أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - الطائفيون الحاقدون لا يمكن أن يكونوا وطنيون ولا ثائرون















المزيد.....

الطائفيون الحاقدون لا يمكن أن يكونوا وطنيون ولا ثائرون


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7756 - 2023 / 10 / 6 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجريمة النكراء التي ارتُكِبت في الكلية الحربية في حمص وسط سورية، يوم الخامس من تشرين أول/أوكتوبر، 2023 ، لا يمكن أن يشمتَ بضحاياها إنسانٌ لديه ذرة من ضمير ودِين ووجدان وأخلاق وإنسانية، تحت ذريعة أن هؤلاء كلهم ينتمون إلى مكوِّن سوري واحد..
ولو افترضنا جدلا أن هذا الافتراء صحيح، فهل هذا يعني أنّ إبادة هذا المُكوِّن مشروعة، ومبُرّرة، مهما كانت الإتجاهات الثقافية والفكرية والسياسية، لدى أبنائه مختلفة؟.
لا ألومُ الإنسان الظلامي الحاقد الذي يملءُ القيحَ رأسهُ المستطيل ويعشعش في خلايا دماغهِ الحقدُ الموروثُ عن فتاوى عمرها حوالي ثمانمائة عام، ولكن أشعرُ بالقرف حينما أسمع أو أقرأ، لأشخاص يدّعون العَلمانية، زيفا ونفاقا، بينما يتحدثون بذات لغة أولئك الظلاميين الرُعاع ويُحرِّضون على الطائفية، وإبادة أبناء مكِّون من مكونات الوطن، من الشيخ الكبير إلى الطفل الصغير، فجميعهم مسؤولون بِحسبِ آرائهم المتعفِّنة والحاقدة..
نعم نريدُ وطنا لجميع أبنائهِ، يسودهُ حُكم القانون والعدالَة وتكافؤ الفُرص والمساواة، ولا أحدا يقولُ غير ذلك.. وهذا لا خِلافا عليه، ولكن أيُّ مستقبلٍ لوطنٍ يتحكّم فيه أولئك الحاقدون؟.
**
هذا الكلام ليس مُبالَغة.. وليس افتراء.. إنهُ حقيقة..
من سمِع الكلام الذي قيلَ في إحدى حلقات أحد البرامج التلفزيونية الخليجية، وتحديدا يوم الثلاثاء 22 نيسان/ إبريل 2014، وعلى لسان شخصين يدّعيان العَلمانية والتحضُّر، ومن إحدى الأقليات، وما ينطوي عليه من تحريض وحقد طائفي على أحد مكونات الشعب السوري، وتلفيقٍ وكذِبٍ وتدليس يخجل منهُ أي صهيوني، إنما يشعرُ بالغثيان والقرف من هذه العقول الطائفية اللئيمة الحاقدة، التي تدّعي العلمانية والوطنية والتحضُّر..
لماذا أزلتُم يوتيوب تلك الحلقة عن الشبكة العنكبوتية؟.
أتحدّاكم، للمرة الثانية، أن تُعيدوه؟.
إنهُ وصمةُ عار في تاريخكم، ستبقى تلاحقكم، كما لاحقت فتاوى القتل والتكفير، أصحابها على مرِّ التاريخ..
**
نعم أنا شخصٌ علمانيٌ، بقناعةٍ كاملة، ألتقي مع كل عَلماني على أسُس العَلمانية، وهكذا كان أغلبية أصدقائي وأقربهم زمن الجامعة في دمشق، من أبناء سهل حوران وأبناء جبل العرب.. وما زالت صداقتي مع البعض قائمة.. ولكن أزدري كل من يدّعي العَلمانية، ويقولُ، ويُمارسُ، ويفعلُ عكسها تماما.. فهذا منافق..
كيف لك أن تكون علمانيا، وبذات الوقت تُحرِّض على الطائفية؟.
بماذا تختلف عن مفتي جبهة النصرة (عبد الله المحيسني) الذي ظهرَ ذات مرّة في شريط فيديو وهو يقفُ في وسطِ سهل الغاب من جهةِ الشمال، ويقول: هذا هو الحدُّ الذي يفصلُ بين قُرى المسلمين وقُرى الكُفّار؟. وكان يتوعّدهم أنهُ قبل حلول عيد الأضحى ذاك العام، سوف يجتاحُ قُراهُم، ويُصبِح العيدُ عِيدان، بعد أن يقتُل من يقتُل، ويغتصب من يغتصب، ويسبي من يسبي..
**
بماذا تختلفون، دُعاة العلمانية المزيّفة والتحضُّر الكاذب، عن أي إسلاموي تكفيري حاقد؟.
بماذا تختلفون عن أولئك الطائفيون الحاقدون الذين اختطفوا ابن أخي، والِد الأطفال الأربعة، عن الطريق العام في سهل الغاب غرب مدينة السقيلبية، منذ أواخر 2011 على هويتهِ المذهبية، ومنذئذٍ لا نعرف عنه شيئا، ولا علاقة له بكل الدولة، وكان في طريقهِ إلى القرية لقراءة الفاتحةِ على روح أبيه الشهيد العميد الطيار، الذي كان هدف تحرير الجولان وفلسطين يسري في دمهِ، واستشهد قريبا من الجولان في مهمّةٍ ليليةٍ، وعيناهُ ترنو إليه؟.
بماذا تختلفون عن أولئك الذين خطفوا صهرنا المحامي، مع أصدقائه، عن الطريق العام شمالي دمشق عام 2014، وهم لا علاقة لهُم بكل الدولة، وإنما على هويتهم المذهبية؟.
بماذا تختلفون عن أولئك الطائفيون الحاقدون الذين فجّروا في الصباح الباكر، في حزيران 2014، شاحنة تحمل ثلاثة آلاف كيلو غرام من المتفجرات، في قرية الحُرّة في سهل الغاب، إلى الشرق 2 كم من قريتنا، والناس نيامُ وذهب ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء؟
مع العلم أن الكثير من شباب الحرّة كانوا يهرِّبون لهم الخبز والمازوت..
أنتم وأولئك التكفيريون سواء، أيها العلمانيون المنافقون المُزيّفون..
**
ضحايا جريمة الكلية الحربية في حمص، لم يكونوا من لونٍ واحدٍ كما يدّعي بعض الطائفيين الحاقدين الشامتين..
كانوا من كل الطوائف السورية.. وكان بين الضحايا، الأطفال والصبايا والنساء والرجال، والآباء والأمهات.. منظرٌ يُبكي أحجار الصوّان، ولكنهٌ يُثيرُ شماتة وفرحةَ الطائفيين الحاقدين..
من قرية (تومين) لوحدها قضى اربعة شهداء من أخوتنا المسيحيين: الملازم أول إيفان عساف، ووالدهِ نورس عساف، وأخويهِ إيلي وستيفان..
فماذا تقولون عن ذلك؟.
ماذا تقولون عن تلك الأُم التي قضَت وهي تعانق ابنها المتخرِّج أحمد خضور، فرَحَل الإثنان مع بعض؟.
ماذا تقولون عن الطفلة زينة شلهوب التي لم تتجاوز الأربع سنوات، التي حضرت الحفل لتفرح بشقيقها، فكانت آخر فرحة في حياتها؟.
ماذا تقولون عن الصبية شذا الحايك، وآية الحايك.. والصبية آية شاهين، الذين حضروا ليفرحوا بأشقّائهم في عُرٍسِ تخرُّجهم، ولكن رحلوا وإياهُم إلى علياء السماء، ليحتفلوا هناك، بعيدا عن حقدكم ولؤمكم، وطائفيتكم؟.
ماذا تقولون عن الأب المُسِن رامز ديوب الذي جاء ليرى ابنهِ في آخرِ يومٍ بالكلية الحربية، فكان آخرُ يومٍ في حياتهِ هو؟.
ماذا تقولون عن العشرات غيرهم من المدنيين، نساء ورجالا، كبارا وصغارا، الذين كان ذنهبم الوحيد أنهم تواجدوا في ذاك الحفل؟. وربما غالبيتهم استدانوا أجرة الطريق، كي يُشاركوا في عرس تخرُّجِ أبنائهم، كما أي أهل؟.
لم يكُن أولئك في الخنادق.. ولا على الجبهات.. ولا يخوضون معارك.. ولا يحملون سلاحا.. كانوا جميعا في حفلٍ ذي طابعٍ عسكريٍ ــ مدني، ولكن المدنيين فيه كانوا أكثر من العسكر..
يا للعار.. يا للخزي.. لكل طائفي حاقد.. لكل تكفيري ظلامي مُتقيِّح.. لكل عَلماني منافق ومُضلِّل.. ولكل شامت بضحايا هذه الجريمة النكراء..
الرحمةُ لأرواحهم جميعا.. وليجعل الله مثواهم الجنة.. والشفاء للمصابين..
ومتى نتعلم أن نكون معارضين وطنيين، وليس معارضين طائفيين حاقدين..
فالوطنية والطائفية لا يلتقيان..
والطائفية والعَلمانية لا يلتقيان..
هذه الجرييمة هي الحدُّ الفاصل بين الوطني وبين العميل..
وكل معارض يعتبر نفسهُ وطنيا يجب عليه إدانة هذه الجريمة.. ومن يؤيدها ويشمت بضحاياها إنما هو من يُلصِق بنفسهِ تهمة عميل.. ومن يلتزم الصمت، إنما هو ضمنيا يؤيدها..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تطايَرَتْ شرارةُ الحرب في أوكرانيا إلى أرمينيا؟
- الدورة 78 للنفاق الدولي في نيويورك
- مَن سيسبق مَن؟ مشروع بايدن أم مشروع أردوغان للربط بين آسيا و ...
- الإتقاق السعودي الهندي هو أهمُّ ما تمّ بمناسبة قمّة العشرين
- متى سنرى (فَزْعات) عشائرية لتحرير الجولان أو القدس أو الأقصى ...
- ماذا يحصل في عالَم اليوم؟
- إذاً هذا آخر الكلام عند أردوغان: إنسحاب الجيش التركي من شمال ...
- حلف الناتو ما بين قمة مدريد 2022 وقمة فيلنيوس 2023
- هل ينعكس التصعيد في أوكرانيا على الحالة السورية؟
- إسرائيل أكبر دولة مارقة على كل القوانين والاتفاقات والصكوك ا ...
- ما هو السبيل لوقف الإعتداء على القرآن الكريم؟
- هل سيتعلمون الدّرس من دَرسِ فاغنر؟
- إلى متى سيبقى الشباب العربي ولائما لسمك البحر؟
- متى سيمتلك العرب مشروعهم العربي الخاص؟
- هل ستنجح زيارة بلينكن للسعودية في التطبيع مع إسرائيل؟
- ما هي الليبرالية التقليدية والليبرالية الجديدة؟ وهل السياسة ...
- ما هو الجديد في بيان القمة العربية الثانية والثلاثون في جدة؟
- لماذا تجاهلت الدول العربية الذكرى 75 لنكبة فلسطين؟
- هل يكفي أن يُعيدوا سورية للجامعة العربية ؟
- ما معنى هذه الانعطافة السعودية.. يو تِرن؟


المزيد.....




- العلاقات التجارية والموقف من روسيا.. الرئيس الصيني في أوروبا ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- الجزائر تعدل قانون العقوبات.. المؤبد لمسربي معلومات أو وثائق ...
- المغرب.. ارتفاع حصيلة ضحايا التسمم الغذائي في مراكش
- المغرب.. -عكاشة- ينفي محاولة تصفية سجين
- ضابط أمريكي: القوات الروسية دخلت أراضي خالية من هياكل دفاعية ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مادورو: واشنطن تمهد لخلق صراع بين غويانا وفنزويلا كما فعلت م ...
- مسعفون: مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين في قصف إسرائيلي على رفح ...
- اعتداء رجال شرطة أميركيين على طالبة مؤيدة لفلسطين.. حقيقة ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - الطائفيون الحاقدون لا يمكن أن يكونوا وطنيون ولا ثائرون