أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - بطولة جنين والخيانة العربية














المزيد.....

بطولة جنين والخيانة العربية


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 7649 - 2023 / 6 / 21 - 09:43
المحور: القضية الفلسطينية
    



إن موقف جنين البطلة، مدينةً ومخيماً، في تصدّيها للعدوان الصهيوني يوم الإثنين، بعد بطولات عديدة من أشبال الأمس الذين استحالوا أسوداً في العرائن المتكاثرة على أرض فلسطين، إنما جاء يسطّر بالدماء عمق الخيانة العربية في أحدث تجليّاتها المتمثل بالاتفاقيات المشؤومة المعروفة باسم «اتفاقيات أبراهام». فبعد أقل من ثلاثة شهور، تكون ثلاث سنوات قد مضت منذ حفل التوقيع الذي ضمّ في البيت الأبيض (والأزرق) إلى الدولة الصهيونية، كلاّ من دولة الإمارات العربية المتحدة، رائدة المشروع بالتعاون مع عرّابه الأمريكي، دونالد ترامب (متكلاً على صهره جاريد كوشنر) ومملكة البحرين. وقد انضمّت لاحقاً إلى الاتفاقيات كلّ من المملكة المغربية والزمرة العسكرية السودانية.
أما الجدير بالاهتمام فهو أن الحكومات الموقّعة على «اتفاقيات أبراهام» قد ذهبت في علاقاتها مع الدولة الصهيونية إلى أبعد من الحكومات العربية التي سبقتها على درب «التطبيع» أي مصر والمملكة الهاشمية الأردنية. فإن حكومات «التطبيع» الجديدة، إذا استثنينا الحكم السوداني الذي كان مشغولاً بتصدّيه للحراك الشعبي قبل أن تستفحل الأزمة بين مكوّنيه العسكريين، إن تلك الحكومات قد عقدت على الفور عقوداً في الحقل العسكري مع الحكم الإسرائيلي. والحقيقة أن إحداها، وهي دولة الإمارات، كانت قد انضمّت إلى زبائن الدولة الصهيونية في المجالين العسكري والاستخباراتي قبل أن تدخل معها في علاقات دبلوماسية رسمية.
أما النتيجة فهي ما كثرت التعليقات عليه في الأسبوع الماضي، بعد أن نشرت وزارة «الدفاع» (العدوان) الإسرائيلية يوم الأربعاء تقريرها السنوي عن المبيعات العسكرية، الذي بيّن أن تلك المبيعات بلغت 12.5 مليار من الدولارات في العام المنصرم، وهو رقمها القياسي، يساوي أكثر من ضعفي ما كان عليه في عام 2014 ويزيد عمّا كان عليه قبل «اتفاقيات أبراهام» بأكثر من النصف. والحال أن الأمر الأكثر إثارةً في التقرير المذكور، هو أن رُبع الصادرات العسكرية الإسرائيلية تقريباً (24 في المئة) بقيمة ثلاثة مليارات من الدولارات، ذهب إلى دول الاتفاقيات الجديدة.


فقد عقدت الحكومات العربية الثلاث المذكورة أعلاه صفقات عسكرية ملفتة مع الدولة الصهيونية منذ توقيعها على الاتفاقيات. في العام الماضي وحده، أُعلِن في الصيف في المغرب، خلال الزيارة التي قام بها أفيف كوخافي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، للمملكة، أنها اشترت طائرات «هاروب» وهي طائرات بدون طيار من صنع شركة «صناعات إسرائيل للطائرات». كما تعاقدت دولة الإمارات في الخريف على شراء نظام الدفاع الجوّي الإسرائيلي المتحرّك «سبايدر» الذي طورته شركة «أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة» بمساعدة من شركة «صناعات الفضاء الإسرائيلية» الحكومية. ومن جهتها، أبرمت المملكة البحرينية اتفاقاً على التعاون الأمني والعسكري مع الدولة الصهيونية، لم يُكشف عن محتواه.
هذا وقد وصل التعاون بين الدولة الصهيونية والمملكة المغربية إلى حدّ أن القائم بدور السفير الإسرائيلي في الرباط أعلن قبل عشرة أيام أن شركة «أنظمة إلبيت» الإسرائيلية، المتخصّصة في صناعة الأنظمة الإلكترونية العسكرية، سوف تُنشئ موقعين إنتاجيين لها في المغرب. وبتحقيق ذلك، تكون إحدى دول الجامعة العربية قد دخلت في طور الإنتاج «خارج الحدود» (offshore) لصالح الصناعات العسكرية الإسرائيلية. إن هذا النوع من العلاقة الإنتاجية معهودٌ بالتأكيد بين الدول الصناعية والدول النامية، لكنّه يتّخذ طابعاً خطيراً للغاية عندما يتعلّق بتصنيع عسكري لصالح دولة استعمارية قائمة على اضطهاد شنيع للشعب الفلسطيني الذي ما برح شعب المغرب يعتبره شعباً شقيقاً.
وبإسهامها في ازدهار الصناعات العسكرية الإسرائيلية وإثرائها، تساهم دول «اتفاقيات أبراهام» في تيسير الاستخدام الصهيوني للأسلحة ضد الشعب الفلسطيني وسائر الشعوب العربية التي تعاني من الاحتلال والعدوان اللذين تمارسهما الدولة الصهيونية. فقد فسّر أحد كبار المسؤولين في وزارة «الدفاع» (العدوان) الإسرائيلية لصحيفة «واي نت» أن تنمية صادرات إسرائيل العسكرية تساعد «جيش الدفاع (العدوان) الإسرائيلي» بتخفيضها أسعار ما يستخدمه من السلاح (والمقصود ضمنياً بالطبع: «ضد الشعب الفلسطيني وشعوب الجوار العربي»).
أما المغزى مما سبق، فهو أن ثمة دولا عربية باتت تشارك في تغذية المجهود الحربي الصهيوني، وذلك في حين لا يني العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني يتصاعد في ظلّ حكومة تشمل نازيين جددا يطمحون جهاراً إلى إلحاق نكبة جديدة بالشعب الفلسطيني بطرده من الضفة الغربية لنهر الأردن إلى الضفة الأخرى.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلوني وسعيّد بعد برلسكوني والقذّافي
- في الجدل حول مبعوث الأمم المتحدة في السودان
- اردوغان بطل الذين لا بطل لهم
- السوريون في تركيا بين نارين
- فظائع السودان والدرس التاريخي
- ماذا وراء الإغارة الأردنية داخل الأراضي السورية؟
- هنيئاً لهم بتصالحهم مع بشّار الأسد!
- حلمٌ سوداني
- المغزى من اقتتال العسكر في السودان
- تخبّط قيس سعيّد الاقتصادي وتبعاته
- الثورة السودانية أمام منعطف جديد
- قوة ديمقراطيتهم وضعف ديمقراطيتنا
- أمريكا والصين: «فرِّق تَسُد» أم «وفِّق تَسُد»؟
- أحلام فارقتنا وأحلام لن تفارقنا
- من دروس المحنة التونسية
- في المقارنة بين أفعال الصهاينة وأفعال النازيين
- بين الرعونة الروسية والعجرفة الأمريكية
- الاشتراكية والاستعمار والاستشراق
- أطلال مصر ازدادت في عهد السيسي
- سوريا والكارثة المستمرّة


المزيد.....




- نهاية -صادمة- لـ-أسورة المتحف المصري- التي شغلت الرأي العام ...
- تحليل لـCNN: السعودية تلجأ إلى باكستان -الحليف النووي- مع تر ...
- غزة في مواجهة -الروبوتات المفخخة-: سلاح إسرائيلي يثير الرعب ...
- -هجوم المعبر-.. القتيلان جنديان وإسرائيل تنتقد الأردن
- بعد هجوم الدوحة.. هل دخلت -معادلة الردع العربي- حيز التنفيذ؟ ...
- ترامب لرؤساء شركات الـ AI: أنتم تتحكمون في العالم
- ترامب: كان من الممكن أن يكون شارلي كيرك رئيسا لأميركا
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف حرب غزة
- صورة جديدة للزعيم -عادل إمام- تشعل مواقع التواصل
- سوريا.. إسرائيل تتوغل بريف القنيطرة وتتجه لإخلاء السكان


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلبير الأشقر - بطولة جنين والخيانة العربية