حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 11:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمكن القول أن الموقف الدولى من الحرب الدائرة فى فلسطين يتسم فى غالبيته بالإنحياز للصهاينة كنوع من أنواع النفاق والتزلف للولايات المتحدة وأوروبا اللذان يدعمان الكيان بكل أنواع الدعم علنا ،
لكن بالطبع هناك دول تمتلك الحد الأدنى من الأستقلالية التى تدفعها لموقف متوازن يراعى حقوق المستضعفين فى الأرض حتى لو ابتعد عن المواقف الغربية ، والدول التى لها موقف متوازن فى هذا الخصوص لا تتعدى أصابع اليدين ، منها مثلا روسيا وإيران وعمان وتركيا ومصر وقطر ، ولكن مع تفاوت موقف كل دولة من حيث القوة والتأثير ، لكنها مواقف فى مجملها تقترب أكثر من المقاومة الفلسطينية،،
فحتى الموقف المصرى الذى يكتفى بدور الوساطة مع المطالبة بوقف الحرب يعتبر أفضل من موقف دول عربية أخرى كالإمارات والسعودية والمغرب والأردن، وهى دول إما إنها لا تخجل من مساندة العدو وإدانة المقاومة ولو فى الخفاء ،أو إنها تظهر الحياد وعدم الإكتراث، وقد سبق لهذه الدول أيضا أن ساندت عدوان الصهاينة على لبنان فى أكثر من موقف بحجة العداء لحزب الله وإيران ،
كذلك يندهش المتابع للأحداث الحالية من مواقف دول كبرى شديدة الإنتهازية السياسية كالصين والهند ، فهاتان الدولتان موقفهما ماسخ مائع لاقيمة له على الساحة الدولية ،
فلا يوجد لأى منهما تحرك تفاوضى إيجابى يحاول حلحلة الازمة أو إحتوائها ،
كذلك لن تجد لأى مسئول صينى او هندى تصريح واحد فيه ادانة لاسرائيل بإعتبارها السبب الأساسى فيما يحدث من عنف ودمار ،
وغنى عن الذكر أيضا القول بأنهما لا تقدمان المساعدة من أى نوع للطرف المحاصر الذى يدافع عن حقه فى الوجود ويحارب كيانا عنصريا ينهمر عليه العون من كل صوب ،
فالموقف الصينى تحديدا هو موقف ماسخ مائع مهادن ومداهن للصهاينة وللغرب عموما ويتعامى عن النظر لحقوق المستضعفين تحقيقا لمصالحه الإنتهازية فى افريقيا والخليج ،
بينما الموقف الايرانى والروسى أكثر قوة وصلابة ونزاهة رغم الصعوبات التى تواجه كلتا الدولتين ،
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟