|
بوب أفاكيان : بعض الحقائق الأساسيّة حول الحرب الإسرائيليّة المدعومة من قبل الولايات المتّحدة ضد فلسطين
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 7774 - 2023 / 10 / 24 - 00:40
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
بعض الحقائق الأساسيّة حول الحرب الإسرائيليّة المدعومة من قبل الولايات المتّحدة ضد فلسطين بوب أفاكيان ، 20 أكتوبر 2023 ، جريدة " الثورة " عدد 825 ، 23 أكتوبر 2023 https://revcom.us [ بوب أفاكيان قائد ثوريّ تقدّم بالشيوعيّة الجديدة كإطار كامل جديد لتحرير الإنسانيّة . و قد طوّر مقاربة إستراتيجيّة للقيام بثورة فعليّة للإطاحة بالنظام الرأسمالي - الإمبرياليّ . و قد ألّف" دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا" كمخطّط ملموس و نظرة شاملة لطريقة حياة جديدة تماما و نظام مغاير جوهريّا .] أوّلا ، حقيقة أساسيّة حول فلسطين و إسرائيل : إسرائيل التي يدعمها الإمبرياليّون " الغربيّون " - و قبل كلّ شيء ، الولايات المتّحدة - هي القوّة المهيمنة و الإضطهاديّة في صلتها بالشعب الفلسطينيّ . تأسّست إسرائيل قبل 75 سنة من الآن ، على أساس إرهاب رهيب ضد جماهير الشعب الفلسطينيّ . و مذّاك إرتكبت فظائعا متكرّرة ضد هذا الشعب . و هذا واقع تاريخيّ . و حماس ليست حركة ثوريّة ، و أهدافها ليست تحريريّة – ليست قوّة تحرير بل هي نفسها قوّة إضطهاديّة . و الفظائع التي إقترفتها حماس ضد المدنيّين الإسرائيليّين تنبع من الطبيعة الرجعيّة لحماس و أهدافها و أساليبها بما هي قوّة أصوليّة دينيّة ( إسلاميّة ) متعصّبة . وهذه الفظائع وجب التنديد بها . إلاّ أنّها ليست نوعا من " المحرقة / الهولوكوست الجديدة" بمعنى إبادة جماعيّة للشعب اليهودي – و هي لا تقترب بتاتا من العذابات المريعة التي فرضتها و تفرضها إسرائيل على أجيال من الشعب الفلسطينيّ . و مع ذلك الآن ، عدد المدنيّين الفلسطينيّين بمن فيهم الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل منذ هجوم حماس أكبر بكثير من عدد المدنيّين الإسرائيليّين الذين قتلوا في ذلك الهجوم – و ينضاف عدد قتلى الفلسطينيّين إلى الآلاف الآخرين الذين قتلتهم إسرائيل منذ 2008 فقط . لسنا في ثلاثينات القرن العشرين و الحرب العالميّة الثانية لمّا إقترف النازيّون ، كقوّة حاكمة لألمانيا ، فظائعا رهيبة و قتلا جماعيّا لملايين اليهود . الوضع اليوم ليس وضع فلسطينيّين يجمّعون يهودا مغلوبين على أمرهم في محتشدات و يخضعونهم إلى إبادة جماعيّة . الوضع الراهن هو عكس ذلك . إسرائيل قوّة عسكريّة مسلّحة نوويّا و تلقى تزويدا و دعما كبيرين من القوّة الإمبرياليّة المهيمنة على العالم ، الولايات المتّحدة . و لأجيال ، فرضت إسرائيل إضطهاد ميز عنصري / أبارتايد على الفلسطينيّين ، متنكّرة لحقوقهم الأساسيّة . و بالخصوص ، في ما يتعلّق بأكثر من مليوني فلسطيني في غزّة نصفهم أطفال ، فإنّ إسرائيل حرمتهم حتّى من وسائل العيش أبعد من الوجود الأدنى و اليائس . و مرّد أخرى ، نشدّد على بعض الوقائع الأساسيّة و الحيويّة : إسرائيل بلد تأسّس ، قبل 75 سنة ، بدعم من القوى الإمبرياليّة العظمى كدولة عنصريّة تنظّر لتفوّق اليهود و تمارسه ، على أساس التطهير العرقيّ الشنيع – بالقتل الجماعي و الإغتصاب و تدمير قرى فلسطينيّة بأكملها ، و تهجير الجماهير الفلسطينيّة من أراضيها و إلحاق تلك الأراضي بالمجال الترابي المتوسّع لما صار دولة إسرائيل ( التي لم تكن موجودة أصلا قبل الحرب العالميّة الثانية ). و الآن إسرائيل بدعم تام من الإمبرياليذين الأمريكان تقترف بشكل سافر إبادة جماعيّة ضد الفلسطينيّين . هذه هي الحقيقة . إنّها تصف الواقع الأساسي لهذا الوضع و تاريخه . و هذه الحقيقة ليست " معاداة للساميّة "- هي فقط حقيقة . حقيقة هامّة أخرى : لماذا يدعم بايدن و أساسا كامل الحكومة و الطبقة الحاكمة في الولايات المتّحدة إسرائيل في إرتكاب الإبادة الجماعيّة ضد الشعب الفلسطينيّ على مرأى ومسمع من العالم قاطبة ؟ لا يعزى ذلك إلى" قوّة اللوبي اليهوديّ " - أو لفهم سخيف و فاحش بأنّ " اليهود يتحكّمون في كلّ شيء " . و إنّما يُعزى إلى كون إسرائيل تنهض ب " دور خاص " كقلعة مدجّجة بالسلاح لدعم إمبرياليّة الولاات المتذحدة في جزء إسترتيجيّا هام من العالم ( " الشرق الأوسط " ). و قد كانت إسرائيل قوّة مفتاح في إقتراف الفظائع التي ساعدت على الحفاظ على الحكم الإضطهادي للإمبرياليّة الأمريكيّة في عديد أنحاء العالم . و هذا – الحفاظ على الهيمنة الإضطهادية المجرمة للإمبرياليّة الأمريكية و فرضها – هو الحافز لدفع بايدن لمزيد تصعيد الحرب بالوكالة التي تخوضها الولايات المتّحدة ضد روسيا في أوكرانيا ، و كذلك مزيد الإستعداد للحرب مع الصين ، حتّى بثمن المخاطرة بوجود الإنسانيّة ذاته . كلّ هذا حقيقة أساسيّة بشأن هذا الوقاع الأساسي . و تسلّط هذه الحقيقة الضوء مرّة أخرى على ألهمّية العميقة لموقفى بأنّنا، شعوب العالم ، لم يعد بوسعنا السماح لهؤلاء الإمبرياليّين أن يواصلوا الهيمنة على العالم و تحديد مصير الإنسانيّة . هناك حاجة للإطاحة بهم في أقرب وقت ممكن . و إنّه لواقع علميّ أنّه ليس علينا أن نعيش على هذا النحو . المزيد من الوقائع الهامّة و المنطق الأخرق للمساندين الصهاينة لإسرائيل : و لنكن واضحين بشأن واقع هام جدّا : الصهيونيّة ليست هي اليهوديّة . فاليهوديّة دين و ثقافة و أناس يتشاركون تلك الثقافة. أمّا الصهيونيّة فهي عقيدة سياسيّة و إيديولوجيا عنصريّة تنظّر لتفوّق اليهود و تمارسه . و الصهيونيّة هي الأساس الإيديولوجي الذى تأسّست عليه دولة إسرائيل و الذى تواصل تأبيده كتبرير لوجودها و إضطهادها و تدميرها للشعب الفلسطينيّ . و إليكم المنطق الأخرق للمساندين الصهاينة لإسرائيل و موقفهم يتلخّص في التالي : " لا أستطيع أن أفهم ما يجرى . لمّا كنّا نحن اليهود ضحيّة للإبادة الجماعيّة ، أدان الناس الشرفاء في كلّ مكان من إقترفوا تلك الإبادة . و الآن و نحن نرتكب إبادة جماعيّة ضد الفلسطينيّين ، يندّد بنا الناس الشرفاء . ببساطة لا أستطيع فهم ما يجرى . لا بدّ أن يكون هذا معاداة للساميّة " . لا – ليس معاداة للساميّة – إنّه معارضة متّسقة و عادلة للفظائع مهما كان من يقترفها .
---------------------------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوب أفاكيان : نقطة مخفيّة في أخلاق مساندي إسرائيل الذين ينقد
...
-
بوب أفاكيان : المحكمة العليا - المسيحيّون الفاشيّون يسلبون ب
...
-
بوب أفاكيان : محاكمات دونالد ترامب الفاشي و الطبيعة الإجرامي
...
-
ضد غسل الأدمغة المعادي للشيوعيّة ... القفزة الكبرى إلى الأما
...
-
وضع الحقيقة في نصابها بشأن معاداة الصهيونيّة و معاداة السامي
...
-
الشيوعيون الثوريّون (revcoms) : الثورة – بناء الأساس للمضيّ
...
-
الولاء [ للثورة ]
-
الحزب الشيوعي الفليبيني : لنلتفّ حول المقاومة المسلّحة الفلس
...
-
الحرب فى الشرق الأوسط و التهديد الحقيقيّ بكارثة عالميّة و ال
...
-
هذا النظام لا يهتمّ لمصير الأطفال البتّة
-
سلسلة محاضرات يلقيها ريمون لوتا بالمركّبات الجامعيّة الأمريك
...
-
إختبار شعبيّ [ أسئلة و أجوبة ] : كلّ ما قيل لكم عن الشيوعيّة
...
-
بوب أفاكيان :كيلار مايك ، آيس كيوب ، لماذا لا يمكن للبرامج ا
...
-
الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر؛ الجزء الخامس : الظفر و الظفر
-
بوب أفاكيان : الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر - الجزء الثالث : ا
...
-
بوب أفاكيان :الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر - الجزء الرابع : لب
...
-
بوب أفاكيان : الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر – الجزء الأوّل : ن
...
-
بوب أفاكيان : الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر – الجزء الثاني : إ
...
-
بوب افاكيان : رأسماليّون ، معادون للشيوعيّة - نفاق صارخ و تن
...
-
روبار أف. كندي الإبن ... التدجيل و التآمر ... أفكار غير عادي
...
المزيد.....
-
أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل
...
-
مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر
...
-
على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي
...
-
هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
-
م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق
...
-
تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
-
الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش
...
المزيد.....
-
كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رؤية يسارية للأقتصاد المخطط .
/ حازم كويي
-
تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
-
بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
/ مرتضى العبيدي
المزيد.....
|