أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - رحاب حسين الصائغ - المتوازي.. المتعاكس














المزيد.....

المتوازي.. المتعاكس


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:16
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


كيف ونحن نعيش في التواءات حلزونية، وانكسارات عاطفية لا مثيل لها، ندخل معترك بعيد عن الإلتواءات لكي نعيد تشكيل المتعاكس، نبحث في ظل تقاطع الأصوات عن ابتسامة نجرها ونرسمها على نوافذ باتت صدئة شوهاء في ردهات التعايش السلبي، وأصبح الطفل محكوم عليه بالعزلة والفراق، والكبير يلعق كبرياؤه ويلعن التاريخ، كافراً بالحاضر متحسراً على مستقبل طلي بما لا يمكن رؤيته واضحاً، لذا علينا العمل متفائلين لأن العمر لا يحده حدثاً زمكانياً حتى لو أصبح الوقت مضلعاً، يجب عقد الطموح وفرضه على النفس، وهو من أهم الضروريات في ساحات حياتنا التي تدفعنا إلى غسل الألتواءات بالصبر ودفن الانكسارات وتنشيف الدموع بما هو أسمى من البؤس واليأس، ومحاولة وصله بالفرح ليدمغ حوافي ما عانيناه وكل ما نعانيه، وما نأمل أن يتغير بجهدنا وجدنا رغم الإحساس بأننا كالأواني المستطرقة، الانتظار لا يفي بطعن المجهول الملتوي، بل إيجاد التوازي الذي يقود للأمام، لا نبقى نأكل هواجسنا اللينة ونلك ألسنتنا بهش الألم، لندرج أحزاننا الزهور بأيدينا كي لا يأتي من يضع منها ما لا نرغب فوق بقايانا المدفونة. ومن أجل أن لا أترك طفلي يتنهد.. أصرخ عند مفترق الطرق بشجاعة في لحظة وجدتها تحتاج إلى ذرة من الاندفاع بساقين مطليين بالعذاب والألم بحثاً عن جماليات المتوازي والتخفيف من حدة المتعاكس، بعد أن وجدت الحياة لا تخلو من التبادل في التغيير والتحول في ثناياها، ويختبئ بين خفاياها أسئلة كبيرة بحجم السكون لذرة رمل في قبر أصبح التاريخ شاهداً عليه.. أو تنهيدة طفل في حيرة يسحبها من كبار أضاعوا حلمه.. أو أنظرة داخلي فلم أجد سوى رغبات قلقة تولد واحدة وتموت في أثرها أخرى، حتى لا أكاد أنقذ واحدة لأبعثها في نزهة إلى عالم الجمال الطفولي الذي أضاعته بدايات ما زالت مستمرة وبشكل متوالي على حساب البراءة التي قتلت في مهدها، وصرخة جنين حديث الولادة، أنبتت في عمقي الرغبة والشجاعة في التواصل عبر نفسي وعبر الماضي لعل تنهيدة الطفل تتحول إلى سلسلة بحار يمسكها طفل ويشد قواه بها وتدفعه الرغبة للبحث عن ما ينقذه، وبأمان يصعد إلى سطح الحياة ، ليشاهد فجراً بازغاً، فينطلق ليكمل ما بدأناه من حاضر، وينعش مستقبله، سوف لا أتكلم عن الديمقراطية، أو الحرية، أو الدولة، أو أي موضوع لا يهم الطفل الذي أصابته الحيرة وهو في عمر الورود.
بل سأكتب عن الجمال دون زيف، أو مبالغة. لأن الطفل هو ما يثير اهتمامي في الموضوع، وللجمالية مكان وقيمة عند الإنسان منذ الصغر، وأساس حياته، وما خلفه التمدن الاقتصادي، وليس الحضاري الثقافي.
الذي من المفروض أن يكون امتداد في صنع الجمالية من أجل الرفاهية، أصبح نقمة على العباد ، والجمالية تعني التوازن في اختيار الشيء الذي يدفع بالإنسان إلى الإحساس بلذة الحياة وتناغمها، وليس التفكك والتشظي والرغبة بالعدم من وجود طعم لاستنشاق الهواء والتنفس حتى عند الأطفال، فالطفل يبحث عن في حانا أمه في أركان البيت، وفي جنباة سريره، في وجود أبيه، ثم يؤثث على ما يجده من حوله ويعكسه على مستقبله، الطفل لا يعرف القبح بطبعه، ويرى كل شيء جميل بدءاً من المكان، فتبحث مخيلته عن رسم نقوش جميلة على جدران الواقع من حوله بألوان الفرح، وأثبت أن هذه الحالة صحيحة، حين وجدت على جدران الكهوف منذ القدم والتي كانت مأوى للإنسان عليها آثار الحفر والرسم، والإنسان قديماً، لا نقول عليه بدائي بل طفل يحلم ويجسد خياله بالطريقة التي يحسها تقربه من الوجود الجمالي، وبعد تطور الأمر على أن أصبح يؤسس لحضارة الإنسان وتقدمه، فسن الشرائع بعد أن نضج عقله من حلال تجاربه ومن أجل حياة أجمل خطوطها وتحمل وضوح الصورة المتطورة، وفي عصرنا شاخ الإنسان بعد أن حصل على التقدم التكنلوجي والتطور الاقتصادي، وأخذ يصنع الدمار ويسن شرائع الخراب وأطلق العنان لفكره.. بدل رسم الأمان، علق شعارات تحمل مصطلحات ضخمة، يقدمها دسمة تهلك الكبار والصغار، ونسي أن هناك نقاط تعتبر أسس المتوازي لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عن وجودها، وهي الجمال الذي يحمله الطفل، وأن ما يحصل الآن ليس التطور الحضاري بل التكالب الشكلي، لأن كل ما يصنع من أجل التدمير والسيطرة سيقاوم، من أجل النقاء والبراءة علينا التفكير قليلاً، بأننا نحفر خنادق في قلب أطفالنا وأجنة الحياة التي لا تكف عن النمو والتواجد، وكما يملك عصرنا الحالي أدوات الدمار، سيكون هناك زمن يملك أدوات تضفي الجمال على الحياة، والندم لا ينفع من لا يتعض.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة بين العرض والطلب
- سنديانة الرعب
- كيمياء الديمقراطية
- لمشكلة تشابك التشبيهات
- الثقافة والمجتمع بين الحضارة والتغريب
- اهمية أن يكون المرء جاداً / عن المسرح
- كوكتيل الحرية
- المرأة في شعر الجواهري والاسطورة
- المرأة والمجتمع المدني
- الصحافة والمرأة


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - رحاب حسين الصائغ - المتوازي.. المتعاكس