أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان توفيق - طغاة العرب حضرنا نهايتكم














المزيد.....

طغاة العرب حضرنا نهايتكم


مروان توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 05:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصنع الجماهير طاغيتها ويرضوا بذلتهم له لتكتب عليهم الذلة فيتجبر الطاغية الى غير منتهى من الجبروت حتى ليقول انا ربكم الاعلى. ذات المسار وذات البداية والنهاية لطغاة الارض فليس عجب أن نرى عين المنوال وعين التشابه عند كل الامم قديما وحديثا.
وفي بلاد العرب ولد الطغاة وترعرعوا بدعم سلطة العشيرة وقوة التقاليد وجهل العوام وتقديسهم, منهم من مات على كرسيه ومنهم من قضى مخنوقا بيد جواريه وخصيانه لكنهم جميعا ماتوا أو قتلوا وهم على منابر عروشهم ولم تقدر الشعوب على بغضها لهم من ادانتهم , فماتوا وهم في قمة الطغيان وخلدهم وعاظ سلاطين واحاطوهم بالتبجيل والمجد حتى صاروا ابطالا واشبه بالاساطير وحصنتهم اساليب نظام احكامهم ومفاهيمها حتى خلدوا بهالة التقديس . من يجرأ على على القول بأن هارون الرشيد كان طاغية مستبدا حكم بالسيف والرعب, من يجرأ على ذلك القول تنبري له الاقلام والاعلام لتدين بشاعة قوله في اهانة رمز من رموز امة العرب ! وكذلك الحال لباقي الطغاة وحكام العرب والقائمة طويلة لاتنتهي لايمكن حصرها بحاكم واحد بل أن كل حاكم حكم هذه الامة كان طاغية الى درجة قد تنزل عن غيره من الملوك والسلاطين والروؤساء درجة وقد تزيد حتى تبلغ منزلة فرعون. ما أن يستلم سدة الحكم اي من حكام العرب حتى يقبع في عرشه لا ينزل عنه الا بالموت لتدفع الامة ثمن جبروته دماءا واعمارا تضيع في اتون من ظلم طويل. وتمضي عجلة الزمان ليخلد بذكر منجزاته في شق الترع والانهار والتطاول في البنيان وتسهيل نيل العلم لطلابه وتسليح الجيوش وغيرها ممن ترينا بناءا يخفي وراءه خراب النفوس وضياع الامة. كل الجيوش التي سلحت كانت اولا واخيرا لحماية قصور الطغاة والدفاع عنهم واذا ما خرجت تهاجم الامم فهي ماخرجت الا لابعادها عن قصر الامارة كما نبهنا ميكافيللي في كتابه (الامير) الى تلك الحيلة. مرة يجيش طاغية مصر عبدالناصر قواته الى ارض اليمن بعيدا عن بلاده بالاف الاميال ليقامر بمقامرة حمقاء فيخسر ما لايعد من مال ورجال ويعود جيشه خائبا منهكا ولكن الجماهير لاتبالي في تهتف مخدرة بأفيون جبروته. ومرة يسحق القذافي جيشه في حرب لاطائل لها في النيجر وكأن شيئا لم يكن ومن يجرأ على تسميته بالطاغية! ومرة يحرق الحرث والنسل طاغوت العراق بقادسيته فترفعه الامة الى منازل التقديس وكأن الامر نزهة مرت . يتربع زين العابدين على كرسي الرئاسة ليغير دستور البلاد حتى يطيل عهد بقاءه ولكن يرضى الناس بذلك ويخنعوا في ذلتهم طمعا في السلامة ورضاءا بقدر الله المقدر على عباده! يموت الرئيس واذا بولده يتربع على كرسي الاب ليولد نظام عجيب وجديد الا وهو الجمهوريات الملكية! وهكذا تمر السنون والناس في غيبوبة الخدر , رضوا بالذلة لتكتب عليهم الذلة ولكنهم يعللوا خنوعهم بالرضا بقضاء الله ومن يقدر أن يغير المكتوب؟
مفاهيم القدر والرضا بالمكتوب سطرها وعاظ السلاطين ونسبوها لنبي الامة حتى أوردوا احاديثا تحلل خنوع الناس للظلمة ومنها ما معناه ان اطاعة الوالي واجبة ما اقام الصلاة! نعم بالصلاة فقط وما عداها يحل للحاكم ان ينكح شعبه اذا شاء, أوكحديث جواز الائتمام بالبر والفاجر وغيرها من احاديث السمع والطاعة. حصنت انظمة الطغيان بقاءها بقوة الدين المزيف لتحفظ عقول العوام تلك المعادلات المهينة لتعيش كدود الارض تحت موائد الجبابرة تأكل فضلات الطغاة وتنام بمباركتهم وتتناسل من اجل حمايتهم.
لم يدان طاغية لاعماله واستكباره واذا ما مات فقد يجرأ القليل القليل من الناس على تقليب صفحات أيامه لفضحه أما الهمج الرعاع فهم كعدهم ينعقون مع كل ناعق مصرون على تبرير افعال حاكمهم الراحل ويخلقوا له الاعذار لتبقى صورته جميلة وسط مزابل اعماله وما اقترفت اياديه وايادي جلاوزته. أما وعاظ حكامنا المتخمون بالهبات والعطاءات فهم لا يتورعوا عن اضلال شعوبهم وخداعها ببريق الكلمات من على منابر بيوت عبادتهم أو على صفحات جرائدهم ولم لا والمال وفير والعطاء غدير.
لا نستغرب اذا مارأينا من يدافع عن طاغية العراق القمئ من طغاة العرب بل من كل حكام العرب فكلهم طغاة وأن اختلفت درجات جبروتهم . أنهم لا يدافعوا عن ظالم العراق فقط شريكهم في الجرم والاستكبار بل هم يدافعون عن انفسهم فهم جميعا ينهلون من منهل الشر والقتل والتحكم, متشابهون في بزاتهم العسكرية وخطاباتاهم (التاريخية) , في طريقة تخضيب شعرهم بفاحم اللون المقزز للظهور بمظهر المتجلدين وان كانت المنية قد انشبت اظفارها في اعمارهم الطويلة, متشابهون ببشاعة طلعاتهم بخنث صبيانهم وسفاهة ابناءهم, فهم اخوة الشر ومن سلالته .
بكى الطغاة سرا وعلنا وهم يروا شبيهم في قفص, انها صدمة لم تحدث قبلا ولم تحصل في تاريخ هذه الامة المحكمومة بطغاة سفلة . بكى المسمتفيدون والهمج الرعاع, اهل الاقلام واصحاب كوبونات النفط على مصدر رزقهم وينبوع الهامهم وبناء اكاذيبهم. بكى السادة ومغتصبي السلطة من ملوك بني امية وبني العباس وغيرهم في قبورهم فحكم حفيد من احفادهم وصنيعة من صنائع دينهم المزيف اهانهم واضاء ظلام مزابلهم بنور الحقيقة. هزة اخرست ملوك العرب وهل للعرب سوى الملوك يحكمونهم أما كلمة رئيس فهي تعني ملكا في عهد التكوين.
أم الذين فرحوا فهم فقراء بلادي , ذوي الشهداء والمظلومين, الغرباء على اراضي اوطانهم, المطاردون , سكنة الزنازين ونزلاء السجون
من احرار بلادي المعزولون عن الناس خوفا من عدوى حبهم للحرية
التي ستنهض الموتى من شعوب العرب وتحييهم.
ليفرح المظلومون ويستبشروا خيرا فهذا اول من يحاكم على جرمه من طغاة العرب وليسهر الظلمة بارقهم, فحبال المشانق تنسل رويدا نحو اعناقهم. ويا طغاة الارض حضرنا نهايتكم , ستحاكمون في يوم قريب ولن ينجو منكم فرعون واحد حتى موتاكم سيحاكموا ويومئذ يفرح المظلومون ويضحك الحزانى..... فانتظروا ونحن كذلك في انتظار.



#مروان_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراحل الوعي الباهضة
- هدية العيد السلفية لاهل العراق
- لمن لا يحب عقوبة الاعدام
- ذكرى
- العقدة المذهبية
- طبخة جديدة بمقادير عتيكة
- لمن السلاح؟
- حرب أم تعاون
- في لوعة المنفى
- أطوار
- ما بين رسم وموت
- التثليث في الاديان
- حلم يقظة
- رويدا يرحل الظلام


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان توفيق - طغاة العرب حضرنا نهايتكم