أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - رحلة في رواية الزلزال / 1















المزيد.....

رحلة في رواية الزلزال / 1


حسن خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7810 - 2023 / 11 / 29 - 12:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صدرت عن [منشورات لوتس للنشر الحر] في القاهرة لعام ٢٠٢٣ (رواية الزلزال) وهي مؤلفة من٢١٦ صفحة..
[للروائي السوري: ريبر هبون] وهي من بواكير أعماله الروائية، وإن كانت له تجربة متعمقة في الشعري والنقدي والفكري، حاول فيها تناول حدث آلمنا جميعا لاعتبارات إنسانية قبل الاعتبارات الأخرى..
حيث كان قلمه سباقا في تناول هذا الحدث (الزلزال) الذي ضرب في غالبيتها المناطق الكردية في غرب كردستان (عفرين_ جنديرس) وشمال كردستان،
صحيح بأنه تناول ظاهريا الزلزال الطبيعي، لكنه سلط الضوء على مفهوم الزلزال من جانبٍ آخر (زلزال الاحتلال) وتناول أيضا الزلزال الذي ضرب [الشخصية الكردية] في إرتدادات علاقتها بشركاء الوطن أيضا..
ففي فقرة [أفواه فاغرة بفم الحطام] ص٤، وهي تسلط الضوء وتُفصل في مأساة عفرين التي كانت تعاني من "زلزال الاحتلال" والتهجير القسري، وصل حدّ التغيير الديموغرافي، وهو في عرف القانون الدولي الانساني، جريمة حرب، قبل أن تقع فريسة الزلزال المزدوج [الاحتلال والزلزال]، بحيث حاول جاهزة أن يسلط الروائي: [ريبر هبون] على تفاصيل ما تنتجه الزلازل عادةً بوجهيها الطبيعي والاحتلالي، ومعاناة الناس عبر شخوص وأبطال بأسماء كردية (لازگین، بێکەس، رونيا...)
وفي محطة:[الموت الساخن] اصطياد للحظة الحدث، (الزلزال) في التوقيت الحقيقي (ساعة ٤ و١٨ دقيقة)..
وفي محطة [أوراق على قيد الحياة] يُركز الروائي وكاتب [رواية الزلزال] الضوء على الحدث م خلال أوراق "يوميات" أحد أبطال الرواية [لازگین] والذي لجأ فيه إلى أرشفة يومياته والأحداث التي كان يمرّ بها ومحاكاته لحبيبته، أحداث وتفاصيل (الزلزال الاحتلالي) وعثور بيكەس عليهما ص١٥.
كما وثّق الكاتب
رحلة بطليه (بيكەس وزيلان) إلى آمد في محطة [موت طارئ].
حوار العم أوسمان و زيلان في محطة [هزات ارتدادية] وتحمل هذه المحطة في طياتها تفاصيل هامة تختزل الوجع الكردي والتهميش الكردي إن في شمال الوطن (آمد) وتعامل المحتل التركي مع الشعب الكردي، عبر حوارٍ مطول وبمثابة سلسلة وثائقية من خلال ما مرّ به "العم أوسمان" وسرده للأحداث التي مرّ بها ل [زيلان _ الفتاة الجامعية]
حيث ذكر لها[سجن قوجة إيلي – خوجة علي] قرب أنقرة ص٥٨
ركّز الكاتب على جزئيات وتفاصيل الزلزال الاحتلالي وكأنه لم يكن زلزال كافيا، فاتبعته الطبيعة بزلزالها، حيث، سرقة المساعدات المادية والعينية التي تأتي للنازحين والناجين من الزلزال، تفضيل إنقاذ النازحين والناجين العرب على حساب الضحايا الكرد، حتى إن نشطاء وجهات عربية فضحت هذا السلوك والممارسات العنصرية تجاه الضحايا الكرد، فكانت الأولوية توجيه الآليات لإنقاذ المستوطنين العرب وكذلك تقديم الخدمات والمساعدات وحتى الخيم، على ما شابتها من عمليات نهب منظم من فصائل الجيش الحر، وصل الأمر إلى أن الفصائل تقاسمت المناطق الكردية في الزلزال الطبيعي لنهب البوت
وسيشعر القارئ بمأساة الشعب الكردي في شمال الوطن وغربه من خلال [قصة زيلان الشخصية] بتفاصيل دقيقة...
كما يظهر دور سماسرة الدين في التجارة به عبر دغدغة المشاعر الدينية من خلال تحويل [كاتدرائية آيا صوفيا] إلى مسجد ص ٦٥
وربما أراد الكاتب التركيز على الزلزال النفسي الذي يعيشه الكردي دائما وما يلقاه من شركاء الوطن وفي كلا الجزئين من كردستان، آلام وركام ممارسات السجن والاعتقال/ابو بروسك وقصة رونيا المقاتلة السابقة في وحدات حماية المرأة والرجولة في سجن تديره فصائل الجيش الحر ، ترحم أسعد الزعبي على صدام حسين وعبر الإعلام الفضائي.
لم يغب الجنس عن حبر الروائي المسال، وهي عادة من المواضيع المسكوت عنها، إنما طرحها بكل وضوح، حتى أن أكثر من بطلات وشخوص الرواية طرحت المسألة ربما إلى حدّ السادية
كما يتم تسليط الضوء على استغلال الثوار الدين مطية لوحشتيهم الكامنة واتخاذهم المساجد وما تعنيه في العرف الديني وخروجهم لمجابهة السلطة في أيام الجُمع ص٧٧
وهناك إسقاط واختزال في عبارة
(قلبي الكردي مقسم إلى أربعة أجزاء)ص٧٩
بدون رتوش ومواربة فإن الإطلاع على ذكريات [معتقلة في المعتقل الانفرادي] تزيد على الجرح ملحا..
يبدو أن الكاتب أراد أن يرسل رسالة للمتلقي في تركيزه على المكان كبطل في روايته الزلزال)
حضرت "جامعة حلب" و "محل فلافيلو للفلافل" قرب "المدينة الجامعية" ص ٨١ وما (مكتبة الفرقان للخدمات الطلابية) ص٩٣
كمونولوج داخلي مع الذات والاسترسال في الخيال واستيراد الذكريات كفلم كرتون
[وداعا ماركو] وشقاوة المراهق في بيوت الدعارة "الماخور" ص٨٥ لفلسفي من خلال عبارات "قانون الغاب الذي يعطي الحق للأقوياء أن يمارسوا الإجرام ويزاولوا عملهم كقضاة" ص٨٦
وتظهر البطلة هنا في موقف فلسفي مقارن عندما تقول :
"متناسية أن المحكمة حكمت عليّ بالسجن الأبدي، هو حكم رحيم بالمقارنة مع القتل والتمثيل بالجثة..." ص ٩٠..
كما إن البطلة في حوارها مع ذاتها_ أناها ك [مونولوج داخلي لا تجد حرجا لتفضح الممارسات التي يقوم بها أبطال الحرية والكرامة] في حوار السجانين معها، وفهمهما المعاكس لمفهوم الشرف، فالسجان يشعر برجولته من خلال فض بكارة الأنوثة فيقول أحدهم:
[ألا تخجلين لاغتصابنا المتكرر لكِ]
تردّ: [شرفي تلك الأرض التي انتزعتموها من أهلها...]ص٩٢
ويحضر هنا الأسلوب اللغوي الفلسفي من خلال عبارة
[حضارة التعذيب] العميقة المعنى؟! ص٩٢
ويحاول الكاتب الروائي ريبر هبون التركيز على جميع الجوانب في الحياة ويبين تأثيرات ظهور وتبعات الجانب الاقتصادي في حياة الناس وانعكاساتها من خلال انتشار ظاهرة النقود المزورة (ص٩٤)
سلسلة لا تنتهي من الأسئلة التي تبحث عن إجابات قلما تجد صداها الشافي، أسئلة تبحث عن أجوبة، ما تلبث أن تتحول بدورها لسؤال آخر لا يجد الجواب المقنع كعبارة:
[فقد مات لدي إحساس السؤال أو المبادرة]ص٩٧.
كما يسلط الروائي عدسة قلمه على ظاهرة لطالما كانت تحمل جدلا بين الطرفين، ما بين القبول والرفض، مثل [تعاونكِ معنا في جهازنا الاستخباري] ص٩٨
كما يطفو على السطح السؤال البيزنطي ماذا فعل لنا الآباء والأجداد لننعم بالراحة والكرامة والحرية، في أوطاننا..
فيظهر في الحوار: [لوم الآباء والاجداد على تركتهم لنا لأنهم لم يتركوا لنا وطنا حرّا، ويبدو إننا بدورنا لن نترك لأبناءنا وطنا حرّا]ص٩٩
كما يعكس جزءا من شخصية الكردي في تجميل القبيح وتقبيح الجميل، ودور الشعارات الرنانة التي تلجأ إليها أحزاب الحركة السياسية ككل، دون اتهام أحد أو تبرئة أحد فتظهر مقولة" (نغسل عار هزائمنا بالشعارات) ص٩٩
ويظهر من خلال حوار الطلبة الجامعيين "فراس الموالي والذي انضم لاحقا للجان الشعبية_ شبيحة، خناف الموضوعية، روني الإصلاحي، لزكين"
والتي تعكس بدايات الصدام بين توجهات المجتمع السوري، وكيف أن جهات خارجية أرادت وعملت على توجيه الأحداث من خلال أحداث الربيع العربي ص١٠١
ويظهر هنا المفهوم المختلف(أيدولوجيا وعقائديا واستيعاب مفهوم الله، لدى الشرائح والفئات المختلفة)
[فالله في التوراة لا يشبه الله في الإنجيل، وكذلك الله في القرآن...] ص ١٠٣
[لوحة شاه ماران اللجوء الى التراث والأساطير الكردية] ص١٠٥
الحنين لأناي في الماضي وأيام المدرسة الأولى[سندويشة معجون البندورة] ص١٠٧
تفاصيل ارتدادات الذي يعيش في سجون الاعداء، والممارسات الوحشية فيه، التعذيب الجسدي والنفسي وحتى الاغتصاب عقدة الرجولة العربية"
[فالقمل يحيطني وقد استوطن جسدي كله، كما استوطن الاغراب في مدينتي] ص ١١٠
وتظهر دلالات الخروج من المعتقلات والسجن الانفرادي، وما تعكسه هذه المقولة [نقلي إلى المشفى من السجن القبر بالنسبة لي بمثابة حفل زفاف] ص١١٢
يلفت نظر البطلة(رونيا) تعامل وحوش وفصائل الجيش الحر مع الطفولة
[لا يفلت من هؤلاء السفلة أحد] ص ١١٣...
وهنا يظهر مدى الوحشية الحاضرة لدى شركاء الوطن مع غياب تام للجانب الإنساني عدا عن الحس الوطني لديهم، وكان ٤٠٠ عام من الاحتلال لم يترك في نفوسهم أثرا، بل جعلتهم يمتهنون العبودية والارتزاق للمحتل التركي وريث العثماني الدموي
[ادخلوني في براد لحفظ الموتى وأنا ما زلت حية، عكس ما كان يفعله النازيون باليهود] ص١١٤
في مشهد مؤلم ويعكس سلوكا للمحتل في تعامله مع قداسة الانسان، حتى في لحظة الموت واحترام الجثة البشرية تنتصر وحشيتهم على الإنسانية التي ألبسهم الله..
[استلام أبو بروسك لجثة ابنته رونيا] ص١١٥
رواية الزلزال من نوع [الرواية الواقعية] مليئة بالألم والخوف والحشية الذي يتعرض له الكردي في جغرافيته المحتلة، وهي من نوع الروايات التوثيقية تسلط الضوء على أحداث واقعية "الآن"
والتاريخية، وتظهر تفاصيل الحياة المعاشة..
أشجّع محبي الروايات، السعي إلى إقتناء نسخة من [رواية الزلزال] الإقبال على قراءتها.
[ملاحظة]
ريبر هبون: يكتب الشعر (كردي- عربي) والقصة القصيرة، وله دراسات ومقاربات نقدية
ويشتغل على [الحب وجود والوجود معرفة]، التي يسعى من خلالها إلى بناء جبهة تضم كافة المعرفيين
هذه تجربته البكر في كتابة الرواية التي يمكن تسميتها بالرواية الواقعية _ التوثيقية.



#حسن_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (رحلة في أحداث رواية -الزلزال- للروائي ريبر هبون) رؤية نقدية ...
- التعليم والروتين اليومي
- دعوة إلى حفلة قراءة
- ڤاگنر وناقوس الخطر..
- متلازمة الوجع
- تدوين_الفكرة
- حوارية مجلة هيلما
- الشيخ مالك خرق للمألوف
- البطالة
- مجلس أولياء الأمور
- التخلص من إدمان الأجهزة الذكية
- الفلسفة والطفولة
- هل / متى يموت الكاتب
- أحداث س.غويران والأسئلة المصيرية
- الهاشتاغ بين الأمل والخيبة؟!!
- عندما تتمرد الذاكرة/ ٥/
- مجددا في محراب اللغة
- لِمَ الشعر أولا
- - الترجمة - بين المسؤولية والإبداع؟!
- - أصابع حمراء اللون - مقاربة نقدية في ديوان شعر


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - رحلة في رواية الزلزال / 1