فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7780 - 2023 / 10 / 30 - 00:29
المحور:
الادب والفن
يخيطُونَ السّماءَ بِالدّعاءِ
يُفصِّلُونَ الْأرضَ بِالتّعْويذةِ
ثمَّ ينثُرُونَ علَى رؤوسِهِمْ
رمادَ الْأبخرةِ منْ شَبٍّ وحرْملٍ
اتِّقاءَ الْحسدِ...
يُردِّدُونَ بينهُمْ و بينهُمْ :
"اللَّهُمَّ لَاحسدْ"
ويُواصلُونَ الطّريقَ...
يجْرحُونَ أكُفَّهُمْ لِينبتَ الشّوكُ
فتقتاتَ الْجُرذانُ علَى بقايَا أقدامٍ
عصرَتِ الْأرصفةَ
وامتصّتْ عُصارةَ الْأيادِي
ثمَّ لوّحتْ بِإشارةِ النّصرِ
قبلَ أنْ تدخلَ زنْزانةَ الْيأسِ...
عرفْتُ أيُّهَا السّجّانُ...!
أنّكَ مثلِي سجينٌ
وتعرفُ
أنَّ بيتَكَ هذَا...!
شارعٌ مُلْتوِيٌّ
علَى عنقِكَ
مُنْكفِئٌ ضِدَّكَ...
لكنَّكَ تُخبِّئُ نجوماً
علَى أكتافِ السِّيّاطِ...
أعرفُ أنِّي لستُ سجينةً
رغمَ وجودِي فِي الْقبْوِ
أوِ الْكَاشُّو
أفْتقدُ الشّمسَ
وأعناقَ الرِّفاقِ
فِي الشّارعِ الْقديمِ...
لكنَّكَ
لَا تعرفُ :
أنَّكَ الْمسجُونُ دوْماً
فِي حياتِكَ /
كَقبْوٍ
تنتظرُ الإفْراجَ عنِ السّوطِ
لِيُشَقَّ جِلْدُكَ
فتعرفَ أنَّكَ لسْتَ حرّاً
أعرفُ :
أنِّي الْحُرَّةُ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟