أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - دور روسيا في الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس















المزيد.....

دور روسيا في الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7764 - 2023 / 10 / 14 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


روسيا (فلاديمير بوتين) هي أكثر المستفيدين من مجريات الصراع الجاري بين إسرائيل والحركات الفلسطينية في قطاع غزة، اليد الخفية التي أثارتها وفي هذه المرحلة، من خلال دفع حليفتها إيران لتحريض أدواتها المطيعة في المنطقة والتي تتلقى الدعم بسوية لا تقل من الدعم الأمريكي لأوكرانيا وإسرائيل، مع وضع القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية لدى أمريكا وإيران في ميزان المعادلة.
احتاجت روسيا، وخاصة قواتها العسكرية، إلى طرق يمكنها من تقليل الدعم الأمريكي والناتو للحكومة الأوكرانية وقواتها العسكرية، فكانت خطط فتح جبهات خارجية أمامهم، من أفضل الإستراتيجيات لتضخيم الهدر العسكري والمادي لهم والتي قد تؤدي إلى زعزعة سياسية داخلية وخارجية، وبالتالي تقلل من مساعداتهم لأوكرانيا.
بدأ بوتين ومستشاريه بالعمل على هذه الإستراتيجية، بعدما بدأ يتلكأ في مسيرة الحرب، وأصبحت موازين الربح والخسارة ترجح بعضها لصالح أوكرانيا.
ولديمومة وتوسيع جبهة الصراع لأطول فترة ممكنة، تقوم روسيا بدفع حليفتها إيران؛ على إقحام حزب الله في الحرب، تحت حجة الدعم الإسلامي لقطاع غزة.
لا شك هذه ليست المحاولة الأولى التي عملت عليها روسيا، أو بالأحرى بوتين، لإيجاد جبهات خارجية يلهي بها أمريكا، في منطقة الشرق الأوسط، وحيث البيئة القومية والدينية والمذهبية والسياسية الأكثر سخونة من جميع مناطق العالم، والسهلة لإثارة الصراعات، وهي من أهم مناطق التواجد الأمريكي، وحيث تتركز فيها مصالحها.
فروسيا، التي تلازم الصمت، هي ذاتها التي دفعت بإيران، قبل شهور، على تحريض شرائح من العشائر العربية في منطقة دير الزور، جنوب مناطق الإدارة الذاتية حليفة أمريكا في محاربة منظمة داعش في المنطقة، وكانت الغاية هي ذاتها، إلهاء أمريكا وليس ضرب قوات قسد، لكن تبينت لها فيما بعد، إنها جبهة ضيقة وليست على مستوى جلب الرأي العام العالمي، وإلهاء الناتو وأمريكا، كما وأن الصراع حرف عن مساره، بعدما دخلت تركيا (رجب طيب أردوغان) على الخط، ووجهت العملية لمصالحها، فحولتها من محاربة أمريكا إلى محاربة قوات قسد والإدارة الذاتية، بعكس ما كانت تطمح إليه روسيا.
بعدما فشلت روسيا في دير الزور بحثت عن البديل، فكانت فكرة إثارة الجبهة الأكثر سخونة في المنطقة، الصراع بين إسرائيل والحراك الفلسطيني، خاصة وإن إيران كانت قد كدست مخازن الحركتين بكميات هائلة من الصواريخ وغيرها من الأسلحة، إلى جانب وعدها لشعب القطاع بدعم مادي من المليارات الست التي أزالت أمريكا عنها الحجز وأرسلتها إلى دولة قطر كطرف ثالث، والتي أعادت أمريكا النظر فيها ثانية قبل يومين، وطلبت من دولة قطر تجميد الحوالات.
نجحت روسيا حتى الأن، في إثارة هذه الجبهة، وتصعيد الصراع، وتمكنت من تغيير كاميرات الإعلام العالمي بشكل هائل عن الجبهة الأوكرانية، وتركيزها على مجريات الأحداث ما بين إسرائيل وقطاع غزة، وربما لاحقا جنوب لبنان، إلى درجة أن إسرائيل دمرت مطاري دمشق وحلب ولم تعيرهما الإعلام أهمية يذكر، ففي الداخل الأمريكي والأوروبي، بل وأغلبية العالم، أصبحت الحرب الأوكرانية شبه منسية، ليس فقط في الشارع، بل في البيت الأبيض، وفي قاعات الكونغرس، والوزارات، وخاصة الدفاع والخارجية، من الإعلام إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
نجاح روسيا في هذه الإستراتيجية واضحة، فطوال مدة الحرب الأوكرانية، ورغم كل المساعدات الأمريكية ودول الناتو، لم ترسل حاملة الطائرات وأسطول كامل إلى السواحل القريبة منها، ورغم الدعم الهائل ماديا وعسكريا وسياسيا ودبلوماسيا لها، لم تفتح لها أبواب المساعدات على مصراعيه، وبدون شروط، كما تفعله اليوم مع إسرائيل، وبدون أي اعتراض من كلية الكونغرس الأمريكي، مع دعم منقطع النظير من الإعلام بجميع أطرافه وتوجهاته، في الوقت الذي لاقت فيه المساعدات المادية الأخيرة لأوكرانيا معارضة من الجمهوريين، وهو ما أدى إلى عزل رئيس الأكثرية من الحزب الجمهوري خلال يومين فقط، وتنصيب بديل عنه، الحدث الذي لم يحصل مثله في تاريخ الكونغرس الأمريكي.
وعلى خلفية هذا الدعم اللامحدود من أمريكا وأوروبا لإسرائيل، والتي بينت على أن أمنها من أولويات هذه الدول، وتكاد تكون الولاية الواحدة والخمسين لأمريكا من جهة. ومن جهة أخرى علينا أن ندرك إن ما فعلته روسيا لم يكن كرها، أو عداوة بإسرائيل، أو حبا بحماس، أو الفلسطينيين، بل مصالحها تطلبت التضحية بالشعبين، ولذلك يتوجب على الأنظمة العربية والإسلامية العمل، بأساليب عقلانية، بعيدة عن الكراهية الدينية، وبيع الوطنيات لشعوب المنطقة، لإيجاد حل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بطرق إنسانية؛ سلمية، والكف عن التضحية بالشعبين اليهودي والفلسطيني، المعاني.
أثيرت هذه المسرحية السياسية العسكرية، والتي خلفت وستخلف جبل من الجرائم، مثل جرائم تركيا في غربي كوردستان، من عفرين إلى ديركا حمكو، ومثلما حدث للشعب الأوكراني، لتحقيق مآرب قادة معلولين بمرض حب العظمة، حولهم شريحة فاسدة منافقة، لا يقيمون أي اعتبار للقيم الإنسانية، ولا تهمهم الضحايا من المدنيين إن كانوا من اليهود أو الفلسطينيين من أبناء القطاع، المتكدسين فوق رؤوس بعضهم، وحيث الكثافة السكانية الكارثية، والكل يعلم أن أغلبية الناس وخاصة الشباب الذين كرس في أذهانهم ثقافة التطوع أو أداء الواجب الوطني أو الديني، يجب أن يكون من خلال الانتماء إلى حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، دون أي اعتبار لمصير العائلات، الأطفال والنساء، من الشعبين، الذين لا حول لهم ولا قوة، يتلقون الكوارث، و الآلام، على قضية يمكن حلها سلمياً لو تم تشذيب ثقافة الكراهية في المنطقة، والحد من البنية العنصرية للأنظمة، المستفيدة من ديمومة الصراع الديني المتفاقم مع القرون، رغم التطور الحضاري، وفوائد التعامل الإنساني.
ويظل السؤال:
هل الولايات المتحدة الأمريكية غير مدركة للإستراتيجية الروسية هذه؟
لكنها تنفي إعلاميا ضلوع إيران في العملية، مع التأكيد على إنها تقدم المساعدات اللوجستية لحماس، وتعني بذلك وبشكل غير مباشر عزل روسيا عن مجريات الأحداث، تجنبا للمواجهة المباشرة مع إيران ومن خلالها مع روسيا.
هل ستؤثر على الإستراتيجية الأمريكية وتقلل من دعمها لأوكرانيا؟
الولايات المتحدة الأمريكية على مقدرة لفتح عدة جبهات، كما فعلتها في الحرب العالمية الثانية، والتي كانت تحارب على ثلاث جبهات ضد اليابان وألمانيا وإيطاليا، مستندة على الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية والبشرية الهائلة، والتي تكاد لا تنضب، وروسيا تدرك هذه الحقيقة، مع ذلك بوتين يعيد خطأ اليابان وهتلر، خاصة وإن إيران تتحرك وكأنها لم تعد لديها ما تخسره. وهو يعلم أنه بإمكانه حل القضية الأوكرانية بشراكة مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بأساليب تفيد الشعبين الروسي والأوكراني، ومثلها تستطيع تسهيل مسيرة الحل لمعظم مشاكل شعوب الشرق الأوسط، كالقضية، السورية، والشعب الكوردي والفلسطيني؟ لكن العلة النفسية تتفشى بسرعة غريبة لكل من أستمر البقاء في السلطة لأكثر من دورتين انتخابيتين، أنه الطغيان، والطغيان يقتل الإنسانية ويحد من التطور والحضارة.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
13/10/2023م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط لن تكون كما هي عليه الأن
- الإعلام منافق، العربية-الإسلامية والأمريكية مثالاً
- متى سيتم إسقاط نظام بشار الأسد
- دور الأجهزة الأمنية في الشتاء السياسي
- جمهورية كوردستان
- مسرحية انفجار أنقرة
- هل فشل الحراك الثقافي الكوردي؟
- لنقرأ تاريخنا بنزاهة
- رد على ضحال قراءة التاريخ وسفهاء السياسة د. كمال اللبواني مث ...
- لا يحق للكوردي استلام منصب رئاسة الائتلاف الوطني السوري
- الظلام في الصمت الأمريكي
- من الملام الحزب الكوردي الجديد أم القديم
- ما هي تبعات عقوبة الولايات المتحدة الأمريكية على منظمتي الحم ...
- لماذا عارضت أمريكا خطة أردوغان الخامسة
- الشعب الكوردي أبدي الوجود
- مستقبل النظام في سوريا
- هل سينجح أردوغان في الخطة الرابعة؟
- انقذوا كوردستان
- كيف يحاربون القضية الكوردستانية بأحزابها
- الإخوة الأعزاء


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة اشتباك مسلح بين الشرطة الأمريكية ومشتبه به.. ...
- هذا الفيديو لا يتعلق بمحاولة اغتيال مزعومة لولي العهد السعود ...
- فرار 10 آلاف شخص من منطقة خاركيف الأوكرانية على خلفية الهجوم ...
- خريطة توضح آخر تحركات القوات الإسرائيلية في عملياتها بغزة
- خطوة بخطوة.. كيف ستمر مساعدات غزة عبر الرصيف العائم؟
- هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم ...
- ترامب يعد ببناء -قبة حديدية- فوق الولايات المتحدة
- إجلاء 10 آلاف شخص من منطقة خاركيف الأوكرانية بسبب الهجوم الر ...
- -طائرات حربية مصرية في سماء سيناء-.. ما حقيقة الفيديو؟
- -أكثر من ثلث طلاب الجامعات البريطانية يرون هجوم حماس عملا من ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - دور روسيا في الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس