أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - انكشاف مخطط استكمال النكبة














المزيد.....

انكشاف مخطط استكمال النكبة


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 10:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


انكشف في الأيام الأخيرة ما يؤكد تماماً ما لم ننفك نحذّر منه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وهو أن اليمين الصهيوني سوف ينتهز فرصة عملية «طوفان الأقصى» كي يحاول تنفيذ حلمه القديم بتهجير معظم السكان الفلسطينيين من الأراضي المحتلة في عام 1967، استكمالاً لنكبة 1948 وتحقيقاً لمشروع «إسرائيل الكبرى». فقد نشر موقع «ميكوميت» (المكالمة المحلية) الإسرائيلي المعارض، يوم السبت الماضي، وثيقة خطيرة صادرة عن وزارة الاستخبارات الصهيونية التي تشرف عليها غيلا غامليل، وهي عضوة بارزة في حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو. وقد أكّدت حقيقة الوثيقة فيما بعد بعض أجهزة الإعلام الإسرائيلية، منها صحيفة «هآرتس» يوم الإثنين، كما ترجمها إلى الإنكليزية موقع 972+ المناهض للسياسة الإسرائيلية.
إنها وثيقة صادرة بتاريخ 13 أكتوبر/ تشرين الأول ومعنوَنة «خيارات متعلقة بالسياسة إزاء سكان غزة المدنيين». والخيارات المذكورة ثلاثة هي: (أ) يبقى سكان غزة في القطاع وتتولّى حكمهم السلطة الفلسطينية؛ (ب) يبقى سكان غزة في القطاع وتقوم فيه سلطة عربية محلية؛ (ج) إجلاء السكان المدنيين من غزة إلى سيناء. وتعتبر الوثيقة أن الخيارين (أ) و(ب) تشوبهما عيوب هامة، لاسيما من حيث أن أيا منهما لن يستطيع توفير «المفعول الرادع» الكافي في المدى الطويل. أما خيار (ج) فتقول الوثيقة عنه أنه «سوف يأتي بنتائج استراتيجية إيجابية طويلة المدى ويمكن تحقيقه. فهو يقتضي عزماً من قِبَل القيادة السياسية في مواجهة الضغط الدولي، مع التشديد على أهمية كسب الدعم للمشروع من طرف الولايات المتحدة وسواها من البلدان المؤيدة لإسرائيل».
ثم تمضي الوثيقة في تفصيل كلٍ من الخيارات الثلاثة. وسوف نكتفي هنا بالخيار الثالث الذي تحبّذه الوزارة، وهو خيار إجلاء السكان المدنيين عن غزة. فتصف الوثيقة السيناريو على الوجه التالي: «1. بسبب القتال ضد حماس، ثمة حاجة لإجلاء غير المقاتلين عن مناطق المعركة؛ 2. يجب أن تسعى إسرائيل وراء إجلاء السكان المدنيين إلى سيناء؛ 3. في مرحلة أولى، يجري تشييد مدنٍ من الخِيَم في سيناء، وفي مرحلة لاحقة يجري إنشاء منطقة مساعدات إنسانية لعون سكان غزة المدنيين ومن ثم بناء مدنٍ في منطقة خاصة بإعادة التوطين في شمال سيناء؛ 4. ينبغي خلق منطقة عازلة من بضعة كيلومترات داخل الأراضي المصرية ومنع عودة السكان إلى نشاطات أو إلى الإقامة قرب الحدود الإسرائيلية. فضلاً عن ذلك، يجب إقامة حزام أمني داخل أراضينا قرب الحدود مع مصر».

ثم تمضي الوثيقة في تفصيل سيناريو التهجير، الذي ترى أنه يبدأ بالدعوة إلى جلاء السكان غير المقاتلين عن منطقة القتال، وتنفيذ عمليات قصف جوّي مركزة على شمال غزة لإتاحة المجال أمام اجتياح برّي. وفي مرحلة ثانية، يبدأ الاجتياح من الشمال وعلى طول الحدود حتى احتلال كامل القطاع والقضاء على أنفاق «حماس». وطوال ذلك الوقت، «من الأهمية بمكان أن تُترك الطرق المؤدية إلى جنوب القطاع مفتوحة للسماح بجلاء السكان المدنيين نحو رفح». وتدّعي الوثيقة أن هذا الخيار من شأنه توفير أرواح المدنيين مقارنة بالخيارين الآخرين، وأنه يندرج في سياق من النزوح واسع النطاق كما جرى في سوريا وأفغانستان وأوكرانيا. وترى أن من واجب مصر بموجب القانون الدولي أن تفسح المجال أمام مرور السكان المدنيين، وأن القاهرة سوف تجني لقاء تعاونها مساعدة مالية في معالجة أزمتها الاقتصادية الراهنة.
ومن الملفت للنظر أن وثيقة وزارة الاستخبارات الصهيونية صدرت بالتزامن مع دعوة إسرائيل سكان شمال غزة إلى الهجرة إلى جنوبي نهر وادي غزة يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول، بما يؤكد أن تلك الدعوة اندرجت في مخطط الخيار (ج). والحال أن كل ما قامت به إسرائيل حتى الآن ينسجم تماماً مع مخطط النكبة المكرّرة في غزة كما وصفته الوثيقة. هذا وقد نشرت صحيفة «فايننشال تايمس» تقريراً صدر يوم الإثنين عن مراسليها في العواصم الأوروبية يفيد بأن نتنياهو سعى وراء إقناع الحكومات الأوروبية بالضغط على مصر من أجل إقناعها باستقبال اللاجئين القادمين من غزة. بيد أن باريس وبرلين ولندن أبدت جميعاً قناعتها بأن هذا المطلب غير واقعي، لكنها مع ذلك أخذت تضغط على القاهرة كي تفتح أبواب مصر متحججة باعتبارات إنسانية. ويتبين من التقرير أن ثمة اعتقاداً في بعض الأوساط الأوروبية أن كثافة النزوح إلى الحدود المصرية مع تقدّم العمليات العسكرية البرّية من شأنها مفاقمة الحشد البشري على الحدود بما قد يجبر مصر، بالتضافر مع الضغط الغربي، على تغيير موقفها. كما يتمنى مخططو التهجير بكل تأكيد أن يؤدّي حشد النازحين على حدود غزة الجنوبية إلى اقتحامهم للأراضي المصرية هروباً من القصف والزحف العسكري الإسرائيليين، غصباً عن السلطات المصرية التي لن تستطيع إطلاق النار على المدنيين الغزّاويين.
في هذه الأثناء، بدأ المستوطنون في الضفة الغربية ينتهزون من جانبهم فرصة «طوفان الأقصى» ويصعّدون الضغط على الفلسطينيين القاطنين في منطقة «ج» (وهي تشمل القسم الأكبر من أراضي الضفة بنسبة تزيد عن 60 في المئة) من أجل أن ينزحوا، ليس إلى المنطقة التي تشرف عليها «السلطة الفلسطينية» بل إلى الأردن! وهذا يشير بوضوح إلى نية اليمين الصهيوني في استكمال النكبة في عموم الضفة الغربية أيضاً حالما تسنح الفرصة في تقديرهم.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في النفاق الاستعماري والكيل بمكيالين
- حرب إسرائيل على غزة والنكبة الثانية: “أبيدوا جميع الهمج !”
- غزّة… بين فصل النكبة الثاني وإحياء أسطورة أوسلو
- تعليقات أولية على هجوم أكتوبر المضاد الذي شنّته حركة حماس
- «طوفان الأقصى» ينذر بأن يجرف غزة
- السيسي يعيد الكرّة
- مأساة السودان العظيمة والمخرج منها
- في الكوارث الطبيعية والكوارث البشرية
- مشروع الممر الدولي الجديد: مصر هي الخاسرة الكبرى
- إشعال حرب… السبيل الأيسر للقضاء على ثورة شعبية
- نجلاء المنقوش كبش فداء
- ما زال الشعب (السوري) يريد إسقاط النظام
- رسالة مفتوحة إلى حمدين صباحي
- حارق المصحف لا يستحق سوى الازدراء
- عن الحرب الأهلية الباردة الدائرة في إسرائيل
- في إخفاق المشروع الفرعوني في مصر
- لماذا تخشى إسرائيل انهيار «السلطة الفلسطينية»؟
- القلق الغربي من انهيار الدولة الروسية
- بطولة جنين والخيانة العربية
- ميلوني وسعيّد بعد برلسكوني والقذّافي


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: استهداف جميع ...
- روسيا: فتح قضية جنائية بعد حرق كتاب -العهد الجديد-
- كلوب يقول إن مشكلته مع محمد صلاح قد -تم حلها بشكل كامل-
- تركيا تعلن -الوقف التام- للتبادل التجاري مع إسرائيل.. من الف ...
- -ما الأسوأ: أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم تكرار هذه الأكاذيب من ...
- شاهد: يلتهم كل ما يعترض طريقه.. كاميرا ترصد تشكّل إعصار هائل ...
- شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق ...
- ألمانيا تستدعي القائم بأعمال سفير روسيا بسبب هجوم إلكتروني
- بعد التهديدات الإسرائيلية بالانتقام.. الجنائية الدولية تصدر ...
- زاخاروفا ردا على كاميرون: أول اعتراف رسمي بالحرب ضد روسيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - انكشاف مخطط استكمال النكبة