أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيرينى سمير حكيم - الثبات الانفعاليّ للإيمان














المزيد.....

الثبات الانفعاليّ للإيمان


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 7808 - 2023 / 11 / 27 - 00:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتطلَّب الإيمان ثباتاً انفعالياً صارماً مع الواقع

ثباتٌ لا يُشتته وسوسة فكر .. أو ابتزاز عاطفة

ثباتٌ انفعاليٌّ يصمد في وجه الضغوط، العاصفة بالثقة الإيمانية، التي تقود خُطى البصيرة، فوق أمواج الوقائع الثائرة، والنفسية الشاكية المتذمرة.

ثباتٌ انفعاليٌّ خاضعٌ لثباتٍ إيمانيّ

حيث ضبط النفس في سياق الروح، وخضوع التأثرات الذاتية، والانفعالات النفسية، تحت سُلطان ما يراه ويأمر به الروح، وليس ما يطرحه أو يفرضه الواقع، فالإيمان في وعد الله، وفي ضبطه لكل شيء، وقدرة ملء روحه القدوس للنفس، على تجديد وتشديد كل شيء، يجعل من التذبذب اتزان، ومن التشتُّت تركيز، ومِن فقدان التحكم والضبط، إلى ثباتٍ انفعاليّ ووجوم تفاعلي، مع ما يدور حول النفس من أحداث، وأمام أعلى زئير للمخاوف في وجه قلبها وعقلها.

ومهما كانت ادعاءات المواقف، بأنَّ مقاليد التحكُّم في حياة هذه النفس، بيد الظروف المحيطة والنفوس الأكثر قدرة على التأثير، وأنَّ مسار الأحداث ونهايتها خاضعة لأيادي الشر، ولا قدرة لهذه النفس على التحكم في مقاليد ذاتها وأيامها، وأن يديَّ الله عنها بعيدة، ونجدته لها ليست أكيدة، فالإيمان العميق، والنضج الروحي السديد، يُنَّحيان البصر عن الأمواج، لألا تُضرَب النفس بالدونية، والإلتفاف حول العجز.

إنَّما يوجِّهان بصيرتها نحو رب الأمواج، الذي يتسيَّد بخُطاه فوق فزَّاعات نفسها، فيتوارى هَلعَها النفسيّ، وتصمُت أصوات مخاوفها، وتنضج نعرتها الشخصية وهوجائية شجاعتها، ولا يترسَّب بداخل أعماقها، سوى الثقة في رُبان سفينة حياتها، الذي يقود بمهارة وسلطان طريقها وسلامتها، فيضبطها ويضبط البحر مِن حولها، فلا خطر يتسلَّط عليها، ولا يمنح عزَّة إيمانها المُستميت، طعاماً للأسماك الشرسة أو حتى الناعمة.

إنَّ هذا الإيمان هو ما يجلب الثبات الانفعالي النفسي، أمام كل حدث حُلو وحدث مُر، حدث يُرهب وآخر يُغري، فتُحفَظ النفس سالمة، في مأمن من تلاعب الظروف بها.

وهذا الثبات الانفعاليّ الترويضيّ للذات، الذي ينتج عن التدريب والتطوير المستمر، للروح والجسد والنفس، هو ما يحتاجه بالفعل هذا الإيمان العميق، كي يبقى آمناً من الإجهاض الروحيّ له، ويحيطه بالبيئة الشخصية المناسبة، الحافظة له جيداً، التي تجعله ينمو ويتعمق ويتشدد، ليعود بدوره يُروي بعطاءه المتدفق، في حياة هذه النفس، قوة ورجاء، وثبات انفعاليّ.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات الموت وميكانيزمات النجاة
- الحجارة وأولاد إبراهيم
- لا تتركوا الحياة لقَتَلة الحياة
- يا صخرة جثسيماني
- تشابهات رصد المجتمع بسجن النساء في المسلسل المصري وفيلم شيكا ...
- المعمودية هي اللقاء .. فلاقينا!
- أحزمة العفة في القرون الوسطى أحد أقنعة ختان الأنثى!
- النسخة الأثقل منك ألقِها عنك!
- في مناخٍ آخر العجز يُصبح قدرة مُجدداً!
- الآلام والضيقات!
- المواطن الذي تُشرِق لأجلهِ الشمس!
- قاتل كارمن هو قاتل نيرة!
- نيرة تحت التهديد منذ قتل خوزيه لكارمن!
- دموع مريم!
- اتجاه عالمي لتعهير مظهر المرأة!
- الشمس لا تُشرِقُ لك وتَغرُبُ لي!
- لماذا يستحق محمد صفاء عامر لقب إمبراطور الدراما الصعيدية؟!
- هَلُم أيها البحر العَنيد!
- لعبة الاختيارات
- ليس كل شَعر بقوة شمشون يا أبشالوم!


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيرينى سمير حكيم - الثبات الانفعاليّ للإيمان