية (الآخر).
ورد إلينا في إطار جدول كامل من المصطلحات مثل صراع الحضارات أو حوارها، وغير ذلك. وكلها مصطلحات أنيقة تخفي وراءها أشياء أخرى، تصب في الأغلب في باب التمويه على حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي. أريد أن أعرف مقدما من هو الآخر؟ هل هو اسم الملاطفة لإسرائيل؟ فإن كان كذلك فإن علاقتي بهذا الآخر علاقة خصومة، ليس لأنني أعشق الخصومة، ولكن لأن ذلك "الآخر" هو الذي يجعلني أصطبح كل يوم بمشهد أطفالي القتلى في فلسطين. وإذا كان الآخر هو أمريكا فإن علاقتي به ستكون أيضا علاقة خصومة. من هو الآخر؟ إن دمج كل الأشياء السيئة بالأشياء الحسنة في مصطلح واحد، أمر يرمي فقط، لتمرير السلعة السيئة مع السلعة الجيدة. وقد قام الرئيس أنور السادات بذلك ذات مرة حين طرح استفتاء من سؤالين معا: هل تقبل بمعاهدة كامب ديفيد؟ ثم هل تقبل بالديمقراطية؟ وكان لابد من النظر لكل جزء على حدة. ليس هناك "آخر" مطلقا وعاما، هناك "آخر" محدد، ومتعين، في كل مرة، وفي كل مرة سيكون موقفي منه مختلفا. أما عن البعد الثقافي فإن تاريخ منطقتنا كله يشهد بأننا تفاعلنا دائما مع كل الثقافات والحضارات.
وربما يعني لي منطقة قابلة للاستكشاف أولا، ثم الحوار لغرض البحث عن مناطق التقاء، تشبع نهم المعرفة الذي فطر عليه الإنسان. الأصل هو الحوار وينتج الحوار خارطة تتوزع عليها مساحات الثقافة، تقسمها حدود الثوابت إلى مناطق محايدة وأخرى مشتركة وأخرى متقاطعة يفصل بينها برزخ احترام خصوصية الآخر ورموزه الحضارية.
وأحياناً يكون الآخر هو أي شعب كان أو لون أو دين أو مذهب، ولو اختلفت معه، أو اختلف معي، وأحفظ حقوقه، وأدافع عنه، وأرتبط به، وأحس بوجودي من خلاله، وأتواصل معه، وأستفيد من خبرته وثقافته، وإذا أخطأ في حقي الفردي، أو أساء إليَّ شخصياً، أسامحه، ثم أنصح له، ثم أنتصف منه أمام القضاء، وإذا أساء إلى الأمة والتاريخ والدين والأخلاق فأنبّهه وأوجّهه وأصحح موقفه، وإذا اعتدى على أمتي وشعبي وتاريخي وثقافتي عملت مع الآخرين على رد اعتدائه وقاومته بكل ما نملك جميعاً من أشكال القوة والمقاومة.
قال الشاعر عن العرب إننا أمة ضحكت منها الأمم. لكن هذه الأمم التي تضحك منا لم تفعل شيئا كثيرا لكي تقترب منا. هي اكتفت بالضحك ونحن اكتفينا بكراهيتها. هي تقهقه ونحن نشتم.

الأمية الأمريكية

بناء على دراسة أعدها المركز القومي للإحصاءات التعليمية National Center for Education Statistics عام 2003، فإن 14% من المواطنين الأمريكيين البالغين لا يجيدون القراءة والكتابة. وأن ما يزيد عن نصف تلك النسبة لم تحصل على شهادة الثانوية العامة. أعلى نسبة أمية تقع بين أبناء الجالية اللاتينية أو الهيسبانك 39% من أجمالي عدد الأميين في الولايات المتحدة، بينما نسبة الأمية بين البيض لم تشهد زيادة أو نقصان طوال العقدين الأخريين وهي 37% من إجمالي عدد الأميين، لكن هذا الرقم صغير بسبب بلوغ نسبة البيض العالية بين سكان الولايات المتحدة، إذ تبلغ ما يقرب من 75% من إجمالي سكان الولايات المتحدة. بينما قلت نسبة الأمية بين السود خلال العقد الأخير إلى 20% من أجمالي عدد الأميين.
في حين أن تسعة من كل عشرة فرنسيين يستطيعون تحديد موقع الولايات المتحدة على الخريطة بسهولة. كما أن معلومات معظم الأمريكيين عن ثقافات وشعوب العالم محدودة للغاية. ولا نقصد هنا الجهل الجغرافى أو الثقافى أو الاقتصادى بل نقصد في هذا السياق الأمية التي تجعل من ملايين الأمريكيين لا يستطيعون بمفردهم ملء استمارة التحاق بوظيفة أو كتابة شيك مصرفي أو قراءة جريدة.
ويقول الكاتب باول ريفز Paul Rivas محاضر الدراسات الحضرية في جامعة وسكونسن اعتمادا على دراسات وإحصاءات الرابطة القومية للتعليم National Education Association إن الأمية لاتمثل مشكلة فئة أو شريحة واحدة في المجتمع الأمريكي، حيث تنتشر بين البيض والسود واللاتينيين ( الهسبانيك) بنسب متقاربة، كما أن نسبة الأمية في المدن الكبرى (41%) تقترب من النسبة في القرى والبلدات الصغيرة(51%). كما أن الأمية لا ترتبط بجيل كبار السن فقط، حيث إن 40% ممن لا يعرفون الكتابة والقراءة هم من الشباب الذين تتراوح اعمارهم مابين 20 و39 عاما.
يذكر أن 60 % من المساجين الأمريكيين أميون. وطبقا لإحصاء مجلة نيشنز بيزنس Nation"s Business فإن المجتمع الأمريكي يعاني من وجود 15 مليون أمي عاطل عن العمل، الأمر الذي يكلف اقتصاد الدولة مئات الملايين من الدولارات سنويا. إدراك المؤسسات التعليمية لأضرار الأمية على المجتمع وسعيها لمجابهة هذا التحدي دفع الكونغرس عام 1991 إلى تشريع قانون لمحو الأمية أطلق عليه قانون القدرة على القراءة والكتابة القومي National Literacy Act وأنشأ معهدا لمحو الأمية وزيادة قدرة الأمريكيين على اتقان مهارات الكتابة والقراءة. كما تقوم معظم المكتبات العامة بتنفيذ برامج فصلية لتأهيل الأميين وتعليم الأنجليزية للمهاجرين الجدد. ومن أقدم وأشهر البرامج لمحو الأمية برنامج المتطوعين لمحو الأمية في أميركا Literacy Volunteers of America الذي أهل وساعد 350 ألف شخص على التخلص من الأمية منذ تأسيسه عام 1962.
ومن ناحيةٍ أخرى يقول تقرير التنمية البشرية المصرى أن معدل القراءة والكتابة للسكان إرتفع على مستوى الجمهورية من 25.8% عام 1960 إلى 65.6% عام 2001 وذلك نتيجة لإهتمام الدولة بمجال التعليم ومحو الأمية.
يعتبر نجاح مصر فى مجال التعليم السبب الرئيسى فى تحريك مصر نحو فئة الدول متوسطة المستوى فى التنمية البشرية.
مازالت النساء تعانى من عدم قدرتها على الوصول والإستفادة من الخدمات الصحية وخاصة فى الريف.
تنخفض نسبة المشاركة الشعبية على المستوى القومى بدرجة كبيرة فى كافة المجالات سواء السياسية أو الإجتماعية أو الإقتصادية.
بالرغم من الجهود التى بذلتها الدولة والإستثمارات التى وجهت إلى الريف لتنميته إلا أنه لايزال هناك تفاوت بين الريف والحضر.
تختلف مستويات الفقر من محافظة لأخرى فتصل أعلى قيم لها فى محافظات الوجه القبلى.
يلاحظ أرتفاع البطالة فى الحضر مقارنة بالريف وبين الحاصلين على مؤهل ثانوى وما يعادله فى جميع المحافظات.
يلاحظ أن التفاوتات بين المحافظات فيما يتعلق بنسبة القيد محدودة خاصة فى المرحلة الإبتدائية.
تؤكد أهداف التنمية فى الألفية الثالثة أن الإتجاه نحو تخفيف الفقر قد ظهرت أثاره فى المناطق الحضرية والوجه البحرى فى مصر فى حين أن الوجه القبلى لم يظهر إتجاها مماثلا مما يستدعى تكثيف الجهود بها لتحقيق هذا الهدف.



#مصطفى_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب داخل غرفة الأخبار العربيّة
- مجزرة بيت حانون أخر مقطوعة دموية للعدو
- براءة من الله ورسوله
- هيومن رايتس ووتش واسرائيل
- تحديات جديدة وعقبات غريبة أمام الاقتصاد المصرى
- اسرائيل بين فلسطين ولبنان
- الصهيونية كلمة الإرهاب
- اعتداء على الرسول
- حماس ومزاعم الجيش الجديد
- نوادر التعليم المصري
- الاغتصاب جريمة الشعوب
- جرائم المخابرات
- عبادة.. ولكن..!
- تاريخ الحراميه
- من قتل شيرين؟
- أحلام فترة النقاهة
- واحد اتنين البت رايحه فين
- الحرية على النهج العالمي الجديد
- رسالة الي حكامنا العرب
- الرذيلة الدينية بين المسيحية الصهيونية والسماحة الاسلامية


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفى النجار - العلم من غير أخلاق لا ينفع