أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - روبار أف. كندي الإبن ... التدجيل و التآمر ... أفكار غير عاديّة و مقاربة علميّة – المحاورة أو عدم المحاورة – هذه مسألة مبدأ و منهج















المزيد.....

روبار أف. كندي الإبن ... التدجيل و التآمر ... أفكار غير عاديّة و مقاربة علميّة – المحاورة أو عدم المحاورة – هذه مسألة مبدأ و منهج


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 15:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


روبار أف. كندي الإبن ... التدجيل و التآمر ... أفكار غير عاديّة و مقاربة علميّة – المحاورة أو عدم المحاورة – هذه مسألة مبدأ و منهج
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 811 ، 17 جويلية 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/robert-f-kennedy-jr-quackery-and-conspiracy-unconventional-ideas-and-scientific

في المدّة الأخيرة ، وُجد نقاش ضمن عديد المعلّقين السياسيّين و غيرهم حول ما إذا كان على الناس أن يناقشوا روبار ف. كندي الإبن بصدد التلاقيح . فكندي شخص تقدّم بعدد من المزاعم بوضوح فاقدة للأدلّة و لاعقلانيّة حول عدد من الأشياء منها التأثيرات الضارة المفترضة ليس لتلاقيح الكوفيد فحسب بل لتلاقيح أخرى أيضا لطالما وقع إستخدامها لمنع ( أو التخفيف من ) الأمراض الجدّية و حتّى التي قد تكون قاتلة . لهذا ، إلى جانب واقع أنّ كندي قد أعلن بنفسه أنّه معارض لجو بيدن و لترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي للرئاسة في انتخابات 2024 ، فقد إلتقى كندي مع الجمهوريّين الفاشيّين و غيرهم من أنصار نظريّات التآمر الجنونيّة . لقد حاولا الترويج لفكرة أنّ مزاعم كندي حول التلاقيح موضوع نقاش شرعي ( و بالخصوص ، حاولوا ، دون نجاح في ذلك ، أن يزجّوا بيبتر هوتاز ، طبيب أطفال و مختصّ في التلاقيح ، في نقاش مع كندي ، و قد دحض هوتاز " نظريّات " كندي حول التلاقيح .) بعد كلّ شيء ، يشدّدون على ذلك ، لا ضرر فقط شيء جيّد يمكن أن ينجرّ عن المواجهة المباشرة للنظرات المتعارضة حول مسائل هامة مثل التلاقيح .
و قد أكّد آخرون على أنّ لا شيء إيجابي يمكن أن ينجرّ عن مثل هذا النقاش لأنّ حجج كندي ليست قائمة على و لا تيسّر الخطاب العقلانيّ ، و إنّما تنطلق من التشويه المنهجيّ للواقع لإنكار الواقع المركّزة لمدّة طويلة و المدلّل عليه أحسن تدليل – و أنّ نقاش كندي لن يفعل سوى إعطاء هواء غير مستحقّ من " الشرعيّة " لهذه الحجج الجنونيّة .
أن نناقش أو لا نناقش شخصا تمضى أفكاره ضد الحقيقة المركّزة جيّدا ليس مسألة بسيطة تحلّ بإجابة " حجم واحد ينفع الجميع " . في هذه الحال ، من يحاججون بأنّ لا شيء جيّد و فقط ضرر حقيقيّ يمكن أن ينجرّ عن مثل هذا النقاش مع كندي على صواب . و للمساعدة على إعطاء أمثلة للماذا ذلك كذلك ، من المفيد أن نتذكّر تجربة ستيفان جي غولد ، وهو عالم دراسات قديمة و عالم البيولوجيا التطوّريّة ، في حواره مع أصوليّين مسيحيّين حول التطوّر ، قبل عدّة عقود .
إثر عدّة حوارات ، إتّخذ غلد موقفا صارما بأنّه لن ينخرط في مثل هذه الحوارات لسبب أساسي هو أنّه من غير الممكن إقامة مواجهة مبدئيّة عقلانيّة لمواقف متعارضة : فالأصوليّين المسيحيّين الذين تحاور معهم لم يكونوا مهتمّين ببلوغ فهم للواقع موضوعي و علمي و قائد على الأدلّة . هدفهم و مبتغاهم هما الترويج للتعصّب الدينيّ المعادي للعلم و هم يحاججون وفق ذلك . فكلّ مرّة كان فيها غولد يقدّم وقائع و أدلّة لبيان أنّ التطوّر الطبيعي قد حصل فعلا و يواصل الحصول – و خاصة أنّ البشر أنفسهم نتيجة من نتائج هذه السيرورة التطوّريّة – كان معارضوه من الأصوليّين المسيحيّين يواجهون ذلك بحجج لم تكن قائمة و لا يمكن أن تنتمي إلى المناهج العلميّة العقلانيّة . و إلى جانب التأكيدات الدوغمائيّة ل " الحقيقة الإنجيليّة " يبثّون بإستمرار مزاعم شديدة الإختلاف مع الواقع ، و النتيجة هي أن غولد وجد نفسه مضطرّا بصفة متكرّرة إلى " الركض إلى الخلف " و دحض المزاعم المضلّلة و المعادية للعلم ، ما كان ينأى به عن و يقوّض التركيز على المقاربة العلميّة و الجدّية للمسألة .
و على سبيل المثال ، زعم الأصوليّون السيحيّون حينها – و ما إنفكّوا يزعمون – أنّ " الفجوات " في سجلاّت المستحاثات " تدلّل " بشكل ما على أنّ التطوّر الطبيعي ما كان ليكون ذلك الذى أدّى إلى ظهور أنواع متباينة و أنّ هذه الأنواع بالتالي يجب أن تكون " قد خلقت من قبل إلاه ".
و عندما جرى دحض هذا بصفة متكرّة بما في ذلك بيان كيف أنّ " الفجوات " الموجودةسابقا في سجلاّت المستحاثات قد " مُلئت " بإكتشاف مستحاثات جديدة تدلّل على الروابط بين الأنواع ، كان الأصوليّون المسيحيّون يزعمون حينها أنّه بهذا الإكتشاف الجديد ، ظهرت فجوات " جديدة " في سجلّ المستحاثات !
و مثلما أشارت إلى ذلك أرديا سكايبراك في شرحها الملموس و الحيوي لنظريّة التطوّر و دحض المزاعم المناهضة للعلم ل " فكر الخلق " الإنجيليّ ( " علم التطوّر و أسطوريّة فكر الخلق – معرفة ما هو واقع و لماذا هو مهمّ " )، هؤلاء الأصوليّين الدينيّين أنصار فكر الخلق " لا يطبّقون منهجا علميّا حقيقيّا ، و لا يملكون أيّة أدلّة علميّة شرعيّة يمكن أن تسند وجهة نظرهم ( لا يفعلون سوى إطلاق مزاعم عبثيّة إعتمادا على لا شيء ، مثل فكرة أنّ نظام المستحاثات في مختلف طبقات الحجارة يمثّل النظام الذى غرقت وفقه مختلف الحيوانات أثناء الفيضان الإنجيلي ! ) ".
كلّ هذا أدّى بغولد – بعد عدد من المحاولات الصريحة للدخول مع هؤلاء الأصوليّين المسيحيّين في حوار مبدئيّ نزيه – ليستخلص عن حقّ أنّه لا يمكن لمثل هذا الحوار العقلاني أن يحدث و أنّ هؤلاء المتزمّتين دينيّا ليسوا مهتمّين بهذا الحوار و لا هم قادرين عليه ، و بدلا من ذلك ، بذل غولد جهدا معتبرا للترويج و النشر الشعبي على أوسع نطاق ممكن الحقيقة القائمة على الأدلّة حول التطوّر و المنهج العلمي الذى يفضى إلى هذا الفهم . و هذا ما يجب القيام به إزاء التشويهات الأخرى للواقع المعادية للعلم – خاصة تلك التي يقع الترويج لها على نطاق واسع – مثل الجنون الذى يبثّه روبار ف. كندي الإبن حول التلاقيح ( و غيرها من المسائل ) .
تعقيد : ليست كلّ " الحقائق المعلومة جيّدا " حقائقا فعليّة :
لا يتعيّن أن يكون من العسير رؤية أنّ حوارا مبدئيّا و عقلانيّا و علميّا قائما على ألدلّة غير ممكن مع أنصار فكر الخلق . و الشيء نفسه ينسحب على الحجج " العلميّة المزعوة " – عمليّا معادية للعلم – و مقاربة شخص مثل روبار ف. كندي الإبن .
و مع ذلك ، كمسألة مبدأ أو منهج ، من المهمّ التشديد على أنّ مجرّد أن يكون شيء خارج إطار أو مقدّما ضد " الحقيقة المقبولة " لا يجعل من ذلك الشيء ذاته شيئا خاطئا . " ما يعرفه الجميع " ليس صحيحا دائما و التعويل على " ما يعرفه الجميع " ليس أساسا صحيحا لتحديد ما هو صحيح عمليّا . في لحظة تاريخيّة سابقة من تاريخ الإنسانيّة " الجميع " ( أو تقريبا الجميع ) " يعرفون " - يعتقدون بصلابة في - ما هو معروف على نطاق واسع الآن على أنّه لاحقيقة معادية للعلم : أنّ الأرض مبسوطة و أنّ " الشمس تدور حول الأرض " . و يمكن ذكر العديد من الأمثلة الأخرى لتبيان مسألة أنّ ما يُعتقد بصفة شائعة في أنّه حقيقة يمكن أن يكون عمليّا عكس ذلك . إنّه المنهج العلميّ و ليس " الحكمة المشتركة " هو أساس و وسيلة بلوغ الحقيقة حول الظواهر في المجتمع و كذلك في الطبيعة ( و حيث للعلم ، على المدى القصير ، شيء خاطئ ، يظلّ المنهج العلمي هو الذى يمدّنا بوسائل معرفة الخطأ و تداركه ).
لا يجب أن أفاجئ – بما أنّنى شيوعي ، و في الواقع شخص تقدّم بمزيد تطوير النظريّة الشيوعيّة العلميّة ، الشيوعيّة الجديدة – بأنّ أحد ألمع الأمثلة على التفكير الخاطئ و الإستنتاج غير الصائب ، وأشعر بأنّه من الهام أن نتجادل حول مفهوم المعروف على نطاق واسع ( " /ا يعرفه الجميع " ) من كون الثورة الشيوعيّة و الدول الإشتراكيّة التي أنشأتها كانت " كابوسا كليانيّا / شموليّا " . هذا ليس أكثر حقيقة من مزاعم روبار أف. كندي الإبن حول التلاقيح . في حين وُجدت مشاكل و أخطاء واقعيّة – بعضها كان جدّيا و حتّى مريرا – في التجربة التاريخيّة للشيوعيّة ، الواقع ، الحقيقة المركّزة علميّا ، هي أنّ هذه التجربة ككلّ كانت بالأساس و حتّى بصفة طاغية ، إيجابيّة . و الشيوعيّة الجديدة تدافع عن هذه التجربة الإيجابيّة رئيسيّا بينما تنقد بالملموس و عمليّا نقدا قائما على ألدلّة لجانبها الواقعي السلبيّ و الثانوي عامة ( الشيوعيّة الجديدة، مواصلة لكن كذلك تمثّل قفزة نوعيّة أبعد و ببعض الطرق الهامة قطيعة مع النظريّة الشيوعيّة كما تطوّرت سابقا ).
معيار متى يتعيّن أن نجري الحوار و كيف يتعيّن أن يجري هذا الحوار :
غايتى هنا ليست الإنخراط في دحض الإفتراءات ضد الشيوعيّة التي روّجت لها على نطاق واسع و بلا هوادة وسائل الإعلام و مؤسّسات مهيمنة أخرى للنظام الرأسمالي – الإمبريالي الحاكم لهذه البلاد ، و التشويهات الفظّة التي يبثّها أناس يتحدّثون عن جهل كبير و من الموظّفين السياسيّين المعادين للشيوعيّة المنخرطين في التشويه المتعمّد و المنهجي . و بالنبسة لكلّ شخص يهتمّ حقّا بمقاربة هذا بفكر مفتوح و منهج علميّ عقلاني ، هناك دحض شامل و قائم على ألدلّة للإفتراءات المعادية للشيوعيّة – نقاش مستفيض للتاريخ الفعلي و الإنجازات التاريخيّة للشيوعيّة و كذلك عرض لمبادئ الشيوعيّة الجديدة و مناهجها و أهدافها – في أعمال لي و لآخرين ، متوفّرة على موقع أنترنت revcom.us
و ما هو مسألة مبدأ و أهمّية جوهريّين أشعر بانّه يحتاج إلى المعالجة هنا هو ما هي المقاربة التي يتعيّن تبنّيها في تحديد ما إذا نخوض جدّيا أو لا – بما في ذلك عبر النقاش متى لزم ذلك – في مسائل خلافيّة عامة ، و كيف ينطبق هذا بوجه خاص على مسألة الشيوعيّة .
معيار هذا ينبغي أن يكون ، قبل كلّ شيء ، تحديد ما إذا كانت للموضوع موضع السؤال دلالة كافية ليستحقّ الإنخراط الجدّي و نزاع المواقف المتعارضة ، ثمّ هناك مسألة ما إذا ، نتيجة مثل هذا الإنخراط و النزاع ، ليس فحسب أنّ القيقة حول الموضوع المعالج بل المنهج الصحيح و الضروري لبلوغها ،سيجرى مزيده تعميقه بدلا من تقويضه . و عنصر مفتاح في هذا هو ما إذا هناك توقّع معقول بأنّ الإنخراط و النقاش يمكن و ستقع مقاربته من أناس لهم وجهة نظر معارضة بنتقديم حجج تكون معتمدة على و متنازع حولها بواسطة تجميع الوقائع و الأدلّة و تقييمها بتجربتها ضد اواقع من خلال تفكير عقلاني و منطقي – كما يحاكم في جزء كبير منه بما إذا كان الجانبان المعنيّان طبّقا هذا المنهج و هذه المقاربة في الماضي . ( طبعا ، يمكن للناس أن لا يوافقوا بشأن و سيكون عليهم صياغة أحكامهم الخاصة بشأن ما إذا كانت هذه المعايير أو ستقع تلبيتها في النقاش الجدّي ؛ لكن مثل هذا الحكم نفسه يتعيّن أن ينطلق و ينسجم مع هذه المعايير الأساسيّة مطبّقة بنزاهة ) .
في هذا المضمار ، يمكن أن أذكر بعضا من تجربتى الخاصة من زمن حرب الفيتنام . كشخص صار معارضا لتلك الحرب منذ بدايات سنة 1965 ، غثر بحث جدّيّ في أسباب و طبيعة تلك الحرب و مسارها ، و خاصة دور الولايات المتّحدة في الحرب ، إنحرطت في محاججات غير رسميّة لا تحصى و لا تعدّ مع أناس بمن فيهم جنود و قدماء محاربين من جيش الولايات المتّحدة في الفيتنام ، بإنعكاسات رهيبة على الشعب الفيتنامي ( بما في ذلك مليونين من المدنيّين قتلتهم الولايات المتّحدة أثناء الحرب )؛ و شاركت في عدّة نقاشات رسميّة مع طلبة يمينيين و آخرين كانوا يساندون تلك الحرب . وقتها ،لمّا كانت الثقافة مؤدّية أكثر إلى المحاججة العقلانيّة ( في تعارض مع " الآراء " التي لا أساس لها و عادة الجنونيّة التي تبثّها وسائ الإعلام ، و غيرهامن الوسائل ، اليوم ) ، كظاهرة عامة حتّى المدافعين عن دور الولايات المتّحدة في حرب الفيتنام شعروا بضرورة الدفاع عن موقفهم بمحاولة تجميع أدّة و الإنخراط في الخطاب العقلاني – مهما كان سيّء الأساس و خاطئا – في موقفهم كما يظهر ذلك . لهذا ، شعرت حينها و أواصل الشعور بأنّه بالمعنى العام و كقانون عام ، كان الأمر يستحقّ و كان من المفيد أن أنخرط في المحاججة و النقاش مع مثل هؤلاء الناس – ليس كثيرا بهدف كسبهم و إنّما لبيان الحقيقة لحضور عدده أكبر ( كلّ من الحضور للنقاشات الرسميّة و كذلك الحشود التي كانت عادة تنجذب إلى سماع و أحيانا للمشاركة في الحجج غير الرسميّة في تلك الأيّام ).
ليس الجهل و الأحكام الإعتباطيّة أساسا صالحا لتحديد الحقيقة :
في تعارض مع تلك التجربة في ستّينات القرن العشرين ، اليوم أولئك الذين يدافعون عن الشيوعيّة الجديدة قد أحبطت كثيرا جدّا محاولاتهم لدفع الناس إلى التفاعل الجدّيّ مع ما لدينا لنقوله في هذا الصدد – بما في ذلك أكثر من عدد قليل من الناس الذين في أطر أخرى ، سيشدّدون على المقاربة العلميّة القائمة على الأدلّة و العقلانيّة ، إلاّ أنّهم يرفضون تطبيق هذه المقاربة على مسألة الشيوعيّة . و بدلا من ذلك ، الرد الشائع ( او الردّ الغائب ) هو إستبعاد هذا كمسألة جدّية و الإستناد على التهرّب إلى " يعرف الجميع " أنّ الشيوعيّة كانت كارثة – وهي " مسألة وقع البتّ فيها " و ليست مسألة تستحقّ التفاعل معها أو النقاش حولها .
و ردّا على هذا ، سأعود – و أطبّق على مسألة الشيوعيّة و حاجة الناس إلى التفاعل الجدّي مع الشيوعيّة الجديدة – معيارا تكلّمت عنه أعلاه لتحديد ما إذا كان الأمر يستحقّ وهو مهمّ أن نتفاعل و ندخل في نقاش حول موضوع معطى . قبل كلّ شيء ، هل أنّ مسألة الشيوعيّة و تجربتها التاريخيّة ذات دلالة ؟ و الإجابة على ذلك ، بشكل لا يمكن دحضه ، أجل : الحركة الشيوعيّة و المجتمعات الإشتراكيّة الناجمة عنها تمثّل بلا شكّ أحد أهمّ التجارب ذات الدلالة في ال175 سنة الأخيرة أو ما يناهزها ، منذ أعلن ماركس ( بمعيّة إنجلز ) " بيان الحزب الشيوعي " . هل ينوى أولئك بيننا الذين يدافعون عن الشيوعيّة الجديدة و ينوون الإنخراط في مناقشة و محاورة حول هذه المسألة على أساس تجميعالوقائع و الأدلّة و تقييم الوقائع و الأدلّة بإختبارها ضد الواقع من خلال التفكير العقلاني و المنطقيّ؟ أجل ، ممارستنا ، طوال السنوات و العقود ، تبيّن أنّ هذه هي المقاربة التي نؤكّد على تطبيقها – و نحن مصمّمون و على إستعداد لمواصلة تطبيق هذا المنهج و هذه المقاربة ! و في النهاية ، هل هناك توقّع معقول بأنّ الحقيقة حول الشيوعيّة و تجربتها التاريخيّة ، و وسائل بلوغ الحقيقة حول هذا ، سيسلّط عليها الضوء بأكثر وضوح ، بالنسبة لأعداد أكبر من الناس ، نتيجة مثل هذا التفاعل و النقاش ؟ مرّة أخرى الإجابة هي أجل .
و على ضوء هذا ، لا يمكن أن يُوجد سبب صالح لأيّ كان يزعم أنّه يهتمّ لوضع العالم و مستقبل الإنسانيّة أن يرفض التفاعل مع ما لدينا لنقوله عن الشيوعيّة و مزيد تطويرا مع الشيوعيّة الجديدة . أيّ شخص يفكّر بنزاهو يكون في موقع إمتلاك على ألقلّ معنى أساسيّ لما يجرى في هذه البلاد و العالم ككلّ ، يتعيّن أن يتمكّن من الإعتراف بأنّ ألشياء تمضى في الوقت الحاضر في إتّجاه في منتهى السلبيّة ، و المسألة تُطرح بموضوعيّة بمعنى حاد جدّا أو متنامي الإستعجاليّة : هل هناك بديل إيجابي لهذا ؟ فى هذه الظروف ، في حين أنّ أولئك من بيننا الذين يدافعون عن الشيوعيّة الجديدة – و نحن على إستعداد إلى التدليل على ذلك بالوقائع و الأدلّة و الحجج القائمة على العلم – رفض الإنخراط الجدّي في هذا هو نفسه أمر ضار بصفة خاصة و ما من ضمير يردعه .
و لعلّه ، إلى جانب تأثير التشويه الإعلامي المنتشر على نطاق واسع حول الشيوعيّة ، أحد أسباب رفض البعض التفاعل مع هذا الموضوع هو أنّهم يعلمون أنّه ليس لديهم عمليّا أيّة معرفة ملموسة عن الشيوعيّة و تنقصهم خلفيّة صلبة لحكمهم السلبي عليها . و يبدو أنّ البعض لديهم على الأقلّ معنى أوّليّ ( و خوف ) من كون مثل هذا التفاعل سيفرض عليهم أن يتخلّوا عن ما يبدو أنّه أحكام إعتباطيّة مريحة – فالنقاش الجدّي حول الشيوعيّة سيبيّن بالتحديد أنّ ما يعتقد فيه على نطاق واسع ، حكم " يعرف الجميع " بأنّ الشيوعّة كانت فظيعة سيتبيّن أنّه إفتراء خبيث لا صلة له جوهريّا بالواقع ؛ و أنّ الشيوعيّة الجديدة في محاكمتها لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و نظرتها الشاملة و الملموسة لعالم مختلف راديكاليّا و أفضل ، تمثّل شيئا إيجابيّا بعمق ، شيئا تحريريّا حقاّ ، يحتاج تبنّيه بنشاط و بصفة ملحّة و تطبيقه على العالم .
بالنسبة إلى عديد الناس ، يتطلّب هذا مواجهة ما تبدو حقائق غير مواتية لكن عمليّا تحريريّة و " التحرّك للخروج من منطقة رفاه الشخص ". هل نحتاج أن نقول إنّ هذا ليس سببا شرعيّا أو تبريرا للإخفاق في أو رفض التفاعل الجدّي مع الشيوعيّة الجديدة ؟ التعويل على ألحكام السلبيّة " الأرض المنبسطة " حول الشيوعيّة ، دون التفاعل الجدّيّ ،و بالأخصّ مع الشيوعيّة الجديدة لن يجعل من هذه الأحكام أحكاما صالحة . لن يلغي بل سيساهم في ـابيد الضرر الكبير الذى تتسبّب فيه مثل هذه الأحكام غير الصالحة . لم يمحو واقع أنّه من ناحية ، في ظلّ هيمنة هذا النظام الرأسالي – الإمبريالي – بفرضه العلاقات الرهيبة الإستغلاليّة و الإضطهاديّة و تسريعه في تحطيم البيئة و تشديده من خطر حرب نوويّة – تُدفع الإنسانية نحو كارثة حقيقيّة و من الناحية الأخرى ، أنّ الشيوعيّة الجديدة تمثّل السبيل الوحيد للخروج من هذا الجنون بإتّجاه عالم و مستقبل يستحقّهما البشر و يخوّلان التعبير عن أعلى طموحات الإنسانيّة .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لذكرى مهسا ( جينا ) أميني و من أجل تحرير كافة النساء في العا ...
- في الذكرى الأولى لتمرّد جينا في إيران : الثورة ، لا شيء أقلّ ...
- بوب أفاكيان : الثورة : المنعرجات الكبرى و الفرص النادرة أو . ...
- بوب أفاكيان : الثورة ممكنة – يجب إغتنام هذا الزمن النادر
- المغرب : خسائر الزلزال العنيف تقدّر بآلاف الوفايات و ىلاف ال ...
- بوب أفاكيان : حالة طوارئ : سلاسل تقيّد الذين هم في حاجة بيأس ...
- بوب أفاكيان : الليبراليّون ...كاذبون ...كاذبون
- لماذا كذبت الولايات المتّحدة بشأن المجازر التي إقترفتها العر ...
- بوب أفاكيان : الإلاه و التحيّز و الإضطهاد و الرعب ؛ و طريق ا ...
- بوب أفاكيان : فكر - مناهضة الإستبداد - فكر مناهض للعلم – خدم ...
- بوب أفاكيان : الإستغلال : ما هو و كيف نضع له نهاية
- بوب أفاكيان : وضع نهاية للإستغلال و للإضطهاد كلّه
- بوب أفاكيان : النظريّة الشيوعيّة العلميّة و مشكل - الخطّ الج ...
- بوب أفاكيان : دستور الولايات المتّحدة : نظرة مستغِلِّين للحر ...
- الواقع و تشويه الواقع – الحقيقة الموضوعيّة و التأثيرات الذات ...
- الحرائق القاتلة في هاواي :كارثة تسبّبت فيها الرأسماليّة – ال ...
- بيان مساندة لحركة المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا ...
- سجن شابة لقيامها بعمليّة إجهاض – سابقة خطيرة ... و الحاجة ال ...
- سميّة كرغار [ سجينة سياسيّة من إيران ] تتحدّث في مهرجان شمس ...
- هراء رجعي جديد من منتفخ أبله يحدث ضررا كبيرا ... الماركسيّ ا ...


المزيد.....




- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...
- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - روبار أف. كندي الإبن ... التدجيل و التآمر ... أفكار غير عاديّة و مقاربة علميّة – المحاورة أو عدم المحاورة – هذه مسألة مبدأ و منهج