أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - كيف تصنع المجتمعات المتطورة - الذكية ؟ القسم الثاني














المزيد.....

كيف تصنع المجتمعات المتطورة - الذكية ؟ القسم الثاني


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7793 - 2023 / 11 / 12 - 21:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك مجتمعات تصنع الذكاء واخرى تصنع الغباء !؟ فكيف يتحقق ذلك!؟

قبل أيام نشرنا موضوعاً بخصوص الغباء في مجتمعاتنا بعنوان (ألأكثر رُعباً من الأعمى) بيّنا فيه عاقبة المجتمعات ألغبية التي تقودها الحكومات الجاهلية و المتحاصصة لقوت الفقراء و التي لا تُراعى العدالة و التنمية البشرية و ترقية العقول و إليكم (القسم الثاني) من هذا الموضوع الأهم والأكبر على الأطلاق و إليكم القسم الثاني بعنوان:
كيف نصنع المجتمعات المتطورة - الذكية!؟

عشرة أطفال كانوا يلعبون بجوار سكة حديدية..
تسعة منهم اختاروا أللعب بجوار خط يمرّ عليه القطار بين حين و آخر، بينما اختار الطفل العاشر اللعب بمفرده بجوار خط قديم مهجور للسكك الحديدية..

حين لَمَحَ عامل سكة الحديد ألقطار القادم أصابهُ الهلع و الخوف على حياة الأطفال التسعة الذين يلعبون على خط السكة الذى سيمرّ عليه القطار!؟

فكَّر الرجل بسرعة، و قرر تحويل مسار القطار ليسير على الخط المهجور، حيث إن هناك طفلاً واحداً فقط يلعب هناك، فبذلك هو أنقذ حياة الأطفال التسعة - أي أن هذا القرار حقّق حسب الظاهر أقلّ خسائر ممكنة!

للوهلة الأولى يخيل لنا أنّ عامل السكك الحديدية اختار القرار الصحيح بمنطق الكم و العدد ..

و لكن حين نفكر بعمق و بمنطق الكيف و النوع .. سنكتشف أنه قد أخطأ بحيث أضرّ بكل المجتمع, فالطفل الذي ضحى به عامل سكة الحديد ؛ كان أذكى الأطفال العشرة لأنهُ الوحيد الذى فكّر و اختار القرار الصحيح باللعب فى المنطقة الآمنة.

و لعل أحد أهم الأسباب التي أدّت إلى تألق دول الغرب ؛ هو أنهم يهتمون بآلأذكياء منذ الطفولة حيث يخصصون لهم مدارس و إمكانيات و حتى رواتب خاصة لدعمهم و بآلأستفادة من عقولهم , . بل إضافة لذلك فأن الشركات الكبرى كسيمنز و ماكدونالد و مارسيدس بنز و ويستنك هاووس يتبنون الطلاب الأدكياء مباشرة بعد أنهاء دراسة الأعدادية و دخولهم للجامعات, حيث يخصصون له راتب معين و سكن و إمكانات بعد توقيع عقد بينهم للخدمة في شركاتهم و مصانعهم , لهذا نرى أن الغرب تطور كثيراً و سريعاً .. بعكس بلداننا التي ليس فقط لا تهتم بهم بل و تعاقبهم و عوائلهم و كما فعل النظام البعثي سابقا و النظام الحالي لاحقاً و المشتكى لله!

أما البقية الذين أنقذ العامل حياتهم فهم الأغبياء و المستهترون الذين لم يفكروا بطريقة صحيحة، و اختاروا اللعب كيفما كان في منطقة الخطر.

ربما يبدو أن هذا التحليل غير منطقي و غير عاطفي لدى البعض؛ إلا أنّ هذا هو الفارق الشاسع بين المجتمعات التي (تصنع الذكاء) و المجتمعات التي (تصنع الغباء) بين أفرادها!

فالمجتمعات الغبيّة تضحي بالأذكياء و الأكفاء ألمخلصين الذين لا يُساومون كآلمنافقين و الأنتهازيين و كما هو الواقع في الأحزاب الحاكمة .. بل و يشيرون(ألأذكياء) للحقّ و ينتقدون الظلم الذي يجرح عادة الرؤوساء و أصحاب السلطة و مرتزقتهم ألأغبياء الذين يتسلقون المناصب و المسؤوليات لأجل الكسب الحرام و الفساد لا البناء لمساندتهم لرؤوساء ألأحزاب بتأثير المنسوبية و المحسوبية الحزبية و العشائرية و المذهبية و الطائفية التحاصصية ..

أما المجتمعات الذكية في الدّول ألمستقرّة - ألمتقدّمة؛ فقياداتها تلهث وراء العقول و تنفق عليهم و تهتم بهم حتى و إن كانت عقائدهم و إتجاهاتهم الفكرية مختلفة معهم ؛ لأنّ الأذكياء و العقلاء و النابهين النزيهين يقودون المجتمع بأمان و إخلاص و يصنعون السعادة حتى للأغبياء أيضاً ..

بينما يحدث العكس مع الأغبياء الذين يُخرّبون و يفسدون حتى العلاقات الأجتماعية بآلكذب و آلغيبة و النفاق للتقرب من أصحاب القرار لاجل منافعهم المادية الخاصة و كما هو واقع بلادنا اليوم.

الخلاصة :
هناك مجتمعات تصنع (الذكاء) و أخرى تصنع (الغباء) و العراق للأسف بحكوماتها المختلفة و منها المتحاصصة عبر التأريخ و إلى اليوم .. نموذج حيّ قائم على ذلك..

أيها القارئ الكريم : و الآن هل تتفق مع هذا التحليل أم تختلف معه؟

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد الخزرجي



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد جديد للبنك المركزي العراقي :
- لماذا ساد الظلم و الفساد في العراق؟
- ألعراق أمام تغيير جذري :
- فلسفة الحُبّ الحقيقيّ :
- فلسفة الحب الحقيقي
- كيف و لماذا نُفعّل بصيرتنا؟
- من أين ورث البعض كل ذلك الغباء!؟
- كيف ننتخب الأصلح .. و لماذا؟
- كيف ننتخب الأصلح ؟
- الأكثر رغبا من العمى!
- إلى المثقفين الشرفاء :
- بماذا أجبتُ (طبيبي) عن العراق ؟
- منهج لتقوية خبال الأطفال :
- هل العشق سرّ الوجود؟
- لماذا نشر مظلومية المتقاعد واجبة و بإلحاح!؟عع
- نشر مظلومية المتقاعد واجبه و بإصرار :
- هيثم جبوري آخر بإسم عليّ الفريجيّ
- ألزيادة الأخيرة تحقير للمتقاعدين :
- أيها الظالم ؛ أ تظن أنك أحرقتني و محوت تأريخي و جهادي؟
- لِمَ حزب الله لا يدخل المعركة !؟


المزيد.....




- صحيفة صينية تتحدث عن -إنذار بوتين النووي الأخير- لبريطانيا
- مصدر رفيع المستوى: مصر عازمة على اتخاذ إجراءات إدانة ممارسات ...
- شاهد: صور جوية للرصيف العائم على سواحل غزة مع بدء دخول شاحنا ...
- ليفركوزن يتوج بطلا للدوري الألماني بدون هزيمة وبايرن ثالثا
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف مواقع مهمة وتجهيزات تجس ...
- مصر.. مفاجأة جديدة في قضية -سيدة بورسعيد- المتهمة بتخدير ابن ...
- ماركوس يتعهد بالدفاع عن حقوق الفلبين في بحر الصين الجنوبي وس ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- -أكسيوس-: الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي يعتزمون استبدال رئ ...
- إيران.. سفينة -الشهيد مهدوي- تعود من مهمتها في المحيط الهندي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - كيف تصنع المجتمعات المتطورة - الذكية ؟ القسم الثاني