أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مصطفي - رسالة لأحمد طنطاوي وحملته… حتي لا يضيع الأمل















المزيد.....


رسالة لأحمد طنطاوي وحملته… حتي لا يضيع الأمل


حسن مصطفي
(Hassan Moustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 7757 - 2023 / 10 / 7 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الدافع الأول لي لكتابة ونشر هذا المقال هو خيط الأمل الذي لا ينقطع بداخلي والذي يحثني دائما بعد تلقي الضربات أن أنهض من جديد وأن استمر في المقاومة وأن لا اتخلى عن الحلم.

والدافع الثاني والاهم هي استجابة لرغبة ودعوة أحمد طنطاوى بالمشاركة والمناقشة وتقييم أدائه وأداء حملته، وقد وعد بأنه سوف يستمع ويدرس كافة الأطروحات مهما كانت اصلاحية أو راديكالية.

إنني أدعو كل زملائي وقراء هذا المقال لتبني وجهة نظري ونشرها حتى تصل لطنطاوي وحملته من أجل تبني هذه الرؤية كسبيل حقيقي للخلاص.

انني مستعد لمشاركتكم لاستكمال الخط الذي أتبناه واسعد بسجالاتكم وإبداء رأيكم حول هذا المقال.

1- سلطة إجرامية تدعو لعقد انتخابات ديمقراطية

إن دولة الديكتاتور السيسي التي مارست عبر اكثر من عشرة أعوام القمع والتجويع والقتل المباشر وصادرت ملكية الفقراء وانتهجت نهج التهجير القسري وملأت السجون بالكتاب والنشطاء والمبدعون والجماهير المعترضون على اجرامها والمشتبه في انهم معارضون واغلقت الصحف ومنعت الأحزاب والجماعات السياسية واقترفت ابشع الجرائم في حق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وباعت الأرض من اجل تحقيق سلام الكيان الصهيوني و استدانت بالمليارات من أجل بناء القصور والمنتجعات.

إن آلاف القصص التي نراها أمام أعيننا، وتروي علي مسامعنا كل يوم تبين لكل حر مدى حقارة وإجرام هذا النظام الذي لم ولن يتوقف اجرامه، ولن تمحي شناعة ما ارتكب من جرائم تلك الدعاوي الغادرة بأطلاق سراح بعض المعتقلين بدعوي الحوار الوطني الزائف.


ان تلك السلطة الإجرامية عندما تدعو لانتخابات رئاسية فإننا لا نأمل منها أن تجري الانتخابات بطريقة ديمقراطية، أو أن تكون على مسافة واحدة من المرشحين وجماهيرهم، حتى أن تحقق قدر أدنى من الديمقراطية الشكلية بأن تسمح بأن يكون هناك انتخابات ما ومرشحين حقيقيون يجري لا قمعهم وقمع من حولهم، أن تلك الدولة المجرمة لن تتنازل ولن تقدم حتي اقل قدر من العداله طواعية.

فهم يدركون ان لا شعبية لهم وان سنوات الاجرام والتجويع قد اكسبتهم حقد وكراهية اوغل في قلوب الشعب تجاههم، وأن الحاكم يمكن مؤيديه في ضباط الجيش والشرطة والقضاء وكبار المسؤولين ورجال الاعمال الفاسدين ومجموعات من المنتفعين والوصوليين في أحزاب الموالاة.

إن دولة الدكتاتور لن تقبل بأن يهتزعرش قمعها واحكام سيطرتها على الحكم في مصر واحتلالها للميادين ونشرها للرعب في قلوب الجماهير.

أن المغفلون فقط هم من يصدقون ان اللجنة العليا للانتخابات او اي لجنة ما مشكلة من القضاء المصري يؤمل فيها أو يرجي منها نزاهة أو عدالة في ظل الأجرام الذي تشهده البلاد تحت الحكم العسكري، أو أن يكون الإشراف القضائي علي الانتخابات باعث لاي أمل لدي المصريين بنزاهة الانتخابات او حتي ولو بدرجة أقل قمعاً .

أن السنوات الماضية أوضحت لنا بشكل لا ينكره إلا المضللون والمغفلون ان القضاء المصري هو جناح اجرائي لتمرير الأجرام بشكل قانوني للدولة البوليسية العسكرية.

بل إنه واهم أو يحاول أن يوهمنا بأنه يوجد فصل حقيقي بين السلطات المصريه يضمن استقلال السلطات القضائية والتشريعيه عن السلطة التنفيذية، أو إنه يوجد حتى حدود فاصله تحقق أقل قدر من الاستقلالية للسلطات بما يسمح لها بالمحاسبه او تقدير شؤنها ، فما بالك باجراء وادارة الانتخابات الرئاسية.

إن القوة العسكرية والحماية والمصالح المباشرة والرشاوي المقننة والهداية والامتيازات المالية والاجتماعية هي التي تعبر عن ترابط تلك السلطات كطبقة اجتماعية حاكمة تقف خلف الدكتاتور بنفس النظرية السياسية القديمة طبقة النبلاء والملاك في وجه طبقة العبيد .

إن دولة الدكتاتور لم ولن تدعونا للانتخابات، ولا يسرها مشاركتنا فيها أبدا، أن ملايين الجماهير أمام صناديق الانتخابات هو أكثر مشهد مرعب لها ولا تتحمل عواقبه، بل أن أي تجمع للشعب والجماهير المطحونه بحثا عن لقمة العيش هو أكثر ما يؤرق الدولة ويرعبها حتى وان كانوا يحتفلون بفوز نادي أو منتخب او حتي مجتمعين بالرشاوي الانتخابية لتأييد الدكتاتورعبد الفتاح السيسي كما حدث في مرسي مطروح والمنوفية في الأيام الماضية.

إن تحالف المجرمين خلف الدكتاتور يسعي لانتخابات إجرائية - تجديد أوراق - تديرها المخابرات، ويشرف عليها القضاء ،ويمولها رجال الاعمال الفاسدين والطامعون، ويشارك فيها أحزاب الدولة الخبيثة شاكلة مستقبل وطن والنور الخ.. ومجموعات من الموظفين بالارغام، ويحميها ضباط الجيش والشرطة، ويمجدها الأعلام المنافق.

إن كان تحالف السلطة - تحالف الملاك والنبلاء - الذين نهبوا وقتلوا وأجرموا يحاولون تمرير الانتخابات الرئاسية دون مشاركة الجماهير، أو أي مشاركة سياسية حقيقية بدون مناقشات أو آراء أو أفكار ضاربين عرض الحائط بالضغوط الدولية والعلاقات مع الحكومات الغربية الديمقراطية فإن تنصيب الدكتاتور على رأس السلطة مسأله حياه أو موت وفي طريقها لتحقيق هذا الهدف لن تتهاون في القمع والمنع والتشويه والقتل إن لزم الامر.

فإننا العبيد لم نجرم في حق هذا الوطن وان كانوا قد انتزعوا حريتنا بالغدر والقوة لكننا لم نستسلم وسوف نقاوم من اجل حريتنا ومن اجل مستقبل إنساني لنا وحتى لا يولد لنا عبيد، أننا نحلم يوما بالحرية والحقوق الاجتماعية العداله والمساواة الانسانية نحلم أن لا نلد عبيدا آخرين لطبقة الرعاع، الحلم ليس من فراغ لكننا سنناضل اليوم والغد والي الابد حتى يتحقق الحلم.

2- المعارضة وأشباه المعارضة وأشباه أشباه المعارضة

أمام هذا المشهد الديمقراطي الدموي انقسمت المعارضة المصرية لعدة انقسامات أو كما قال عنهم المرشح احمد طنطاوي المعارضة وأشباه المعارضة وأشباه أشباه المعارضة لكنهم جميعا في البدايه باختلاف مواقفهم من الانتخابات وموقعهم من أجهزة الدولة، اتفقوا جميعا مع الدولة حول جعل تلك المعركة معركة للنخبة لم يستدعوا فيها الجماهير ولم يشاركوها فيها كما فعل طنطاوي وحملته.

إنتخابات هادئه بدون جماهير وسنوات أخرى من القمع والإجرام هكذا سعي وخطط واستسلم الجميع لتلك الحقيقة، وكأن القمع علينا مكتوب الي ان يأتي الخلاص أو الثورة وكأنها ستكون يوما هبه من الله أو من الحاكم نفسه .

عدد كبير من نشطاء الثورة والشخصيات العامة وعواجيز الحركة السياسيه أعلنوا موقفهم التطهري من الانتخابات بعدم المشاركة في تلك الانتخابات المسرحية الهزليه التي أعلنتها الدولة وأنهم لن يلعبوا دور الكومبارس أو المحلل حسب تعبيرهم السياسي، وبالحق أقول لهم ان الدكتاتور لا يسعد بمشاركتهم ولا يحتاج إليها طالما كانت مشاركة جادة وانه يسعد بمقاطعتهم النخبوية قدر ما تؤرقه المشاركه الجادة، مقاطعتكم النخبوية لن تقف في طريقه، لأن المغتصب لا يحتاج إلى محلل، والبطل الدكتاتور لديه دوما كومبارسات من أشباه أشباه المعارضة التي لا تترك فرصة لتحقر من نفسها وتتلذذ بالتذيل والتذلل سواء في المشاركة في الانتخابات الرئاسية أو الحوار الوطني فسيجد دوما حقراء مثل موسي مصطفي موسي او عبد السند يمامة.

اما الجبهة المدنية التي لاتزال مترددة في ان تعلن موقفها من دعم المرشح الجاد أحمد طنطاوي، وتقارن بين ترشيحه وترشيح جميلة إسماعيل أو فريد زهران متردده في أن تعلن موقف بين من ينافس من اجل خلق معركة سياسية وحياه كريم - وان لم يتخذ موقفا ثوريا - أو من يشارك تحت مظلة المخابرات والأجهزة الأمنية.

دائما يسعون لتمرير تخاذلهم وموقعهم الدنيء من المعركة بتمويه الصراع وإغراقه في التفاصيل وتشتيت أهدافه وتمويع الاختلافات الجذرية بالخوض في تفاصيلها وكأنها غير واضحة وغير معلومة مثل ترددهم في إعلان موقفهم من فريد زهران مرشح المخابرات وأحمد طنطاوي مرشح الأمل.

أمًا الأحزاب المذيلة دائما للحراك الاجتماعي، تلك التيارات السياسية والمنتمية لثورة يناير أو ذات الطابع الايديولوجي اليساري أعلنت ترشيحها أو تأييدها لحق طنطاوي وحملته في خوض الانتخابات، تلك الأحزاب مثل التحالف الشعبي الاشتراكي وغيره من الأحزاب التي أعلنت تضامنها ومشاركتها ودعت أعضاءها لعمل توكيلات وفتح مقراتها لحملة طنطاوي.

ان خطاب تلك الأحزاب هزلي وعبثي من حيث الشكل والمضمون ،فتلك الأحزاب لا تمتلك قواعد ولا حتي اعضاء منذ سنوات عملت السلطة على تفريغ تلك الكيانات وانعزلت قيادتها عن عضويتها، فباتت أحزاب مفرغة لا تمتلك أعضاء ولا كيان وكمتابع منغرس في العمل السياسي الراهن واتحدي تلك الاحزاب ان كانوا يملكون أعضاء غير منصبين في الهيئات العليا والقيادات الوسيطة، قد يكون لديهم مكتب سياسي وتنفيذي ولجان نوعية ورؤساء للجان النوعية ولكنهم لا يمتلكون عضو واحدا لا ينتمي للقيادات العليا او القيادات الوسيطة.

ان هزلية طرح انضمام تلك الاحزاب لحملة طنطاوي يتجلي في عدم قدرتها على التأثير العددي في حملة قوامها 23الف عضو ولم يتبنوا خطاب أو يضغطوا علي طنطاوي وحملته من أجل تبني خطاب سياسي وبرنامج بوصلته الثورة بشكل واضح يعلن موقفها من كل القضايا الاقتصاديه والأمنية والسياسية.

إن تلك الأحزاب تسعى لتقسيم حالة الجدل - السياسي التي فرضها طنطاوي وحملته - وكسر الصمت وطرح مسالة الخلاص مره اخري علي اجندة المصريين صاعدين على أكتاف طنطاوي وحملته واعتقد ان التوجه الصحيح الآن أن يعلنوا دعمهم المشروط لطنطاوي وحملته من أجل رؤية سياسية وبرنامج عمل وانخراط مع الحركة والأحداث يكون نابع من توجهات الثورة المصرية ويسعى لتحقيق احلامها، برنامج يوضح الحدود الفاصلة بين أمال العبيد وطغيان النبلاء.

3- طنطاوي وحملته الشجاعة بين الصواب والخطأ

في مواجهة دعوة الدولة القمعية لإنتخابات هزليه ونخبواويه وطرح المعارضة بالمقاطعة وغياب اي طرح حقيقي من تيارات الاسلام السياسي، بذر أحمد طنطاوي ورفاقه بذور الآمل وكافح بصمود الفلاح المصري ليجني بمجهوده الفردي وعشرات من المؤمنين به والمخلصين لقضيته ومشاركين له في الحلم وبعد كفاح دام اربعة أشهر متواصلة بداء نتاج الكفاح بالظهور، بتشكل حمله انتخابيه تتسم بالجدية، وتنتشر في كل المحافظات وأغلب المراكز وينتسب لها الآلاف من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار والانتماءات تجاهد وتناضل من اجل تغيير هذا الواقع المرير الذي تعيشه البلاد منذ أكثر من عشرة أعوام، يواجهون بسلاح الأمل والشجاعة وإيمانهم بالتغيير المنع والقمع والسحل والاعتقال والبلطجة التي يمارسها النظام عليهم بشكل ممنهج ضدهم بل ضد احمد طنطاوي نفسه، وتحت تلك الظروف الصعبه فإنهم لم يتوقفوا عن الكفاح والضغط والمزاحمة من اجل تمرير الأمل، ولم ييأسوا برغم كل الضغوط ويستعدون لاستكمال ما يحلمون به ويعتقدون فيه بأن قدرة الجماهير على التغيير سوف تنتصر وأنها تستطيع تغيير وزعزعة سلطة الديكتاتور.

انهم يحيون بالأمل ويسعون مجتهدين أن يشتعل الأمل في صدور كل المطحونين والحاقدين على نظام السيسي، ويطرحون على مسامع المصريين قدرة الشعب على التعبير والتغيير التي حاول الدكتاتور سلبها طوال العشرة سنوات بالتجويع والترهيب.

أحمد طنطاوي وحملته إذ يتوجهون لجماهير الشعب المصري ليطالبوهم بالوقوف بجانبهم وتصديق نواياهم وحلمهم والإيمان به، فهم غير معزولين عن الجماهير ويتلقون الضربات كتف بكتف مع من ينضم معهم من الشعب المصري يتلقون الأذي صامدون مصرون على النجاح بالكفاح والجهد الكبير .

لكن ومع كل تقديرنا واحترامنا لكفاحية طنطاوي ورفاقه هل يكفي التحلي بالشجاعة والإيمان بالأمل للفوز أو حتي بالمنافسة التي تليق بأحلام كل المصريين في الحرية والعدالة الاجتماعيه ؟

فإن كنا نحيا بالأمل فلا يجب أن تخدعنا الاوهام فنحن صدقنا جدية طنطاوي وعزم رفاقه والمؤيدين لهم ولكن يجب علينا آن ندرس امكانياتهم في هذه المعركة وإمكانية حصولهم على صفة الترشيح أو لا والمنافسه في ظل تلك السلطة المجرمة.

يتوجب على طنطاوى وحملته ان لا ينخدعوا أو يتوهموا أنهم قد جمعوا الشعب المصري خلفهم ويدركوا أن ما حققوه حتى الآن هو كسر حاجز الصمت وطرح مسألة التغير وانتشار الحوار عنهم وعن كفاحهم الذي امتد للشوارع والمواصلات والأسواق والمقاهي وامتلأت به منصات التواصل الرقمي.

أو يعطوا تقديرات خاطئة بانضمام بعض الحركات والأحزاب السياسية اليهم، فتلك المجموعات لا تمتلك قوة جماهيرية أو قواعد شعبية أو خطة سياسية للانتصار لأنهم اختاروا دائما دور المفعول به لا الفاعل في خضم كل معارك الثورة.

السبيل الوحيد لتحويل احمد طنطاوي من مرشح محتمل لمرشح حقيقي في الانتخابات الرئاسيه وتحويل عملية الانتخابات نفسها من مسرحية هزلية نخبوية إلى معركة حقيقية فيها صولات وجولات مكاسب وخسائر، يكمن في قدرة طنطاوي والحملتة على تحويل معركة الانتخابات من معركة نخبوية لا تصدقها الجماهير وراغبة في العزوف عنها الي معركه جماهرية يؤمن بها مئات الآلاف بل الملايين أيضا لأنها معركة حياتهم اليومية في توفير الغذاء والدواء والسكن والأمان.

ان لم يشارك بالمعركه مئات الآلاف متحدين السلطة ومصريين على الكفاح رغم الضربات فإنها لن تكون معركة حقيقية.

عليهم أن لا تخدعهم مشاهد العشرات او المئات أمام مقرات الشهر العقارى فهذه الأعداد وإن كنت اشك علي قدرتها على جمع 25 ألف توكيل في ظل المنع والقمع، فهي بالتأكيد لن تكون قادرة على خوض معركة الانتخابات التي لا تتمتع بأي درجة من درجات النزاهة أو الديمقراطية.

ان حلم التغير والخلاص من الطبقة الاجراميه يؤيده الملايين لا الالاف من ابناء الشعب، ان طنطاوي وحملته أمامهم تحدي حقيقي ان امتلكوا أراده حقيقية في معركتهم من أجل التغيير.

ان التحدي يكمن في جعل الحالمين بالتغيير مشاركون فيه ومناصرين لهذا الحلم ومدافعين عنه ومستعدين لخوض المعارك بجوار من أمن بحلم طنطاوي وحملته.

والاعتراف بأن طريق النصر الوحيد لا مناشدة السلطة أو رجاء خير فيها أو منها، وإنما استغلال حالة الترقب من الجماهير والمشاركة علي استحياء لمناشدتهم المشاركة الحقه في التغيير وازالة اي شكوك لدى المواطنين حول طنطاوي وحملته بإعلان برنامج ثوري كفاحي ذو خطاب شعبي وتصحيح أي خطاء أو عوار ارتكبته الحمله خلال الشهور الماضية حال دون ان يستقبل طنطاوي بعشرات الآلاف من المواطنين في كل محافظة يزورها، وتتجه معه إلى مقرات الشهر العقاري لترغم الدولة على فتح ممر للتغيير.

كيف يتم تعديل الخطاب والخط السياسي بما يضمن مصارحة حقيقية مع الجماهير ومشاركة مجتمعية في الحلم والمعركه ؟

إن إصرار طنطاوي علي جمع التوكيلات بدون إعلان برنامجه يوضح عوارا ديمقراطيا واضحا في نهجه وعليه إن يوضح للجماهير ماذا سوف يقدم لها قبل ان يطالبها بالتوكيلات وان لا يقصر الدعاية علي مواقفه المعارضة في مجلس النواب، وان التأسيس لنهج سياسي صحيح يبدأ ببرنامج ذو انحياز واضح للجماهير قبل أن يطالبهم بالمشاركة والمخاطره بدون ضمان مستغلا حالة الغضب والبغض التي يتمتع بها السيسي.

علي طنطاوي ان يدرك أن أسلوب التكنوقراط وتقديم نفسه كواحد من رجال الدوله بخطاب مائع مشابه لخطاب وخطه السيسي في الحفاظ والتمسك والسعي بكل القيم التي تصدرها دوما الدوله لنا، لن يكون شفيع له عند رجال الاعمال الغارقون في فساد النظام ولا الطبقة الحاكمة المصرية ولا الأجهزة الأمنية ولا قيادات الجيش والشرطة التي تتعارض مصالحهم المادية والإجتماعية مع حلم طنطاوي في التغيير.

اليوم يجب ان يصارح طنطاوي الجماهير بالحقيقه ويبرز لنا مدي تجزر الخلاف بيننا وبين من يمثلون السلطة المصرية وان يعترف أن مغازلته للقوات المسلحة ورجال الأعمال قد أفقدته المصداقية ووضعته في جانب المنقذ لهذا النظام لا الأمل في التغيير والخلاص منه.

إن الأيام الماضية وحدها - لا العشر أعوام من الأجرام - كفيلة أن تبين لطنطاوي أن ميوعة خطابه وخطته لم ولن تحميه هو ومؤيديه من القمع والتضييق ولن تضمن لهم اي مطلب أو حتى رد علي مطالبهم العادلة التي تقدموا وناشدوا بها اللجنة العليا للانتخابات.

وعليهم اليوم أن يبدأوا في بناء تحالفهم الوحيد، تحالف طبقي ذي انحياز طبقي واضح يجزر المعركة ويرفع مستوى الوعي ويشرح الحقيقة التي نعيشها تحت حكم السيسي كي نفهمها وندرك حقوقنا المسلوبة وتتبلور في عقولنا، وان يعلن ان لديه بصله مختلفة عن تلك التي تبناها السيسي - التجويع لصالح المشروعات والرشاوي والنهب - وان بصلته هي مصالح الطبقات الفقيرة وان العمال والفلاحين وصغار الموظفين شركاؤه في الحلم وفي نتائجه وان يعلن موقفه من فرض ضرائب تصاعدية فورية على رجال الأعمال وإلغاء الضرائب بشكل فوري عن الجماهير، خصوصاً ذوى الدخول المنخفضة.

وان يتسع النقد والمحاسبة في خطابه وان لا يقتصرعلى السيسي وحده بل ومن يقف خلفه من طبقة حاكمة يجب ان تحاكم وتحاسب على الفساد والنهب والقمع والاستبداد التي اقترفته في حق هذا الوطن.

ان بداية تصحيح مضمون خطابه في ان يصارح أحمد طنطاوي وحملته الجماهير أن الأجهزة الأمنية والقضاء المصري وقيادات الجيش تربطهم مصالح مشتركة كعصابة تعمل علي النهب والتجويع وأن لا أمل في الخلاص بدون تفكيك وخلخلة وفضح طبقة الحكم والدولة العميقة.

ان واحده من الأخطاء التي لا أكون صادق ان اخفيتها أن حملة طنطاوي ينتسب لها اسماء مشكوك في نزاهتها وعلاقتها وتبعيتها بشكل غير مستتر لجهاز المخابرات، وعليه أن ينبزهم ولا يشركهم في برنامجه ولا يستمع لخطتهم ولا يفرح بإعلانهم دعمهم له، وان يبعدهم عن دائرة المستشارين السياسيين له وللحمله إن كان صادقا.

ان برنامجا دعائيا رنان ملهم ومحفز للجماهير يتحسس اوجاعهم ويفوق طموحهم لا خطابا تكنوقراطيا هو حقا ما يحتاجه طنطاوي وحملته حتي يضمن المشاركة الواسعة من الجماهير وينقلهم من حيز المراقبة والمناقشة الي حيز العمل والمخاطرة من اجل الحلم.

وان هذا البرنامج لابد ان يعلن انحيازات طبقيه وسياسيه واضحه من مسالة السلطة والسياسة والثورة.

منها علي سبيل المثال:

- مصادرة الأموال المدنية والمشروعات الربحيه للجيش والشرطة وضم تلك المصانع والفنادق والمزارع والمنافذ وغيرها من المشروعات لأملاك الدولة من اجل تقليل فارق الإنفاق الحكومي بين الموارد والمدفوعات وتخفيف الاعباء الاقتصادية علي الجماهير.

- إخضاع ميزانية القوات المسلحة للموازنة العامة للدولة وإعادة النظر - في بنود الإنفاق الحكومي والتي تشمل الامتيازات الغير مبررة التي يتمتع بها كبار الضباط.

- مضاعفة الانفاق الحكومي علي التعليم والصحة ليضمن تحقيق حياة كريمة ومستوى تعليمي وصحي يليق بجميع المواطنيين وضم مستشفيات الجيش والشرطة والقضاء لوزارة الصحة لتحقيق مبدأ المساواة وحق الجميع في مستوى آدمي متساوي لحين تطوير هذا القطاع والنهوض به.

- تبني سياسات الضرائب التصاعدية والحد الأقصى للأجور من أجل تقليل الضغط علي الموازنة العامة الدولة.



- إعلان حرية العمل السياسي وحرية إنشاء الحركات والتجمعات والأحزاب السياسية والاجتماعية ودمج الكيانات التي تم عزلها مالم ترتكب عنف في حق الجماهير.


- إطلاق سراح كل المعتقلين والمحكوم عليهم وغلق مقرات الحبس الغير قانوني وأماكن الاختفاء القسري وتقديم ضباط الأمن الوطني للمحاكمات على ما ارتكبوا من انتهاكات وجرائم في حق المواطنيين.

- إعادة النظر في العلاقات المصرية الخارجية وإلغاء اتفاقية الكويز وكامب ديفيد أو علي أقل تقدير تعديل نصوصها بما يضمن سيادة المصريين على أراضيهم واقتصادهم.

- إعادة ترسيم الحدود البحرية المصرية بما يكفل استعادة جزيرتي تيران وصنافير لضمان وقف مشروع الكيان الاسرائيلي لتدمير قناة السويس، وضمان الاستغلال الأمثل لحق مصر في حقول الغاز في البحر المتوسط.

وغيرها من الأطروحات التي تتبني موقف واضح من جوهر قضايا والصراع داخل السياسة المصرية هي بذاتها كفيله أن تعلن عن تكون تحالف سياسي شعبي بين الجماهير وطنطاوي لإنه سوف ترى الجماهير ولأول مره سياسي مصري يعبر عن أحلامها وآمالها ورغبتها لا مستغلاً لها ومتاجراً بنضالها لخلق مكانه اجتماعية في أوساط النخبة الحاكمة.

ان تبني هذا الخطاب والنجاح في تصديرة والدعاية له في الأحياء الشعبية وأماكن تواجد العمال هو الطريق الوحيد لانضمام شرائح واسعة من طبقة الأغلبية الي تحالف سياسي طبقي خلف هذا البرنامج، تحالف قادر على خوض واستكمال معركة الانتخابات وفرض إرادته سواء قبلها النظام أو رفضها.

ان التحالف السياسي القائم علي مطالب وبرنامج ومشروع يضمن استمرارية العمل والكفاح بغض النظر عن الاشخاص سواء حققنا نصر في الانتخابات أو باغتنا الدكتاتور بمستوى مفرط في القمع، وهو الطريق الوحيد لتصعيد الكفاح والنضال واستمرار العمل ضد الدكتاتور إذا أصر علي الغناء في الانتخابات منفردا.

وفي النهايه الخص رسالتي بسؤال واضح لطنطاوي وحملته هل تمتلك الارادة السياسيه في أن تعلن موقفا واضحا من مؤسسات القمع ومحاسبتهم علي الاجرام وميزانية الجيش والحد الأقصى للأجور والضرائب التصاعدية وكامب ديفيد وغيرها من القضايا المحورية التي تحدد موقعك الحقيقي من الصراع.



#حسن_مصطفي (هاشتاغ)       Hassan_Moustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفراغ السياسي في مصر
- المناضل المصري أحمد دوما حر رغم آنف السيسي
- لماذا يجب الإفراج عن كل المعتقلين كقاعدة لإي حوار سياسي
- رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي
- الخطأ والصواب في ما قال ياسر رزق من فحش المقال
- النظام الجمهوري وأفق الخلاص منه (الجزء 3 والأخير): الشرطة وا ...
- النظام الجمهوري وأفق الخلاص منه (2): الجيش ذروة سنام النظام ...
- النظام الجمهوري وأفق الخلاص منه (1)
- تعديل الدستور للّتمديد.. السيسي يحفر قبره
- فُجر أبواق النظام وتردد ووجل المعارضة
- عن المهمشين والثورة
- إدلب.. المجزرة علي وشك الوقوع
- تعليق علي مبادرة معصوم مرزوق
- الجزر للسعودية والسلام الدافئ للصهيونية والموت والإفقار للمص ...
- مقبرة النظام الجمهوري .. الاصلاحية أم الثورية؟
- لماذا لم يسلم الرفيق ابوحديد نفسة ؟
- لماذا الحزب الثوري ضرورة ؟
- ثورتنا المغدورة*


المزيد.....




- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض
- درون روسي -يصطاد- الدرونات الأوكرانية بالشباك (فيديو)
- صحيفة أمريكية تشيد بفاعلية درونات -لانسيت- الروسية
- الصين تستعد لحرب مع الولايات المتحدة
- كيف سيؤثر إمداد كييف بصواريخ ATACMS في مسار العملية العسكرية ...
- ماهي مشكلة الناتو الحقيقية؟
- هل تغرب الشمس ببطء عن القوة الأمريكية؟
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /30.04.2024/ ...
- كيف تواجه روسيا أزمة النقص المزمن في عدد السكان؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مصطفي - رسالة لأحمد طنطاوي وحملته… حتي لا يضيع الأمل