أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أعجوبة؟ مهزلة؟ مأساة؟ شريعة الغاب؟














المزيد.....

أعجوبة؟ مهزلة؟ مأساة؟ شريعة الغاب؟


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واقعة خطف أكثر من مائة موظف من وزارة التعليم العالي وسط بغداد، ونهارا جهارا، هو من أكبر عجائب ما بعد صدام وأكثرها إثارة للاشمئزاز والحزن معا.
غرائب ما بعد انهيار النظام السابق أكثر مما تعد وتحصى، ولذلك فلو لم تقع غريبة الخطف الجماعي هذه لكان الأمر هو العجب العجاب. ونذكر أنه عند وقوع وثبة 1948 نشرت صحيفة يسارية عربية مقالا تحت عنوان "لو لم تكن لكانت هي الأعجوبة." وكان المقال يقصد أن الشعب العراقي الذي كان مشبعا بالروح الوطنية كان منتظرا منه أن ينتفض ضد معاهدة اعتبرت في حينه لغير صالح العراق وسيادته. أما اليوم فيمكن القول إنه لو لم يقع هذا الخطف وأكبر منه لكانت هي الأعجوبة، بعد أن استفحلت الفوضى، وحرب الإرهاب واستهتار المليشيات، وانتشرت الطائفية بكراهيتها العمياء.
يوم أمس لم يكن واضحا من هم الخاطفون، ولكن أخبار اليوم تؤكد أنهم من مليشيا الصدر حيث نقل المختطفون لمعقل تلك المليشيا في مدينة الثورة المسماة اليوم بالصدر. هنا يتكرر السؤال عن قدرة الحكومة بل وإرادتها وتصميمها لحل المليشيات ولو بالقوة إن كانت ضرورية، ليمكن التفرغ كلية للتصدي لقوى الإرهاب الصدامي – القاعدي؟!! لا أعتقد، ولأسباب ذكرت في مقالات سابقة.
إن الأزمة الأمنية المتفاقمة لا يمكن علاجها بترقيعات وزارية وحلول تسكينية، بل بتغيير السياسات، واختيار الساسة والعسكريين المتجردين من الارتباطات الحزبية والنزعات الفئوية.
لقد صرح السيد المالكي مؤخرا شاكيا أن يديه مقيدتان بسبب القيادات العسكرية الأمريكية. والسؤال الكبير: كيف تطالبون بتولي القوات العراقية لمسؤوليات الأمن العراقي إذا كنتم عاجزين عن معالجة استهتار جيش المهدي وجرائمه اليومية وهو في عقر بغداد؟! ولا نعتقد أن الأمريكان سيعارضون استخدام القوات العراقية لحل هذه المليشيا الإرهابية التي صارت بؤرة لفدائيي صدام ولزمر الجريمة مع شرائح من الشباب الضائع المسكين الباحث عن رزق ولو بالدم. أما إذا ثبت من التحقيقات العراقية الرسمية أن ضباط شرطة وفريقا من الشرطة هم الخاطفون فيجب معاقبتهم بكل صرامة، والقيام بتطهير جذري وفوري لجميع القوات العراقية، إذ لا يمكن لقواتنا تولي المسئوليات الأمنية لوحدها مستقبلا مع وجود طابور أسود في داخلها.
إن ما يدخل في أعاجيب عراق اليوم أن يجري هذا الخطف الجماعي دون أن يتقدم مسؤول من الوزارة بمطالبة الخاطفين من الشرطة بإظهار أوراق هوياتهم والأمر الرسمي بالاعتقال.
لقد عاث مقتدى الصدر بأمن العراقيين منذ سقوط صدام، وتكررت جرائمه وفتنه، وأعلن مرارا عن تضامنه مع الإرهابيين في الفلوجة، ومع أن له علاقات حميمة بهيئة العلماء السنية لكنه صار في الوقت نفسه يمارس حربا طائفية دموية، كما يمارسها إرهابيو صدام والقاعدة. لا عذر أبدا للتساهل مع المليشيات الحزبية، ولا يمكن تبرير حرب التطهير الطائفي بحجة أن القاعديين والصداميين هم الذين مارسوها، فلا تبرير لجريمة بالإشارة لجريمة مماثلة.
الوضع العراقي مأساوي وعجائبي، والعراق مقبل على الانهيار، وكأن لسان حال المسيرة الوطنية المنكمشة: "القاعديون والصداميون من أمامكم والمليشيات الحزبية من ورائكم، ودول الجوار تطوقكم، فإلى أين المصير؟!"
ولعل مستقبل العراق والعراقيين يطرح أيضا كيف يمكن إعادة تربية وتثقيف هذه الأعداد الكبيرة من العراقيين في أنحاء البلاد، الذين انطلقوا بغرائزهم بعد سقوط الفاشية نهبا وقتلا وتعذيبا وقطعا للرؤوس؟ كم عقد أو عقود سنين تتطلبها عملية إعادة التربية بروح الوطنية والصالح العام؟! ومن سيقوم بهذه المهمة المستديمة والطويلة الأمد التي قد تكون أكبر وأكثر تعقيدا من المهمة الأمنية المستعجلة والتي هي مهمة المهام اليوم؟؟ العقول العراقية تقتل وتخطف وتهرب، والفضائية العراقية وكر للدعاية الطائفية والمجتمع المدني محاصر والقوى العلمانية مهمشة. أجل، كيف تمكن إعادة تأهيل الإنسان العراقي، الذي خرب عقله وأخلاقه النظام المنهار، وزادته الأحزاب الحاكمة اليوم وتدخل رجال الدين في السياسة خرابا فوق خراب؟!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الذي يحترق..
- الأحكام العادلة والضجيج المفتعل..
- بين إرهاب -المهدويين- والإرهاب الصدامي – القاعدي..
- نعم للفيدراليات الإدارية وألف كلا للفيدراليات المذهبية!
- مرة أخرى عن البرلمان وحرية الصحافة...
- كلمة عن حرية الصحافة في العراق..
- مع الحروب الأهلية الفرنسية - 2
- عن فن إدارة الحروب الأهلية وتوظيفها – 1 -
- الإسلاميون العراقيون وديمقراطية الحذاء!!
- مغزى وعواقب 11 سبتمبر
- خواطر وتداعيات في رحيل نجيب محفوظ
- تفجيرات تركيا إساءة وتشويه للنضال الكردي..
- من تهجير الفيلية إلى حلبجة والأنفال..
- دم رخيص وأمن مفقود..
- الأسد وخلف بن أمين!
- الحرب الأخرى!
- لماذا يرفضون القوة الدولية؟!
- ونفاق دولي أيضا!!
- السجال السياسي بين البؤس الفكري والتدهور الأخلاقي
- السيد نصر الله و-الوعي الإلهي-!


المزيد.....




- أحدث كتلة لهب هائلة أضاءت الليل.. شاهد لحظة انفجار صاروخ -سب ...
- -مأساة أمريكية“.. بروس سبرينغستين غير منسجم مع الوضع السياسي ...
- مصمم الأزياء رامي العلي: هذه القطعة يجب أن تكون في خزانة كل ...
- وزنه يفوق طنين ومداه يصل إلى 2000 كلم: ما هو صاروخ -سجّيل- ا ...
- مسؤول إيراني يرد بقوة على ترامب: لا أحد يستطيع تهديد طهران و ...
- الحكومة الإيرانية تعلق صور القادة العسكريين القتلى إثر الهجم ...
- بلاغ للنائب العام: وفاة سبعة محتجزين بقسم العمرانية في أقل م ...
- وسط صمت حكومي.. إسرائيل تفرض أمر واقع جديد في الجنوب السوري ...
- رئيس ديوان المستشارية يؤيد ميرتس ويؤكد دعم ألمانيا لإسرائيل ...
- محافظة دمشق ترد على ما يشاع حول الأعمال الإنشائية على سفح جب ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أعجوبة؟ مهزلة؟ مأساة؟ شريعة الغاب؟