أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحاب حسين الصائغ - (للعشق مرارة...للكلمات توهج)















المزيد.....

(للعشق مرارة...للكلمات توهج)


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 07:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الشاعر يبحث عن مصار هذا الواقع في غير إتجاهه المعروفلهذا نجده هائماً بما حوله يكتب صوته في اللاشيء. الشاعر علي محمد اليوسف وقصائد مجموعته الاولى(توهج العشق-احتضار الكلمات) صدرت عام 2004/الموصل/شارع النجفي. إنها تحمل أسئلتها وعلامة استفهام واقفة حمم من الفراغ تريد رؤية واضحة لفكرة يراد لها التحرك.
ضحكة ما تتردد حتى تخفف وطأة الأشياء المشبوهة ليثبت الهدوء حتى ما بعد التوجس أكثر تحمساً للوطن أكثر رغبة لواقع أفضل. في تصديره منصهر داخل المرأة يعبر عن احساسه بالزمن يمثله بالحب(( مثلما لا يحيا الإنسان في الحب وحدهُ يقيناً لا يحيا من دونه)).
في قصائده نجده معاتباً نفسه وفي نفس الوقت مستغرباً كطفل يثبت على حائط الوقت من حوله وقائع لحدث لن يمر بهدوء ما دام الزمن لا يفهم معنى البرآءة عائداً للسنين الماضية متفحصاً الحائط الساكن الذي حمل شحوب المعاني فيزداد الألم قوة لأنه موجود والحائط أصبح جداراً يحمله على صدره. فيصف المكان والحياة من حوله بدون تفاعل حقيقي.فيهرع إلى ذاته والمستقبل المشوش لينظف غُبن واقع على زجاج النوافذ المطلة إلى البعيد لعله يخلق أروع معالم لهذا الصمت من حوله فينفذ إلى أعماق المرأة. يصفها بالحلم، السعادة، الطفولة، الوطن.
المتغير الوحيد المرأة، ليشذب الفكر ويعلق بأغصانها مجدداً عبق الحياة واشراقة
الشمس لعلى تخضر المفاهيم وتزدهر المعاني في النفوس في قصيدة ( ساهمة )
ساهمةً أراك في حزن محبب
ولقاء عينيك يسري بروحي
غيمة معلقة في سماء خيالي الاعزل
في فناء المجدول غصناً متدلياً
من شريان قلبي المتعب
لعينيك افترشت حلمي المسهد
انما يتصاعد حقل الأسئلة بكثافة. في معنى مسؤولية وجوده وهو يحاول حصد الامنيات وتحترق في جوفه كل الاشارات في قصيدة ( مملكة العشق)
يقضّ مضجعي بحر صاخب
معلقاً بفضاء سرمدي
بلا قرار
يعلم أن هناك جسد لم تتضح معالمه حتىفي نفسه، فيأخذه البكاء صبراً حتى لا تضيع معالم الاكتمال في جدول الحياة، وتجره الكلمات رافضاً البقاء بمكانه. لذا نسج فضاءاً لا يريد له التوقف من أجل أخطاء في الاعتقاد لا تؤجل في قصيدة(ضياع في عتمة النهار)
تركت على رمال هائجة
آثار أقدام زائلة
آمال بعيدة حالمة
ويكبر الغموض في ذهنه وجد الانسان ليحقق أحلامه! لماذا يصاحب القلق ويعيش معذباً؟. يجد التسلط والقوة تسحق الانسانية، شهوة حافية تغوص في بحر من الدم في قصيدة (قبل الأوان )
أميرة حبي الصغيرة
علمتني درساً في معنى الحقيقة
هنا ممسكاً بجيد التأمل وكلام آخر في أطراف الفراغ بدأ نزعه بنشوى لا تكون بعيدة عن همومه والمبهم من الكلام يكسره ويدعو لمنصة التفاهم معاً لوجود في ظل الاوهام، لماذا الرضى بالسجن وعدم فك القيود بدل الانسياق للسراب في قصيدة(حنان)

ليلي طويل وتساقط المطر
لينقر زجاج نافذتي بلحنه المضطرب
يوقظني من اغماضة تعبي
يرجع إلى عالم التوحد بين الرجل والمرأة ليترك الموضوع في عيون الانتظار المرتقب يمر من خلال الزجاج ويظل السعي ماضي في وجه السر المكتوم علناً في قصيدة (صهيل)
تجمدت عيوني لحظة النقاء
يعتصرني شوقي الظامئ
يتغرز في ثنايا هيامي
يستحم في الجسد صهيل خيالي
يعيش محنةً ليوم طال في وطن ضاع فيه الحق والباطل. وتصحر جلد القمر يظهور نقاط سوداء وسكن العظام دموع لا تجد لها منبع لأنهم زرعوا في حقول البلد النار وفي جداوله الحنظل وابتسانة خرساء وأشباه هياكل تتنقل بخوف لحظاتها العمياء في قصيدة (مرثية عائد)
اعوام من القلق المقطوع الجذور
المقطوع بألم الفراق وحسرة الندم
هي المأساة عينها تسكن جذور السائللا تخفف الريح ما تحمل من رطوبة العشق لهذا البلد وأصعب وأصعب قيمة يملكها هي الذكرى من أجل الأمل في قصيدة(خطاب) طيب موتي اليوم قبل غدي/أموت
الأعمار تصير كوابيس مزعجة حين يفكر الانسان بكرامته متسائلا عن هذه الاهتزازات فيصطاد من الموج التلاطم الجمالية ليهزأ من الاقدارفي قصيدة (إنتظار)
إني وضعت حداً لدوامة شقائنا الفارغ
وأحزانه الجوفاء الأزلية
إنها دوامة معنيّة بيومه المكتوم على أحزانه وقواعد حياته وهو مأخوذ بجمال التلامس بين المرأة وحب الأرض في قصيدة (مقتنيات)
مقتنياتك الجميلة فراشات محنطة
في "اليوم" ذكرياتك إحفظيها
في قبو من الحزن
والخوف
والحرمان إدفنيها
يحيط روحه الشاسعة ويصارع زوائد عمياء تمثل اتجاهات غير مشخصة، يريد أن يقول لا بد من الحرية والسبيل لها ولن نسكت مهما طال الزمن في قصيدة (تداعيات )
تتشرب دمي الراعف بألم السنين
فأنا أحببتك في كل شرائع الغرام
يتنفس رغم كل ما يحدث لحلمه الجميل لتحقيق غاياته المكبوتة لهذا نجده أحبها بكل شرائع الغرامليستطيع التحرك في قصيدة الوجه الآخر
ضفائرك تنسدل على ربوة الشمال
تنتشي فيها شقائق النعمان
يربط الجسد بالرأس والماء الذي يروي ارض الوطن من شماله لجنوبه يشبه ضفائرها بصوته المكتوم ونائحاً يريد فك هذا السكون لكنه يعلم الكل مثله فينساق إلى بث شجونه اليها متسائلاً بعد ان لا يجد غير الوهم والسراب فيعود في قصيدة ( إمرأة ملاك )
ميتاً بين الاحياء
حياً بين الاموات
في سفر المقابر
مساحات يراد غربلتها إن الاموات أحياء والقابر الجماعية تشهد وهو شاهد في هذا الفعل. وتحتوي مجموعته الشعرية صفحاتها الأخيرة على يوميات من ذاكرة النسيان، يذكر في مقدمة تلك القصائد التي على ما تبدو شبه مذكرات مهمة من تاريخ العراق يبدؤها ( الكلمة موقف وتوقف حياة في زمن اختلطت فيه المواقف وتمازجت الالوان وتيقى الكلمة أهم مفردات الحياة أولاً وأخيراً تأكيداً لإنسانية الانسان وتأصيل تاريخه وإثراء وجوده في قصيدة (شباط سد بخمة 1984) تذوب نفسي في ركام الثلج/ تندثر كل الجوانب
في مخيلة الشاعر علي محمد يرتسم البياض بروح الاستشهاد أو من سحقتهم أقدام الحرب بأسم الوطن وغلفت الحقيقة التي ابتكرها الطغاة، حاملاً جراحه النازف بلونه الأحمر فوق الثلج شاهداً لا يندثر في عمق المكان في قصيدة (12 شباط 1998)
وقفت أتأمل الايام .
الساقية الصغيرة جفّ فيها الماء .
أين طفولتي الزاهرة؟.
استوطن ألمي العميق في روحي.
كلمات من قصائد تشهد لوحدها سنيناً حفرت في صخرة التاريخ من نقاط الدم وما زال ندياً. في قصيدة (6 شباط 1994 يقول: أنصت للموسيقى بخشوع/ تسقط من عيني الدموع/ أضم أوجاعي. في قصيدة (8 شباط 1998يقول: متى تبدأ حياتنا. في قيصدة (10 شباط 1994 يقول قبل أن يولد في رحمه انتحر.
حجب كثيرة تمنع العيش بسلام وكلاً يبحث عن سيف وترس ليغرسه في الآخر ويغدق سيل الغضب في ابتكار معاني الالم، لتموت الاعشاب الناعمة دون استئذان وتنكشف صور الخداع فوق النهار المشمسوتمحي لحظات غارقة بالموت.. يتجرأ الشاعر بعد المعانات الكبيرة ويعلن عشقه الاول والاخير للعراق خاتماً مجموعته الشعرية بهذه القصيدة (عراق)
أطبع كفي نجمه بيضاء في سماء وطني
وشمساً أزلياً في تاريخ بلادي
يا شمس بلادي البهية
إطلعي لي نخلة عراقية
مباركة تتضوع نوراً من وهج قلبي
يا وطني... قلبي المكسور
يضيء عتمتة ليل الفقراء
وطني آية مباركة نزلت من السماء
لا نحتاج بعد لفك رموز الشاعر على محمد اليوسف فهو أقدر على اجراء هذه اللمحات المفتونة بسحر صاعد ولغة شعرية تحمل صفاء الذهن ولابحار في فهم الحالة وعلاقته بالابداع تؤكد وجود بصماته المتفردة لخلق الانتصار بأسلوبه المميز في حفظ قواميس الافكار شارباً مفاهيم التأسيس لخطه الشعري وتفرده في شأن اللغة ذاتها ولكل قوانين الفكر العراقي يحاكي فترة زمنية قضاها العراق في ظل الظلم ولا زال هناك غيوم نتمنى أن تنقشع وعبّر بكل تفاعله مع المفردة مستعيناً بالرمزية في قصائده من الشعر المعاصر.




#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السريالية في محكمة المنطق
- مفردة المسؤولية
- العمق الجمالي في الإنفتاح الحضاري
- استفهامات الشعر
- الحداثة العربية شعرا.. رؤية نقدية
- هموم الشعراء والمرأة
- الجدل ينفي قصيدة النثر
- تكامل النقص
- التواصل وعقدة المأساة
- المتوازي.. المتعاكس
- المرأة بين العرض والطلب
- سنديانة الرعب
- كيمياء الديمقراطية
- لمشكلة تشابك التشبيهات
- الثقافة والمجتمع بين الحضارة والتغريب
- اهمية أن يكون المرء جاداً / عن المسرح
- كوكتيل الحرية
- المرأة في شعر الجواهري والاسطورة
- المرأة والمجتمع المدني
- الصحافة والمرأة


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحاب حسين الصائغ - (للعشق مرارة...للكلمات توهج)