أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعود سالم - المقاومة المسلحة والطرق المسدود














المزيد.....

المقاومة المسلحة والطرق المسدود


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7762 - 2023 / 10 / 12 - 10:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


في التاريخ القديم وفي التاريخ الحديث والمعاصر، وربما في المستقبل القريب والبعيد، كل حركات المقاومة للإحتلال والإسستعمار من قِبل دولة لأخرى تسمى بالحركات الإرهابية. فليس جديدا أن تسمى حركات المقاومة الفلسطينية وتنعت بالإرهابية. غير أن هذا العمى السياسي والإعلامي كان في الغالب ينحصر في الدول المعنية، فجبهة التحرير الجزائري كانت حركة إرهابية في نظر الحكومة الإستعمارية الفرنسية، ولكنها كانت تعتبر حركة مقاومة للإستعمار الفرنسي لدى العديد من الدول الأخرى في العالم في ذلك الوقت. الذي تغير الآن بخصوص المقاومة الفلسطينية، هو العزلة الكاملة التي نجحت إسرائيل في فرضها على الشعب الفلسطيني عموما وعلى المقاومة بالذات. فقد تخلى كل العالم، من عرب وعجم، مسلمين ومسيحيين عن مساعدة هذا الشعب الضحية أو مساندته وتركوه وحيدا في مواجهة أكبر قوة عسكرية وإقتصادية في المنطقة، تساندها كل قوى العالم الرأسمالي عسكريا وإقتصاديا وإعلاميا، وهنا نتحدث عن الحكومات والدول وليس على المواطن الذي بالطبيعة يساند كل المظلومين والمهمشين بغض النظر عن الإنتماء الإثني أو الديني، كما يشير استطلاع للرأي نشره " معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى " في مارس من العام الماضي ، حيث أيّد اتفاقيات التطبيع في البحرين 25% وعارضها 71%، في حين أيدها 20% مقابل 76% من المعارضين في الإمارات، أما في المملكة العربية السعودية فقد أيدها 19% وعارضها 75%، وهنا نرى القطيعة الواضحة بين الملوك والأمراء والمشايخ وبين الشعب البسيط الذي يعرف بأن مصالحه ومستقبله ليس في التعاون أو التطبيع مع دولة إستعمارية وعنصرية تتبنى التنظيف العرقي والتفرقة بين المواطنين على أساس الدين والثقافة.
وعندما نحاول أن ننظر للأمور عقليا، يبدو من العبث ومن الجنون حتى مجرد فكرة المقاومة من قِبل شعب محاصر، جائع ويعيش منذ عشرات السنين في المخيمات. ومع ذلك فإن الشعوب لا تموت ولايمكن إخضاعها بالحديد والفولاذ والبارود. الشعوب تموت حين تستسلم للأمر الواقع وتخضع للتيار العام التي يجرفها نحو الهاوية، كما تفعل اليوم القيادات العربية التي قررت التعاون مع إسرائيل والإمبريالية الأمريكية، هذه القيادات هي التي تحفر قبر شعوبها وتعتقد بأنها تحفر قبر الشعب الفلسطيني في نفس الوقت لصالح الصهيونية العالمية. غير أن الشعب الفلسطيني لم يُهزم ولم يستسلم بعد، كما أن الشعوب "العربية" لم تتقبل سياسة حكوماتها المنبطحة أمام أمريكا وإسسرائيل. وهذه العملية الأخيرة "طوفانَ الأقصى" التي نفذها الجناح العسكري لحركة حماس الإسلامية، رغم ما يقال عن كونها عملية قادتها المقاومةُ الفلسطينيّةُ بجميعِ فصائِلِها، التي اتحدتْ وتكاتفتْ بصرفِ النَّظرِ عنْ انتماءاتِها الفكريّةِ، لا يجب النظر إليها كتعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة والحرية فقط، وإنما كعملية إنتحارية جماعية، للتعبير عن فقدان الأمل في أي طريق آخر للحياة الكريمة والحرية، بغض النظر عن النتائج والتداعيات المستقبلية على المجتمع الفلسطيني .. ذلك أن المقاومة الفلسطينية منذ البداية أتخذت طريقا خاطئا للوصول لتحرير الشعب الفلسطيني ليحيا حياة إنسانية كريمة تتمتع بالحرية والحقوق الإنسانية والمدنية مثل بقية البشر، وهذا الخيار الذي قاد إلى الهزائم المتكررة والطريق المسدود هو الخيار القومي العسكري والمسلح لإنشاء دولة مستحيلة على أنقاض الأرض الفلسطينية التاريخية، بدلا من النضال المدني وخيار الدولة الواحدة والنضال مع القوى التقدمية العالمية واليهودية والتي ترفض بدورها الصهيونية والإحتلال. وهذا الخيار الذي تسانده الرجعية العربية الإسلامية واليسار العربي المهلهل وإسرائيل وأمريكا والقوى الموالية لهما، رغم أن إسرائيل لا تنوي تحقيق هذا المشروع فعليا، إنما هو نوع من السراب الذي ترسمه هذه القوى الإمبريالية لتنويم الشعب الفلسطيني وإعطاءه الأمل في شيء لن يتحقق أبدا، وحتى لو تحقق فإنه لن ينهي حالة الحرب والتوتر والعدوان مع إسرائيل، كما أنه لن ينهي حالة الفساد والرشوة والخراب الإقتصادي والإداري للدولة المفترضة.
وهذه العملية الأخيرة تدخل في هذا النطاق وفي هذه الرؤية السياسية العمياء التي لا ترى المستقبل سوى بعيون الماضي والتاريخ والتراث، وهي نفس رؤية الدولة الصهيونية وحكوماتها المتعددة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. فرغم أن هذه العملية أثبتث وأظهرت للعالم بأسره عدة شقوق وتصدعات في الجهاز الأمني والإستخباراتي والعسكري الإسرائيلي، إلا أن ذلك لا يساوي الثمن الباهض الذي يدفعه الشعب الفلسطيني في غزة، ولهذا فنحن لا نستطيع إلا أن نكرر تحفظاتنا على مثل هذه العمليات والمغامرات العسكرية والسياسية، والتي لا تفيد القضية الفلسطينية، وتساهم في تزايد عدد الضحايا وفي السماح لإسرائيل بتدمير ما تبقى من البنية التحتية في غزة، رغم الإحساس بالفخر والنشوة التي أعقبت هذه العملية في اللخظات الأولى، وخلقت نوعا من الإحساس بالنصر المزيف والذي لم يدم طويلا.

وللحديث بقية



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باريس، عاصمة إسرائيل
- طير الليل أو النعوشة
- العبور من الجحيم للجحيم
- أصول ليليث
- ليليث أو الطائر الليلي
- نزيف الورود
- وتمطر الأرض أسماكا
- سفر الأسماك العارية
- هوية ليليث
- محنة إبليس
- إنتصار إبليس
- الدوامة
- إبليس، المتمرد الأول
- بروميثيوس سارق النار
- العصيان كضرورة وجودية
- أسباب تشبت العسكر بالسلطة
- حرب العسكر ضد العسكر في السودان
- قهوة الصباح
- ليبيا وإستمرار الكارثة
- الرأس المجوفة


المزيد.....




- 60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول ...
- استقالة رئيس وزراء ليتوانيا في إطار تحقيق بشأن مخالفات مالية ...
- ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق ...
- السجن مدى الحياة لسويدي لدوره بقتل طيار أردني
- روبيو: الاعتراف بدولة فلسطينية يقوض المفاوضات ويزيد تعنت حما ...
- كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟ ...
- العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل ...
- استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكيي ...
- 15 قتيلا في هجوم روسي على كييف وزيلينسكي يدعو إلى -تغيير الن ...
- شاهد.. لحظة انقسام لعبة -البندول- في مدينة ملاهي بالسعودية إ ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعود سالم - المقاومة المسلحة والطرق المسدود