أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعود سالم - لماذا مشايخ العرب لم يوقفوا ضخ النفط ؟














المزيد.....

لماذا مشايخ العرب لم يوقفوا ضخ النفط ؟


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7772 - 2023 / 10 / 22 - 20:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


كل وسائل الإعلام في فرنسا تقدم الأحداث الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل منذ أسبوعين تحت عنوان واحد وهو: رد إسرائيل على عملية حماس الإرهابية، أو حرب إسرائيل - حماس.

الحرب التي تجري الآن ليست حرباً ضد حماس، إنها حرب تدمير المجتمع الفلسطيني بقصد تهجير سكان غزة.
إن المطالبة بتسمية حماس بأنها إرهابية في حين أن إسرائيل تستخدم أساليب إرهابية حقيقية ضد السكان المدنيين هي هراء ونوع من الإستخفاف بعقلية المواطنين. إن تزيين برج إيفل في باريس بألوان علم إسرائيل هو أمر فاحش، وبالذات عندما لا يكف أالسياسيون وكبار رجال الإعلام ووزير الداخلية والرئيس نفسه عن تحذير المواطنين بعدم "توريد" النزاع إلى فرنسا. ومن الواضح أنه حتى في إسرائيل ذاتها لم يصل الإنحياز الإعلامي للجيش الإسرائيلي وللحكومة الإسرائيلية إلى هذه الدرجة المشينة التي وصل إليها الإعلام الفرنسي والسياسة الفرنسية عموما والتي تمنع كل التظاهرات والأصوات المساندة للشعب الفلسطيني. ففي إسرائيل هناك أصوات مناهضة وتحليلات موضوعية كتبها مناهضوا الاستعمار الإسرائيلي في الجرائد الإسرائيلية مثل أميرة هاس Amira Hass وجدعون ليفي Gideon Levy وإيلان بابي Ilan Pappé وغيرهم في صحف مثل هآرتس، وجمعية بتسيلم B Tselem، التي أتهمت إسرائيل بإرتكاب جرائم حرب في غزة. جميع هؤلاء يعبرون عن خوفهم، ويقولون إن لديهم أقارب بين الضحايا، وعملية حماس وضعتهم في موقف محرج من عائلاتهم والمجتمع الإسرائيلي عموما ومع ذلك فهم مجمعون على إن الأسباب الرئيسية لهذه الحرب هي الاحتلال والفصل العنصري والإفلات من العقاب ومساندة الغرب اللامشروطة للإحتلال. وقبل ثلاثين عاماً كتبت نوريت بيليد أستاذة الدراسات اللغوية في جامعة القدس Nurit Peled-Elhanan، إلى نتنياهو : "أنت تجبر أطفالنا على أن يصبحوا قتلة أو يُقتلوا". عندما يتعامل الوزير يوآف غالانت مع الفلسطينيين كحيوانات بشرية ويأمر أكثر من مليون شخص بالرحيل تحت القنابل، فإننا لم نعد نتعامل مع ما تسميه وسائل الإعلام كذبا وتلفيقا بحق إسرائيل في حماية النفس. بل هي سياسة إبادة وتطهير عرقي للعنصر الفلسطيني بدون مواربة وبدون أقنعة، وعلى العالم أن يتخذ ما يجب إتخاذه بهذا الخصوص. غير أن العالم لا يرى سوى دموع إسرائيل. ربما هناك خطة لتجميع مئات الآلاف من الفلسطينيين في شمال سيناء وإيهامهم بأنها "دولة فلسطينية"، بينما سيتم ضم معظم الضفة الغربية خطوة خطوة وشبرا شبرا كما تعودت إسرائيل أن تفعل. لقد كانت هناك خطة ترامب وكوشنر التي تناولت هذه الفكرة، وها هو نيتنياهو يضعها حيز التنفيذ.
غير أن الفلسطينيين يفضلون الموت تحت أنقاض بيوتهم في غزة على المغادرة رغم أن عدد القنابل التي سقطت على غزة في 3 أيام أكبر من عدد القنابل التي سقطت على أفغانستان لمدة عام، وبعد ستة أيام من بدء الهجوم، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط بالفعل 6000 قنبلة، أو 4000 طن من المتفجرات. وأن السكان لم يعد لديهم الماء والغذاء والكهرباء والدواء. والعالم كله يتفرج ويصفق ويساند إسرائيل ويتنافس القادة فيما بينهم من الذي يساند أكثر من الآخر، ولا شك أن جون بايدن سيفوز بالأولوية نظرا لإنبهاره بالصهيونية منذ شبابه البعيد، غير أن بقية قادة الغرب، وبالذات فرنسا سينالون جوائزهم بدون شك.
ظلت الحكومة في فرنسا تحت رئاسة ماكرون ووزراءه تدوس على الحريات العامة والخاصة منذ فترة طويلة، حيث قمعت المظاهرات بالحديد والنار، واستخدمت العنف الشديد من قبل الشرطة ضد السترات الصفراء أو في سانت سولين، وحل الجمعيات المناهضة لسياسة الرأسمالية الليبرالية وسياسة تدمير البيئة.
فرنسا هي الدولة الغربية الوحيدة التي يُحظر فيها التظاهر من أجل فلسطين، حتى تلك المعلن عنها. ويتم القبض على النشطاء واحتجازهم لدى الشرطة والتحقيق معهم. وتطالب وكالات مختلفة صهيونية بحل الجمعيات التي تدافع عن فلسطين. إن معاداة الصهيونية، مثلها مثل معاداة الرأسمالية، أصبحت جرائم في بلد يسمح للمهاجرين بالغرق.
اليمين المتطرف ينتظر في كمين، ولكنه يدعم إسرائيل بلا تحفظ. وتنشر وسائل الإعلام خطابا أحادي الجانب لامكان فيه لأية فجوة للحديث عن القضية الفلسطينية بحياد أو موضوعية. فتجرم حزب فرنسا التي لا تخضع أو الأبية France insoumise لأنها لا تعوي مع الذئاب. دارمانين Gérald Darmanin وزير الداخلية الذي يدافع بدون تحفظ عن الشرطة التي تغتال الشباب الرافض للنظام القائم، الذي يدعي أنه “يدافع عن اليهود من معاداة السامية”، هو مؤلف كتاب مليء بالصور النمطية المعادية للسامية. وكل هذا بلا شك دليل على أن دعم الشعب الفلسطيني، المهدّد بالإبادة والمتخلى عنه من جميع الأطراف، ضروري إلى أقصى الحدود.
غير أن كل هذه المعلومات التي تبعث على الغثيان والقرف من هذا النظام لا يفيدنا ترديدها في شيء، لأن الغرب لا يسمع ولا يرى سوى إسرائيل، ولا شك في وجود طرق أخرى لإثارة إنتباه الغرب لعدالة القضية الفلسطينية، وبالغرب نعني الحكومات وكلاب حراستها من المثقفين والصحفيين ورجال السياسة.
الحل الوحيد المنطقي والذي يمكن أن يقترحه حتى طفل في العاشرة من عمره هو وقف ضخ البترول إلى أوروبا فورا.
فلو أوقفت السعودية وقطر والكويت والإمارات والعراق وليبيا والجزائر ضخ البترول لتوقفت المجزرة منذ اليوم الثاني أو الثالث. غير أن هذا الحل البسيط، يبدو مستحيلا في نظر قطيع الأمراء والملوك والشيوخ الذين يتمتمون بدون إنقطاع : الله يكون معاهم .. الله يكون معاهم.
فلماذا لم يتخذ العرب هذا الإجراء البسيط، علما بأنهم جميعا بدون إستثناء أدانوا الغارات الإسرائيلية على غزة ؟
أفيدونا إذا كانت لديكم إجابة على هذا اللغز المحير.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن حماس والإخوان والمقاومة
- قلق ونوستالجيا
- الصرخة
- براءة النوم في شراشف النكبة
- الميت الحي
- المقاومة المسلحة والطرق المسدود
- باريس، عاصمة إسرائيل
- طير الليل أو النعوشة
- العبور من الجحيم للجحيم
- أصول ليليث
- ليليث أو الطائر الليلي
- نزيف الورود
- وتمطر الأرض أسماكا
- سفر الأسماك العارية
- هوية ليليث
- محنة إبليس
- إنتصار إبليس
- الدوامة
- إبليس، المتمرد الأول
- بروميثيوس سارق النار


المزيد.....




- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...
- جبران باسيل لـRT: الهزيمة ستكتب لإسرائيل في حال انتقالها إلى ...
- ?? مباشر: بايدن يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح ...
- بايدن: لن نزود إسرائيل بالأسلحة إن دخلت رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعود سالم - لماذا مشايخ العرب لم يوقفوا ضخ النفط ؟