أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - إسرائيل أكبر دولة مارقة على كل القوانين والاتفاقات والصكوك الدولية















المزيد.....

إسرائيل أكبر دولة مارقة على كل القوانين والاتفاقات والصكوك الدولية


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7664 - 2023 / 7 / 6 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مُخيم جنين، بعد بربريةٍ وهمجيةٍ ليست بغريبةٍ عنها.. وبعد أن دمّرت ما دمّرتهُ، وقتلت من قتلتهُ، واعتقلت من اعتقلتهُ، وأصابت من أصابتهُ، وخرّبت البنية التحتية من ماء وكهرباء وخدمات..
وبعد أن قام العرب بدورهم الروتيني المألوف بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار ذاتها، الجاهزة دوما، بعد تغيير التاريخ..
لم تُقدِم دولة عربية واحدة، على سحبِ سفيرها من إسرائيل، أو طرد سفير إسرائيل منها.. ولا حتى استدعاء سفير إسرائيل، كما فعل بعضهم مع سفراء السويد..
وذات الأمر ينطبق على الدول الإسلامية المُطبِّعة مع إسرائيل.. كلها تعبيرعن عواطف ومشاعر..
ولذلك إسرائيل لا تعيرُ أدنى اهتمام للمواقف العربية، ولا الإسلامية، وهي تُدرِك أن هذه الإدانات موجّهة للرأي العام الداخلي، والعربي، والإسلامي، وليس لإسرائيل..
**
ما أرجلَ، وما أشجعَ، العرب والمسلمين على بعضهم بعضا.. من يستمع لبيانات طرفي القتال في السودان، تعودُ بهِ الذاكرة إلى زمن الحروب بين العرب وإسرائيل، على الجبهتين السورية والمصرية، حينما كُنا نُصغي باهتمام كبير إلى تصريحات الناطق العسكري وهو يقولُ بصوتٍ حماسيٍ مُرتفِع: أسقطت قواتنا الباسلة طائرة للعدو كانت تقوم بعدوانٍ سافرٍ في المنطقة الفلانية.. ودمّرت دبّابة للعدو في القطّاع الفلاني..
يشعرُ الإنسان بحُزنٍ ما بعدهُ حُزنٍ، حينما يسمع بيانا لأحد طرفي الحرب في السودان، وهو يفتخر بأنهُ قتل مجموعة من جنود الطرف الآخر، أو أسقط طائرة للجيش السوداني، وكأن الجيش السوداني هو جيش عدو، وليس جيش السودان، وأفراده ليسوا من ابناء السودان.. وقد يكونوا أخوة ولكن كل واحد يقاتل مع طرف، وقد يقتل الأخ أخاه..
**
كم روّجَ المُطبِّعون مع إسرائيل، أن هذا التطبيع يخدم قضية الشعب الفلسطيني، ويُشجِّعها على قبول الحل على أساس الدولتين، ووقفِ بناء المستوطنات..
ما حصل هو العكس تماما.. فقد زاد التطرُّف الإسرائيلي تطرُّفا.. ووصل إلى البرلمان، والحكومة، أشدُّ الشخصيات تطرُّفا بتاريخ إسرائيل، الغني بالمتطرِّفين.. وزادت مصادرة الأراضي والممتلكات، وتوسيع الإستيطان..
إسرائيل فهمت هذا التطبيع كرسالة، مفادها أننا لسنا معنيين بقضية الشعب الفلسطيني.. إنها قضية فلسطينية إسرائيلية وليست قضيتنا..
أندونيسيا، تُضحِّي باستضافة مباراة دولية لكرة القدم، تحت سنِّ العشرين، لأن فريق كرة قدم إسرائيلي سوف يشارك بها.. فكم من دولة عربية، تفعل ذلك؟.

**
ما تقوم به إسرائيل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني سواء في غزة، أم في الضفّة الغربية، أم في القُدس، هو أكبر انتهاك للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وكل الاتفاقات والصكوك الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، أو ما يُعرَف بقانون حقوق الإنسان..
ما هو المقصود بالقانون الدولي الإنساني؟.
باختصار القانون الدولي الإنساني هو مجموعة قواعد وضوابط ترمي إلى الحد من آثار النزاعات المسلحة، وحماية الأشخاص الذين لا يُشاركون في القتال، كالمدنيين، أو الذين لم يعودوا طرفا في القتال، كما الجنود المُصابين، ويفرضُ قيودا على وسائل الحرب وأساليبها..وكان سابقا يُعرَف بقانون الحرب، أو قانون النزاعات المُسلّحة.. وهو أحد فروع القانون الدولي العام..
بعد الحرب العالمية الثانية، وضعت الدول المنتصرة أسُس وقواعد العالم الجديد، فكان تأسيس الأمم المتحدة، وميثاقها الذي يُعتبَرُ أداة من أدوات القانون الدولي، والدول الأعضاء مُلزَمة به..
وفي عام 1949 وُضِعت اتفاقات جنيف الأربعة..
**
هذه الاتفاقات هي من يستند عليها القانون الدولي الإنساني بشكل رئيسي، فضلا عن عدة اتفاقات وبروتوكولات أخرى.. وهذه الاتفاقات هي:
الإتفاقية الأولى، معنية بكيفية التعامُل مع جرحى ومرضى القوات المسلحة في الميدان..
والإتفاقية الثانية، معنية بكيفية التعامُل مع جرحى ومرضى القوات المسلحة في البحار..
والإتفاقية الثالثة، معنية بكيفية التعامل مع أسرى الحرب..
والإتفاقية الرابعة، معنية بحماية السكان المدنيين وقت الحرب.. وتحت الإحتلال..
**
اتفاقية جنيف الرابعة تُحظِّر على سُلطة الاحتلال، الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصّة القتل بجميع أشكالهِ، والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب..
وتُحظِّر الاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المُهينة، والحاطّة بالكرامة..
كما تفرض المادة 17 على سلطة الإحتلال الاهتمام بالجرحى والمرضى والعجزة والمسنين والأطفال، والنساء النفاس..
وتحظِّر المادة 18 الإعتداء على المشافي، وكل المباني ذات الطابع المدني.. أو إعاقة عملها، وعمل كوادرها..
إسرائيل لا تلتزم بشيء من كل هذه الأمور، وفي عدوانها الأخير على جنين اعتدت على ثلاث مشافي، باعتراف ممثل منظمة الصحة العاليمة في الأراضي الفلسطينية..
**
إسرائيل، كسُلطة احتلال، والمسؤولة عن حماية المدنيين بموجب هذه الإتفاقية، لم تحترم في أي وقت، أي بند من بنود اتفاقية جنيف الرابعة..
بل إسرائيل، وخلافا للمادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة، تقوم بتدمير الممتلكات العامة والخاصّة، وتهدم البيوت، وتصادر الأراضي والممتلكات، وتعتدي على الأماكن الدينية، ودور العبادة، والمعالم الثقافية، في انتهاك صارخ أيضا لإتفاقية لاهاي عام 1954 ..
**
وإسرائيل تنتهك على الدوام (إتفاقية حقوق الطفل) الدولية لعام 1989، والتي تنص في المادة 38 على حق الأطفال بالحصول على الحماية أثناء الحروب.. فإسرائيل تعتقل الأطفال، وتسجنهم..
وفي عام 2015، أقرّ الكنيست الإسرائيلي قانونا يسمح برفع الأحكام بحق الأطفال، وإنشاء سجن خاص بهم، تُمارَسُ فيه كل أشكال الإهانات والتعذيب النفسي والجسدي.. وتعريضهم للكلاب البوليسية الشرسة..
ومَن سينسى صورة الطفل محمد الدُرّة الذي قتلهُ رصاص المُحتَل الإسرائيلي وهو يختبئ في حُضنِ والدهِ.. وصورة الطفلة هدى غالية التي كانت تصرخ باكية بأعلى صوتها، وشعرها المنكوش، فوق جثامينِ والديها وأخوتها الأطفال، الذين مزّق أجسادهم صاروخ إسرائيلي على شاطئ بحرغزة..
**
وإسرائيل تنتهك على الدوام حقوق الإنسان الفلسطيني التي نص عليها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية..

**
وفضلا عن ذلك تنتهك كافة قرارات مجلس الأمن الدولي، ومقررات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات مجلس حقوق الإنسان، وقرارات كافة المنظمات الدولية، والوكالات المتخصصة، فيما يتعلق بالتعامل مع الفلسطينيين، وحقوق الفلسطينيين.. وجرائمها ترقى إلى مستوى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية..
الإحتلال بحدِّ ذاتهِ هو أكبر انتهاك لحقوق الإنسان، ولكل القوانين الدولية.. وطالما الاحتلال قائم، فانتهاك حقوق الإنسان قائمة..
**
أعان الله شعب فلسطين.. قلوب ملياري عربي ومُسلِم معهم.. ولكن هذه لا تُفيد، فهُم يريدون سيوف العرب والمسلمين، وليس عواطفهم.. ولكن السيوف أصبحت خشَبَا..
يا فلسطينُ من يُهديكِ زنبقةً؟ ... ومن يُعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟.
من جرّب الكيَّ لا ينسى مواجِعهُ... ومن رأى السُمّ لا يشقى كمَن شرِبا..
رحِم اللهُ نزار.. وتحية لشعب فلسطين الجبار.. وتحية لأهلنا بالجولان، الذين تحدُّوا الإسرائيلي بصدورهم العارية، وأجبروه على التراجع عن قرارهِ بإقامة مشروع التوربينات في أراضيهم..
وأسفي وحُزني على هذه الأمّة.. إلى أين وصل فيها الذلُّ والهوان !.



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو السبيل لوقف الإعتداء على القرآن الكريم؟
- هل سيتعلمون الدّرس من دَرسِ فاغنر؟
- إلى متى سيبقى الشباب العربي ولائما لسمك البحر؟
- متى سيمتلك العرب مشروعهم العربي الخاص؟
- هل ستنجح زيارة بلينكن للسعودية في التطبيع مع إسرائيل؟
- ما هي الليبرالية التقليدية والليبرالية الجديدة؟ وهل السياسة ...
- ما هو الجديد في بيان القمة العربية الثانية والثلاثون في جدة؟
- لماذا تجاهلت الدول العربية الذكرى 75 لنكبة فلسطين؟
- هل يكفي أن يُعيدوا سورية للجامعة العربية ؟
- ما معنى هذه الانعطافة السعودية.. يو تِرن؟
- متى سنصبح كعرب فاعلين وليس فقط مُنفعلين؟
- العرب وإسرائيل: أسمعُ جعجعة ولا أرى طحنا
- كلّا يا سموتريتش: الفلسطيني ليس طارئا على فلسطين أنت الطارئ ...
- من المسؤول للتصدي لهؤلاء العنصريين وكَيف؟
- انعكاسات الاتفاق السعودي الإيراني على الجِوار الإقليمي العرب ...
- هل عودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض تعني عودة الث ...
- هل مُؤشِّرات الحرب أم السلام هي الأقوى في منطقتنا؟ ماذا تُحض ...
- ماذا يعني الحِضن العربي؟ وهل هناك حِضن عربي؟
- عامٌ على الحرب في أوكرانيا.. قراءةٌ من منظورٍ تاريخي..
- هل ستحكُم أمريكا هِنديةٌ مُهاجِرةٌ كما حكَم بريطانيا هنديٌ م ...


المزيد.....




- تحطم الزجاج بجسد سائقها.. لحظة اصطدام دراجة رباعية مسرعة بسي ...
- -ثاني أخطر طريق بالعالم-.. مشاهد مخيفة لمغامر يصعد -طريق الم ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل 29 شخصا وإصابة 25 في غارات إسرائيلي ...
- الجيش الإسرائيلي: نهدف لتفكيك -حماس- في رفح.. وعملية الإجلاء ...
- مدفيديف يوضح الهدف المباشر من إجراء تدريبات على استخدام الأس ...
- -الغارديان-: إسرائيل استخدمت سلاحا أمريكيا بغارة قتلت 7 عامل ...
- بوتين يأمر بإجراء -مناورات نووية- بمشاركة قوات منتشرة قرب أو ...
- بعد أيام من الهدوء النسبي، عودة التصعيد بين حزب الله وإسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي يبدأ إجلاء 100 ألف غزّي من رفح في عملية -مح ...
- الجيش الإسرائيلي يدعو إلى -إخلاء فوري- في رفح وعائلات بدأت ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - إسرائيل أكبر دولة مارقة على كل القوانين والاتفاقات والصكوك الدولية