أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان توفيق - ذكرى














المزيد.....

ذكرى


مروان توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربع قرن مضى وها نحن في ذكرى الحرب المشؤومة , قادسية الطاغية الحبيس. ببزته العسكرية ونياشينه الملمعة وسيجاره الفاخر كان القائد( الضرورة) يحرك الجيش العراقي كتحريك لاعب شطرنج لامبالي لبيادقه, وماضره في ذلك فاولئك الذين على جبهات القتال كانوا لاشي عنده فهم حراس البوابة الشرقية ومن حسن حظهم ان يموتوا على (الساتر) بدلا من الموت في زنازين التعذيب فما اعدل الامير ,وأن كان يجود على شجعانهم الاشاوس بانواط ملونة لينتفشوا فخرا ويتحفوا الناس ببطولاتهم الكارتونية وحركاتهم المتملقة المستكينة للقائد المظفر ليصبحوا من اصدقاء الريس , نعم فالذي يحصل على اكثر من نوط كان يعتبر من الاصدقاء اذا كنت تذكر ايها القارئ, فيا للشرف . كانت ابواق الدعاية البعثية تغسل عقول الناس باكاذيبها وبطولات جيشها الغازي الذي كان يصد الريح الصفراء المجوسية , ترافقها الاناشيد الحماسية المدوية حتى قيل فينا ان العراق بلد المليون نشيد , دعايات مدروسة يسمعها السذج من الناس فتنطلى عليهم ويرعاها من كانت المصالح تشبعه نهما من (اكراميات) السيد القائد. أما دول العربان الكريمة فقد اثبتت كرمها العربي الاصيل في مساعداتها واغداقاتها الكريمة على الفارس وشعبه المقهور , نعم (فمنهم المال ومن الشعب العراقي العيال) كما قالها اكثر من مرة احدهم, ثم تأتي زيارة الجار الكابتن وكم مرة يعاود اداء التحية العسكرية للمعتوه صانع القادسية لينفشه فخرا فارغا وهو الذي لم يخدم يوما واحدا في خدمة العلم, كان الجار الكابتن الملك السعيد سعيدا بفوران النفط في اراضيه من جراء القادسية فتملقه المقزز لمعتوه العوجة كان شيئا لابأس به مادامت الخطة في حفظ البوابة الشرقية تمشي على قدم وساق. ثمان سنين, ياللعدد المرعب للذين ماتوا وشردوا وهجروا من اراضيهم واوطانهم وللناس الذين عوقوا وفقدوا اعضاءهم, ارامل ويتامى , ثواكل ومصائب لكن العلم الخفاق كان يخفق عاليا ضاحكا على حماقة الناس واستكاناتهم ومعه القائد المغوار في قصوره الحجرية يتمتع في اذلال العسكر وابناء الوطن ظانا كغيره من الطغاة انه سيعيش ابدا على عرشه. اذكر يوم نهاية الحرب وكلنا يذكره, كنت سعيدا بنهاية الحرب لسذاجتي عندما افاقني صديق محنك قائلا: البنادق التي كانت موجهة نحو الشرق ستتوجه نحو الداخل والعاقل
هو من يجد له منفذا او ملجأ . وكعادة البعث بخسته بدأت الاعدامات والمطاردات وقصف المدن والقصبات في الشمال والجنوب .نعم انتهت الحرب ولكن حرب الشعب لم تنته ومعاناة الناس بقيت الى يومنا هذا.
مضى الزمن حثيثا وتبدلت دول, ربع قرن ليس بالعهد الطويل لمن كان الصبر مفتاحه ولمن كان يؤمن بأن للباطل جولة. نعم مات الكابتن الملك وصلى عليه اليهود الصهاينة فيا للموتة الذليلة! ومات وزير التصنيع العسكري شر موتة وهو الذي اختصر الايام ليتحول من سائق القصر الى وزير الاركان وكلنا يذكر نباحه وهو يقول (انت حسين واني حسين) ايام قصفه لمدن الجنوب ايام الانتفاضة,
ومات وزير الدفاع في طيارته , اغتيالات وسجون واعدامات واعواد للمشانق والاوامر تأتي لتنفذ كما يشاء الاسياد حتى طفح الكيل وحتى عتا المعتوه على اسياده وركبه الغرور وكأنه يقول انا ربكم الاعلى.
وهكذا تضاربت المصالح وهاجت الريح وسقطت
النياشين, والبزات الملمعة المكوية اختفت في حفر الجرذان ليمسي القائد الفذ حبيسا عند اسياده كحيوان سيرك عاد الى قفصه بعد انتهاء وصلته في ساحة العرض. وتلك الملايين التي فقدت زهرة الحياة في السنين الثمان لابواكي لهم , فقد اضمحلت الذكريات وطوت سنين الحزن تلك الايام البائسة وذوت زهرة الشباب لمن بقى يجتر تلك التعاسات . كان للباطل جولة ولم تغفل يد الاقدار الرحيمة عن المظلومين. اما الذين صنعوا الطاغية بذلتهم وارتضوا خسة بدلا عن العزة فقد ضربت عليه الذلة وعميت ابصارهم وهم مازالوا على العهد الخسيس يتوارثون الدناءة والغدر, ولكنهم اشلاء ممزقة في وطننا الحزين يتحينون الفرص لقتل ابرياء وسحق كبرياء فما اغباهم الا يروا نهاية صاحبهم وحاشيته بعد مصائب ربع قرن من زمان. ربع قرن من زمان اصبح القائد حبيسا في انتظار رصاصة الرحمة من اسياده , واصبحت الدولة المعتدى عليها قوة كبيرة تقف بوجه المعسكر المتسلط على شعوب الارض, تمضي قدما نحو اهدافها, فمتى نغسل احزاننا ونريح ارواحنا من قتال وصراع صنعته شياطين الارض ومتى نسترجع ذكريات حرب مقيتة ونقول كانت في ما مضى ومضى معها من كان يغذيها ويبوق لها , امنية من اماني , و الله تعالى مع الصابرين.



#مروان_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقدة المذهبية
- طبخة جديدة بمقادير عتيكة
- لمن السلاح؟
- حرب أم تعاون
- في لوعة المنفى
- أطوار
- ما بين رسم وموت
- التثليث في الاديان
- حلم يقظة
- رويدا يرحل الظلام


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان توفيق - ذكرى