أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - الحرب النفسية الإسرائيلية على ضوء تداعيات الحرب على غزه















المزيد.....

الحرب النفسية الإسرائيلية على ضوء تداعيات الحرب على غزه


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 7781 - 2023 / 10 / 31 - 11:43
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


المحامي علي ابو حبلة
لا بد من التصدي للحرب النفسية التي تقودها وسائل الإعلام الإسرائيلي ضد المواطن العربي والعقل العربي لتغيير الإدراك والسلوك لوجود إسرائيل والتعامل معها، بدل عدائها وهذا ما دأبت عليه الجهات المتخصصة بالحرب النفسية بشن حملتها لإضعاف روح المقاومة ضد إسرائيل، بتنا أمام حرب نفسيه مشرعة الأبواب وتستهدف الفلسطيني والعربي لإضعاف مقاومته وصولا لتحقيق هزيمته نفسيا ليستسلم أمام فرض سياسة الأمر الواقع، وهنا لا بد من شن هجمة معاكسة ومهاجمة ومحاصرة إسرائيل بالأسلوب والوسائل نفسها.
مفهوم الحرب النفسية وأهدافها:
تعرف الحرب النفسية بأنها « هي الاستخدام المخطط للدعاية أو ما ينتمي إليها من الإجراءات الموجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة، بهدف التأثير على عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول بما يحقق للدولة -التي توجهها- أهدافها .
عدة صور وأساليب تستخدم لتحقيق تلك المهام للحرب النفسية كما عرفها وذكرها الخبراء في علم النفس لخطر الحرب النفسية وتتمحور في:
أولا :- الكلمة المسموعة أو المقروءة التي من شأنها التأثير على العقول والعواطف والسلوك، وهو مجال تتعدد فيه الأشكال والوسائل كالكتاب والصحيفة والمجلة والمنشور واللافتة والإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح.. الخ.
ثانيا :- الشائعات، وهي أخبار مشكوك في صحتها، ويتعذر التحقق من أصلها، وتتعلق بموضوعات لها أهمية لدى الموجهة إليهم، ويؤدي تصديقهم لها أو نشرهم لها "وهذا هو ما يحدث غالبا" إلى إضعاف الروح المعنوية.
ثالثا:- التهديد بواسطة القوة " تحريك الأساطيل - إجراء المناورات الحربية بالقرب من الحدود - تصريحات القادة - إعلان التعبئة الجزئية.. الخ ".
رابعا :- الخداع عن طريق الحيل والإيهام.
خامسا :- بث الذعر والتخويف والضغط النفسي.
سادسا:- الإغراء والتضليل والوعد لاستدراج الجانب الآخر لتغيير موقفه.
أنواع الحرب النفسية
ومن المفيد أن نعرف أن جهد الحرب النفسية أو الدعاية يوجه في ثلاثة أنواع جرى العرف على تسميتها بحسب مصدرها بالأسماء التالية:
الدعاية البيضاء:
وهي نشاط الدعاية العلني والصريح، الذي يحمل اسم الدولة التي توجهه مثل: الإذاعة ووكالات الأنباء والتصريحات الرسمية، ولذلك تسمى أحيانا بالدعاية الصريحة أو الرسمية.
الدعاية الرمادية:وهى الدعاية الواضحة المصدر، ولكنها تخفي اتجاهاتها ونواياها وأهدافها، أي التي تعمل وتدعو إلى ما تريد بطريق غير مباشر، كالكتاب الذي يحتوى على قصة أو رواية عادية، لكنه يدعو - بين السطور -وبطريق غير مباشر إلى اعتناق مذهب سياسي معين أو التعاطف معه.
الدعاية السوداء:
وهي الدعاية التي لا تكشف عن مصدرها مطلقا، فهي عملية سرية تماما، ومن أمثلتها الصحف والإذاعات والمنشورات السرية والخطابات التي ترسل إلى المسئولين غفلا من التوقيع أو باسم أشخاص أو منظمات وهمية أو سرية.
الرمادية أخطر الألوان:
وبالمقارنة بين تلك الألوان الثلاثة للدعاية، يتضح لنا أن الدعاية الرمادية هي أخطرها على الإطلاق: فالإنسان بقليل من الوعي والفطنة، يستطيع أن يكشف بسرعة ما وراء الدعاية البيضاء والسوداء، أما الدعاية الرمادية فهو يتجرعها قبل أن يكتشف أهدافها، ويتعرض لتأثيرها دون أن يشعر، لأنها "تتسلل" إلى عقله ووجدانه مستترة وراء شيء ظاهري لا غبار عليه.. أي أنه "يتناول السم في العسل".. والمعروف أن حملات الدعاية تضم عادة الألوان الثلاثة، ولا تكتفي بلون واحد منها، لكننا لا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن الدعاية الرمادية تحظى بالنسبة الأكبر، وأنها هي الأكثر استعمالا والأوسع انتشارا، وذلك تأكيدا لكونها أقوى أثرا.
إنّ الحرب النفسية هي " حرب العصر " ، حيث إنها حرب تغيير السلوكيات والقناعات وميدانها الشعوب والأفراد مدنيين كانوا أم عسكريين، وهي من أخطر الأسلحة؛ لأنها تقوم على إضعاف معنويات الخصم وتحطيم إرادته وهنا مكمن قوتها، إضافة لذلك فقد أصبح من الصعب على الدول -حتى العظمى منها- تحمل تكاليف الحرب العسكرية المباشرة التي تستنزف طاقاتها المالية والاقتصادية بشكل هائل، خاصة مع ترّدي الوضع المالي والاقتصادي لأكبر الدول في العالم، إضافة إلى رفض معظم شعوب تلك الدول بالزج بأبنائها في أتون الحروب المشتعلة، فلذلك اختارت تلك الدول أن تهزم أعداءها وتحكم سيطرتها عليهم من خلال ممارسة الحرب النفسية، فأنشأوا في سبيل ذلك مكاتب تكون تابعة لأجهزة الاستخبارات عادةً، شغلها الشاغل التخطيط ووضع الاستراتيجيات لهذا النوع من الحروب، وهمّها نشر الشائعات وزرع الفتن، والترصد والتضليل ضد أعدائها لحماية أمنها القومي على المدى البعيد كهدف رئيس قبل كل شيء.
فقد نجحت تلك الدول في أغلب الأحيان في تحقيق أهدافها من دون النزول إلى الأرض أو تعريض جنودها للخطر، ولكن في بعض الأوقات الأخرى تكون الحرب النفسية مقدمة للحرب العسكرية مثلما وقع في العراق مثلا، فيتم إطلاق الترسانة الإعلامية، والعمل في الخفاء، لتعبيد الطريق للقوات المهاجمة بعد ذلك..
الحرب النفسية هي حرب معنوية بالأساس اختلف المتخصصون في مبناها اللغوي فمنهم من يطلق عليها حرب العصابات والحرب الباردة أو حرب الأفكار والحرب الدعائية، ولكنهم جميعا اتفقوا على معناها، بأنها شكل من أشكال الصراع الذي يهدف للتأثير على الخصم وإضعاف معنوياته وتوجيه فكره وعقيدته وآرائه وإحلال أفكار أخرى مكانها تكون في خدمة الطرف الذي يشن الحرب النفسية، إذا فهي حرب لا يمكن مواجهتها الند للند لأنّها تدور في الظلام وخلف الستار وتتغلغل بدون لفت الأنظار أو إحداث أي ضجيج.
وقد تعددت التعريفات للحرب النفسية وتنوعت، حيث يُعتبر الكولونيل» بلاو « أول من وضع أسس الحرب النفسية وذلك عام 1935، إذ كان يشغل منصب رئيس المعمل النفسي في وزارة الدفاع، بينما كان أول ظهور لهذا المصطلح بشكل رسمي على يد الأمريكي لينبارجر سنة 1954 حيث يقول إنها الاستخدام المنظم للدعاية والتدابير الإعلامية المقاربة بهدف التأثير في آراء وعواطف فئات الأجانب في البلدان المعادية من أجل تحقيق أهداف السياسة القومية أو الأهداف العسكرية، بينما تعرّفها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بأنها استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية التي تستهدف جماعات معادية أو محايدة أو صديقة بغية التأثير على آرائها واتجاهاتها وسلوكها بطريقة تساعد الدول المستخدمة لهذا المخطط على تحقيق سياساتها وأهدافها ومصالحها، ويمكن القول كتعريف إجرائي بأنها حملة شاملة تُستعمل فيها كل الأدوات المستطاعة وكل الأجهزة للتأثير في عقول جماعة محددة بهدف تهديم قناعات معينة وإحلال أخرى في مكانها تتماشى مع مصالح الطرف الذي يشن الحملة.
يظهر لنا جليا خطورة الشائعات والحرب النفسية الإسرائيلية ومدى قدرتها على اختراق الصفوف ومحاولات إضعاف المعنويات وبث القلاقل والفتن داخل المجتمع، إن الحرب النفسية التي يتعرض لها الفلسطينيون والعرب يرصد لها ميزانيات بالملايين فما نحن فاعلون لمواجهة الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل وتستهدف النيل من قوتنا وإرادتنا، علينا عدم الاستسلام للشائعات وحملات التضليل ورفض تغيير السلوكيات والإدراك تجاه من يحتل الأرض والقدس وفلسطين ويصر على معاداة من يخالف مشروعهم التوسعي.
وعلى عاتق الجهات المسؤوله ان تعنى في كيفية التصدي لهذه الحرب القذرة التي يتعرض لها شعبنا على أيدي حفنه من المرتزقة موجهون في ترويج الخبر والدعاية المغرضة ضمن حرب نفسيه تخدم الاحتلال واستمرار احتلاله ، فهل لنا أن نعي الحقيقة لننتصر على الحرب النفسية وفي طليعتها حرب الاشاعه المغرضة وعبر كل الوسائل



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة طريق سلام فياض لإنهاء الحرب على قطاع غزة خطأ في الحسابات ...
- العقيدة الصهيونية في كتاب نتنياهو (مكان تحت الشمس )
- تصريحات اردغان هل ترتقي لموقف استراتيجي من إسرائيل ؟؟؟؟؟
- مطلوب عقد اجتماع للأمناء العامين للقوى والفصائل الفلسطينية و ...
- ازدواجية معايير الغرب تفضح انحيازهم لإسرائيل على حساب الحق ا ...
- النظام العربي لم يرتقي لمستوى التحديات لوقف حرب غزه
- مطلوب استراتجيه وطنيه لمواجهة المخاطر التي تتهدد تصفية القضي ...
- قمة - القاهرة للسلام - وضرورة إعادة تقييم نمط التعامل الدولي ...
- اسرائيل تشن حرب صليبيه ضد الشعب الفلسطيني
- رسالة إلى معشر الإسرائيليين.. اوقفوا حرب غزه ولا تدعوا غلاة ...
- رسالة مفتوحة للرئيس الامريكي بايدن من اي نوع انت من البشر ؟؟ ...
- زيارة بإيدن للمنطقة محفوفة بالمخاطر
- الفلسطينيون في خندق الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري ومصر ...
- الدم الفلسطيني مستباح على يد المتصهينيين الجدد بخرق فاضح للق ...
- كلمة رئيس الوزراء محمد اشتيه في ظل التحديات والمخاطر والتداع ...
- يدافعون عن وطنهم وكرامتهم ... وهم ليسوا جزء من محور
- الجبروت والتسلط الإسرائيلي يمارس عنصريته ضد غزه في سبيل استع ...
- أمريكا بايدن تشرع الإرهاب لحكومة اليمين الصهيونية
- ردا على طارق الحميد بمقاله - غزة وحرب بلا فائدة - في صحيفة ا ...
- اسرائيل ترتكب جرائم حرب بحق الفلسطينيين وحكومة نتنياهو ممعنة ...


المزيد.....




- -تحرش جنسي بمكان العمل-.. تقرير يكشف ما يتعرض له أطباء أمراض ...
- “سجل الآن” minha.anem.dz رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- امرأة من دولة إفريقية تنجب أول مواليد الحج لهذا العام في مكة ...
- 40 سنة على قانون الأسرة الجزائري.. ظلم تاريخي ونضال نسوي مست ...
- جنرال إسرائيلي: لدى إسرائيل عقدة -المرأة المعنفة- وأنصحها با ...
- القواعد العسكرية الصهيونية.. معامل للإبادة والاعتداء الجنسي ...
- اشتركوا في القناة وفعلوا زر الجرس عشان توصلكم فيدويهاتنا أول ...
- خطوات الحقن المجهري
- طريقة التسجيل منحة المرأة الماكثة بالجزائر
- في حادث مروع هز إندونيسيا.. ثعبان ضخم يلتهم امرأة


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - الحرب النفسية الإسرائيلية على ضوء تداعيات الحرب على غزه