أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (20)















المزيد.....

في الدين والقيم والإنسان.. (20)


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 7752 - 2023 / 10 / 2 - 14:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الدين والقيم والإنسان.. (20)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


ما شأنُ الفقهاء والشيوخ بالناسخ والمنسوخ، ما دام القرآن الكريم كلام الله؟ لماذا هذا التدخل فيما لا يعنيهم، إن لم يكن لهم غرض معين ومحدد؟ فالناسخ والمنسوخ أساسا، تم اختراعه كوسيلة ناجعة، تسمح لهم بالتحكم في الذكر الحكيم، والقدرة على تحريفه كما يشاءون. ألا يخاف هؤلاء من غضب الله، ومن عدله وعقابه ؟

هناك فرق كبير بين مفكري الإسلام؛ من شيوخ وفقهاء، وغيرهم من المهتمين به، في مجالات فكرية وعلمية مختلفة. فالشيوخ والفقهاء، ينتمون إلى مدارس تقليدية، يقدسون الأموات. وذوي المرجعية الفلسفية والعلمية والعلوم الإنسانية، عصاميون اهتموا بمعرفة مكنونات كتاب الله. قد يكونون مسلحين بالعلم، ودقيقين في أبحاثهم، وصادقين من غيرهم.

في الدين الإسلامي في عالمنا اليوم، نجد المسلمين أمام دينين؛ دين حنيف أصيل، ودين موازي مفبرك. وأمام محمدين؛ محمد القرءان ومحمد السيرة. فجل المسلمين هجروا محمد القرآن، واتبعوا محمد السيرة من صنع البشر، واعتنقوا الدين الموازي الذي ركز على الحديث كوحي ثاني، الذي حملوا فيه رسول الإسلام (ص)، ما لا طاقة له به.

شيوخ وفقهاء في العالم العربي الإسلامي، يخفون مصائب كثيرة، لا يقبلها العقل البشري. ويقولون لا تفصحوا عن هذا أمام العامة، مخافة قيام الفتنة في نظرهم. كيف لا يحصل هذا والنبي (ص)، أنطقوه بما لا يتوافق مع القرآن، الموحى به له؟ وقد جعلوا من الحديث الوحي الثاني، الذي يمثل عندهم، ثلاثة أرباع الدين؟

رجال الدين في العالم العربي الإسلامي، يخفون حوالي 90 % من مصائب خطيرة، لا يقبلها العقل البشري. فلو صرحوا بها أو خرجت إلى عامة الناس، لانقلبوا عليهم، أو لتركوا الإسلام نهائيا. فأعداء الإسلام في الحقيقة، هم رجال الدين. لذا يقدسون الماضي والأموات، لأنه لا يمكن محاكمتهم أو محاسبتهم، بأي حال من الأحوال.

إن الدين ليس في حاجة إلى من يدافع عنه. فكيف يمكن للمدافِعين عنه، وهم يعانون من نقص وضعف وخلل؟ ألم يُستغل في السياسة والشعوذة وغيرها؟ أليسوا هم من تسبب في هجرة كتابه؟ فالدين قوي بذاته وبقرآنه، وقوي بالمؤمنين به. لكن إذا ما ضعف هؤلاء، ضعف الدين الذي في قلوبهم أيضا. إذن ضعف الدين من ضعف أهله.

النص الديني وحي من الله إلى رُسُله. فالقرآن نص إلهي نزل على رسوله محمد (ص). له وحده الحق في التفسير والتأويل والإفتاء. أما باقي القراءات والتفاسير والتأويلات والإفتاء، تبقى شأنا إنسانيا بشريا لا غير. فالطامة الكبرى هو أنه، عندما يتحول كلام هؤلاء، إلى دين وإلى تقديس مطلق، يؤمن الناس بهم في حياتهم، وحتى بعد مماتهم.

هناك أجلين؛ أجل مسمى، المكتوب في اللوح المحفوظ، مقدر من عند الله عز وجل. وأجل مَقْضي، لأسباب مختلفة؛ قد يتسبب فيه الإنسان بنفسه، أو من طرف غيره أو بتدخل عناصر وأشياء أخرى. فعندما يمرض الإنسان أو تقع له حادثة ما أو يقتل.. يكون مهددا بالأجل المَقْضي. إذاك يتدخل الطب، في تأجيل الموت المَقْضي، لبلوغ الموت المسمى.

جل فقهاء الإسلام وشيوخه، خريجو المؤسسات الدينية الرسمية التقليدية، في البلدان العربية الإسلامية، أكثر تعصبا وتزمتا للدين عبر التاريخ. في حين المهتمين بالدين وخصوصا القرآن الكريم، من مفكرين وعلماء عصاميين، أكثر تفتحا وعقلانية من غيرهم. الفرق بينهما أن المذكورين سابقا لا يمارسون التفكير، والمتأخرين يمارسونه بالفعل.

في كل العصور السابقة، تقمص الشيوخ والفقهاء، إرادة الله وما يريد من عباده، بل اجتهدوا في خلق ضوابط كثيرة وجزئيات متعددة ومتنوعة، ما أنزل الله بها من سلطان. ثم قالوا لنا: إياكم أن تفكروا فيما قاله السلف الصالح والتابعين، أو تحتجوا على أي كان منهم؟ ذلك خروج عن طاعة الله ورسوله، وعن الكتاب والسنة.

إن الدين الإسلامي ودراسة قضاياه؛ من قرآن وسنة وفقه وتشريع، ضل محتكرا من السلف والتابعين لهم، باسم الاختصاص عبر التاريخ، ولم يُسمحْ بمناقشته من أي كان. هكذا بقي الدين الإسلامي، رهينة عند هؤلاء لقرون ولا يزال، رغم محاولة ثلة من المفكرين الأحرار، الدين يجب الأخذ بهم، في قراءتهم الحديثة المنفتحة المتفتحة.

انتشار دكاكين الرقية الشرعية في مدن المغرب وقراه، يرجع أساسا إلى النقص والإهمال المهولين، في المؤسسات العمومية للاستشفاء بالبلاد. زد على ذلك، الغلاء الفاحش المستشري في العيادات والمستشفيات الخصوصيتين، وفي الصيدليات ومختبرات التحاليل ومراكز الفحص بالأشعة وغيرها. ويبقي الملجأ الوحيد، هو الشعوذة والرقية.

لقد حرم شيوخ وفقهاء السلفية والتابعون لهم القدماء منهم والجدد، أن نقرأ القرآن الكريم بعيوننا، من خلال سقف معارفنا، في عصرنا الذي نعيش فيه. يريدون منا أن نقرأه بعيونهم بسقف معارف السلف، حتى يتم الرضا عنا، وقبولنا في حظيرتهم المحصنة. كأن المعارف توقفت عندهم واكتملت معهم، ولم تعرف بعد أي تطور يذكر.

إن الانتماء إلى الديانات السماوية الثلاثة، كان يغلب عليه الإكراه والتقليد والعادة، بدل الاقتناع والإيمان الحقيقي. لنأخذ مثلا الإسلام الذي توسع بالأساس، عن طريق الغزو والإكراه. وبعد ذلك يعود الأمر إلى التقليد، بإتباع الآباء والأجداد. باستثناء فئة قليلة جدا، جاءت من الديانات الأخرى وغيرها إلى الإسلام، بعد دراسة معمقة واقتناع.

إن الكلام عن "الحديث الشريف"، الذي جُمِع بعد مرور حوالي قرنين من موت الرسول (ص)، يتعرض لوجهات نظر مختلفة، قد تتعارض فيما بينها. لكن العقل يقول: إذا كان من الضروري قبول هذه الأحاديث التي جُمعت، يجب الأخذ بكل ما اتفقَ مع القرآن الكريم لا غير، وما عدى ذلك، يتم الاستئناس به فقط عند الضرورة.

هناك قضايا تثير جدلا كبيرا، بين المهتمين بالدين، في العالم العربي الإسلامي؛ كالناسخ والمنسوخ، والإسراء والمعراج، وعذاب القبر.. هذه المواضيع، يخالطها الغيب ويوجهها، لكن الرسول محمد (ص)، على لسان القرآن الكريم، أكد أنه لا يعلم الغيب. فكيف يحق له أن يعلم ما يجري فيها من أمور غيبية؟ فالغيب في علم الله وحده.

إن المراحل الدينية السابقة للإسلام، كان يغلب عليها طابع الأسطورة والخرافة. لذا كانت تعتمد على المعجزات، حيث مكن الله بعض رًسله بمجموعة منها، لدعم رسالة هؤلاء أمام أقوامهم. أما مع رسالة محمد الخاتم (ص)، كانت معجزته القرآن ببيانه ومضمونه، لأنها أدركت نضج البشرية، ولم تعد في حاجة إلى معجزات خارقة.

لقد بدأت تظهر دراسات حديثة دقيقة، في التاريخ العربي الإسلامي والفكر الإسلامي؛ بما في ذلك القرآن والحديث والتشريع والفقه وما إلى ذلك. لذا من الضروري بمكان، أن يبدأ شيوخنا وفقهاؤنا ومفكرونا، البحث عن الحقيقة المفقودة، في تاريخنا وفكرنا وديننا. فمن غير المعقول أن نستمر في الخطأ. لكن الصواب هو تصحيحه باستمرار.



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدين والقيم والإنسان.. (19) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- حول زلزال المغرب 2023، بالأطلس الكبير.. (بحوز مراكش وما جاور ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (18)
- في الدين والقيم والإنسان.. (17) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ...
- في الدين والقيم والإنسان.. (16) /
- في الدين والقيم والإنسان.. (15)
- مختلفات خاصة منها وعامة 17..
- مختلفات خاصة منها وعامة 16..
- مختلفات خاصة منها وعامة 15.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 14..
- مختلفات خاصة منها وعامة 13.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 12.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- حول المغرب والصحراء والجزائر 6.. (من منظور مغربي) / أذ. بنعي ...
- حول المغرب والصحراء والجزائر 5.. (من منظور مغربي)
- مختلفات خاصة منها وعامة 11.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 10.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 9.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب
- مختلفات خاصة منها وعامة 8..
- مختلفات خاصة منها وعامة 7..
- مختلفات خاصة منها وعامة 6..


المزيد.....




- أكسيوس: فوز ممداني جعل نبرة كراهية الإسلام عادية في أميركا و ...
- انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور ال ...
- حاخام يهودي دراغ.. صوت يرتفع دفاعا عن الإنسانية
- ثبتها حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بنعيسى احسينات - في الدين والقيم والإنسان.. (20)