أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان توفيق - الاخوانجية الذين ضيعوا المشيتين














المزيد.....

الاخوانجية الذين ضيعوا المشيتين


مروان توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 1732 - 2006 / 11 / 12 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كحركة سياسية دينية كان الاخوان المسلمين معارضين للوجود الاستعماري الانكليزي في مصر وكذلك في عداء مستمر للانظمة القومية كنظام جمال عبد الناصر ومن اشد اعداء حزب عفلق. لكن العقدة المذهبية وعدم تفهم منظريهم وكتابهم لعقدة (الفتنة) في تاريخ المسلمين جعلت من اعضاء التنظيم يقفون موقف الحائر عند ورود التناقضات التاريخية في تاريخ الاسلام الدموي. وبعدم وجود مرجع فقهي واضح مشى الاخوان في تيار المعارضة الابدية لكل الانظمة مع عدم وجود بديل فقهي وقانوني في كتاباتهم للانظمة التي يعارضونها. كان هذا التخبط والخواء الفقهي في التنظيم سببا في انعزال غالبية الاعضاء عن المجتمع وكذلك فعل مؤيدوهم ومن تأثر بهم. انشقت جماعات متطرفة عنهم وبقى خط الجماعة نفسه من حيث الالتزام بقراءة كتيباتهم ذات المواضيع المكرورة في نقد المجتمع المادي والشيوعي وكيف أن الاسلام دين جامع مانع على الرغم من خلاء الكتاباتهم عن أي تنظير عملي لدولة الاسلام المرتقبة , كذلك بقى خطهم التعبدي ثابتا وهو الالتزام بالصلاة والصوم وغيرها من عبادات الفرد دون أي مرجع فقهي محدد وهي ازمة يعاني منها اهل السنة والجماعة دائما لسد باب الاجتهاد منذ مئات السنين!
في العراق بقى الاخوان معارضين للنظام العفلقي ولكنهم حافظوا على سريتهم التي لم يأبه بها النظام المقبور لتأكده من عدم وجود أي خطر سياسي واجتماعي من تنظيماتهم ,وأن عانى بعضهم من سجن وتعذيب في حالات لا تستحق الذكر اذا ما قورنت بما عانى تنظيم الدعوة الاسلامي من قتل وتشريد وتعذيب لادراك النظام العفلقي بخطورة الدعوة وقوة تأثير الحزب على الناس.
لم يشكل الاخوان أي معارضة تذكر للنظام العفلقي المقبور وهم في اجتماعاتهم الدورية التي لم تكن سوى عبادات وحضور صلاة وتبادل كراسات وكتب ليس فيها سوى التزويق اللفظي وعرض عدالة الاسلام دون التطرق الى بديل حي للانظمة الحاكمة التي يكفرونها, نعم لم يشكلوا أي معارضة تذكر لذا حافظوا على ديمومتهم في العراق وبطبيعة الحال في مناطق تواجدهم السنية.
استفاد الحزب العفلقي من بعض كتب الاخوان للوصول الى مرحلة ثقافية لابأس بهم (قياسا لثقافة البعث الخاوية) للرد على الشيوعيين قبل غدر البعث للشيوعيين أيام الجبهة في أوائل السبعينات, وانضوى بعض الاخوان تحت تنظيم البعث بعد اغراءات المراكز والسلطة وحينها وجدنا البعثي المتدين والضابط البعثي المحافظ على صلاته وغيرها من مسخ مقزز وتناقض بين في شخصية بعض البعثيين الذين لا تفوتهم صلاة وفي نفس الوقت لا يفوتهم الاجتماع الحزبي ! تناقض مألوف لمن لا يملك قاعدة فقهية واضحة وهو ليس غريبا على اهل السنة والجماعة. وبمسك العصا من الوسط استطاع بعض الاخوان من مماشاة حزب البعث والمحافظة على واجبات المسلم وهي (تقية) ينكرونها في القول ويطبقونها في العمل وهو تناقض اخر ليس له صلة في موضوعنا الان.
بعد سقوط نظام العفالقة في العراق ضيع الاخوان فرصة ذهبية لاعلان معارضتهم لحزب البعث وسقطوا في تخبطات الولاء والمعارضة للحزب القومي الكافر (حزب عفلق) أو في محاربة الغزاة (الصليبين) حيث استقوا مقومات معارضتهم لدخول الامريكان من تاريخهم في حرب الانكليز فوقفوا مقلدين ماحدث في مصر وبمعارضتهم للغزو الامريكي لم يجدوا بدا من التعاطف مع فلول البعث واستراح اعضاءهم القدامي ممن انتمى لحزب من تأنيب الضمير واعلنوها انهم في ضرورة مرحلة تكاتف الصفوف لمحاربة (المحتل), اما الذين كانوا حيارى بجهلهم لتاريخ الفتنة في الاسلام وبضبابية التحليل لمشكلة الخلافة وما جرى بعدها في صدر الاسلام فأنهم مالوا نحو رأي (السنة والجماعة) ووقفوا في حيرة تجاه أصحاب المذهب الامامي كحزب الدعوة الاسلامي وباقي التنظيمات الشيعية. الاخوان الذين لم تتدنس اياديهم بالانتماء لحزب البعث وجدوا رجاحة في الانضمام الى من يعارض المحتل و ادى ذلك الى التشكيك في موقف الاحزاب الشيعية وبالتالي معارضتها تماما وأن كان بعضهم يميل (عاطفيا وتعبديا) للدعوة ولا ينكروا النضال المشرف للاحزاب الشيعية تجاه العفالقة بل يشيدوا به لكنهم يتوقفون عند ورود المذهبية ومشكلتها حيث لم تحوي كتاباتهم أي شرح وتفصيل لذلك سوى القول المعروف بترك ماجرى في الماضي لله فهو احكم الحاكمين!
(الاخوان البعثيين) الذين ولدوا اثناء الحملة الايمانية أيام النظام العفلقي المقبور والذين انتموا لحزب العفالقة (تقية) أو من اجل مصلحة مادية سحبوا البساط من تحت (الاخوان الاتقياء) وسرقوا شعاراتهم ولخواء التنظيم استطاع المتطرفين الوهابيين (القاعدة) من التركيز على عقدة المذهبية لتكفير الشيعة والقضاء على من كان متخبطا من الاخوان في تحليله لازمة الامة الابدية وافتراقها.
اما ما تبقى من الاخوان من الذين (اعتزلوا الفتنة) تيمنا بأبن عمر بن الخطاب العدوي فأنهم لازالوا في بيوت عبادتهم حيارى ومن استجرأ منهم ومن يستجري على معارضة ما يقام من تقتيل واغتيال وارهاب وتفخيخ فأن مصيره الموت. الأخوان (ضيعوا المشيتين) بل اكثر من مشية بين حزب عفلق وتنظيم القاعدة وبين الجلوس على التل كابن عمر العدوي, لم يعد للتنظيم أية سمة سوى الاسم وبصراحة القول نزيد انهم لمن يكن لهم اية سمة تذكر سوى الشعارات ورفع المصاحف ومزاولة التعبد والمعارضة الابدية, لكنهم في العراق الان (استبعثوا وتعفلقوا)مع الحزب الاسلامي و(استقعدوا) مع القاعدة وهذا يفسر لنا اغتيال خطباءهم ومشايخهم المحايدين مرة على ايدي القاعدة المتطرفة ومرة بيد فلول البعثية وبين الاثنين ضاعت المشية .



#مروان_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طغاة العرب حضرنا نهايتكم
- مراحل الوعي الباهضة
- هدية العيد السلفية لاهل العراق
- لمن لا يحب عقوبة الاعدام
- ذكرى
- العقدة المذهبية
- طبخة جديدة بمقادير عتيكة
- لمن السلاح؟
- حرب أم تعاون
- في لوعة المنفى
- أطوار
- ما بين رسم وموت
- التثليث في الاديان
- حلم يقظة
- رويدا يرحل الظلام


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مروان توفيق - الاخوانجية الذين ضيعوا المشيتين