سوريا نحو المزيد من التدهور

حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 7753 - 2023 / 10 / 3 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد بات واضحا أن النظام في سوريا غير مستعد لتقديم اي تنازل او القيام بأي تغيير حقيقي ، كما تفيد كل المؤشرات ان النظام غير جاد ايضا في التوصل مع المعارضة الى رؤية مشتركة فيما يخص كتابة دستور جديد يتضمن الانتقال السلس للسلطة بعد سنوات محددة من وجود الرئيس في السلطة، وحتى في حال وجود مثل هذا الدستور فإن حماية الجيش للرئيس اضافة الى وجود أجهزة أمنية تعمل لصالح بقاء رأس النظام في الحكم إلى أجل غير مسمى لايفسح المجال لتطبيق نصوص الدستور المتفق عليه وخاصة فيما يتعلق بتغيير رأس النظام .
النظام يعتبر انه انتصر في المعركة على معارضيه وان من حقه أن يفرض سياساته القديمة التي بدأها الاسد الأب وواصلها الاسد الابن بدون اي تغيير جوهري ، خاصة وأنه يدرك جيدا انه محمي من العديد من الدول والقوى كروسيا وإيران والصين وحزب الله ....كما أنه يدرك ايضا ان الغرب بشقيه الامريكي والأوروبي الغربي لن يستعمل القوة لإحداث اي تغيير في سوريا فيما يخص بنية الحكم وأشخاصه وأنه يفضل بقاء الوضع الحالي مع فرض عقوبات على النظام .
امام هذه اللوحة الدراماتيكية -ان صحت التسمية- يمكننا القول أن الوضع في سوريا اصبح معقدا لدرجة كبيرة . فمن جهة اصبح تغيير النظام امرا شبه مستحيل في المدى المنظور ومن جهة أخرى يرفض النظام القيام بأي تغيير من تلقاء نفسه ، وفي الوقت نفسه ليس لديه مايمكنه من فرض سلطته على كامل الجغرافيا السورية بسبب التدخلات الإقليمية والدولية التي لايستطيع النظام مواجهتها ، ويرفض حلفائه الدخول في خوض مواجهة عسكرية مع الدول التي تسيطر كل منها على بعض الجغرافيا السورية.
وكل هذا يعني المزيد من التدهور في كل يوم في مجمل مجالات الحياة في سوريا .

#حسن_نبو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل