أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سميه عريشه - صدام ليس بطلا ، ولا تجعلوه كذلك














المزيد.....

صدام ليس بطلا ، ولا تجعلوه كذلك


سميه عريشه

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 11:37
المحور: المجتمع المدني
    


صدام حسين لم يكن بطلا فى يوم ما أبدا ، وهو الأن فى نظر الجمهور العربى رجل مسكين عاجز ، ويحظى بتعاطف رجل الشارع العربى من حيث انه رجل كبير السن وأنه يتعرض لتصفية حسابات لا تتسم بالنزاهه ، كما أن المتابع للمحاكمة منذ البداية كان متفائلا بامكانية حكم معقول غير منحاز ، لكن بعدما تغير القاضى بعد استقالة القاضى الأول اعتراضا على التدخلات السياسية ، ومع عدم الخبرة والأنحياز الباديين على المحكمة فى ظل القاضى الجديد ، توقع الجميع ان يصدر حكما سياسيا على صدام بالأعدام ، وهو ما ملا نفوس المواطنين العرب بالضيق ليس تأييدا لبقاء صدام فى الحكم ، ولكن لأن هناء شعور جمعى بأن ذلك الحكم ليس حكم قضاء لكنه تنفيذا لرغبة انتقام ، والحق ان تلك الرغبة فيما لو كانت نفذت ضمن ثورة جماهير العراق فى بشكل غةغائى لكنا قد استوعبنا ذلك ، لكن أن يتم محاولة ساخرة من عقول الناس بأضفاء الشرعية والقانونية على الرغبة بل القرار المسبق بأعدم صدام يجعل الشعور العام للمواطن العربى غير متقبلا للحكم ، مما سيرتد رد الفعل فى توقعى بعد تنفيذ حكم الأعدام فى صدام حسين ، بأن يتم تناول سيرته بقدر كبير من البطولة ، فى الحكى والسيرة الشعبية وخلافه ، بل سيتم اسقاط كافة جرائمة من الوعى وأعادة انتاجها لتحمل مبررات وتفسيرات تنطوى على بطولة وشرف وخلافه ، وبذلك سيكون المواطن العربى والشعور العربى الجمعى قد تمرد بدوره على الحكم الفاضح الذى تجرد من أى ورقة توت انسانية حين استرجع عقوبة الأعدام الملغاه فى حكم بريمر ، ثم حينما تعمد ازلل صدام حسين اثناء المحكمة بطرده المتكرر ، وفى النهاية بأصدار حكم الأعدام شنقا برغم ابدائه الرغبة لأن يعدم رميا بالرصاص ، خاصة انه كان فى حالة حرب بالفعل ،
كل ذلك بعض من كل من اسباب تؤدى الى أن أسوأ قرار سيكون هو تنفيذ حكم الأعدام على صدام ، حيث ستنتقم الجماهير العربية من المحكمة ومن الشيعةومن أمريكا ومن كل من سعوا بشكل مفضوح وفج الى اصدار ذلك الحكم بالأتى : بأن يصروا على منح صدام حسين حياة أبدية بجعله وتصويره بطلا فى الموروث الشعبى ، حيث سيعاد تفسير كل شيئ من جديد ليخدم ذلك الهدف ، وسيتم انتاج كافة عناصر الملحمة والميلودراما والأسطورة ليصبح صدام حسين الفارس الذى قهر أعدائه بأن جعل روحة ترفرف على العراق دوما وسوف يتحول قبره الى مزار كولى ، وغير ذلك ليصبح صدام حسين سيرة أبدية جميلة تلتصق بوجدان الشعب العراقى لمئات بل لألاف السنين ، وبالطبع سيتم تضخيم دور الأشرار ، ممن حاكموه ومن يمثلوهم ، وبالطبع ستكتسب صورة أمريكا فى الوجدان الشعبى العربى أبشع صورة لشرير بلا قلب أو رحمة لرجل بات عاجزا وطاعنا فى السن ، وكما فى الأساطير سيتحول الشيخ العجوز الى بطل اسطورى ، يختفى ليظهر منتقما من ظالميه ، ليتقمس صورة التبشير بالنصر فى أحلام المظلومين لعقود بل لقرون ، هذه هى نفسية المواطن العربى الذى يبدوا سلبيا لكنه أن أراد فعل المستحيل بلا منطق احيانا ، 00
* ولذلك أرى أن يؤخد بملاحظات بعض المؤسسات الحقوقية العالمية المحايدة ، والتى رصدت هزلية وصورية المحكمة وانتقامية الحكم ، ليتم نقضه يقرار من الرئيس بوش ، وأن يتم التمسك بالغاء الأعدام ، فلا يمكن ان يستدعى قانون ملغى لتحقيق رغبة انتقامية ثم يعاد دفن العقوبة من جديد ، وأن يستدعى القاضى الأول الذى استقال احتجاجا على الضغوط السياسية ، لأنه وحده من ستثق بى حكمة الجماهير ، واعاة المحاكم ليصدر على صدام حسين حكما ليس من بينه الأعدام ،
* ذلك سيحقق أكثر من هدف كالأتي
أولا : لن يجعل من صدام حسين بطلا اسطوريا ورمزا يعيش رغم اعدامه 0
* ثانيا : سيحقق حبا وتقبلا من الجماهير لمصدقية أمريكا فى وجدان العرب مما يحسن ويعالج تلك الكراهية ، والعكس سيؤبد الكراهية وانتقالها من جيل لجيل 00
*ستتحقق مصاقية للقضاء العراقى 0 عكس ما لو تم الأخذ بحكم الأعدام
ثالثا * سيمهد الطريق لعمل مصالحةوتصالح بين السنة والشيعة ، خاصة فيما لو أنه تم الأهتمام بالدعوة التى اطلقها صدام حسين طالبا من الفصائل وقف القتل 0 ويمكن العمل على اقناعة بأطلاق المزيد من ذلك 0
رابعا * سيظهر ذلك الرئيس بوش كفارس فى الخيال والعقل العربى ، خاصة أن ( العفو عند المقدرة ) مبدأ دينى وأخلاقى ، يبجل فاعله ،
** فهل يفكر الرئيس بوش فى كل ذلك جيدا ، ويعل قبل فوات الأوان على عدم تحويل صدام حسين الى بطلا اسطوريا لأنه بالفعل عكس ذلك ؟!!0





#سميه_عريشه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على العفريت ، وأختلاط الحابل بالنابل 00
- شدة الخوف اللاغية لأستخدام العقل 00 والخوف المزدوج 00
- د / رفعت السعيد : أمريكا ( نمر ) نخاف الحوار معه خشية ان يفت ...
- الإسلام هو الحل ، نهاية العقيدة الدينية .... وجهين لعملة واح ...
- أطالب ب : جمال مبارك نائبا لرئيس الجمهورية ( لهذه الأسباب وي ...
- الحادى عشر من سبتمبر وسقوط مبدأ : الغاية تبرر الوسيلة
- ليس مأزق أمريكا و فقط ، بل جميع الأطراف !!0
- هل الشعوب العربية أصبحت معاقة ؟
- طائفية المستأثرون بالحكم والثروة دوما 0
- قصة : جذور متناثرة
- قصة : الكفيف وألوان العشق
- اريد أن اصبح لا شيئ 00 و أولى شمعات العنف
- كراهية أم انعدام الثقة؟
- الفساد والأحتكار سر فساد الدراما المصرية
- العودة
- غموض ساحر
- مفتــرق طــــرق
- عن التوافق الجنسي وأشياء أخر
- جـــذور التربيـــــــة
- أدب الحـــــرب


المزيد.....




- سفير إيران لدى الأمم المتحدة ليورونيوز: أوروبا مسؤولة جزئياً ...
- عراقجي: لسنا من يستهدف المستشفيات بل مجرمو الحرب الإسرائيليو ...
- جمعيات حقوقية تتهم حكومة نتنياهو بعدم توفير ملاجئ لكبار السن ...
- في مواجهة ترامب.. رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي للدفاع عن ...
- سلام وجراندي يشددان على أهمية توفير الظروف الملائمة لعودة ال ...
- لاكروا يؤكد سعي الأمم المتحدة الجاد لضمان تمديد مهمة اليونيف ...
- الأمم المتحدة تحذر من ظهور بؤر مجاعة في اليمن خلال الأشهر ال ...
- فرنسا: نشر 4 آلاف عنصر أمن في -عملية تفتيش وطنية- لاعتقال ال ...
- مسئول إيراني يعلن اعتقال 24 جاسوسا إسرائيليا غرب طهران
- ممثلو عملية التشاور العربية: قضية اللاجئين جوهر القضية الفلس ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سميه عريشه - صدام ليس بطلا ، ولا تجعلوه كذلك