أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفي النجار - نوادر التعليم المصري















المزيد.....

نوادر التعليم المصري


مصطفي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 06:44
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


التعليم موضوع كل الحضارات_كما أظنه علي الأقل_ متقدمة أو متخلفة عن ركب المدنية الحديثة ، فلولا وجود خام العلم في عقول الانسان ما بقي علي ظهر الخليقة معمر ولا حيوان .. نظن أن العلم في الممارسة الحياتية والعلم الذي في المناهج الدراسية فقط .. الموضوع الذي أريد أن أركز عليه هو موضوع التعليم والمناهج الدراسية العقيمة ، وكيف تفعل بالمعلم والطالب علي حدٍ سواء ؟! فحوادث التعليم كثيرة ومتنوعة بسم الله ما شاء الله ، اللهم لا حسد .. في العالم العربي وفي مصر خاصة .. فمن ضرب للتلاميذ وتوجيه الاهانة والسباب لهم وصولاً إلي حرمانهم من دخول المراحيض لإخراج فضلات لا عوذ لاجسادهم بها ولا سبيل لها إلا الخروج من الجسد ، ولكن الأستاذ المعلم المحترم يأبى أن يلبي للطالب حقة في الحياة بل أدني حق في الحياة وهو طرد فضلاته في مكان مخصص لذلك بإدعاد "أن الرجل يستطيع أن يسيطر علي نفسه في أي وقت ولأي وقت" ، كلامُ عجيب لم نسمعه في أساطير الأولين ولا في حضارات المتقدمين ، ولكن يمكننا سماعها كل يوم من أبناءنا الذين في مدراس التخلف الحكومة في أم الدنيا مصر حماها الله بعقيدتها الفكرية المتخلفة .. فمن أين جاءت هذه الأفكار الهدامة لكرامة الانسان السوي ؟! من المسئول عن انتشار وزيوع هذه التصرفات الغبية؟! وقبل هذا كل ما هي الخلفية التعليمية لدي المعلم والطالب عن العملية التعليمية الصحيحة ، وكيفية ممارستها بشكل يرقي إلي
لانسانية المحترمة ، ويبتعد عن سلوك يأنف منه الحيوان المفترس؟!!

لعل من أبرز المشاهد التي تصدم المارة من أمام المدارس بكافة سنواتها الدراسية وخاصة الحكومية المصرية ،هي رؤية وجوهاً ترتدي الكآبة واليأس من المستقبل وعيوناً تملأها المرارة من الماضي والحاضر والمستقبل معاً ، وكأن الدنيا قامت علي عقبيها أو كأن القيامة قد حانت !! كل هذا وأكثر تراه أنت وغيرك في أجساد تلاميذ المدارس ، فإذا افترضنا أن طالب الثانوية العامة بدأ يفهم الدنيا من حوله ولهذا فهو مكتئب ، فهل تلاميذ ابتدائي واعدادي قد فهموا الدنيا هم الآخرين..! لعلنا نتوصل إلي الأسباب الحقيقة من مشاهدتنا اليومية ، وبتذكر أيام الطفولة البائسة التي كنا نحياها في تلك المدراس وبأعداد وأارقام الإعتداءات المدرسية في الجرائد اليومية وعلي صفحات الانترنت بشكل مستمر وربما شبه يومي.

يمكن أن يظن البعض أن سبب العنف المدرسي المتفشي كالوباء هذه الأيام بهذا المنظر البشع إذ لا يكاد يفرغ حجرة دراسية واحدة من عنف سواء لفظي أو غير لفظي "جسدي-بدني" ، هي الدروس الخصوصية التي يسعي وراءها كل أستاذ لاشباع ما يعول من أفراد أسرته ويعول نفسه أيضاً ، ووسط ما يقرب من 17مليون طالب مصري أغلبهم لا يؤمنون لا بأنفسهم ولا بقدراتهم العقلية بسبب الظروف الاجتماعية السائدة في مصر كلها.. فهل يكفي 150 جنيهاً مدرساً مبتدئاً ليكفي قوت يومه هو فقط وليس أفراد أسرته أيضاً أم هل يكفي 700 إلي 800 جنيهاً مدرساً في مدرسة ذات مكانه علمية عالية !!! إنها حقاً أرقاماً قياسية في التخلف والرجعية واللامبالاة.. فإذا كانت هذه أرقاماً قياسية فما بالنا في
15 مليار جنيه حصيلة الدروس خصوصية في مصر وحدها .. أليست هذه كارثة مروعة علي الاقتصاد المصري وعلي البنية التحتية (التي مازالت السلطات المصرية تبنيها منذ أيام الملك "مينا" موحد القطرين) .. فإذا كنا نرجع بعض عمليات العنف في مصر إلي استغلال "الجماعات الارهابية" لاشخاص ذات مستوي منحدر اجتماعياً ومادياً ، أفلا نرجع عنف المدارس الحكومية "المجانية" إلي انحدار دخل المدرس والطالب معاً.

أتذكر أن أحد مدرسين اللغة العربية في الثانوية العامة كان يدخل علينا "الفصل" ونحن نلهو ونلعب ولا نريد أن نسمع له حديثاً ، فكان يلفت أنظارنا جميعا إليه من خلال سرده لمواقف جنسية تعرضه لها مع بعض الطلاب الذين كان يعطيهم دروساً خصوصية ، ومنها : " أنه ذهب إلي الميعاد المتفق عليه مع التلاميذ في بيت أحدهم علي افتراض أن المجموعة (أي الطلاب الذين سيحضرون الدرس الخصوصي) ، وطرق جرس الباب وإذ به ينتظر ولا يفتح له أحد فطرق الجرس مرة أخري حتي جاء احد الطلاب ليفتح له وعلي وجهه احمرار ، ووسط استعجاب من شيء ما.. لكنه بملكاته و فراسته واحساسه الدفين داخل أعماقة استشعر أن هناك شيء يفعله الطلاب .. ربما معهم امرآة يفعلون معهم الفاحشة قبل بدأ الدرس الخصوصي! .. أو ربما يشاهدون فيلماً جنسياً أمريكياً أو لراقصة عربية قديرة .. عندما دخل عليهم غرفة بجوار غرفة استقبال الزوار علي حين غفلة منهم لم يشعروا به .. ووجد شباب ناضج قوي تلتصق اعينهم في شاشة الكومبيوتر ليروا مساهد ساخنة بين رجل وامرأة عاريان تماماً ونائمان علي سرير كبير عظيم .. وانتظر حتي انهوا الفيلم !! .. وبدأ يعطيهم الحكم والنصائح التي ستنفهم في المستقبل مع زوجاتهم ...." ، هذا هو وجه سيء للتعليم في مدارس ثانوية في مصر وغيره الكثير من النماذج المفجعة التي يشمئز العاقل من ادراكها او الاقترراب منها فكيف به يكون مدرس واين اسس ومعايير اختيار المعلمين واين التعليم الذين تعلموا واين الجامعات والمعاهد العليا التي درسوا فيها الأسس العلمية والاخلاقية والدينية والاجتماعية للتعامل مع الطلاب والمراهقين في كافة المراحل الدراسية والعمرية.
نقرأ أحياناً في الصحف عن جرائم اغتصاب لتلميذات من معلمينها وتتعد قصص التحرشات الجنسية التي يقترفها ، ومنذ فترة قصيرة أعلنت جهه رسمية أن 67% من المدرسين بالمدارس المصرية لا يصلحون للتعليم بالمرة.

يقول الأستاذ حلمي نمنم في مقال رأي في جريدة الدستور المصرية "وطبقاً للاحصائيات فإن مدارسنا تضم أكثر من 16 مليون تلميذ وتلميذه ، وإذا كان القهر والقمع
يمارس عليهم بهذه الصورة ، فليس علينا أن نندهش إذا كان مجتمعنا لا يتقدم ولا يتطور ، وتزداد معدلات العنف وترتفع نسبة الجريمة به .. ولعل هذا يفسر لنا سر إقبال عدد كبير من المصريين علي إلحاق أبنائهم وبناتهم بمدارس خاصة أو أجنبية ، فهم يضمنون أن أبنائهم لن يتعرضوا للإيذاء البدني والعدوان الجسدي ، الذي يحدث في المدارس الحكومية أو الأميرية حتي لو لم يتلقوا تعليماً جيداً."
ونتيجة لذلك يلجأ بعض المصريين الي ادخال أولادهم الي مدارس خاصة أو أجنبية خشية تعرضهم لاسلوب غير علمي في التربية سواء الفكرية او البدنية مما يعرض مستقبلهم الي الخطر وحياتهم أيضاً.

ولا يمكنني أن أنسي ما كنت أتعرض له وزملائي من تعذيب وجريح نفسي ومادي من معلمينا في المدرسة .. ففي المدرسة الابتدائية كنا نمنع من الذهاب للمراحيض كي يعلمونا أسلوب الرجال_المدرسة كان للذكور فقط_ وكيف يصبرون ويحملون وغالباً ما كانوا يتجاهلون أعمارنا الحقيقية التي تتفاوت ما بين الخمسة سنوات والعشرة سنوات !!! بل كانوا يظنون أننا غلماناً بلغنا الحلم بالإضافة إلي توجيه العقاب الجسدي لنا إذا أخطئنا في " جدول الضرب " أول عدم كتابة الدرس الكتوب في الكتاب المدرسي عدة مرات في كشكول الواجب المدرسي!! مما زادنا سخطاً وحيرة ونحن صغار السن من معلمين يغتصبون حق حريتنا منا وحرية التعليم باسلوب متحضر وواعي ، حتي ندرك ما يدور حولنا من متغيرات وسلبيات وايجابيات في العملية التعليمية أو العملية الادراكية ، وكنا إذا رسبنا في امتحان الشهر أو نصف السنة نعاير بين زملائنا باننا فاشلون .. مع إن الفشل خطوة من خطوات النجاح .. فالمكتشفون حققوا أرقاماً قياسية في الفشل حتي أصبحوا علماء يقتدي بهم !! أما عقابنا البدني فهو تكملة درجات الامتحان ضربان بعصي رفيعة ملهبة أو عصي سميكة قاسية علي أجساد صغيرة ممزقة من ذل سجن المدرسة الجديدة ..
وفي المرحلتين الاعدادية والثانوية كنا نري مدرسين يضربوننا بقطع خشبية من المقاعد التي نجلس عليها في الفصول المدرسية !! وكأنهم يخرجون كبت السنين في قطع لحم لم تكتمل بعد!! وأتذكر أني قرأت حكمة عظيمة للأديب الفيلسوف المصري أنيس منصور مضمونها "أن من ضربك بالشلوت ، فهو قد ضرب بالشلوت وبالقفا من أحد من قبل" أي أننا نعاني من مدرسين مهانين من نظام بأكمله مما يدفعهم لحالة العدوان التي يظهرون بها في المدارس ، هذا إلي جانب قيام المعلمين المحترمين! باطلاق سيل من السباب والنعوت البذيئة علي مسامع الطلاب الأشقياء حتي يلقنونهم درساً حميداً !!

إنه حقا لشيءُ عُجَاب ، أو باطل يراد به حقاً ، وأخرا قولي للعاقلين أليس فيكم رجلُ ُ رشيد يشيع منهج علمي في التربية والتعليم حتي لا تتفشي السلبية والعادات السلبية والارهاب والاغتصاب والعنف والسرقات والحقد والحسد ، وتستوبأ الآفات الاجتماعية الفتاكة...



#مصطفي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتصاب جريمة الشعوب
- جرائم المخابرات
- عبادة.. ولكن..!
- تاريخ الحراميه
- من قتل شيرين؟
- أحلام فترة النقاهة
- واحد اتنين البت رايحه فين
- الحرية على النهج العالمي الجديد
- رسالة الي حكامنا العرب
- الرذيلة الدينية بين المسيحية الصهيونية والسماحة الاسلامية
- ظاهرة قتل الأزواج .. الأسباب .. والحالات .. والحل
- الشهوة .. وزني المحارم
- ملعب الحضارة .. التقدم والتأخر!!
- التحرش الجنسي وحش يتنكر!!
- العنوسة مسلسل لن ينتهي بلا تعقل
- مشكلة الادمان تواجه المجتمعات العربية
- الطلاق .. عنوان يتصدر المشكلات الزوجية!!
- حماية المستهلك في مصر تواجه شبح مجهول !
- الطلاق حل الحياة
- متي يلتزم الطالب


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفي النجار - نوادر التعليم المصري